سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
المبادئ الراسخة منذ بداية البشرية والتي قد لا يختلف عليها أي اثنين هي أن الكبير يقتات على الصغير وليس في قانون الطعام فقط لدى الحيوانات وإنما في قانون البشر أيضًا فكلما كنت كبيرًا أثرت كثيرا على ذلك الصغير وأخذت حقه إن كان لا يدري لا بل باسم العدل والإنصاف ستخبره أنك الأكبر ويجب أن يكون لك نصيب الأسد ولكن هو نصيبه الجزء المتبقي من ضالتك وربما جزء صغير لا يذكر وربما مع علمك بهذا أصبحت تدرك أن الحياة الطبيعية لن تعطيك فرصا أكثر لانَّ الكبير قد استحوذ عليها ولأنك صغير لن يكون لك إلا البقايا هذا إن تمكنت من الحصول عليها من الأساس.
ونحن نعيش في دولة عامرة بالخيرات؛ فسماؤها خير وبرها خير وجوها خير وأرضها خير وصحاريها خير، وقد تباهت بدولتنا الأمم، والواحد منَّا يفتخر أنه ينتمي إلى بلد غني لم يصنف من الدول الفقيرة، لكن المرء قد يدري ويعلم أن من هذا الخير الكثير لم ينل هو سوى القليل.
ومع مرور الزمن والوقت تدرك أنك لم تجرب فرحة نزول راتبك كغيرك من بني البشر، ولكنك قد جربت أن تنظر إلى غيرك بعين ملؤها الأمل وتتمتم: ربما بعد حين!
الثروة التي قد تبلغها بلدي قد تتعدى ثروات دول كثيرة، والرخاء الذي يعيش به وطني لا يُقدر بثمن، ونعمة الأمان والأمن من أجمل النعم التي تفتقدها تلك الدول، فنحن نحيا في تعايش مع بعضنا البعض، على عكس دول أخرى لا تشعر بمعنى الأمان رغم الطفرات التي يعيشونها.
كان بين الأمم السابقة توزيع الطعام والأموال كل حسب إنتاجه وعمله وما قدم لذلك المكان الذي ينتمي إليه، فيأتي المفكر والأديب والمخترع في مقدمة الذين يحصلون على المال، نظير جهودهم الجبارة في خدمة الوطن والمواطن.
أما عن الزمن الذي نعيش فيه فلا يعني ذلك شيئًا ولو اخترعت الذرة، فقد تظل ضمن الفئة الفقيرة. تحدوني الكثير من الأمنيات لكن لا أستطيع تحقيقها لعدم حصولي على فرصة عمل حتى الآن.
لكني سأظل دائمًا أملك اليقين بأنَّ المستقبل المزدهر آتٍ بإذن الله تعالى!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف لصدى البلد: واجهنا الإلحاد بالمنطق والحجة والبرهان فأقنعنا الكثير من الشباب
قال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أدر منذ وقت مبكر أن الإلحاد ليس مجرد انحراف عقدي طارئ، وإنما نتيجة تراكمات فكرية ونفسية واجتماعية معقدة، وأن التعامل معه لا يجوز أن يكون انفعاليًّا أو تقليديًّا، بل يستوجب إعداد رؤية علمية متكاملة، تجمع بين الفهم العميق للأسباب، والتخطيط الدقيق للمواجهة، بأساليب تعتمد على العقل والحوار والمعرفة، لا على الإدانة والتجريم.
وأضاف وزير الأوقاف في تصريح خاص لـ" صدى البلد" أن الوزارة تبنت استراتيجية شاملة لمعالجة هذا التحدي، تقوم على فهم دقيق لجذوره، فقد أظهرت دراساتنا وتحليلاتنا المستمرة أن أحد أبرز أسبابه بين الشباب هو التشويه الذي لحق بصورة الدين بفعل جماعات التطرف والتشدد، التي ربطت بين الدين والعنف، حتى ظن بعض الشباب أن التدين لا يكون إلا قهرًا واستعلاءً واستباحة للدماء، فكان الرد الطبيعي من بعضهم هو الرفض الكامل، لا للتطرف فحسب، بل لفكرة الدين ذاتها.
