المسلة:
2024-07-06@00:31:01 GMT

الدولة المنيعة والاستراتيجيات القومية

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

الدولة المنيعة والاستراتيجيات القومية

31 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي

تعتبر واحدة من اهم وافضل مرتكزات قوة وكفاءة اي دولة هي تلك العوامل التي تساهم في رسم الاستراتيجيات والخطط وعمليات البناء والنهوض الاقتصادي . لقد مررنا قبل سنوات في اشد حالات الانهاك الاقتصادي والسياسي وتعرضنا الى عواصف داخلية وخارجية وتحديات امنية كثيرة منها الجماعات التكفيرية والطائفية ممثلة بتنظيم ( د1عش الارهابي ) بعد ان شكلوا لهم اوكارا في مختلف محافظات العراق وجعلوا اهدافهم الاعتداء على التجمعات السكانية وعلى مقار الدولة الرسمية وعلى المساجد والكنائس والاضرحة.

وقد تم القضاء عليهم بمساعدة القوات الامنية بمختلف صنوفهم . رغم ذلك كانت لهم بعض الجيوب كخلايا نائمة . لا يعرف احد توقيت تحركها او اهدافها. لقد كانت الدولة وما زالت تواجه مشاكل كثيرة ومعقدة منها اساسيات البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي والطرق غير المعبدة او حتى المعبدة ولكنها ممتلئة بالحفر (والطسات) ‘ انحسار الانتاج الزراعي والصناعي والافتقار للمشاريع السياحية التي تشكل دخلا قوميا واقتصاديا للدولة ‘ كذلك ما زلنا نواجه معضلة البطالة والعمالة غير المنتظمة . ولا ننسى مشكلة الاسكان حيث تكدست مجاميع سكانية في اراض ضيقة او احيانا تكون زراعية وتداخلت القرى بالمدن وزحفت العشوائيات من كل اتجاه . واصبحت بغداد وبعض المحافظات شديدة بالازدحامات وشوارعها وتقاطعاتها وميادينها مكتضة بالسيارات فضلا عن وجود الحساسيات السياسية وبعض الجماعات التي تتلقى دعما وتمويلا من الخارج. اضافة الى اننا نفتقر الى وجود وعي لما يحيط بنا من مخططات ومؤامرات . هذه بعض ملامح الرؤية العامة لوضعنا الداخلي . هناك وضع خارجي متفجر بالازمات والتحديات والصراعات سواء في المنطقة او في العالم . عندما يكون المحيط الاقليمي معبأ بالكوارث والنزاعات فلا يمكن باي حال من الاحوال تجنب هذه التحديات وتأثيراتها علينا . وقد تؤثر تلك الارهاصات السياسية والحروب على برنامج التنمية الذي اختطته الدولة مع وجود طموح ورغبة في بناء وضع جديد ننفض فيه الغبار عن تراكمات ما مضى من ازمات ومشاكل. ان خوض معركة التنمية في ظل كل تلك الظروف الصعبة قد يعتبر مجازفة صعبة وغير معروفة النتائج . وقد يقول قائل ربما علينا ان نعالج بعض الازمات الخفيفة ومواصلة الحلول بطريقة جزئية على اعتبار ان الحلول الجذرية امر صعب المنال لكن الدولة اختارت وفضلت الحلول الجذرية . على ان صعوبة الوضع لن يعرقل او يعوق تفكيرنا الاستراتيجي ومشروعاتنا القومية وخوض معركة التنمية بجرأة وثبات . ان الدولة ومن خلال منهاجها السياسي تطرح فكرة تحديث النظام الاداري وتطوير حقول التعليم والصحة وانشاء مدن حديثة تستوعب الزيادة السكانية . عندما نرى دولا قوية قد انهارت امام تحديات اقل من تحدياتنا علينا ان ندرك اننا كنا نخطو بعزم واصرار على استكمال مشروع التنمية . قد لا تظهر ثمار هذه الانجازات مباشرة لانها تحتاج الى صبر واستكمال ومراحل من النمو لكي تتكامل محاور التنمية وتلتقي مع بعضها بعضا لتحقيق الهدف المنشود بأن يكون العراق الجديد دولة ناهضة علينا جميعا ان نفتخر به لتزداد ثقتنا بأنفسنا اكثر بعد ان نتخطى العقبات والازمات الداخلية والخارجية ‘ المحلية والاقليمية وبالعزيمة نستطيع ان نحقق اهدافنا ونعتمد على قدراتنا الذاتية كدولة ومجتمع لكن هذا لا يمنع ان ننوع في التجارة ونجد مصادر مختلفة لحاجاتنا الضرورية لكي لا نقع في ازمات جديدة . اضافة لذلك نحاول تحديث المصانع والصناعات المحلية مما يوفر لدينا عملة اجنبية . كل هذه الخطوات ستأتي ثمارها يوما. لقد ابدى الشعب العراقي قدرة كبيرة في تحمل الاعباء ولازال هذا الشعب لديه الامل والطموح لتحقيق الاحلام الكبيرة والتي نرى نتائج بواكيرها وثمارها تباعا . لا يتحقق ذلك الا من خلال قيادة سياسية واعية تجتاز الازمات وتمضي بنا نحو شواطىء الازدهار والبناء والتقدم لانشاء الدولة المنيعة والقوية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف وبالون النجاة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعمل شركات العلاقات العامة على قراءة فكرة تفسر بها حركة الجمهور، يحب البعض أن يطلق عليها في السوق "بالون النجاة"، تعني هذه الفكرة ببساط أن يبقى لديك بالونًا بعيدًا لا تعرف عنه الكثير لكنه موجود دائمًا في أقصى السماء، يتمتع بكل الأشكال الجذرية التي لا تتغير ولا تكون لديها رغبة في التغيير، هذا البالون معروف بذلك، وهو لا يريد أن يُعرف بغير ذلك، إذ أن ثوابته المتشددة هي أسباب تميزه، وربما الأسباب الرئيسية لنجاحه، إذ يغيب القائمون على هذا البالون عن مسرح الأحداث ويظهرون حسب استغلالهمم للأحداث ذاتها لا حسب محاولتهم التغير مع الأحداث. إذ أن الأفراد بعد أن يستهلكوا الكثير من الحلول يصبح أمامهم حلول محدودة لم يتم تجربتها. يكون أفضل هذه الحلول أقدمها. هذا القدم يعطيها نوعًا من ألفة فكرة "الشخص الذي يعيش معنا منذ عقود" لكننا كنا نخشى أن نعيش على طريقته. اليوم كل طرقنا موجعة وهو يقدم طريقته. تبدأ هذه الطريقة في التبلور بشكل آخر، كيف؟.   

