ما فائدة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن وحلفاءها؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
31 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تواجد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط يعود إلى عدة عوامل تشكل تحديات أمنية واستراتيجية. أحد هذه العوامل هو تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بالطاقة، حيث تعتبر الشرق الأوسط مصدراً رئيسياً للطاقة العالمية. كما تلعب القواعد الأمريكية دورًا في دعم حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
تحمل المنطقة أيضاً تحديات أمنية من خلال التهديدات والنزاعات الإقليمية، وفق الرؤية الامريكية التي ترى أن الوجود العسكري يسهم في الردع والتصدي لتلك التحديات والمساهمة في الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، يعكس وجود القواعد استراتيجية الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة، مما يسهم في صياغة سياستها الإقليمية.
وفي النهاية، تعكس القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط الجوانب الاقتصادية والاستراتيجية للتأثير الأمريكي في المنطقة، وتظل جزءًا من الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا الجزء الحيوي من العالم، كما تعتقد الادارة الامريكية.
قتل ثلاثة جنود أمريكيين وأصيب العشرات بعد أن ضربت طائرة بدون طيار موقعا عسكريا في الأردن يعرف باسم البرج 22 يوم الأحد. الموقع هو مجرد واحد من العديد من القواعد التي تمتلكها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
أين توجد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟
تدير الولايات المتحدة قواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ عقود.. وفي ذروتها، كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان في عام 2011 وأكثر من 160 ألف جندي في العراق في عام 2007.
وفي حين أن العدد أقل بكثير بعد الانسحاب من أفغانستان في عام 2021، إلا أنه لا يزال هناك حوالي 30 ألف جندي أمريكي منتشرين في جميع أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وغزة في أكتوبر/تشرين الأول، أرسلت الولايات المتحدة مؤقتاً الآلاف من القوات الإضافية إلى المنطقة، بما في ذلك على متن السفن الحربية.
تقع أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في قطر، والمعروفة باسم قاعدة العديد الجوية وتم بناؤها في عام 1996.. وتشمل الدول الأخرى التي تتواجد فيها الولايات المتحدة والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وللولايات المتحدة ما يقرب من 900 جندي في سوريا، في قواعد صغيرة مثل حقل العمر النفطي والشدادي، معظمها في شمال شرق البلاد.. توجد قاعدة استيطانية صغيرة بالقرب من حدود المقاطعة مع العراق والأردن، تُعرف باسم حامية التنف.
ويوجد في العراق 2500 جندي، منتشرين حول منشآت مثل قاعدة يونيون 3 وقاعدة عين الأسد الجوية، على الرغم من أن المحادثات مستمرة حول مستقبل تلك القوات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف يخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط؟
يطل علينا من جديد، ومن وسط المذبحة الجارية في غزة وخراب لبنان، مصطلح تغيير الشرق الأوسط، الذي أطلقه نتنياهو في بداية الحرب على غزة، ومن ثم جرى تكراره مرات عديدة من قبله وعلى لسان بعض وزرائه المتشددين، وفي كثير من المقالات والدراسات الصادرة في إسرائيل والغرب؛ التي تتحدث عن مآلات الحرب وسيناريوهاتها المحتملة.
تغيير الشرق الأوسط الذي يطرحه نتنياهو، لا يضع التحول الديمقراطي، كما المشاريع الشبيهة السابقة، هدفا له، وإسرائيل في النهاية ليست نموذجا جاذبا ولا قطبا دوليا لتتبنى أفكارا من وزن إحداث تحولات كبيرة على المستوى الإقليمي عبر قوتها الناعمة، فبالأصل هي لا تملك غير القوّة الخشنة التي ترتكز على أحدث نسخ من الطائرات الأمريكية القاذفة والقنابل الضخمة لتدمير المدن وقتل البيئة الشعبية لخصومها بدون رحمة ولا مراعاة للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
بناء على ذلك، فإن فكرة تغيير الشرق الأوسط لدى نتنياهو تقوم على أساس هذه المقاسات، فنتنياهو يحلم ويطمح بتغيير تصبح فيه إسرائيل قادرة على فرض معادلات على المنطقة والإطاحة بالتوازنات التقليدية والقواعد المعمول بها، وذلك بلا شك لن تستطيع طائراته وقنابله وحدها تحقيقه، رغم ما تتركه من آثار دامية، فكرة تغيير الشرق الأوسط لدى نتنياهو تقوم على أساس هذه المقاسات، فنتنياهو يحلم ويطمح بتغيير تصبح فيه إسرائيل قادرة على فرض معادلات على المنطقة والإطاحة بالتوازنات التقليدية والقواعد المعمول بها، وذلك بلا شك لن تستطيع طائراته وقنابله وحدها تحقيقه، رغم ما تتركه من آثار دامية، بل سيلجأ إلى الألعاب الاستخباراتية التي تمنحه هوامش أوسع لإدارة ألعاب قذرة تهدم بناء الشرق الأوسط الحالي وتعيد تصميمهبل سيلجأ إلى الألعاب الاستخباراتية التي تمنحه هوامش أوسع لإدارة ألعاب قذرة تهدم بناء الشرق الأوسط الحالي وتعيد تصميمه طبقا للصورة الإسرائيلية المتخيلة. وتتركز هذه الألعاب حول ما يلي:
- إشعال الفتن الداخلية والحروب الأهلية، بناء على قاعدة دع الخصوم يقتلون بعضهم بعضا. ومن المخرجات التطبيقية لهذه القاعدة، زرع الشك وإثارة القلق بين المكونات الأهلية في دول المنطقة، وتحميل مسؤولية الدمار والإفقار لطرف معين نتيجة خياراته التي لم تحظ بإجماع كامل من بقية المكونات، ومن ثم استمرار التنكيل بالمجتمع كله، حيث يصبح خياره الوحيد للخروج من هذه الدوامة قتل أو إزاحة الطرف الذي تشير إسرائيل إلى مسؤوليته عن هذا الدمار وتلك العذابات.
