جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@16:41:29 GMT

سلام عليكِ يا غزة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

سلام عليكِ يا غزة

 

علي بن حمد المسلمي

  ana.1970@hotmail.com

 

"كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ"

القرن الحادي والعشرون قرن بلغ العلم ذروته وتصورنا أن الإنسان بلغ مجده بما أنجزه من منجزات تفوق الخيال وظن أنَّه قادر على هذه الأرض بعد ظهور زينتها وزخرفها، ولكن  جوهره لم يتغير منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل.

المشهد يتكرر والمأساة تظهر بقتل الإنسان لأخيه الإنسان بلا هوادة ولا رحمة، القلب أقسى من الحجر "وإنَّ من مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلْأَنْهَٰرُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ".

إن الناظر للوضع في غزة ومساحتها الصغيرة والمزدحمة بالسكان والتي زج فيها الصهاينة عتادهم وعدتهم وكأنهم يحاربون دولة عظمى بقضها وقضيضها  وما يستخدمونه من قنابل محرمة دوليا كالفسفورية مثلا  فاقت ما ألقي وزن القنبلة التي ألقيت في اليابان على مدينتي هيروشيما وناكزاكي حسب تصريحات المختصين في هذا الجانب، وكذلك القصف المدفعي التدميري العشوائي الذي قضى على الحجر والبشر؛ لجعلها غير صالحة للعيش والذي يفوق تصور عقول البشر أن يفعل الإنسان هكذا بأخيه الإنسان.

التصريحات التي يطلقها قادتهم بين الفينة والأخرى والتي دانتها محكمة العدل الدولية في لاهاي ضمن الدعوة المقدمة من جنوب أفريقيا من تشبيه العرب بالحيوانات البشرية في غزة، والذين لا يستحقون العيش وإلقاء قنبلة نووية على غزة لمسحها من الوجود،  واستشهادهم بكتبهم بقتل الأطفال بحيث لا يبقى هناك طفل في غزة وقتلهم الشيوخ والنساء وهدم دور العبادة؛ كالمساجد والكنائس وقصف المشفيات والبيوت وتدميرها على رؤوس قاطنيها،  وجرف المزروعات وتجويع الناس وتعطيشهم وتهجيرهم؛ بإقامة بحيرة صناعية لهم في البحر المتوسط.

إنه لحريّ بالإنسان أن يتأمل وتستوقفه العبر والعظات وما دل عليه القرآن الكريم في محكم آياته البينات التي لا يزيغ عنها إلا هالك، إن هؤلاء قتلة الأنبياء والمرسلين وعبدة العجل وخونة العهود والمواثيق قد تجردوا من إنسانيتهم كوحوش في صورة بشرية، لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .

إن ما نشاهده في غزة من مآس إنسانية ليشيب منه الرأس، وتقشعر له الأبدان وتتفطر له القلوب. والعرب صامتون وأخوانهم وبني جلدتهم تهدم على رؤوسهم المنازل ويقتل أطفالهم وشيوخهم، والجوع ينخر بطونهم الخاوية أصلا. ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء مع برودة الطقس وبركات السماء.

أما آن الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ لوقف هذا العدوان وهذه الحرب الطاحنة غير المتكافئة وغير العادلة. أن يقوم العرب والمسلمون خاصة والعالم أجمع بالضغط بكل ما يملكونه من قوة لمساعدة الغزيين بكل السبل والوسائل الممكنة؛ وخاصة أن محكمة العدل الدولية قد حكمت باتخاذ التدابير والإجراءات الإنسانية اللازمة للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.

لا سيما وأن القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية تسمح بمثل ذلك في النزاعات والحروب التي يتعذر تسليم المساعدات فيها مباشرة كما حدث في الحرب العالمية الثانية في بعض مناطق الصراع التي يتعذر فيها توصيل المساعدات للمتضررين كالعاصمة الألمانية برلين على سبيل المثال.

ومن ضمن الوسائل التي يستطيع العرب والمسلمون والعالم مساعدة أهل الغزة بها بسبب غلق المعابر والبطء في إدخال المساعدات القيام بعملية إنزال جوي للأغذية والمستلزمات التي يحتاجون إليها، وإقامة المزيد من المستشفيات الميدانية في القطاع؛ لمعالجة المرضى والجرحى، وكذلك إقامة ورش للمستلزمات الطبية لإصلاح المعدات والأجهزة الطبية، وتأهيل المستشفيات لإعادتها لوضعها الطبيعي، وكذلك إقامة محطات متنقلة لتحلية المياه على شاطئ غزة؛ لتزويد المواطنين والمشفيات بمياه صالحة للشرب وأغراض أخرى .

إن الإنسانية جمعاء يجب أن تقف وقفة رجل واحد ضد طغيان الإنسان ومايملكه من جبروت ضد أخيه الإنسان من أجل صالح البشرية؛ ليعم السلام والازدهار؛ تجنبا لتكرار قصة قابيل وهابيل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟

بوترا جايا- انخرط شهر الأمان محمد شعاري في مجال العمل الإنساني والإغاثي منذ أكثر من 15 عاما، وتنقل بين دول عدة، لكنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كرّس كل جهده لمساعدة الشعب الفلسطيني، وعُين مديرا للمعاينة والتخطيط في "عملية الإحسان" الماليزية، التي أنيط بها تنسيق الجهود المشتركة بين الحكومة الماليزية والمؤسسات الأهلية العاملة في فلسطين.

