الخرطوم – الهضيبي يس

أعلنت دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو انسحابها بمفعول فوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” ووفق البيان الذي نشر على وسائل الإعلام فإن قادة الدول المذكورة الخاضعة لحكم مجالس عسكرية إثر انقلابات متوالية اتخذوا قرارهم “استجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم”. يذكر أن البلدان الثلاثة تعاني منذ سنوات ترديا في وضعها الأمني وانتشارا كبيرا للجماعات المسلحة والمتطرفة، وتتهم “إيكواس” بعدم مساعدتها في مواجهة الجهاديين الذين صعدوا من هجماتهم في المنطقة منذ 2012

وذكر بيان مشترك الأحد لكل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر انسحاب الدول الثلاث بمفعول فوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، المنظمة الإقليمية التي تضم 15 عضوا.

وجاء في البيان أن قادة دول الساحل الثلاث “مع تحملهم كافة مسؤولياتهم أمام التاريخ واستجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم، يقررون بسيادة كاملة الانسحاب الفوري لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”.

وتواجه الدول الثلاث انعداما للأمن وعنفا ترتكبه جماعات جهادية وأوضاعا اجتماعية متردية، وتوترت علاقاتها مع “إيكواس” منذ أن استولى الجيش على السلطة في مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023.

وتحاول “إيكواس” وقف موجة الانقلابات والضغط من أجل عودة المدنيين إلى السلطة في أسرع وقت، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها، موضحة ان “إيكواس” تقع تحت تأثير قوى أجنبية، تخون مبادئها التأسيسية وباتت تشكل تهديدا لدولها الأعضاء وشعوبها”.

وتواصل الأنظمة العسكرية استنكار ما تعتبره تأثيرا فرنسيا على المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. والانسحاب من “إيكواس” هو أحدث خطوة في القطيعة مع الحلفاء التقليديين للدول الثلاث.

فقد طردت الدول الثلاث سابقا سفراء فرنسا وقواتها العسكرية وتقاربت سياسيا وعسكريا مع روسيا، كما شكلت تحالفا ثلاثيا تحت شعار تكريس السيادة والوحدة الأفريقية.

ولفتت السلطات العسكرية الحاكمة في البيان المشترك إلى أن بلدانها شاركت في تأسيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عام 1975.

وقالت في النص إنه “بعد 49 عاما من الوجود، تلاحظ شعوب بوركينا ومالي والنيجر الباسلة بأسف شديد ومرارة وخيبة أمل كبيرة أن منظمتهم ابتعدت عن مُثُل آبائها المؤسسين والوحدة الأفريقية”.

واتهمت “إيكواس” بعدم مساعدتها في مواجهة الجهاديين الذين صعدوا هجماتهم منذ عام 2012 في مالي، ثم في أراضي جارتيها، ما أسفر عن مقتل آلاف العسكريين والمدنيين، وتسبب في نزوح ملايين السكان.

واعتبرت أن العقوبات المفروضة تمثل “موقفا غير عقلاني وغير مقبول” في وقت “قررت هذه الدول أن تأخذ مصيرها بأيديها”، في إشارة إلى الانقلابات التي أطاحت بالأنظمة المدنية، بينما لم يكن للعقوبات التي اتخذتها “إيكواس” تأثير يذكر حتى الآن في عودة المدنيين إلى قيادة الدول الثلاث.

بالمقابل التزم العسكري الماليون الذين يتولون السلطة منذ نحو أربع سنوات بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا تنظيم انتخابات في شباط/فبراير 2024، لكنهم عادوا وأجلوا موعدها إلى تاريخ غير محدد.

وفي بوركينا فاسو، أكد الرئيس إبراهيم تراوري بعد توليه السلطة في 30 أيلول/سبتمبر 2022 أنه سيفي بالالتزامات التي قطعها سلفه الكولونيل بول هنري داميبا أمام “إيكواس” بإجراء انتخابات في صيف 2024، ومنذ ذلكم الوقت يقر النظام البوركين فاسو برنامح لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي،ولم يتم فرض أي عقوبات على بوركينا فاسو، باستثناء تعليق مشاركتها في هيئات “إيكواس”.