وفق هذا المخطط، تصبح إسرائيل منقذا يتم التعويل عليها للتخلص من الطرف الذي يقف وراء كل هذه الأزمات، والذي تحركه أهداف وغايات لا وطنية، وتعميه العواطف عن قراءة موازين القوى بمنطق، ويسعى من وراء سلوكه ذلك لبسط السيطرة على بقية المكونات بالقوة بشرعية قتاله اسرائيل.
- تحطيم هياكل الدول، عبر دعم بعض الجماعات" القومية والطائفية وحتى الجهوية" لتأسيس كيانات منفصلة وتقرير مصيرها واختيار نموذج عيشها وشكل مستقبلاتها، بدلا من البقاء في أطر كيانات تفرض عليها خيارات لا تحقق مصالحها ولا تساهم في تنميتها. وتراهن إسرائيل في ذلك على ضعف دور العامل الوطني والتنوع الكبير في تركيبة دول المنطقة، وهيمنة قوميات وطوائف على أخرى، وعدم الاحتكام إلى عقود اجتماعية ناظمة لإدارة شؤون المجتمعات.
وفي هذا المجال ثمة أمثلة لا يمكن إحصاؤها عن مظلوميات وانتهاكات وتجاوزات في قلب هذا المشرق البائس؛ تستطيع إسرائيل من خلالها العبور بيسر وسهولة لتحطيم الهياكل القائمة وبناء مداميك جديدة لمنطقة تناسب مصالحها الأمنية وإلى الأبد.
تعرف إسرائيل حجم هشاشة الدول والمجتمعات التي تتشكّل منها المنطقة المحيطة بها، وطبيعة الانقسامات الهائلة والاختلافات الجذرية، أحيانا، لذا تجد أن الاستثمار في تخريب قوام المنطقة قد يكون أكثر جدوى من شن الحروب المتواترة والدخول في مخاطر، مهما كانت درجاتها ومستوياتها، والحل الأمثل أن تصرف المجتمعات المحيطة بها طاقاتها ومواردها في حروب بينية تلهيها عن إسرائيل
- التأكيد على أن إسرائيل جزء حيوي من نسيج المنطقة، وتتقاطع مع تطلعات شعوبها ودولها في السعي للاستقرار والتنمية وهزيمة الشر، بل إنها نصير المظلومين والمسحوقين، وهي ليست خصما لأحد، لا طائفة ولا قومية، وكل ما تقوم به هو جز الأعشاب المضرة بأمن ورفاه ومستقبل شعوب المنطقة.
الهدف من وراء ذلك، قتل روح التمرد والرفض لسياسات إسرائيل في المنطقة، وتدفيع دولها ومجتمعاتها أثمانا باهظة تجعلها تبحث جديا عن خيارات أخرى للخروج من هذا المأزق. وتعرف إسرائيل حجم هشاشة الدول والمجتمعات التي تتشكّل منها المنطقة المحيطة بها، وطبيعة الانقسامات الهائلة والاختلافات الجذرية، أحيانا، لذا تجد أن الاستثمار في تخريب قوام المنطقة قد يكون أكثر جدوى من شن الحروب المتواترة والدخول في مخاطر، مهما كانت درجاتها ومستوياتها، والحل الأمثل أن تصرف المجتمعات المحيطة بها طاقاتها ومواردها في حروب بينية تلهيها عن إسرائيل.
إزاء ذلك، لم يعد كافيا الحديث عن أطماع إسرائيل ومخططاتها، ولا الطلب من الشعوب أن تكون واعية وتتصدى للمشاريع الصهيونية، بل يتوجب حصول التغيير الفعلي سواء على مستوى النخب أو الأفكار ومنظومات القيم التي لم تنتج جميعها سوى الخراب المقيم في المنطقة؛ الخيار في صياغة عقود اجتماعية جديدة حقيقية وليست شكلية، للحفاظ على ما تبقى من حياة في هذه المنطقة.. فهل فات الأوان لذلك وسبق السيف العذل؟
x.com/ghazidahman1