جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@16:04:03 GMT

سلام عليكِ يا غزة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

سلام عليكِ يا غزة

 

علي بن حمد المسلمي

  ana.1970@hotmail.com

 

"كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ"

القرن الحادي والعشرون قرن بلغ العلم ذروته وتصورنا أن الإنسان بلغ مجده بما أنجزه من منجزات تفوق الخيال وظن أنَّه قادر على هذه الأرض بعد ظهور زينتها وزخرفها، ولكن  جوهره لم يتغير منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل.

المشهد يتكرر والمأساة تظهر بقتل الإنسان لأخيه الإنسان بلا هوادة ولا رحمة، القلب أقسى من الحجر "وإنَّ من مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلْأَنْهَٰرُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ".

إن الناظر للوضع في غزة ومساحتها الصغيرة والمزدحمة بالسكان والتي زج فيها الصهاينة عتادهم وعدتهم وكأنهم يحاربون دولة عظمى بقضها وقضيضها  وما يستخدمونه من قنابل محرمة دوليا كالفسفورية مثلا  فاقت ما ألقي وزن القنبلة التي ألقيت في اليابان على مدينتي هيروشيما وناكزاكي حسب تصريحات المختصين في هذا الجانب، وكذلك القصف المدفعي التدميري العشوائي الذي قضى على الحجر والبشر؛ لجعلها غير صالحة للعيش والذي يفوق تصور عقول البشر أن يفعل الإنسان هكذا بأخيه الإنسان.

التصريحات التي يطلقها قادتهم بين الفينة والأخرى والتي دانتها محكمة العدل الدولية في لاهاي ضمن الدعوة المقدمة من جنوب أفريقيا من تشبيه العرب بالحيوانات البشرية في غزة، والذين لا يستحقون العيش وإلقاء قنبلة نووية على غزة لمسحها من الوجود،  واستشهادهم بكتبهم بقتل الأطفال بحيث لا يبقى هناك طفل في غزة وقتلهم الشيوخ والنساء وهدم دور العبادة؛ كالمساجد والكنائس وقصف المشفيات والبيوت وتدميرها على رؤوس قاطنيها،  وجرف المزروعات وتجويع الناس وتعطيشهم وتهجيرهم؛ بإقامة بحيرة صناعية لهم في البحر المتوسط.

إنه لحريّ بالإنسان أن يتأمل وتستوقفه العبر والعظات وما دل عليه القرآن الكريم في محكم آياته البينات التي لا يزيغ عنها إلا هالك، إن هؤلاء قتلة الأنبياء والمرسلين وعبدة العجل وخونة العهود والمواثيق قد تجردوا من إنسانيتهم كوحوش في صورة بشرية، لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .

إن ما نشاهده في غزة من مآس إنسانية ليشيب منه الرأس، وتقشعر له الأبدان وتتفطر له القلوب. والعرب صامتون وأخوانهم وبني جلدتهم تهدم على رؤوسهم المنازل ويقتل أطفالهم وشيوخهم، والجوع ينخر بطونهم الخاوية أصلا. ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء مع برودة الطقس وبركات السماء.

أما آن الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ لوقف هذا العدوان وهذه الحرب الطاحنة غير المتكافئة وغير العادلة. أن يقوم العرب والمسلمون خاصة والعالم أجمع بالضغط بكل ما يملكونه من قوة لمساعدة الغزيين بكل السبل والوسائل الممكنة؛ وخاصة أن محكمة العدل الدولية قد حكمت باتخاذ التدابير والإجراءات الإنسانية اللازمة للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.

لا سيما وأن القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية تسمح بمثل ذلك في النزاعات والحروب التي يتعذر تسليم المساعدات فيها مباشرة كما حدث في الحرب العالمية الثانية في بعض مناطق الصراع التي يتعذر فيها توصيل المساعدات للمتضررين كالعاصمة الألمانية برلين على سبيل المثال.

ومن ضمن الوسائل التي يستطيع العرب والمسلمون والعالم مساعدة أهل الغزة بها بسبب غلق المعابر والبطء في إدخال المساعدات القيام بعملية إنزال جوي للأغذية والمستلزمات التي يحتاجون إليها، وإقامة المزيد من المستشفيات الميدانية في القطاع؛ لمعالجة المرضى والجرحى، وكذلك إقامة ورش للمستلزمات الطبية لإصلاح المعدات والأجهزة الطبية، وتأهيل المستشفيات لإعادتها لوضعها الطبيعي، وكذلك إقامة محطات متنقلة لتحلية المياه على شاطئ غزة؛ لتزويد المواطنين والمشفيات بمياه صالحة للشرب وأغراض أخرى .

إن الإنسانية جمعاء يجب أن تقف وقفة رجل واحد ضد طغيان الإنسان ومايملكه من جبروت ضد أخيه الإنسان من أجل صالح البشرية؛ ليعم السلام والازدهار؛ تجنبا لتكرار قصة قابيل وهابيل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«التضامن» تنظم احتفالية اليوم العربي للمسنين 23 يناير المقبل

أكدت الدكتورة مايا مرسي وزير التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تنظم احتفالية اليوم العربي للمسنين تحت شعار «العطاء مستمر» يوم 23 يناير 2025، بناء على القرار رقم 1008 الصادر عن الدورة 43 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والذي ينص على دعوة الدول الأعضاء على الاحتفال باليوم العربي لكبار السن بهدف تمكين قيمة ومكانة المسنين في الدول العربية، وتقديرا لما بذلوه من جهد طوال مسيرة حياتهم، وموضوعات السياسات الاجتماعية.

جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيسة الدورة الـ43 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب على المستوى الوزاري المقامة في المنامة عاصمة المملكة البحرينية، بحضور أسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، والمهندس أحمد بن سليمان الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية.

وتوجهت وزيرة التضامن الاجتماعي في الجلسة الافتتاحية، بالشكر إلى مملكة البحرين على استضافة المؤتمر، وكذلك إلى وزاء المشاركين في المؤتمر، معربة عن سعادتها بالمشاركة في المجلس، وأنها تابعتُ الإنجازات المهمة للمجلس خلال فترة الرئاسة المصرية، رغم الصعوبات والتحديات الجسام التي تواجه الدول العربية وتأثيرها بشكل مباشر على الأوضاع الاجتماعية التنموية، وفي مقدمة ذلك الأوضاع في قطاع غزة.

وأوذحت أن مصر ساعدت في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في توجيه عدد من قوافل المساعدات لأهلنا في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات من الأشقاء في الدول العربية التي جرى تجهيزها والعمل عليها من قبل الهلال الأحمر المصري وهي382 ألفا و771 طنا من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية تمثل ما يزيد عن 26 ألف شاحنة.

الهلال الأحمر قدم خدمات طبية وصحية وإغاثية كتوفير الكشف الطبي

وفيما يخص أطفال غزة فقد قدم الهلال الأحمر المصري خدمات طبية وصحية وإغاثية كتوفير الكشف الطبي الشامل والعلاج بواقع 8090 كشفا طبيا، وتقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي وجلسات الصحة النفسية بواقع 12 ألفا و317 خدمة، فضلا عن توفير خدمات الأطراف الصناعية للأطفال المصابين، وخدمات التوعية الصحية للأطفال والمسح الخاص بسوء التغذية بواقع 5598 حالة متضمنة الأطفال، وكذلك توزيع حقائب التعليم للأطفال، وخدمات المياه والإصلاح والنظافة الصحية بواقع 14 ألفا و255 حقيبة نظافة شخصية.

إرسال 5 معونات بالمجهود الجوي إلى لبنان

كما قام الهلال الأحمر المصري بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية في إرسال عدد 5 معونات بالمجهود الجوي لدولة لبنان الشقيقة تحمل ما يقرب من 70 ألف طن من المساعدات الإغاثية والغذائية إلى جانب المساعدات الطبية التي قدمتها وزارة الصحة والسكان المصرية.

وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن رئاسة المجلس قد شكلت من خلال الوزيرة نيفين القباج، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، ومدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية، زيارة لمعبر رفح يوم 24/11/2023، لتوصيل المساعدات التي أقرها مجلسي وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب، إلى الأهالي في قطاع غزة، رسالة مهمة للتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني الشقيق.

وقد أطلع الوفد رفيع المستوى على الجهود الذي يقوم بها الهلال الأحمر المصري لتنسيق دخول المساعدات بالرغم من المعوقات والتحديات اللوجيستية والتشغيلية التي يقابلها الهلال الأحمر المصري في إدخال المساعدات من الجانب الإسرائيلي، ورغم ذلك فقد نجح الهلال الأحمر المصري في إيصال العديد من المساعدات ولا يزال يستمر في عمله.

الهلال الأحمر المصري قام بتوصيل مساعدات مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب

الجدير بالذكر، أن الهلال الأحمر المصري قام بتوصيل مساعدات مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب إلى جمهورية السودان، وغير ذلك من الجهود الهامة في هذا المجال، بالإضافة إلى ما تقدم.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي، أن التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، تؤكد على ضرورة تضافر كافة الجهود لتعزيز العمل الاجتماعي العربي المشترك، والذي يمس حياة المواطن اليومية، وتؤكد مصر على التعاون مع الأشقاء العرب في مختلف المجالات الاجتماعية التنموية ذات الصلة، وتأكيدا على مواصلة الجهود لتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة المرجوة.

واختتمت الدكتورة مايا مرسي كلمتها قائلة: «أتوجه بالشكر مجددا لكل من ساهم في تنظيم أعمال المجلس، وأوجه شكر خاص لأمانته الفنية، على الجهود المهمة فى التنظيم اللوجستي والموضوعي لأعمال المجلس، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية في الشقيقة البحرين».

 

مقالات مشابهة

  • «التضامن» تنظم احتفالية اليوم العربي للمسنين 23 يناير المقبل
  • بسبب الانتقادات الدولية..نتانياهو يطالب الجيش بالترويج لإدخال المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة: "من المستحيل تقريبًا" إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مسؤول أممي: بات من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الإعلام الحكومي في غزة يدعو للضغط على إسرائيل لوقف سرقة المساعدات الإنسانية
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها
  • أوكسفام تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت لشمال غزة
  • دعوى قضائية أمريكية ضد طبيبة في نيويورك وصفت دواء للإجهاض لسيدة في ولاية تكساس التي يحظر فيها ذلك
  • أزمة جديدة في وصول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.. عصابات مسلحة ونهب منظم
  • الكلاب وجثث الفلسطينيين والعدالة الدولية