أما في النيجر، فقد أدى الحصار التجاري إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخلق نقصا في منتجات أساسية من بينها الأدوية، وبعد أيام قليلة من الانقلاب، أعلن الجنرال عبد الرحمن تياني أن الفترة الانتقالية لن تتجاوز ثلاث سنوات، ومن المقرر تحديد المدة الدقيقة للانتقال خلال “حوار وطني” لم يبدأ بعد.

ويعتبر المراقب للشؤون العسكرية والسياسية الأمين اسماعيل في حديث لموقع (نبض السودان) – أن انعدام عنصر الثقة في المنظمة الأفريقية لمنطقة الساحل الأفريقي (الايكواس) من قبل مجموعة الدول الأربع والتي تقود تكتل فيما بينها “بوركينا فاسو، النيجر، مالي، غينيا بيساوي” بأن المنظمة واقعة تأثير الفعل الخارجي هو مايكاد دفعها لاتخاذ قرار الانسحاب.

بالإضافة لجوء المواطنين في هذه الدول الي ممارسة الضغط على الانظمة العسكرية التي تولدت عقب حدوث الانقلابات أبان فترة الثلاث سنوات الماضية، مايجعل قرار الانسحاب نتيجة لفعل تلك الضغوط.

كذلك فشل السياسات الفرنسية خلال الفترة الماضية اتجاه دول الساحل الأفريقي، وتعامل معها بذات العقلية القديمة التي وضعت أبان حقبة الاستثمار مع ازدياد حجم المخاطر خاصة تلك الأمنية في إشارة لتوسع نشاط الجماعات الإرهابية من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” و”القاعدة” ووسط ضعف الإحتياجات اللوجستية التي لطالما وعدت فرنسا بتوفيرها.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أقدام الأرض تحت تهتز منظمة المجموعة الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا بورکینا فاسو الدول الثلاث مالی والنیجر

إقرأ أيضاً:

فنانو سوريا الكبار يثيرون جدلاً واسعاً.. هل ما حصل «نفاق»؟

مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق “بشار الأسد”، ظهرت في البلاد حالة أثارت جدلا كبيرا في الشارع السوري وهو ما أطلق عليه “حالة التكويع والنفاق اللامتناهية”، من “مؤيدين للعضم كما يقال لـ”بشار الأسد”، لمؤيدين بلا حدود “للثوار”، حيث برروا موقفهم بأنهم كانو “مقموعين”، وسادت الحالة بشكل كبير في أوساط الفنانين، فكيف علق بعض منهم على نجاح ثورة 8 ديسمبر 2024 وإسقاط نظام “الأسد”؟

ونبدأ من الفنان السوري الكبير دريد لحام، “والذي كان يؤكد في مقابلاته على ضرورة عدم وجود محظورات، وبعد سقوط “الأسد”، عبر عن صدمته بأنه لم يسقط بل فر هاربا معلنا أنه أزاح عبئا كبيرا برحيله”، وكان “لحام” صرح سابقا بأن “حافظ الأسد” كان يحضر مسرحياته ومجرد تواجده في المسرح يشكل حالة من الأمان والحماية لهم كممثلين”.

أما مطربة الجيل ميادة الحناوي، فقد تبدل الموقف بـ”كوع ثلاثي الأبعاد” على حد قول البعض، “فهي التي غنت الكثير من الأغاني للقائد الراحل حافظ الأسد وكان من الممكن أن تغني “لبشار الأسد” قالت خلال تواجدها بالبحرين وهي تحيي حفلها الغنائي “نحنا مرقنا بحقبة صعبة كتير وطاغية ومتلنا متل كل الناس ما منعرف شي أبدا”.