وأوضح الأزهري كشفت دراستنا عن تأثر فئة من الشباب بالحضارة الغربية من باب الانبهار، لا من باب الإقناع، فحين يرون تفوقًا ماديًّا وتقدمًا علميًّا واقتصاديًّا في مجتمعات تنكر الألوهية، بينما تعاني بعض المجتمعات المسلمة من التخلف والضعف، يختلط لديهم ميزان المفاضلة، ويقعون في فخ التعميم، دون وعي بحقيقة العلاقة بين الدين والتقدم، ودون إدراك بأن الأزمة ليست في الدين، بل في غياب تطبيقه على الوجه الصحيح.
ولم تغفل استراتيجيتنا السبب الثالث، وهو الأمية الدينية، فالكثير من الملحدين – خصوصًا من فئة الشباب – يفتقرون إلى الحد الأدنى من المعرفة الصحيحة عن الإسلام، فتتلقفهم الشبهات ويُغرَون بسطحية الفكر الإلحادي الذي يقدّم لهم إجابات سريعة لمعارك فكرية لم يخوضوها من قبل، وهنا تأتي أهمية نشر الوعي الديني الوسطي، القائم على الفهم العميق والشرح العقلاني، لا على مجرد التلقين أو الحفظ
أما العامل الرابع الذي واجهناه بجدية، فهو الفضاء الإلكتروني المفتوح، والذي بات مساحة خصبة لترويج الأفكا الإلحادية وتداول الشبهات، إذ يتفاعل الشباب مع محتوى رقمي مؤثر، دون وجود خطاب ديني رقمي موازٍ، يستطيع أن يخاطب عقولهم بلغتهم، ويفنّد تلك الشبهات بحكمة وعلم وثقافة عالية.
واستكمل: شرعت الوزارة في خطوات عملية متعددة، أبرزها إعداد خطاب ديني عقلاني وعصري، يعتمد على البرهان العقلي، ويخاطب الفئات الشابة بلغتهم الفكرية، بعيدًا عن الأسلوب الوعظي التقليدي الذي لم يعد مؤثرًا في كثير من الأحيان، كما شرعنا في تفكيك الشبهات الفكرية التي تُبث في مجالات علمية كعلم الكونيات والأحياء والأعصاب، من خلال إعداد محتوى متخصص، يقدّم تفسيرًا علميًّا دقيقًا لما يثيره الفكر الإلحادي في هذه المجالات.
كما توسعنا في تنظيم اللقاءات الفكرية في المدارس والجامعات، وحرصنا على أن تكون تلك اللقاءات مفتوحة وحوارية، لا تلقينية أو وعظية، كي نفتح المجال للعقل الشاب أن يُسائل ويبحث ويُناقش، ونرد عليه بمنهجية تحترم فكره، وتزوده بأدوات الفهم السليم.
واختتم وزير الأوقاف تصريحاته قائلا: في ظل سطوة الإعلام الجديد، عززنا الحضور الرقمي للمحتوى الديني المستنير، من خلال منصات متخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم محتوىً جذّابًا وموثقًا، يعالج القضايا الفكرية بأسلوب يناسب العقل المعاصر، ويواجه الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان.
وقطعنا في هذا الطريق أشواطًا متقدمة، بفضل الله، واستطعنا استعادة ثقة الكثير من الشباب، وفتحنا أمامهم أبوابًا جديدة لفهم الدين، لا بوصفه طقوسًا مغلقة، بل رؤية شاملة للحياة والكون والإنسان، تعتمد العقل والنص معًا، وتحترم الأسئلة بدلًا من أن تقمعها، وتقدم الدين في صورته الحقيقية: رحمةً، وعدلًا، وحكمةً، وسموًّا إنسانيًّا.