بشفافية :فوز الصحافة الورقية
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
لم يكن الإنجاز الذي حققه محررو جريدة «عمان»، في مسابقة الإبداع الصحفي لجمعية الصحفيين العمانية مجرد فوز بمسابقة وحسب، بل حمل هذا الإنجاز الكثير من الدلالات العميقة لحجم العمل الصحفي المبذول، وسعي (جريدة عمان) بكل طاقمها إلى تجويد المحتوى الصحفي، والارتقاء به، مواكبة لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية التي تتزايد فيها المنافسة على تقديم مادة صحفية مميزة.
كما أن ما تحقق بحصول محرري (عمان) على المركز الأول في التحقيق الصحفي والخبر والتقرير والتصوير، إضافة إلى العديد من المراكز المتقدمة في هذه المسابقة يؤكد أن الصحافة الورقية بخير، وتمضي بثبات بالإعلام المقروء والصحافة الورقية التي شكك الكثيرون في بقائها واستمرارها مع ثورة وسائل الإعلام الحديثة الإلكترونية بشكل خاص، لكن ما تشهده الجريدة من تطور شامل، أثبت عكس ذلك.
قبل مدة احتفلت جريدة عمان، بمرور 50 عاما على صدورها، ومع دخول عقدها الخامس، انطلقت لمرحلة جديدة من التفرد، حيث أصدرت عددا من الملاحق المتخصصة، في دلالة على مضيّها تصاعديا نحو مواصلة مجد الصحافة الورقية، وأصدرت الجريدة ملحقا علميا متخصصا وملحق المحافظات، وقبل ذلك الملحق الثقافي، وهي بلا شك مقبلة على مزيد من الإبداع في صناعة المحتوى الصحفي بحرفية وتميُّز يلبّي ذائقة القارئ واهتماماته، وحرصت جريدة عمان على استقطاب أقلام وكتّاب من داخل سلطنة عمان وخارجها، عبر صفحات الآراء؛ لتثري القارئ بالمعرفة عبر تحليل مختلف القضايا حول العالم.
ومع صمود وتطور إصدارها الورقي، لم تكن جريدة عمان بعيدة عن مواكبة التطور، عبر بث الأخبار والموضوعات، في مختلف المنصات الإلكترونية، حيث أسست الجريدة حسابات في عدد من المنصات إضافة إلى موقعها الإلكتروني إيمانا منها بأهمية التواصل مع القارئ بمختلف السبل.
إن العمل الصحفي، هو منظومة متكاملة تبدأ فيها صياغة الفكرة والحدث إلى كلمة، لتشكل ملامح العمل الصحفي ومحتوى يمر عبر قنوات عدة، ومختصون يعملون على بناء العمل الصحفي وفق أسس احترافية لا يمكن التخلي عنها، وفي جريدة عمان يمر العمل الصحفي بمراحل وقنوات تراعي مختلف الجوانب والمسارات المهنية التي لا يمكن الخروج عنها، إيمانا من طاقم الجريدة بالمصداقية والاتزان في الطرح، يتفق تماما مع النهج العماني الأصيل والمتوازن، الذي يضع مصلحة عُمان وتنميتها أولوية.
إن أي إنجاز أو فوز لم يكن ليتحقق لولا العناية بالصحفيين وإيجاد السبل التي من شأنها تقديم محتوى صحفي متقن.
لقد واكبت جريدة عمان مسيرة التنمية العمانية، عبر الكلمة والصورة، كما بحثت في أعماق المجتمع وطرحت همومه وتطلعاته، وعملت على أن تكون منبرا إعلاميا ينقل الواقع ويسلّط الضوء على أبرز القضايا الملحّة، وما الإنجاز الذي حققه محررو جريدة عمان إلا حافز لمزيد من العمل والجد والعطاء في عالم الصحافة المتجدد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصحافة الورقیة العمل الصحفی جریدة عمان
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
شاركت فى الأسبوع الماضى فى المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين.. هذا المؤتمر الذى شهد مشاركة واسعة من أعضاء النقابة.. وهذا المؤتمر الذى رفض تنظيمه اثنان من النقباء والمجالس رغم المطالبات والحاجة إلى عقده بسبب تدهور أوضاع مهنة الصحافة على المستوى المهنى والمالى وحرية الصحافة رغم أنه أداة نقابية مهمة لإيقاظ صوت الصحفيين الذى اختفى فى السنوات الماضية.