أما الفنانة “سوزان نجم الدين”، التي ظهرت في إحدى القنوات الفضائية اللبنانية أعلنت رفضها المساس بشخص الرئيس وغادرت الحلقة غاضبة عندما سألها المذيع هل هي مع أو ضد “بشار الأسد” في قتل شعبه؟ فنشرت تبريرا لمواقفها السابقة تصف ما جرى اليوم بأنه تغيير جذري وقالت: “لم أكن يوما متلوّنة ولن أكون.. ولدت وترعرت صادقة.. حرّة.. كسوريتي اليوم بإذن الله.. فمن لحظة سقوط النظام أدركت كم كنا مخدوعين..(بفكرة التغيير).. لقد زرعوا الخوف في أعماقنا ولسنينَ طويلة من أن دماءنا ستستباح على قارعة الطريق”.

وأضافت نجم الدين: “ماحدث اليوم في (شكل تغيير السلطة) جعلني أدرك أنها كانت أفعالا فردية وعشوائية فتبدد الخوف في داخلي ودعاني للتفاؤل.. فما حملته القيادة الجديدة من شعارات.. وما أصدرته من بيانات تدعو فيها للم شمل البلاد وتضافر أهلها بمختلف طوائفهم وحرصهم على عدم إراقة الدماء وعلى الأمن والأمان..وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصّة وعفوهم عن سجناءَ قد أدمى قلوبنا وعقولنا ما رأيناه فيهم من ظلم واضطهاد.. لنعيش معا يدا واحدة .. نحن معكم فلاتخذلونا.. كما خذلنا من قبلكم وخان الوطن والشعب وحتى العائلة.. فكونوا على العهد كما وعدتمونا”.

وخرج الفنان أيمن زيدان الذي وصفه البعض بأنه من “مدللي السلطة”، وأن معظم ما قدمه عبر السينما في سنوات الحرب كان بمباركة وتبن واضح من القيادات، وعلق بمنشور كتب فيه معتذرا: “أقولها بالفم الملآن كم كنت واهما.. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف ..أو ربما خشينا من التغيير لاننا كنا نتصور ان ذلك سيقود الى الدم والفوضى …لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري ….شكرا لأنني أحس أنني شيعت خوفي وأوهامي بشجاعة أعتذر مما كنت أراه وافكر فيه”.

من جهتها، الفنانة سلاف فواخرجي، أعلنت عن ولائها للثورة السورية وعودتها إلى “جادة الصواب”، مؤكدة أن تواجدها مع النظام السابق في بعض المناسبات لن يمسح من ذاكرة الناس”، بحسب قناة روسيا اليوم.

وأردفت: “إنها مرحلة من تاريخ سوريا شئنا أم أبينا.. بإيجابياتها وسلبياتها.. وتاريخنا معها.. احترم كل لحظة مضت.. وسأحترم كل لحظة جديدة في حياة جديدة لبلدي أتمنى كل المنى أن تكون قادرة على نهضة سوريا، وتمنت أن تكون سوريا دولة علمانية مدنية فسوريا بلد الحضارة والديانات والنور”.

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024.. إسبانيا تستعيد مكانتها بين الكبار
  • عام ساخن في الساحل.. اشتداد الأزمة مع إيكواس وإغلاق القواعد الغربية
  • «انهيار الكبار».. برشلونة ويونايتد والسيتي في مأزق
  • بوركينا فاسو تؤكد التزامها تجاه تحالف دول الساحل
  • الجوهري فكر يرحله.. شوبير: الحضري كان مزرجن في بوركينا فاسو 98
  • 30 مليار دولار حجم التبادل التجاري لدول حوض النيل في 2023
  • اليمن في صدارة الدول الأكثر تضرراً من الكوليرا على مستوى العالم
  • مالي والنيجر وبوركينا ترفض مهلة «إكواس»
  • فنانو سوريا الكبار يثيرون جدلاً واسعاً.. هل ما حصل «نفاق»؟
  • دول الساحل تضع قواتها المسلحة في حالة تأهب بسبب “إيكواس”