زوار عراقيون يعتدون على قبر معاوية.. تفاصيل مشاهد أثارت غضبا واسعا
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
أثارت تسجيلات مصورة لـ"زوار عراقيين" غضبا واسعا وحالة استنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وثّقت وكما تداولها مستخدمون، اعتدائهم بالأحذية على قبر الخليفة الأموي الأول، معاوية بن أبي سفيان، في مقبرة "باب الصغير" بالعاصمة السورية دمشق.
ورغم أن الغضب اشتعل بين أوساط السوريين بالتحديد، وهو ما انعكس على نحو خاص بموقع التواصل "إكس"، سرعان ما شارك مستخدمون عرب بتعليقات ومنشورات استنكروا من خلالها السلوك الطائفي.
يعتبر معاوية بن أبي سفيان من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، ويختلف السنة والشيعة بشأن النظرة إليه وتقييمه.
وجاء انتشار مقاطع الفيديو وبشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع توافد الكثير من العراقيين إلى العاصمة السورية، لإحياء ذكرى وفاة السيدة زينب.
وبلغ عددهم خلال الأسبوع الفائت، حسبما ذكرت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، 26 ألف و400، موضحة أن 18 ألف و500 منهم دخلوا عبر منفذ القائم – البوكمال، و7 آلاف و900 عن طريق مطار دمشق الدولي.
ما حقيقة المشاهد؟انقسمت المشاهد عبر "يوتيوب" و"إكس" ضمن جزئين، الأول أظهر قرابة عشرة شبان يعتدون بالأحذية على السور الخارجي للقبر، ويرددون عبارة: "أشهد أن عليا ولي الله".
أما الجزء الثاني فقد وثّق امرأتين تقومان بذات الفعل، بينما يُصدر المصور من خلف الكاميرا أصوات ضحكات، ويحثهن على مواصلة الفعل.
ويعود التاريخ الأصلي للمشهد الأول إلى خمسة أيام مضت، إذ كان ثائر الدراجي وهو ناشط شيعي قد نشره عبر قناته الرسمية في موقع التواصل "يوتيوب"، وعنونه بعبارة: "زيارة الشيعة إلى قبر معاوية في دمشق".
أما الثاني فيعود تاريخه الأصلي إلى عام 2022، حين تداولته حسابات عراقية وسورية بكثرة، وأظهر السيدتين وهن يعتدين على قبر معاوية.
ولا تعتبر هذه التسجيلات التي توثق حوادث الاعتداء على قبر معاوية جديدة على مشهد العاصمة السورية دمشق.
ودائما ما ينشر رجال دين شيعة، بينهم محسن الحيدي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثّق اعتدائهم على قبر معاوية وافتخارهم بذلك، سواء كلاميا أو بالأيدي.
ويرفض سوريون، خاصة من أبناء الطائفة السنّية، هذا السلوك.
وقد أشارت تعليقاتهم خلال الساعات الماضية عبر "إكس"، بعدما انتشر تسجيل الاعتداء الجديد، إلى حالة استنكار ومخاوف من الصورة التي باتت عليها دمشق، عاصمة الدولة الأموية قبل قرون.
"تزيد الأمور اشتعالا"الصحفي السوري، قتيبة ياسين كتب عبر "إكس": "لماذا يسمح نظام الأسد للزوار العراقيين بإهانة قبور الصحابة في دمشق وضربها بالأحذية التي تعبر عن قيمتهم وفهمهم وثقافتهم؟".
وأضاف قائلا: "يهان قبر مؤسس الدولة الأموية في عاصمته وعلى مرأى ومسمع أهلها ويقولون لك سوريا ليست محتلة".
واعتبر الصحفي السوري، تمام جنّح أن "هذه الأفعال الطائفية لا تزيد الأمور إلا اشتعالا".
وتابعت الناشطة الحقوقية، رزان صفور بقولها معلّقة على المشاهد: "مرعبة الطريقة التي صنع بها النظام الطائفية في سوريا لأنها عملة سهلة ورخيصة للتداول بها".
وأضافت: "كانت سوريا دائما بلدا متنوعا من حيث التركيبة السكانية العرقية والدينية. ما يفسد ذلك؟ الإهانة العلنية وتدنيس معتقدات الناس وقيمهم. وفي هذه الحالة، القيم والمعتقدات التي يحركها الإيمان لدى غالبية سكان البلاد".
