"القاهرة للكتاب" يؤكد الريادة الثقافية.. واختيار سليم حسن شخصية المعرض إحياء لهويتنا
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
أكد الدكتور شريف شعبان خبير الآثار المصرية ومحاضر تاريخ الفنون بكلية الآثار جامعة القاهرة، والأثري بالإدارة المركزية للمعلومات بوزارة السياحة والآثار، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعد قبلة القراء المصريين والعرب، وهو ما يؤكد دور مصر الريادي في الثقافة والفنون .
وأضاف الدكتور شريف شعبان، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن معرض القاهرة للكتاب يعد من أعرق وأهم الملتقيات الثقافية إذ بدأ في عام 1969م ، آنذاك كانت القاهرة تحتفي بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا ، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، ولقد استمر عبر العقود كذراع من أهم أذرع مصر لقواها الناعمة حيث يلتقي القارئ المصري والعربي بأهم الإصدارات العلمية، والأعمال الأدبية، كما أنه عبر تاريخه الطويل كان مقر استضافة العديد من كبار الكتاب، والأدباء، والمفكرين المصريين والعرب، والأجانب " .
وحول اختيار عالم المصريات الكبير الدكتور سليم حسن كشخصية العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، قال إنه الاختيار الأمثل خاصة مع توجه المعرض لإحياء هويتنا والتأكيد على الروح الوطنية المصرية .
وأضاف الدكتور شريف شعبان،أن رحلة الدكتور سليم حسن العلمية، والأكاديمية هي رحلة نضال علمي وسياسي وفكري، فقد قاوم سيطرة الأجانب على الحقل الأثري، منذ أواخر القرن 19 والنصف الأول من القرن العشرين، كما كان له دور فعال ومؤثر في عمليات استرداد الآثار المصرية بالخارج وعودتها إلى وطنها الأم مصر .
سليم حسنوحول سمات شخصية الدكتور العالم سليم حسن الذي جمع بين الاكتشافات الأثرية المهمة والتأليف والترجمة ليصبح واحدا من أهم علماء المصريات القلائل في مجاله، قال خبير الآثار المصرية" إن الدكتور سليم حسن كان يعشق الآثار المصرية، أصر على استكمال دراسته من خلال بعثة إلى فرنسا حصل من خلالها على عدة دبلومات في اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، والآثار، الديانة المصرية القديمة، منها من جامعة السوربون، ومع عودته إلى مصر تم تعيينه كعضو هيئة تدريس بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) ولم يكتف بهذا المنصب، فآثر العمل في بعثة الجامعة الأثرية ليكون أول مصري يشارك في بعثة استكشافية أثرية تابعة لجامعة مصرية كما حصل على منصب وكيل مصلحة الآثار المصرية وهو أيضا أول مصري يتقلد هذا المنصب وسط سيطرة الأجانب على المصلحة، وهو ما يوضح الشخصية المثابرة والطموحة للدكتور سليم حسن، وقد تعلمت منه الكثير".
وعن أبرز إصدارات سليم حسن وكيف أثرت على تكوينه وأفكاره، أشار إلى الموسوعة الشهيرة "مصر القديمة" سواء بطبعتها الأصلية أو طبعة مكتبة الأسرة أو طبعتها الإلكترونية، والتي سرد فيها بأسلوبه البليغ والسلس تاريخ مصر القديمة عبر 16 جزءا بالإضافة إلى جزءي الأدب في مصر القديمة، مضيفا"تكمن أهمية مؤلفات سليم حسن في بساطتها سواء للمتخصص أو للقارئ العادي، وكنت حتى قبل التحاقي بكلية الآثار قارئا محبا لموسوعة مصر القديمة وهي التي شكلت رغبتي في الالتحاق بمجال الآثار، والتاريخ القديم، واستمرت كتابات الدكتور سليم حسن كأحد أهم المصادر التي أعتمد عليها، فدائما ما أقول إنه أستاذي ومعلمي الذي لم أره أبدا".
وعن أهم إصدارات الدكتور شريف شعبان في معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ 55، قال إنه يكتفي هذا العام بإصدار طبعات جديدة من كتبه سابقة النشر وهي "الدين والحكم في مصر" ورواية "بنت صهيون" و"النبي المفقود أخناتون" و"ملك من ذهب"، مضيفا" أعكف حاليا على كتابة عمل موسوعي كبير هو الأول من نوعه في المكتبة العربية".
وتعقد الدورة الـ 55 من معرض الكتاب، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس، في الفترة من 24 يناير 2024 إلى 6 فبراير 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة نصون الكلمة"، وتم اختيار دولة النرويج كضيف شرف المعرض هذا العام، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.