ويقول شعاري للجزيرة نت إنه لم يكن بالإمكان تخطي العوائق الضخمة لإيصال المساعدات لفلسطين دون تعاون وتكامل وثيقين بين مئات المنظمات غير الحكومية والهيئات الحكومية، بما فيها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، حيث تواجه أعرق المنظمات الإنسانية الماليزية تضييقا شديدا على عملها في فلسطين.

شعاري يعتبر أن الدبلوماسية الحكومية ساهمت في تسهيل وصول مساعدات المنظمات الإنسانية الماليزية لقطاع غزة (الجزيرة) تكامل الجهود

تأسس صندوق مساعدة الشعب الفلسطيني عام 2002، لكن جهود العمل الإنساني الماليزي باتت تشهد تكاملا وتنظيما متناميين منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حسب شعاري، حيث يؤكد أن إيصال المساعدات للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان ثمرة جهد مشترك بين الحكومة والهيئات الإنسانية.

ويستشهد شعاري بتدشين وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، دفعة جديدة من المساعدات الماليزية للشعب الفلسطيني، قُدرت قيمتها بنحو 20 مليون دولار، جمعتها المؤسسات الأهلية في إطار حملاتها الشعبية المتواصلة.

أما كمال نشار الدين بن مصطفى، رئيس "ماي كير" أكبر هيئة إغاثية أهلية في ماليزيا، فيرى حاجة ماسة لمواءمة البعدين السياسي والإنساني، بهدف إيصال المساعدات، وهو ما تسعى لتحقيقه "عملية الإحسان" التي انطلقت فور بدء حرب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وشدد، في حديثه للجزيرة نت، على ضرورة استمرار الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وضع حد للإبادة والجرائم بحق الإنسانية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب، وفي الوقت نفسه تكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بدءا من الغذاء والدواء.

ورغم إشادة بن مصطفى بجهود رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على الصعيد الدولي لوقف الحرب وإيصال المساعدات، فإنه انتقد ما وصفها بالجهود الفردية لكل دولة، وقال إن هناك حاجة ماسة لتوحيد الجهود، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي بإمكانها القيام بدور أكثر فعالية بهذا الشأن، حسب تعبيره.

سبل الوصول

من جهته أعلن وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، عن تقديم نحو نصف دفعة المساعدات الأخيرة عن طريق وكالات الأمم المتحدة، مثل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومكتب تنسيق المساعدات "أوتشا".

وشدد الوزير على أهمية التنسيق والتعاون مع دول جوار فلسطين، لا سيما الأردن ومصر، لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، وقال إنه لم يعد هناك سوى جسر الملك حسين، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، بعد تدمير قوات الاحتلال معبر رفح مع مصر.

من ناحيته استبعد رئيس حملة عملية الإحسان جسمي جوهري مشاركة ماليزيا في عمليات إسقاط المساعدات من الجو لإنقاذ من يواجهون المجاعة في قطاع غزة، وقال للجزيرة نت إن الدول التي شاركت في المساعدات الجوية تنسق عملياتها مع سلطات الاحتلال، وهو ما يخالف إجماعا تشترك فيه الحكومة والمنظمات غير الحكومية في ماليزيا، بتجنب ما يمكن أن يفسر بأنه "تطبيع للعلاقات أو اعتراف غير مباشر بكيان الاحتلال".

وكان ممثلون لمؤسسة أهلية قد عبروا، في تصريحات للجزيرة نت، عن رغبتهم بإيصال المساعدات بأي وسيلة، بما فيها عن طريق الإسقاط من الجو بالتنسيق مع دول الجوار التي تقيم علاقات مع إسرائيل، رغم تمسكهم برفض التنسيق المباشر مع الاحتلال.

في حين أشار رئيس إدارة المعاينة في عملية الإحسان شعاري إلى زيارة نائب وزير الخارجية الماليزي محمد بن الأمين لمصر، في أبريل/نيسان الماضي، بهدف بحث سبل إيصال المساعدات الماليزية، واتصال رئيس الوزراء أنور إبراهيم في تلك الأثناء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو ما سمح بدخول جزء من المساعدات الماليزية عبر معبر رفح آنذاك، لكن دخولها توقف بعد عملية رفح في مايو/أيار الماضي.

شمس الدين دعا الحكومة الماليزية للاستفادة من علاقاتها الجيدة مع الأردن ومصر لتسهيل وصول المساعدات (الجزيرة)

أما فهمي شمس الدين رئيس منظمة السلام العالمية الماليزية، فدعا الحكومة إلى استثمار علاقاتها الجيدة مع دول جوار فلسطين، لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة بأية وسيلة، وقال للجزيرة نت إننا نعول كثيرا على التحركات السياسية لتجنب كارثة أكبر مما هو حاصل.

وأضاف أن المؤسسات الدولية كانت تصل للمتضررين في قطاع غزة مباشرة بعد ارتكاب الاحتلال أية جريمة، وتتجنب حدوث كارثة إنسانية، لكنها في هذا العدوان تقف عاجزة، وهنا لا بد من "تحرك سياسي لكسر الجدار"، بحسب تعبير رئيس المنظمة.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المصرية للسودان
  • شاهد.. تقريرًا يعرض المساعدات الإنسانية المصرية للسودان منذ بدء الأزمة
  • جهاز حماية المنافسة يفوز بجائزة شرفية من البنك الدولي وشبكة المنافسة الدولية
  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها على مُختلف أنحاء غزة
  • تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟
  • وزير الخارجية يبحث إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بغزة
  • «حياة كريمة»: هدفنا الارتقاء بحياة المواطن وحفظ كرامة الإنسان
  • ‏قادة منظمة شانغهاي يدعون إلى وقف دائم لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • الإمارات تقدم مساعدات إنسانية للنازحين من شرق خان يونس