ابنة الأديب الراحل: يعقوب الشاروني سعى لتقديم أعمال إبداعية تخاطب وجدان الأطفال (حوار)
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت الدكتورة هالة الشارونى، ابنة الكاتب الكبير الراحل يعقوب الشارونى، إن والدها أسهم فى إثراء الأدب العربى، بأعماله المميّزة التى تخاطب عقل ووجدان الطفل، وتربيته على القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة، إذ لم يكن أباً فقط، بل صديقاً حنوناً كريماً، ومعلماً جليلاً للأبناء والأحفاد وأحفاد الأبناء.. وإلى نص الحوار:
كيف تلقى الأديب الكبير، قبل وفاته، خبر اختياره شخصية معرض الكتاب فى الدورة الحالية؟
- مسئولو وزارة الثقافة أبلغوه بالخبر قبل وفاته، منذ ثلاثة شهور، وتلقاه بفرح وامتنان، لأنه يمثل تقديراً لجهوده فى أدب الطفل، ومساهماته فى إثراء هذا المجال، حيث كان يؤمن بأهمية أدب الطفل، وكان يسعى لتقديم أعمال إبداعية وهادفة تخاطب عقلهم ووجدانهم، وتنمّى لديهم القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة، كما كان يحب التواصل مع الأطفال، ويحرص على المشاركة فى الأنشطة والمناسبات التى تستهدفهم، ويشعر بالسعادة عندما يرى الفرحة فى عيونهم، لذلك كان اختياره بمثابة تكريم لجهوده فى مجال أدب الطفل.
ماذا عن يعقوب الشارونى الأب؟
- لم يكن أباً فقط، بل كان صديقاً حنوناً وكريماً، يحرص على استقبالى وشقيقى مجدى عند عودتنا من المدرسة، ويجلس لمناقشتنا فى مشكلاتنا وأوقات سعادتنا، فضلاً عن حرصه الشديد على تحقيق ما نرجوه، سواء كانت متعلقة بالتعليم أو السفر أو إتقان مهارة معينة.. ومع ذلك، كان حازماً فى تربيتنا، ويتبع أسلوب الحوار والنقاش فى التعامل معنا، لإيمانه بأنه أفضل طريق لحل المشكلات، وكان دائماً يشجّعنا على التعبير عن آرائنا ومشاعرنا.
ما مدى تأثر الأحفاد بالجد؟
- تأثر الأحفاد بإبداع الجد بشكل إيجابى وملموس، فابنتى خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس، كانت تعشق الترجمة، ترجمت ثلاث حكايات عندما كانت فى المرحلة الإعدادية، وطبعت ودُرّسَتْ فى مدارس اللغات، وذلك كان ينبع من إبداع الجد، الذى كان يشجّعها على القراءة والكتابة والتعبير عن نفسها، وابنى خريج كلية الهندسة، وكان والدى يستعين به كثيراً ليفهم أدق تفاصيل الكمبيوتر وخباياه ليكتب إحدى قصصه، أو ليبحث معه عن معلومات دقيقة، ليكتب موقفاً علمياً صحيحاً، ووالدى كان يحرص باستمرار على إثراء المعرفة لدى أبنائه وأحفاده، والأحفاد يعشقون جدهم، وكانوا يتمنون أن يطلب منهم شيئاً، ليجلسوا معه والاستمتاع بالخبرة والمعلومات والمواقف التى يصبها فى أذهانهم، حيث كان مصدر إلهام لهم، وساعدهم على تطوير اهتماماتهم وسلوكياتهم، وكان أكبر ابن حفيد لوالدى يبلغ من العمر الآن تسع سنوات، وكان عاشقاً للكتب والكتابة، وكان يكتب روايات مناسبة لعمره، وكان والدى يجلس معه كثيراً، ليحكى له عما يقرأه، عندما كان الحفيد الصغير يسحب أحد الكتب العلمية ذات الصور الجذابة، ويذهب بها إلى الجد الأكبر «يعقوب» أو الجدة، كنا نحكى له ما نراه من صور، ونذكر له المادة العلمية المناسبة لعمره، وكان يستمتع بالجلوس بجوارنا أو بين أحضاننا، للاستمتاع بالحوارات.
كيف كان يحفّز الأحفاد على القراءة؟
- عندما وُلد ابناى، وبدأ كل منهما فى جذب الكتب للاستمتاع بالصور، جمع كل الكتب المناسبة لعمر كل منهما، ووضعها فى المكتبة على رفوف منخفضة، حتى يتمكن الصغيران من الوصول إليها بسهولة، وظل يفعل ذلك طوال فترة طفولتهما، لذلك كان يغير من نظام مكتبته لمصلحة الأبناء أو الأحفاد، وكثير من الناس مع بداية الدراسة، يجمعون كتب الحكايات والروايات والمجلات، ويخفونها للاهتمام بالكتب الدراسية فقط، وهذا عكس ما كان يحدث معنا أنا وأخى والأولاد، ففى بداية السنة الدراسية، كان والدى يضع على مكتب كل منا مجموعة مختارة من الروايات والكتب والمجلات لنقرأها على مدار السنة الدراسية، بالإضافة إلى كتب شهرية ومجلات أسبوعية.