ولكن الزميل خالد البلشى نقيب الصحفيين ومجلس النقابة أخذوا على عاتقهم تنظيم المؤتمر وكنت أتمنى أن يكون مؤتمراً علمياً يتضمن دراسات رصينة محكمة من الزملاء حاملى شهادات الدكتوراه والماجستير وأن يتم عقده بالمشاركه مع معاهد وكليات الإعلام المنتشرة فى ربوع مصر لكن المجلس والزملاء أرادوا أن يكون ما يناقشه المؤتمر أوراق عمل من خلال التحضير للقضايا المطروحة عليه من خلال ورش عمل مصغرة وهو المنهج الذى سار عليه مجلس النقابة.
وانعقاد المؤتمر فى حد ذاته إنجاز نقابى لأنه دق ناقوس الخطر لما تمر به المهنة من جميع النواحى وأظهر الاحتياجات الحقيقية حتى يكون لمصر إعلام وصحافة على قدر قيمتها كدولة محورية فى المنطقة.. وأن تكون قادرة على تحقيق ما تريده السلطة من زيادة الوعى بالأخطار التى تحيط بنا والتصدى إلى حرب الشائعات المنظمة التى تقودها جهات معروفة ضد النظام فى مصر.
وما انتهى إليه المؤتمر من توصيات وقرارات هو روشتة متكاملة للنهوض بالصحافة حتى تؤدى دورها التنويرى للمجتمع، فحرية الصحافة أساس هذا الدور والتعددية هى عمود الأساس لها وهو الذى يتطلب إصدار قانون لتداول المعلومات وإلغاء الحبس فى قضايا النشر الموجودة فى قانون العقوبات وهى مواد مخالفة للدستور وضبط الصياغات القانونية والبعد عن الألفاظ المطاطة التى توسع دائرة الاهتمام.
المؤتمر عالج كل القضايا المهنية والأزمات الاقتصادية التى تمر بها المهنة، فالاستطلاع الذى أجراه المجلس أظهر أرقاماً مفزعة على الوضع الاقتصادى على الصحفيين وتدهور الأوضاع المالية، وأصبحت رواتبهم أقل من الحد الأدنى الذى أقرته الدولة من 4 سنوات ولم يطرأ عليها تعديل.. واتضح من النتائج السابقة أن 72٪ من الصحفيين يعيشون على أقل من الحد الأدنى للأجور المحدد من الدولة بـ6000 جنيه شهرياً مقابل 2.28٪ يمسون الحد الأدنى.
وكشف الاستطلاع عدم وجود لوائح مالية فى أغلب الصحف وأن 60٪ من الصحف لا تلتزم بالحد الأدنى للأجور الذى أقرته الدولة.
المؤتمر طرح تحدى التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعى وتأثيره على المهنة وهو الأمر الذى أصبح محل نقاش واسع فى مختلف المهن والصناعات وأثار مخاوف كبيرة بأن يكون التقدم التكنولوجى خطراً على مهنه الصحافة والإعلام خاصة وهو الأمر الذى جعل المؤتمر يوصى مؤسسات الصحافة المصرية بتعظيم الاستثمار فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، والإشراف على دمجه فى أنظمة الصحف واستخدامه فى صالات التحرير وغرف الأخبار مع تدريب الصحفيين على تقنيات الذكاء الاصطناعى التوليدى المختلفة، مع وضع دليل معايير وإرشادات الاستخدام الأخلاقى للذكاء الاصطناعى فى الصحافة بالتعاون بين المؤسسات الصحفية المختلفة ومطورى الذكاء الاصطناعى، ودعت التوصيات إلى توعية الصحفيين بالاستخدام الراشد والأخلاقى للذكاء الاصطناعى وقواعد الشفافية والفارق بين استخدامه الشرعى والتزييف أو انتهاك الملكية الفكرية.
نتمنى أن يلتقط المسئولون وصناع القرار فى بلدنا هذه التوصيات وتفعيلها لأنها روشتة كاملة للانطلاق إلى الجمهورية الديمقراطية الجديدة وهى بداية لمرحلة الانطلاق بالمجتمع نحو آفاق أوسع من الحريات العامة.