سلام عليكِ يا غزة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
علي بن حمد المسلمي
ana.1970@hotmail.com
"كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ"
القرن الحادي والعشرون قرن بلغ العلم ذروته وتصورنا أن الإنسان بلغ مجده بما أنجزه من منجزات تفوق الخيال وظن أنَّه قادر على هذه الأرض بعد ظهور زينتها وزخرفها، ولكن جوهره لم يتغير منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل.
إن الناظر للوضع في غزة ومساحتها الصغيرة والمزدحمة بالسكان والتي زج فيها الصهاينة عتادهم وعدتهم وكأنهم يحاربون دولة عظمى بقضها وقضيضها وما يستخدمونه من قنابل محرمة دوليا كالفسفورية مثلا فاقت ما ألقي وزن القنبلة التي ألقيت في اليابان على مدينتي هيروشيما وناكزاكي حسب تصريحات المختصين في هذا الجانب، وكذلك القصف المدفعي التدميري العشوائي الذي قضى على الحجر والبشر؛ لجعلها غير صالحة للعيش والذي يفوق تصور عقول البشر أن يفعل الإنسان هكذا بأخيه الإنسان.
التصريحات التي يطلقها قادتهم بين الفينة والأخرى والتي دانتها محكمة العدل الدولية في لاهاي ضمن الدعوة المقدمة من جنوب أفريقيا من تشبيه العرب بالحيوانات البشرية في غزة، والذين لا يستحقون العيش وإلقاء قنبلة نووية على غزة لمسحها من الوجود، واستشهادهم بكتبهم بقتل الأطفال بحيث لا يبقى هناك طفل في غزة وقتلهم الشيوخ والنساء وهدم دور العبادة؛ كالمساجد والكنائس وقصف المشفيات والبيوت وتدميرها على رؤوس قاطنيها، وجرف المزروعات وتجويع الناس وتعطيشهم وتهجيرهم؛ بإقامة بحيرة صناعية لهم في البحر المتوسط.
إنه لحريّ بالإنسان أن يتأمل وتستوقفه العبر والعظات وما دل عليه القرآن الكريم في محكم آياته البينات التي لا يزيغ عنها إلا هالك، إن هؤلاء قتلة الأنبياء والمرسلين وعبدة العجل وخونة العهود والمواثيق قد تجردوا من إنسانيتهم كوحوش في صورة بشرية، لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .
إن ما نشاهده في غزة من مآس إنسانية ليشيب منه الرأس، وتقشعر له الأبدان وتتفطر له القلوب. والعرب صامتون وأخوانهم وبني جلدتهم تهدم على رؤوسهم المنازل ويقتل أطفالهم وشيوخهم، والجوع ينخر بطونهم الخاوية أصلا. ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء مع برودة الطقس وبركات السماء.
أما آن الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ لوقف هذا العدوان وهذه الحرب الطاحنة غير المتكافئة وغير العادلة. أن يقوم العرب والمسلمون خاصة والعالم أجمع بالضغط بكل ما يملكونه من قوة لمساعدة الغزيين بكل السبل والوسائل الممكنة؛ وخاصة أن محكمة العدل الدولية قد حكمت باتخاذ التدابير والإجراءات الإنسانية اللازمة للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.
لا سيما وأن القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية تسمح بمثل ذلك في النزاعات والحروب التي يتعذر تسليم المساعدات فيها مباشرة كما حدث في الحرب العالمية الثانية في بعض مناطق الصراع التي يتعذر فيها توصيل المساعدات للمتضررين كالعاصمة الألمانية برلين على سبيل المثال.
ومن ضمن الوسائل التي يستطيع العرب والمسلمون والعالم مساعدة أهل الغزة بها بسبب غلق المعابر والبطء في إدخال المساعدات القيام بعملية إنزال جوي للأغذية والمستلزمات التي يحتاجون إليها، وإقامة المزيد من المستشفيات الميدانية في القطاع؛ لمعالجة المرضى والجرحى، وكذلك إقامة ورش للمستلزمات الطبية لإصلاح المعدات والأجهزة الطبية، وتأهيل المستشفيات لإعادتها لوضعها الطبيعي، وكذلك إقامة محطات متنقلة لتحلية المياه على شاطئ غزة؛ لتزويد المواطنين والمشفيات بمياه صالحة للشرب وأغراض أخرى .
إن الإنسانية جمعاء يجب أن تقف وقفة رجل واحد ضد طغيان الإنسان ومايملكه من جبروت ضد أخيه الإنسان من أجل صالح البشرية؛ ليعم السلام والازدهار؛ تجنبا لتكرار قصة قابيل وهابيل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الأونروا» تنشر خارطة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
نشر مفوض وكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، خارطة مفصلة تصور الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح لازاريني، بالخارطة، بالألوان “تصنيفات المنطقة العسكرية والتي تقسم إلى “مناطق عالية الخطورة” وإلى “مناطق تلقت أوامر بالإخلاء” بسبب خطورتها العالية، كما أظهرت الخارطة انهيار النظام المدني في مناطق القطاع وتحولت إلى “عالية الخطورة” مشيرا إلى “مناطق مرور المساعدات الإنسانية” التي تتطلب التنسيق مع الجيش الإسرائيلي”.
كما ظهر في الخارطة، “مناطق “إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية”، والطرق البديلة من وإلى معبر “كرم أبو سالم” التي يغلقها الجيش الإسرائيلي حاليا أو أنها أصبحت “غير صالحة للاستخدام” بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفي الخارطة أيضا ظهرت نقطة الانتظار التي تقف فيها قوافل المساعدات “الضوء الأخضر” من الجيش الإسرائيلي قبل التوجه إلى نقطة التفتيش”.
وطالب لازاريني، في حسابه على منصة “إكس”: “بوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن هذا الدمار”.
وكتب: “80% من مناطق قطاع غزة أصبحت مصنفة عالية الخطورة حيث يضطر الناس فيها إلى الفرار بحثا عن أساسيات الحياة وخاصة الأمان المفقود”، وأضاف: “إن سكان القطاع محاصرون دون أي مكان آمن يذهبون إليه”.
وتابع لازاريني: “في شمال قطاع غزة، لا يزال السكان تحت حصار مطبق. يركضون للنجاة بحياتهم في حلقات مفرغة ومحرومون من وصول المساعدات الإنسانية إليهم لأكثر من 40 يوما حتى تاريخ اليوم”.
وقال المفوض العام لـ”الأونروا”: “في جميع أنحاء غزة، أصبح تسليم المساعدات الشحيحة أصلا والمسموح بها، أمرا معقدا للغاية لأسباب عديدة منها الطرق غير الآمنة”.
وأضاف لازاريني: “لقد تم تدمير النظام المدني هناك، وبالإمكان إعادة تأسيسه من خلال وقف إطلاق النار إضافة إلى المساءلة”.
هذا وارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الـ412 إلى 44056 قتيلا و104268 جريحاً.
latest map from @ochaopt ????
80% of the #Gaza Strip is now high risk areas where people are forced to flee in search for the basics especially the nonexistent safety.
They are trapped with no safe place to go.
In northern Gaza, people remain under a tight siege. They run for… pic.twitter.com/CBNXsIn7Mg