أكان يستمع إلى رأى أحد فى كتاباته؟
- نعم، كان يحرص على الاستماع إلى آرائنا، وأخذ الملاحظات على كتاباته ويضعها فى الاعتبار، حتى الأولية منها، ويحرص على تصحيح أى أخطاء أو تعديل أى أمور لا تروق لنا، كما كان يحب اللغة العربية، ويؤمن بأهمية الحفاظ عليها، ويحرص على استخدام الفُصحى الصحيحة فى كتاباته، كان رحمه الله مبدعاً ومثقفاً حقيقياً.
مكتبة المبدع الراحلأنا كاتبة، وقد أوصانى والدى بتكملة المشوار الذى بدأه منذ 63 عاماً، وبدأت بالفعل فى إكمال ما أوصانى به، لقد قرأت أعماله وتعلمت منه الكثير عن فن الكتابة لأدب الطفل، فضلاً عن أهمية اختيار الموضوعات التى تخاطب اهتمامات الأطفال، وأهمية استخدام العربية السليمة، والتركيز على القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة، لقد وجدت فى المكتبة كنزاً ثميناً يحتوى على الكثير من الكتب والمؤلفات التى كتبها على مدار سنوات طويلة، وبدأت فى قراءتها، وأجد فيها الكثير من الإلهام والتوجيه، وأسأل الله أن يساعدنى على إكمال وتنفيذ الوصية التى أوصانى بها، لقد تعاهدت أن أكمل المشوار الذى بدأه، وأن أقدم أعمالاً إبداعية وهادفة للأطفال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب ما کان
إقرأ أيضاً:
دورات تدريبية لتعزيز الاحتياجات النفسية لدى الأطفال في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة 145 مليار درهم مساهمة متوقعة للقطار فائق السرعة في الاقتصاد الوطني اقترض 264 ألف درهم من دون ضمان ورفض ردهاعملت مؤسسة التنمية الأسرية على تنفيذ دورات تدريبية لتعزيز الاحتياجات النفسية لدى الأطفال، وذلك من خلال تطوير مهارات الوالدين وتثقيفهم بالبرامج التي تهتم بجميع المراحل العمرية لدى فئة الأطفال، لتلبية الاحتياجات النفسية لديهم؛ وذلك لارتباطها وتأثيرها على الصحة النفسية.
وقالت نورة مجاهد، أخصائي تثقيف صحي في مؤسسة التنمية الأسرية: «إن عدم إشباع الاحتياجات النفسية لدى الأطفال قد يؤدي إلى الإحباط والشعور باليأس، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية».
وذكرت أن إشباع احتياجات الطفل النفسية يشعره بالأمان والاستقرار، والثقة بالنفس وزيادة حبه لذاته، وكذلك شعوره باحترام والديه له، كما أن إعطاء الطفل مساحة من الحرية ينمي من مهاراته، ويقوي من شخصيته.
وأكدت أهمية توفير البنية المعرفية لدى لأطفال، الأمر الذي يتطلب تحضيرهم للمواقف الصعبة عن طريق أخبارهم بما عليهم توقعه، وكيف عليهم التعامل معه، وشرح الأسباب التي تكمن من وراء القوانين المختلفة، واستعراض القوانين معهم، والاستماع إلى وجهات نظرهم، ومساعدتهم للتوصل إلى طرق لإصلاح أخطائهم بالشكل الذي يمكنهم من الاستفادة من هذه الأخطاء، بالإضافة إلى التحدث معهم في أوقات متقاربة والتصرف كقدوة إيجابية مع تجنب تهديدهم بالضرب، أو حرمانهم من الحب.
وتابعت: من المهم الأخذ بعين الاعتبار اختلاف طباع الطفل، وهو أمر فطري لا يمكن تغييره، ولا توجد طباع جيدة أو سيئة، ولكن هناك أفراد أسر أو أولياء أمور، أو والدين لديهم المعرفة بطباع أبنائهم ويتقبلونها، وهناك من يعتبر طباع الأطفال مشكلات سلوكية، مشيرة إلى أن المؤسسة تركز على تنمية مهارات أولياء الأمور، وتعزيز بعض المهارات التي تساعد في ضبط سلوك الأطفال، بالإضافة إلى التفريق بين السلوك وبناء الشخصية.
وتسعى مؤسسة التنمية الأسرية من خلال برامجها وخدماتها المتخصصة إلى التركيز على تطوير وتنمية الأساليب الوالدية المتبعة، نظراً لما تتركه من أثرٍ كبيرٍ وفاعلٍ على سلوك وشخصية الطفل، وتعزيز العلاقات الإيجابية مع الأطفال، وفهم تأثير البيئة الوالدية.