حين تبدأ عقولنا الجمعية في التفكير في أننا تغيرنا من طريق لآخر لكن هذا الشخص ثابت لم يتغير، كما وأنه متطرف في مبادئه وفخور بها حد تقديم وعود قوية خطابية واثقة. الحق أن التفكير في هذه الوعد قد يكون مرعبًا، لأن التفكير المتطرف عنيف في اتجاهه العام، يمكن أن يتعايش مع الآخر كضرورة بقاء لكنه لا يقبله، فهو دائمًا يرى أن الجميع على خطأ وأنه يطبق الصواب. هو الشخص الذي يعاني كي يكون المختار فكيف تكون هذه المعاناة من أجل الفراغ؟! حينها يقل الوزن النسبي للمعاناة التي قد يسببها هو بدوره للآخر. إذ أن البعد عن المعاناة يريك حجمها الحقيقي، والانغماس فيها يجعلها عدوًا أصبح جارك، حينها يتغير حجمها حسب مصلحتك من هذا التغيير. إن التعامل ببراجماتية المصلحة موجود لدى هذا المتطرف لكنها هنا براجماتية البقاء حيًأ. فهو يصادقك ويكون خدميًا جيدًا في محيطك، يقدم الكثير لك، لكنه لا يتحدث معك عن نفسه بمكاشفة كاملة، ليس لأنه لا يثق بك –مع أنه لا يثق بك تمامًا- بل لأنه يرى أن الصواب صواب ولا يجهد عقله في مناقشته كثيرًا لا مع نفسه ولا معك أنت.   

حين ينتهي الآخرون من تجربة معظم الحلول المتاحة. تجده هو في ذات المكان ثابت على مبادئه لا يناقشها حتى من فرط اطمئنانه لها. عندها قد يتجمع الجميع حوله. يحدث ذلك في المناطق المرفهة التي تمثل الخسارة لفترة طويلة فيها أمرًا طارئًا، لكن الدول التي تعتاد الأزمات يملك أفرادها القدرة على الاختيارات أكثر، حتى أن أفرادها لهم صبر طويل على المعاناة، مثل في حد ذاته سببًا لتشكيل الحضارات عندما امتد لفترات زمنية طويلة. إنهم أقوياء في احتمالهم، يستطيعون الضحك في أصعب الظروف. إذ أن المعاناة تعد تمرينًا يقوي النفوس ويجعل عضلاتها تنمو حتى يستطيع الأفراد توجيهها وجهتها الصحيحة، فهم لا يميلون للتطرف، وربما لا يرونه من الأساس لأن الحلول السريعة لا تناسبهم، بل إن طول صبرهم يمكنهم من قراءة الكثير من المشاهد بشكل حضاري طبيعي يقود المشهد.   

يصبح القلق هنا من المرفهين، الذي يريدون حلولًا سريعة، ويشعرون أن أي تغيير لن يعصف بهم لاطمئنانهم أنهم يستطيعون قلب التغيير بسرعة، وهو أمر أثبت التاريخ أنه قد لا يحدث. ونرى ذلك في تقدم اليمين المتطرف الآن. هكذا تفسر نظرية للعلاقات العامة ما يحدث، وتعطي نتائج للمقدمات وفق المعطيات المتاحة.

 

مقالات مشابهة

  • اليمين المتطرف وبالون النجاة
  • حزب الجيل الديمقراطي: القطاع الخاص شريك الدولة في عملية التنمية
  • إزالة فورية لحالة تعدى بقروى السلامية بقنا
  • أول نشاط لمحافظ قنا الجديد.. ضبط حالة تعد على أرض زراعية
  • رئيس حزب «مصر 2000»: التنمية البشرية وبناء الإنسان أبرز تحديات الحكومة
  • العراقيون يهبّون للدفاع عن قضاءهم.. صرخة وطنية ضد الهيمنة الأمريكية
  • عاجل -الرئيس السيسي يجتمع مع الحكومة الجديدة والمحافظين لمناقشة الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية
  • التصالح في مخلفات البناء وحياة كريمة.. أبرز الملفات على طاولة وزيرة التنمية المحلية
  • ملفات هامة تنتظر الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية الجديدة
  • حزب الوفد: يجب على الحكومة الجديدة تقديم التيسيرات للمستثمرين لدعم اقتصاد الدولة