الوحدة ليست مجرد ملاحظة جانبية تجعل الناس أكثر عرضة للاكتئاب، إنه القاتل الصامت الذي يودي بحياة الآلاف من البريطانيين كل عام.

في الأسبوع الماضي، ظهرت أرقام جديدة صادرة عن مؤسسة القلب البريطانية، تظهر ارتفاع الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب، في عناوين الأخبار على الصفحات الأولى، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل" البريطانية.

قلق عالمي.. القمر يتقلص حجمه ويدمر الأرض| ما القصة؟ جحيم قادم.. خبراء يحذرون من جائحة عالمية

وكانت هناك صدمة عامة من أن عدد الأشخاص في إنجلترا الذين ماتوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، كان أعلى إجمالي سنوي منذ عام 2008.

من الواضح الآن أن هناك عددًا من العوامل المؤثرة، من ضمنهم الوحدة الذي كان ينظر لها على إنها أمرًا نادرًا ما تتم مناقشته في كليات الطب، ولكن من المعترف به الآن على نطاق واسع أنه يتعين علينا معالجته إذا أردنا تحسين صحة الناس.

وتم إعداد الطب الحديث لمساعدة المرضى عندما يصابون بالمرض، ولكن ما نفشل في كثير من الأحيان في القيام به هو معالجة الأسباب الكامنة وراء مرض المرضى وسقوطهم في المقام الأول، وهنا يأتي دور الوحدة.

ويوضح أحد الأطباء:"أرى تأثيره على أساس يومي، في عملي في قسم الطوارئ والطوارئ، حيث أعالج بانتظام المرضى الذين أصيبوا بسكتة دماغية أو نوبة قلبية بعد فترة وجيزة من التقاعد".

ومن دون الضغط الاجتماعي الذي فرضه عليه زملاؤه الذين يدخنون، أقلع عن ذلك أيضاً. لكنه كان وحيدًا، وحيدًا جدًا.

في عام 2012، كشفت دراسة أجراها خبراء الصحة العامة في كلية الطب بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، والتي شملت أكثر من 5000 شخص تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، أن التقاعد كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية بنسبة 40 في المائة مقارنة بالأشخاص الذين كانوا متقاعدين ولكن كانوا لا يزالون يعملون، هل كان الشعور بالوحدة بعد العمل هو السبب؟ هناك الكثير من البيانات الجيدة التي تثبت أن هذا هو الحال.

في مراجعة رئيسية نشرت في مجلة القلب عام 2016، نظر الباحثون في جامعة يورك في البيانات من 23 ورقة بحثية (مع أكثر من 35000 مشارك)، ووجدوا أن الشعور بالوحدة أدى إلى زيادة بنسبة 29% في خطر الإصابة بنوبة قلبية وزيادة بنسبة 33% في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة نشرتها مجلة لانسيت للصحة العامة في العام الماضي أن أولئك الذين كانوا وحيدين لديهم فرصة أكبر بنسبة 12 في المائة للدخول إلى المستشفى بسبب العدوى مقارنة بأولئك الذين لم يشعروا بالوحدة.

في العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الشعور بالوحدة يمثل تهديدًا صحيًا عالميًا ملحًا، حيث قال الجراح العام الأمريكي إن آثاره يمكن مقارنتها بتدخين 15 سيجارة يوميًا، وأكثر من السمنة أو عدم ممارسة الرياضة. وتنتشر الوحدة، وذلك بفضل عمليات الإغلاق والتغيير في الأعراف الاجتماعية التي نشأت بعد كوفيد، مع زيادة العمل من المنزل ومشاهدة البرامج في أيام العطلات بدلاً من العمل في مجموعات والتواصل الاجتماعي.

إن آلية كيفية زيادة الشعور بالوحدة من خطر الوفاة المبكرة معقدة بشكل لا يصدق، ولكنها في الأساس تؤدي إلى استجابتنا للضغط النفسي، مما يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم.

تؤثر استجابة الإجهاد هذه أيضًا على المواد الكيميائية الموجودة في الجسم، والتي تسمى السيتوكينات، والتي تسبب الالتهاب، وهو سبب معروف للشيخوخة المبكرة.