وتشهد الدورة الخامسة والخمسين من معرض الكتاب، مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويصل عدد الناشرين، والجهات الرسمية المصرية، والعربية، والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر، فيما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدکتور سلیم حسن الآثار المصریة معرض القاهرة مصر القدیمة
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يُسدل الستار بعد 10 أيام من الإبداع والمعرفة
جدة – صالح الخزمري
اختتمت فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في جدة سوبر دوم، تحت شعار “جدة تقرأ”، في رحلة معرفية استمرت 10 أيام، استضاف خلالها أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحًا، ليقدم تجربة ثقافية استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة.
من جانبه، رفع الدكتور محمد حسن علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، شكره للقيادة الرشيدة -أيَّدها الله- على دعمها اللا محدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهًا بأن معرض جدة للكتاب هو ثالث معارض الكتب بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة، خلال هذه السنة ٢٠٢٤.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024 تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خارطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير.
– ففي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضورًا لافتًا في معرض جدة للكتاب 2024، حيث توافدوا من مختلف المراحل الدراسية مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
ونال ركن “المانجا” والأنمي اهتمامًا كبيرًا من الطلاب، حيث قدمت دور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. ووجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتمامًا خاصًا بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
– ومما يلفت الأنظار في المعرض جناح “حرفة وقصة” في ركن الطفل، حيث يجمع بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة. هذه المساحة الإبداعية تمثل تجربة فريدة للأطفال، تجمع بين الحرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
ويتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. وهذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
– وفي مشهد يكرس الشمولية ويبرز المواهب المتنوعة، خصص البرنامج الثقافي ندوة مميزة ضمن ورشة حملت عنوان “إشراقة من أدب المكفوفين”. وجاءت هذه الورشة لتسلط الضوء على مسيرة الأديب محمد بلو، عبر قصة كفيف تجاوز الصعاب ليضيء بقلمه سماء الأدب.
وبداية استعرض بلو رحلته الملهمة بقوله: “كنت أعمل في الخطوط السعودية، وعند بلوغي الخامسة والعشرين فقدت بصري، مما أجبرني على التقاعد المبكر. أصابني ذلك بإحباط شديد، لكن حياتي تغيرت عندما وجدت كتاب (نكث الهميان في نكت العميان) في مكتبة جدي الأديب الراحل طه زمخشري. كان هذا الكتاب نقطة التحول التي أخرجتني من الظلام إلى عالم الكتابة”.
ومن هنا بدأ بلو مسيرته الأدبية، فكانت حصيلتها أربعة كتب يعتز بها: “رحلتي عبر السنين”، و”حصاد الظلام”، و”الماسة السمراء”، و”سطور مضيئة”. كما أعلن عزمه على إصدار موسوعة للمكفوفين إيمانًا منه بأهمية دعم هذه الفئة.
وأشار بلو خلال الورشة إلى أن الإبداع ليس حكرًا على المبصرين، مستشهدًا بأسماء أدبية خالدة كالشاعر بشار بن برد، وأبو العلاء المعري، وعميد الأدب العربي طه حسين.
– كما أضفى الشعر بهجة بين الزوار، ففي ليلة أدبية لا تنسى، أضاءت أمسية شعرية استثنائية أروقة معرض جدة للكتاب 2024، حيث اجتمع نخبة من الشعراء البارزين في أمسية استعرضت جماليات الشعر العربي بكل ألوانه.
وشارك في الأمسية كل من أجود مجبل، والدكتور وليد الصراف، ومحمد الماجد، وعلي بالبيد، ورداد الهذلي، وسط إدارة بارعة للشاعر سعود المقحم.
وامتدت الأمسية لجولتين شعريتين، تطرقتا إلى موضوعات متنوعة، شملت الحكمة والغزل، والمدح والوصف، والحنين للوطن، بالإضافة إلى قصائد وجدانية لامست أعماق الحضور.
هذه التنوعات أبرزت العمق الثقافي والثراء الفني للشعر العربي، حيث أجاد كل شاعر في إظهار بصمته الخاصة وتفرده الإبداعي.
وشهدت الأمسية حضورًا كثيفًا وتفاعلاً حارًا من زوار المعرض، مما أضفى أجواء استثنائية على الحدث الثقافي.
وعبر الحضور عن انبهارهم بجمال الإلقاء وعذوبة الكلمات التي عززت مكانة الشعر بوصفه رافدًا ثقافيًا متجددًا.
وفي ركن توقيع الكتب احتفل الكاتب عبدالله أبو طالب هزازي بتوقيع كتابه الجديد “عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية”، الصادر عن دار صوت المؤلف للنشر.
وشهد حفل التوقيع حضورًا مميزًا من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويعد الكتاب دليلاً إبداعيًا للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكارًا مبتكرة، تساهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
وأشاد الحضور بالدور البارز الذي يلعبه الكتاب في تمكين المعلمين والمعلمات من تطبيق استراتيجيات تعليمية ملهمة، مما يسهم في تحسين جودة التعليم الأساسي وتحقيق أهدافه.