سول: نتوقع أن تقوم كوريا الشمالية بعمل استفزازات قبل انتخابات أبريل المقبل
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
سول " وكالات ": قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الأربعاء إن النظام الكوري الشمالي يعد " مجموعة غير عقلانية" قامت بتقنين الاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية، ومن المرجح أن تقوم بعدة أعمال استفزازية للتدخل في الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل في كوريا الجنوبية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن تصريحات يون جاءت في الوقت الذي تقوم فيه كوريا الشمالية بتأجيج التوترات في شبه الجزيرة الكورية من خلال إجراء سلسلة من الاختبارات للأسلحة منذ بداية العام.
وقال يون أثناء ترؤسه لاجتماع مجلس الدفاع المركزي السنوي " مثل هذه الأفعال غير وطنية ومضادة للوحدة، والاستفزازات والتهديدات التي تعارض التاريخ".
وأضاف" النظام الكوري الشمالي يعد جماعة غير عقلانية تقنن الاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية، وتعد الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بذلك. إذا كان هذا النظام عقلانيا، كان سيتخلى عن الأسلحة النووية، ويبحث عن وسيلة أخرى لكي يعيش شعبه".
كما أشار يون إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 10 أبريل المقبل، حيث قال إنها محور النظام السياسي الديمقراطي الليبرالي.
وأضاف" هذا العام نتوقع الكثير من الاستفزازات التي تهدف للتأثير على انتخاباتنا مثل الاستفزازات في منطقة الحدود، واختراق طائرات الدرون، والمعلومات المغلوطة، وهجمات القرصنة الإلكترونية" جمع اجتماع اليوم نحو 170 شخصا من الحكومة والجيش والاستخبارات الوطنية ومجالات أخرى لمناقشة سبل الرد على السيناريوهات الاستفزازية الكورية الشمالية.
اختبار صاروخ استراتيجي من جهة ثانية، أعلنت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء أنها أطلقت بنجاح صاروخا استراتيجيا، يعد جزءا من مجموعة أسلحة اختبرتها الدولة النووية مؤخرا ويحذر محللون من أنها قد تجد طريقها للاستخدام في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن صاروخ "هواسال-2" أُطلق باتجاه بحر الغرب.
واضافت وكالة الأنباء المركزية أن المناورة هدفت إلى التحقق من "وضعية الهجوم المضاد السريع" للجيش بالإضافة إلى تحسين "قدرته الضاربة الاستراتيجية".
وأشارت إلى أن الإطلاق "لم يكن له أي تأثير سلبي على أمن" الدول المجاورة.
وهذا الشهر، أجرت بيونج يانج اختبارات لما أسمته "نظام أسلحة نووية تحت الماء"، إضافة إلى صاروخ بالستي فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب وجيلا جديدا من صواريخ كروز الاستراتيجية.
ولا تخضع اختبارات صواريخ كروز التي تحلّق في الغلاف الجوي للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، خلافا للصواريخ البالستية التي تعتمد تكنولوجيا صواريخ الفضاء.
وتعمل صواريخ كروز بالدفع النفاث وتحلق على ارتفاع أقل من الصواريخ البالستية، ما يجعل اكتشافها واعتراضها أكثر صعوبة.
وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، تتهم سول وواشنطن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بمد روسيا بالأسلحة، مرجحة أن ذلك يتم مقابل الحصول على مساعدة فنية من موسكو لبرنامج بيونج يانج الناشئ لإطلاق أقمار اصطناعية مخصصة للتجسس.
ويأتي اختبار بيونج يانج للأسلحة في خضم تدهور حاد للعلاقات بين الكوريتين بعد إعلان كيم أن "الجنوب" هو العدو الرئيسي لبلاده.
تحطم طائرة أف-16 أميركية في سياق آخر، أعلن الجيش الأميريكي أن إحدى طائراته المقاتلة من طراز أف-16 تحطمت صباح اليوم الأربعاء في المياه قبالة السواحل الغربية لكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن قائد الطائرة تمكن من النجاة بعد أن نجح في القفز منها.
وقال بيان للجيش إن "طائرة من طراز أف-16 فايتينغ فالكون من الجناح المقاتل الثامن تعرضت لحالة طوارئ أثناء طيرانها فوق بحر الغرب وتحطمت قرابة الساعة 8,41 صباحا بتوقيت سول ".
أضاف البيان "الطيار قفز بسلام وتم انتشاله قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحا. إنه واعٍ وجرى نقله إلى منشأة طبية لتقييم وضعه".
وأشاد البيان بالتعاون الوثيق مع كوريا الجنوبية خلال عملية الإنقاذ.
وقال الكولونيل ماثيو سي. غايتكي قائد الجناح المقاتل الثامن في سلاح الجو الأميريكي "نحن ممتنون جدا لقوات الإنقاذ في جمهورية كوريا وجميع زملائنا في الفريق الذين جعلوا عملية الإنقاذ السريعة لطيارنا ممكنة".
وأضاف "سنحول تركيزنا الآن للبحث عن الطائرة وانتشالها".
ولفت البيان إلى أنه "لن يتم توفير معلومات حول سبب حالة الطوارئ أثناء التحليق حتى الانتهاء من التحقيقات الشاملة المتعلقة بالسلامة والحوادث".
وأبلغ خفر السواحل الكوري الجنوبي وكالة فرانس برس أن الطائرة المقاتلة تحطمت بالقرب من جزيرة موكديوك قبالة الساحل الغربي لكوريا الجنوبية.
وهذا ثالث حادث تحطم لطائرة أميريكية من طراز أف-16 في كوريا الجنوبية منذ مايو 2023.