في رأيي، هناك أدلة قوية جدًا تربط بين الوحدة وسوء الحالة الصحية، ولكن الأدلة التي لدينا هي من الدراسات الرصدية، حيث تراقب عاملاً ما، مثل الشعور بالوحدة، وترى التأثير على المدى البعيد على سبيل المثال، على معدلات الوفيات.

وميض أخضر غامض يضيء في سماء هذه الدولة.. ماذا حدث؟ رصاصة تستقر في دماغ شاب برازيلي 4 أيام دون علمه


وآخرون في مهنة الطب أقل اقتناعا بالأدلة التي تربط بين الشعور بالوحدة والمرض، بحجة أن الارتباط يمكن أن يكون مجرد مصادفة.


الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها إثبات أن الوحدة تسبب مشاكل طبية هي من خلال نوع من التجارب يسمى دراسة عشوائية محكومة، حيث تحصل مجموعة من المرضى على علاج وتحصل مجموعة أخرى على دواء وهمي وسترى التأثير.

إنه يعمل بشكل جيد عند اختبار الأدوية، ومع ذلك، من الصعب جدًا إجراء هذا النوع من التجارب على شيء معقد مثل منع الشعور بالوحدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشعور بالوحدة

إقرأ أيضاً:

يوم الشفاء العالمي.. كيف تساعد اليوجا في علاج الصدمات العاطفية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما يتعرض أى شخص لأزمة نفسية  يتصور أن الحياة انتهت ويبدأ الإهمال في عمله وفى نفسه وقد يتطور الأمر معه إلى الإصابة بالإكتئاب ، وهناك عدة طرق مفيدة مثل رياضة تمارين اليوجا التي يمكن أن تعالجه من الصدمات العاطفية، وبمناسبة يوم الشفاء العالمى، نبرز كيف تعمل اليوجا على علاج الصدمات العاطفية، وفقا لما نشره موقع "psychologytoday".

كيف تعمل اليوجا على علاج الصدمات العاطفية؟

تحفيز الوعى
ممارسة اليوجا، تمارين التنفس والاستجمام والتأمل، يعمل على تحفيز الوعى والشعور بالهدوء والراحة، مما يساهم في تقليل أعراض الصدمة.

تحسين الصحة العقلية والجسدية

 ممارسة تمارين اليوجا تساهم فى تطوير الصحة الجسدية والعقلية بدءا من تحسين النوم وخفض التوتر، بل حتى خفض مستوى الكوليسترول الضار.

تجاوز ذكريات الماضى
ممارسة تمارين اليوجا تحسن الصحة النفسية، حيث يساعد التنفس أثناء التمرين على تخطى ذكريات الماضى مع مرور الوقت.

قبول الذات
تعمل اليوجا على تحسين الحالة المزاجية وتقبل الذات والثقة بالنفس وبالتالي فعل أي شيء يساهم في العناية بأنفسهم مما يساعدهم على تخطى مراحل الصدمة العاطفية مع مرور الوقت.

الشعور بالأمان
يواجه الكثير من الأشخاص صدمات عاطفية وصعوبة في استرجاع الشعور بالأمان، ولكن ممارسة اليوجا بإنتظام ساعدهم على استعادة هذا الشعور مع مرور الوقت.

مقالات مشابهة

  • النمر يوضح أسباب الشعور بالنعاس بعد الظهر
  • دراسة توضح تأثير استخدام شات جي بي تي على الشعور بالوحدة وزيادة العزلة
  • عاجل - غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة تودي بحياة 24 شهيدًا
  • طبيب أمريكي: غزة تحولت إلى “هيروشيما جديدة” تحت أنظار العالم الصامت
  • %75 من البريطانيين يتوقعون تدهور الاقتصاد بسبب رسوم ترامب
  • ثقة البريطانيين في اقتصاد بلادهم تتراجع لأدنى مستوى منذ عام 1978
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • يوم الشفاء العالمي.. كيف تساعد اليوجا في علاج الصدمات العاطفية؟
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • بتوجيهات محافظ قنا.. إزالة تعديات ومتابعة ميدانية مكثفة بمركز نقادة