ونشرت هيئة "العمل الوطني من أجل سوريا"، وهي جهة معارضة، بيانا دعت فيه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" و"رابطة العالم الإسلامي" و"المجلس الإسلامي السوري" إلى إدانة "هذه السلوكيات الإجرامية، والتحذير من خطورتها".
وطالبت في البيان أيضا بـ"كشف الجهات الداعمة لها، والعمل الحثيث على حماية تراث الشعب السوري وتاريخه الحضاري، وصون رجالات الأمَّة من الطعن والإهانة والتشوية المتعمد"، وفق تعبيرها.
أين قبر معاوية؟ولا توجد مصادر تاريخية موثوقة ومحددة توضح وتؤكد المكان الأساسي لقبر الخليفة الأموي معاوية، بينما يتفق مؤرخون على أنه في دمشق، وفي مقبرة "باب الصغير"، كما يقول عبد الرزاق معاذ ابن مؤرخ دمشق خالد معاذ لموقع "الحرة".
ويضيف معاذ، وهو مدير عام سابق للآثار والمتاحف في سوريا، معاون وزير الثقافة السابق أيضا أن قبر "معاوية الصغير" ابن يزيد يقع في حارة النقاشات بدمشق القديمة.
ويوضح المهندس السوري، مظهر شربجي، الذي شغل سابقا رئيس شعبة المهندسين بريف العاصمة دمشق أن الاعتداء على قبر الخليفة الأموي الأول ليس بجديد في دمشق، ويعود إلى فترة ما بعد الحرب العراقية-الإيرانية، وبدء الحجاج الإيرانيين التوافد للعاصمة.
ويقول شربجي لموقع "الحرة" إن كثرة الاعتداءات و"التدنيس" دفع في مرحلة ما محافظة دمشق إلى بناء جدران اسمنتية من الخارج لحمايته، ولجعل اختراقه صعبا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی دمشق
إقرأ أيضاً:
بعد عودته إلى دمشق.. جمال سليمان يدعو للتمييز بين العدالة والانتقام
دمشق- بعد أيام قليلة من اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد في 15 مارس/آذار 2011، اختار الممثل جمال سليمان الوقوف إلى جانب المطالب الشعبية، وأطلق مع عمّه وزير الإعلام السابق محمد سلمان ومجموعة من رجالات السياسة مبادرة وطنية لطرح خارطة حلّ شاملة للأزمة التي كانت تعصف بالبلاد.
حينئذ، تحول سليمان إلى خصم للنظام الذي أطلق أصناف التهديد والوعيد، مطالبا إياه بالتراجع عن مواقفه التي "توهن من عزيمة الأمة وتضعف الشعور القومي" بحسب التهمة الشهيرة لمعارضي النظام، فاختار المغادرة إلى مصر.
الأسد شخصيا اعتبره "عدوًّا مباشرًا"، وصنّفه لاحقًا "خائنا"، بل طلب ذات مرة من مستشارته بثينة شعبان التواصل مع إحدى القنوات الفضائية المقرّبة من إيران لاستنكار استضافة نجم مسلسل "صلاح الدين" على شاشتها.
سأقصد قبر والدي اللذين توفيا دون أن يتاح لي توديعهما أو إلقاء النظرة الأخيرة عليهما أو حضور تشييعهما
بواسطة جمال سليمان
مرت الأيام وكان سليمان دائم الحديث عن حتمية انهيار نظام الأسد، مؤكدا أنك "لن تلمح بعدها جيش الشبيحة الذين يرهبون الناس، سيكون هؤلاء أول الهاربين".
وبعد شهر من سقوط النظام وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، عاد الممثل السوري إلى بلاده التي غاب عنها قسرًا 13 عامًا، ليستقبله مجموعة من أصدقائه وعدد كبير من الصحافيين وناشطي شبكات التواصل الاجتماعي.
إعلانفي حواره مع "الجزيرة نت"، يعرب جمال سليمان عن سعادته البالغة برجوعه إلى وطنه، والاستقبال الحافل والترحيبات المنكّهة بالمودة العميقة، فلعلّ المكسب الأبرز لأي فنان أن يراكم محبة لدى الناس مع تعاقب الزمن.
ويضيف "أبهى أنواع الفرح أن تجد في استقبالك أصدقاء كانوا يتجنّبون التواصل معك خشية الاستدعاء الأمني والاعتقال التعسفي من نظام مجرم، وكنتُ أحرص على عدم تعريضهم للخطر وربما هذه اللحظة العارمة سيشوبها حزن شخصي بليغ، إذ سأقصد قبر والدي اللذين توفيا دون أن يتاح لي توديعهما أو إلقاء النظرة الأخيرة عليهما أو حضور تشييعهما".
وحول تصريح أطلقه سنة 2015 أكد فيه قرب عودته إلى دمشق، يعلق سليمان "قلت وكررت مرارًا أنني عائد إلى بلدي الكريم بطريقة حرّة ليست ذليلة ولا هي بمثابة عودة إلى بيت الطاعة كما كان يأمل النظام! ها نحن نتحاور معكم من مقهى شعبي في قلب دمشق، بعد أن زالت كل أسباب إبعادي عن بلدي. الفكرة أن النظام كان يروّج بأننا سنعود صاغرين معتذرين ونطلب العفو!".
ويستنكر "تخيّلوا أن تطلب الصفح ممن أجرم بشعبك وتاريخ بلادك وحاضرها ومستقبلها!".
جمال سليمان دعا بقية الفنانين المعارضين لنظام الأسد للعودة إلى سوريا والاستقرار فيها (مواقع التواصل الاجتماعي)ورغم المآسي والظروف الصعبة التي يعيشها أغلب السوريين منذ سنوات، يُرجع بطل مسلسل "التغريبة الفلسطينية" فرحة المواطنين واحتفالاتهم المستمرة "إلى انتصار الحق على الباطل وتحقيق غاية الشعب وإرادته، وبدء عودة الناس ولمّة أهل البلد في بلدهم لأول مرة منذ اندلاع الثورة. فالسوريون كانوا يختارون أوطانًا بديلة وأماكن غير بلدهم، ليلتقوا فيها وهذا ما كنت أفعله مع إخوتي وعددنا 7، لكن لم يبق منّا سوى شقيقتين هنا في الشام".
وعمّا إذا كان يتواصل مع شقيقتيه في عهد النظام المخلوع، يقول "طبعًا كنت أخاف عليهن لكننا لم نعدم الوسيلة، وإحداهن فصلت من وظيفتها الحكومية بسبب تواصلها معي وتأييدها مواقفي".
إعلانأما على الصعيد المجتمعي والسياسي، فيقول سليمان إنه يركز جهوده على طرح أفكاره نحو التداول العام، "وترتكز تلك الأفكار على أن سوريا اليوم بحاجة الخبرات والطاقات والأطباء ورجال الاقتصاد".
وعن دور الفنانين في بناء مستقبل سوريا، يقول "تنتظرنا مهمات وتحديات كبيرة في البلد اليوم لأن النظام تركها منهكة ومرهقة اقتصاديا، ومتردية خدميا، ومنقسمة اجتماعيا. اليوم تحتاج الهوية الوطنية السورية لترميم وإعادة صياغة، لذا كلنا معنيون بحوار وطني واسع وشامل همّه لمّ الشمل وتحقيق العدالة الانتقالية لتهدأ أرواح كل الشهداء ومن قضى نحبه، وليشعر ذووهم باسترداد جزء من حقوقهم".
تخيّلوا أن تطلب الصفح ممن أجرم بشعبك وتاريخ بلادك وحاضرها ومستقبلها!
بواسطة جمال سليمان
ويضيف الفنان البالغ من العمر 65 عاما "لا بد من عقد مصالحة وطنية تتخطى الخطاب الطائفي المقيت واستحضار فكرة أن كلنا خطاؤون وربما ارتكبنا بذريعة الخوف وسوء التقدير بعض الأخطاء فعلا، لكن لا بد أن نغفرها لبعضنا، وأن تميّز المصالحة أيضًا بشكل صريح بين العدالة والانتقام، وتوضح الفروق بينهما".
ويشدد "لا بد من وأد الخطاب الطائفي المقيت لأننا بحاجة بعضنا جميعا كسوريين، ويجب أن يكون تحقيق العدالة كفيلا بعدم التغاضي عن جرائم لا يمكن تلافي آثارها وعواقبها الوخيمة. كنا نعيش ضمن أعتى ممالك الخوف.. ومع هذا التغيير الجذري علينا تجاوز ما يمكن تخطّيه لننتهز الفرصة التاريخية باستعادة بلادنا وبنائها من جديد".
أخيرًا، لا يخفي نجم مسلسل "الفصول الأربعة" أمنياته بأن يلحقه أغلب زملائه من نجوم الدراما السورية المعارضين إلى دمشق، ممن اضطروا إلى مغادرة بلادهم "وحان وقت عودتهم الآمنة والطويلة".