فقد سبق وأن تحطمت طائرة أف-16 في ديسمبر خلال تدريب روتيني بعد أن تعرضت لما وصفه الجيش الأميركي أيضا بـ"حالة طوارئ أثناء الطيران"، كما تم إنقاذ الطيار.
وفي مايو العام الماضي، تحطمت طائرة أميريكية من طراز أف-16 أثناء تدريب روتيني في منطقة زراعية جنوب سول، وتمكن الطيار من القفز بسلام من الطائرة.
وتعد واشنطن أهم حليف أمني لسيول وتنشر نحو 28.500جندي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حمايتها من كوريا الشمالية المسلحة نوويا.
وفي اليابان المجاورة، أعلن الجيش الأميريكي أواخر العام الماضي أنه أوقف تحليق أسطوله من طائرات "أوسبري" المروحية بعد حادث تحطم أدى إلى مقتل ثمانية طيارين أميركيين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة من طراز أف 16
إقرأ أيضاً:
رجل كوريا الشمالية الغامض.. كيف يؤثر في معارك أوكرانيا؟
كان الجنرال كيم يونغ بوك، الذي قاد القوات الخاصة في كوريا الشمالية، شخصية غامضة تُحاط بسرية تامة.
وتطلبت طبيعة عمله قيادة واحدة من أكبر وحدات القوات الخاصة في العالم - التي يبلغ قوامها حوالي 200 ألف فرد - أن يظل بعيداً عن الأضواء، إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح شخصية بارزة، حيث يوجَد الآن في روسيا كأكبر مسؤول عسكري كوري شمالي لدعم العمليات الروسية ضد أوكرانيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
في وقتٍ سابق من هذا العام، أرسلت كوريا الشمالية أكثر من 11 ألف جندي إلى روسيا، حيث يساعدون القوات الروسية في معركتها ضد القوات الأوكرانية التي استولت على أراضٍ روسية، وأكد مسؤولون من كييف وسول وجود الجنرال كيم في روسيا.
يشير المحللون إلى أن الجنرال كيم، الذي يُعتقد أنه نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الكوري الشمالي، قد تم تكليفه بمهمة دمج القوات الكورية الشمالية مع القوات الروسية، بالإضافة إلى استيعاب التكتيكات العسكرية الروسية وإعادتها إلى كوريا الشمالية، بما في ذلك استخدام خط الأنابيب لانتشار القوات مستقبلاً. ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدد الجنود الكوريين الشماليين في روسيا قد يصل في النهاية إلى 100 ألف جندي.
على الرغم من أن الجنرال كيم لن يشارك في المعارك بشكل مباشر، إلا أن وجوده في روسيا يعد مؤشرًا قويًا على التزام كوريا الشمالية بدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا حتى العام المقبل.
حتى وقت قريب، كانت هويته مخفية، حيث كانت الوحدة التي يقودها تُعد من الوحدات السرية الأكثر أهمية في كوريا الشمالية. وقال جون كيونغ جو، الباحث في معهد كوريا لتحليلات الدفاع، إن كوريا الشمالية بدأت في تسليط الضوء على كيم لإظهار روسيا أن القيادة العسكرية الموثوقة قد تم إرسالها.
بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغيانغ في يونيو (حزيران) الماضي، حيث تم التوصل إلى اتفاقية دفاع مشترك، أصبح الجنرال كيم مساعداً مقرباً للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ورافق الزعيم الكوري في العديد من الزيارات والمناسبات المهمة، بما في ذلك فحص التدريبات العسكرية وزيارة مناطق متضررة من الفيضانات. في أكتوبر (تشرين الأول)، كان آخر ذكر للجنرال كيم في وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية، ليُعتقد بعدها أنه سافر إلى روسيا مع القوات الكورية الشمالية.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن هويته كانت مجهولة نسبياً خلال معظم مسيرته المهنية، حيث كانت قاعدة بيانات الحكومة الكورية الجنوبية تقتصر على اسم وظيفته فقط.
وعلى الرغم من قلة ظهوره الإعلامي، إلا أن صعوده في صفوف الجيش الكوري الشمالي أصبح واضحاً منذ عام 2015 عندما تمت ترقيته لقيادة القوات الخاصة، ثم انتخابه لاحقًا لعضوية اللجنة المركزية لحزب العمال.
وفي مارس (آذار) الماضي، تم الكشف عن دوره الجديد كأحد أهم الشخصيات العسكرية في كوريا الشمالية. ووفقًا للمراقبين، فإن نجاحه في روسيا قد يعزز من مكانته في الجيش الكوري الشمالي، حيث يُنظر إليه الآن على أنه أحد أبرز الجنرالات في البلاد.
ويعتقد الخبراء، وفق الصحيفة، أن الخبرة الميدانية التي اكتسبها الجنود الكوريون الشماليون في روسيا ستساعد على تحديث التكتيكات العسكرية لكوريا الشمالية، خاصة في مجالات مثل المدفعية وتطهير الخنادق.
ويقال إن الجنود الكوريين الشماليين الذين أُرْسِلُوا إلى روسيا قد مُنِحُوا بطاقات هوية مزورة لتغطية هويتهم كجنود روس. زيادة على ذلك، بدأت كوريا الشمالية في إرسال أنظمة صواريخ ومدافع هاوتزر إلى روسيا، مما يوسع نطاق دعمها العسكري.
من جانب آخر، تُثار مخاوف في واشنطن وسول من أن التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا قد يشمل تبادل التكنولوجيا النووية والصاروخية الحساسة، حيث يُحتمل أن تتمكن بيونغيانغ من الحصول على تقنيات متطورة من موسكو مقابل دعمها العسكري.
ويشير البعض إلى أن كوريا الشمالية قد تسعى للحصول على تكنولوجيا متقدمة من روسيا، وهو ما قد يعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير.