فرانس24:
2025-04-07@19:12:46 GMT

هل استعادت العلاقات الجزائرية الإسبانية دفئها؟

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

هل استعادت العلاقات الجزائرية الإسبانية دفئها؟

إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

هل طوت الجزائر وإسبانيا صفحة الأزمة التي اندلعت بينهما في مارس/ آذار 2022 في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مساندة بلاده خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، واعتبرتها الجزائر "خروجا عن الحياد" إزاء هذه القضية التي هي محل خلاف بينها والجارة المغربية؟ وهل إعادة تفعيل "معاهدة الصداقة وحسن الجوار" التي كانت تربط البلدين منذ عدة سنوات بات أمرا وشيكا؟

بدون الذهاب إلى هذا الحد، ثمة بعض المتغيرات التي طرأت على الساحة السياسية الجزائرية والتي تشير إلى أن العلاقة بين مدريد والجزائر العاصمة في طريقها إلى التحسن.

اقرأ أيضاتعليق الجزائر معاهدة التعاون مع إسبانيا.. الرابح والخاسر من تدهور العلاقات؟

المتغير الأول هو تعيين الجزائر لعبد الفتاح دغموم، الرجل الثاني في السفارة الجزائرية بإسبانيا سابقا، سفيرا جديدا لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بينما لم يغادر سفيرإسبانيا الجزائر رغم الأزمة التي طرأت بين البلدين.

المتغير الثاني هو قطاع النقل الجوي الذي عرف انتعاشا كبيرا بعدما قررت شركة الخطوط الجوية الجزائرية زيادة عدد رحلاتها من الجزائر باتجاه مدن إسبانية.

فعلى سبيل المثال بعدما كان عدد الرحلات بين الجزائر العاصمة ومدينة برشلونة حيث يقيم عدد كبير من الجزائريين يقدر بأربع رحلات أسبوعيا، ارتفع هذا العدد إلى سبع رحلات. نفس الشيء أيضا بالنسبة لمدن إسبانية أخرى، على غرار العاصمة مدريد وإشبيلية...

هل سيزور بيدرو سانشيز الجزائر قريبا؟

ويتوقع النائب في المجلس الشعبي الوطني الجزائري محمد هاني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في هذه الجمعية سابقا أن العلاقات بين إسبانيا والجزائر ستتطور أكثر في قادم الأيام.

وقال في حوار هاتفي مع فرانس24: "هناك رغبة ملحة من قبل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانشيز بالقيام بزيارة إلى الجزائر لتذويب ما تبقى من الجليد بين البلدين والانطلاق في مرحلة جديدة من العلاقات الإستراتيجية". وبخصوص تاريخ هذه الزيارة، أجاب النائب الجزائري بأنها "وشيكة جدا، ربما ستأتي في الأشهر القليلة المقبلة".

اقرأ أيضاالجزائر - إسبانيا: بعد القطيعة.. ما الذي دفع نحو استئناف العلاقات التجارية؟

هذا، وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد صرح في حوار أجراه مع قناة "أثير" القطرية أن "إسبانيا لم تكن في يوم ما عدوة للجزائر".

وتابع:" طبعا توترت العلاقة معها وسحبنا سفيرنا لأننا لم نتقبل أن تعرب بسهولة عن مساندتها لخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية"، مشيرا أن العلاقة مع هذا البلد الأوروبي تحسنت بعد "الخطاب الذي قام به بيدرو شانشيز أمام الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي حيث أعلن تغيير موقف بلاده بـ 180 درجة ليصب باتجاه الموقف الأوروبي. وهذا ما كنا نطالب به".

حلحلة الملف الإسباني لأهداف انتخابية؟

من جهته، أضاف النائب محمد هاني أن "صفحة الخلافات طويت بالفعل مع مدريد. والدليل على ذلك هو أن الرئيس عبد المجيد تبون أصدر تعليمات للبنوك والشركات الجزائرية بالتعامل من جديد مع المؤسسات البنكية والاقتصادية الإسبانية، متوقعا أن تكون الخطوة المقبلة "إحياء معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين".

فيما أضاف مصدر آخر رفض الكشف عن هويته لفرانس24 أن "الرئيس تبون ربما يريد حلحلة الملف الإسباني تحسبا للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجري في نهاية السنة الجارية والتي سيحتاج خلالها إلى الدعم الإسباني وحتى الفرنسي".

وفي سؤال هل تأثر الاقتصاد الجزائري من القطيعة الدبلوماسية التي وقعت بين إسبانيا والجزائر، أجاب محمد هاني بنعم، مشيرا بالمقابل أن "إسبانيا هي التي تأثرت كثيرا مقارنة بالجزائر كونها هي التي كانت تصدر بضائع أكثر إلى بلدنا. لكن هذا لا يعني بأن المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين لم يتأثروا بالقطع. بل بالعكس هناك عدة شركات، خاصة في مجال البناء والخزف أو ما يسمى "بالسيراميك" فقدت أرباحا مالية كبيرة".

هذا، وعدا إمدادات الغاز الطبيعي التي استفادت من عقود طويلة المدى، أوقفت الجزائر جميع التبادلات الاقتصادية مع مدريد التي كانت بدورها تصدر ما يقارب 3 مليارات يورو من البضائع إلى الجزائر قبل الأزمة بين البلدين.

التقرب من الجزائر، مناورة جديدة من شانشيز؟

ويري منصف سليمي، وهو صحافي ومحلل سياسي تونسي بأن خطاب بيدرو سانشيز في الأمم المتحدة، والذي أعلن فيه أن بلاده تساند الموقف الأوروبي في قضية الصحراء الغربية، أراد منه "إرضاء فقط الطرف الجزائري والاقتراب منه. والدليل على ذلك أنه لم يتراجع عن الموقف الذي قاله في اتفاقه مع الرباط فيما يخص نفس القضية".

اقرأ أيضاالجزائر- إسبانيا: أزمة مفتوحة؟

وقال سليمي في برنامج "النقاش المغاربي" الذي تبثه يوميا قناة فرانس24 تصريحات سانشيز ما هي سوى "مناورة إسبانية لكسب الجار الجزائري".

وأضاف: "أعتقد ان إسبانيا عملت خيارات استراتيجية مع المغرب، وهي خيارات لا رجعة فيها"، معتبرا أن "التوجه الإسباني نحو إعادة العلاقات مع الجزائر ما هي سوى محاولة أولى ستعقبها محاولات أخرى هدفها تقريب وجهات النظر بين الجزائر والرباط". فهل يمكن وصف التقارب الجزائري الإسباني الجديد بالشكلي؟

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الجزائر بيدرو سانشيز إسبانيا الأمم المتحدة عبد المجيد تبون الجزائر إسبانيا المغرب أزمة دبلوماسية بيدرو سانشيز للمزيد كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 منتخب المغرب وليد الركراكي الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا بین البلدین

إقرأ أيضاً:

"رُفع الستار".. فرنسا تتحدث عن عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها

 

◄ وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر بعد محادثات بين رئيسي البلدين

العلاقات توترت بعد تغيير باريس موقفها بشأن الصحراء الغربية

◄ استبعاد شركات فرنسية من العمل في الجزائر وانهيار واردات القمح

◄ قضية الهجرة تُلهب الساحة السياسية الفرنسية

 

 

الجزائر- رويترز

 

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأحد إن العلاقات مع الجزائر "عادت إلى طبيعتها"، بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الجزائري بعد المجيد تبون، عقب خلافات لأشهر أضرَّت بمصالح باريس الاقتصادية والأمنية في مُستعمرتها السابقة.

وشهدت العلاقات بين باريس والجزائر تعقيدات على مدى عقود، لكنها تدهورت في يوليو الماضي عندما أغضب ماكرون الجزائر باعترافه بخطة للحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية. ويقول مسؤولون فرنسيون إن تدهور العلاقات له تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية جسيمة؛ فالتبادل التجاري كبير ونحو عشرة بالمئة من سكان فرنسا البالغ عددهم 68 مليون نسمة تربطهم صلات بالجزائر.

وقال بارو في بيان بالقصر الرئاسي بالجزائر العاصمة "نعيد اليوم تفعيل جميع آليات التعاون في جميع القطاعات. نعود إلى الوضع الطبيعي، ونكرر قول الرئيس تبون 'رُفِع الستار'".

وتأتي زيارة الوزير الفرنسي بعد اتصال هاتفي بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري تبون في 31 مارس الماضي، اتفقا خلاله على خارطة طريق شاملة لتهدئة أوجه التوتر بين الجانبين.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن الجزائر وضعت عراقيل أمام التراخيص الإدارية والتمويل الجديد للشركات الفرنسية العاملة في البلاد.

وتجلى هذا التأثير في واردات القمح. ويقول متعاملون إن الخلاف الدبلوماسي دفع الديوان الجزائري المهني للحبوب ​​إلى استبعاد القمح والشركات الفرنسية ضمنيًا من مناقصاته الخاصة بالاستيراد منذ أكتوبر. وأكد الديوان الجزائري أنه يعامل جميع الموردين بإنصاف، ويطبق الشروط الفنية. وقال بارو إنه أثار تحديدًا الصعوبات المتعلقة بالتبادلات الاقتصادية، لا سيما في قطاعات الأعمال الزراعية والسيارات والنقل البحري.

وأضاف "أكد لي الرئيس تبون رغبته في منحها قوة دافعة جديدة".

وبعيدًا عن العلاقات التجارية، توترت العلاقة أيضا بين فرنسا والجزائر للدرجة التي توقف معها التعاون الأمني بين الجانبين، بما في ذلك التعاون في مجال مكافحة التشدد الإسلامي. وأدى اعتقال الجزائر للكاتب الفرنسي الجزائري الأصل بوعلام صنصال (80 عاما) في نوفمبر إلى زيادة العلاقات سوءًا.

وحُكم على صنصال بالسجن خمس سنوات. ويقول دبلوماسيون إن باريس تأمل في حصوله على عفو رئاسي.

ومع تزايد الضغوط على حكومة ماكرون لتشديد سياسات الهجرة، انعكس هذا الخلاف على السياسات الداخلية في كلا البلدين.

فقد دعا وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى مراجعة اتفاقية عام 1968 التي تُسهل على الجزائريين الاستقرار في فرنسا وذلك بعد أن رفضت الجزائر استعادة مواطنيها الذين صدرت لهم أوامر بمغادرة فرنسا بموجب نظام الترحيل "أو.كيو.تي.إف (التزام بمغادرة الأراضي الفرنسية).

وتأثرت العلاقات بين البلدين بذكريات الحرب التي اندلعت بين عامي 1954 و1962، وأدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا.

وخلال هذه الحرب، قُتل نحو 400 ألف مدني ومقاتل جزائري، إضافة إلى نحو 35 ألف فرنسي، وما يصل إلى 30 ألف مسلم "حركي" كانوا يقاتلون في الجيش الفرنسي ضد الجزائريين.

وعلى مر السنين، طالب ماكرون بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بماضي فرنسا مع الجزائر، لكنه قال أيضا إن "النظام السياسي العسكري" في الجزائر أعاد كتابة تاريخ الحقبة الاستعمارية على أساس "كراهية فرنسا".

وقال جلال حرشاوي، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "اعترف الرئيس ماكرون بالطابع المغربي للصحراء الغربية وهي خطوة تعتبرها الجزائر خيانة. وفي ظل غياب أي مؤشر على أن ماكرون سيتراجع عن هذا القرار، لن يقدم الجزائريون تسهيلات للشركات الفرنسية للقيام بأعمال تجارية جديدة في بلادهم".

مقالات مشابهة

  • بين استحضار الذاكرة الثورية وإلهام الحاضر المقاوم.. دراسات في الثورة الجزائرية
  • وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر لتعزيز العلاقات وتخفيف التوتر بين البلدين
  • الرئيس الجزائري ورئيس البنك الإسلامي للتنمية يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
  • الرئيس الجزائري يلتقي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية
  • "رُفع الستار".. فرنسا تتحدث عن عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها
  • وزير المالية الجزائري يستقبل رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية
  • وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة يستقبل البروفيسور الجزائري كريم زغيب.
  • عرقاب يستقبل العالم الجزائري كريم زغيب
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • عرقاب يستقبل البروفيسور الجزائري كريم زغيب