لا شك أن صورة وزراء ومشرعي حزب "الليكود" وحزب "القوة اليهودية" (عوتسما يهوديت) وهم يرقصون بنشوة في مؤتمر الأحد الماضي، لإعادة الاستيطان اليهودي في غزة وترحيل سكانها الفلسطينيين، تتناسب تماما مع "قاعة العار" من الصور المشينة التي يتبجح بها القوميون و"البيبيون" (في إشارة لأنصار بنيامين نتنياهو)، والمسيحانيون واليمينيون العنصريون مسعرو الحروب.

بهذه الفقرة بدأ الكاتب الصحفي الإسرائيلي يوسي فرتر مقالا بعنوان "إسرائيل تتجه نحو معارك بالشوارع بين اليمين المتطرف وعائلات الأسرى لدى حماس"، وحذَّر فيه من أن الوزيرين اليمينيين المتطرفين: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يعملان على استبعاد عضو حكومة الحرب المصغرة بيني غانتس والاستحواذ على مقعده، وهو ما قال إن الأرضية تبدو مهيأة له أكثر فأكثر.

وأبرز أن "قاعة العار" المذكورة تتوسطها صورة للمتهم الجنائي رقم 1، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في يوم افتتاح محاكمته في 2020، محاطا بوزراء وأعضاء كنيست مكمَّمين من حزبه، بالإضافة إلى صورة للاحتفال في الكنيست بعد إلغاء قانون "شرط المعقولية" في يونيو/حزيران 2023، مشيرا إلى أن هذين الحدثين شكّلا إعلان حرب ضد القضاء الإسرائيلي وسيادة القانون.

وشدد على أن عرض الأحد المثير للغثيان أعطى بعدا دوليا لهذه القضية، موضحا أن مسؤولين حكوميين ونوابا في الكنيست، بينهم العديد من أعضاء الحزب الحاكم بدوا مبتهجين وهم يشاركون في هذه المظاهرة، وكأنهم في عالم موازٍ يسيل فيه لعابهم وتلمع فيه عيونهم، وهم ينشدون إعادة بناء مدن يهودية في قطاع غزة، وتشريد أكثر من مليونين من سكانه.

وعلّق على ذلك بالقول إنه سيسعد كثيرا حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات بي دي إس BDS.

وأضاف الكاتب أنه لا يشك في أن نتنياهو يستطيع، لو أراد، أن يمنع وزراء الليكود من حضور المؤتمر، ولو أنه طلب بلطف، لما حضر حتى رئيس حزب يهدوت هتوراة، الوزير يتسحاق غولدكنوبف.

لكنه أشار إلى أن نتنياهو ليس له أي تأثير على أعضاء عوتسما يهوديت والصهيونية الدينية، بل إنهم، كما هو معلوم، يحتقرونه ويتجاهلون كل ما يقوله بينما يعملون على تحقيق هدفهم النهائي: الاضطرابات الإقليمية، والحرب الأبدية، وإقامة دولة دينية، وأمة معزولة مثل كوريا الشمالية.

ويشترك زعيما الحزبين اليمينيين المتطرفين وفقا للكاتب، في هدف مشترك: إخراج حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس من الحكومة في أسرع وقت ممكن. وعندما يحدث ذلك، فإنهم سيطالبون بمقعد في حكومة الحرب، وفي الوقت الحالي، يبدو أن كل شيء يسير لصالحهم، وفقا ليوسي فرتر.

إن القوة المتنامية للحركة الاستيطانية اليمينية المتطرفة، التي يعززها نتنياهو ليقع في النهاية في فخها، تمكّن فصيل بن غفير وغيره من زعماء اليمين المتطرف من الإفلات بالمزيد، لكن سرعان ما ستكون هذه القوة في مواجهة مع نتنياهو ضعيف عند منعطف حرج، وهو ما سيحدث بالفعل إذا وافقت حماس على صفقة الرهائن في باريس ونفذتها، حسب الكاتب.

وأوضح فرتر أن تلك ستؤدي لإطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم عناصر من قوات "النخبة" التي تتهم بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن شأن مثل هذه الصفقة، حسب فرتر، أن تثير جدلا سياسيا داخل الائتلاف وفي الرأي العام الإسرائيلي، فمعارضوها سيتزعمهم بن غفير وسموتريتش، أما الجمهور الواقعي في إسرائيل وقادتها فسيؤيدونها.

لكن قد ينتهي الأمر إلى مواجهة اليمينيين المتطرفين لأفراد عائلات الأسرى في الشوارع، "وبالطبع سيتابع نتنياهو ذلك من الشرفة، وهو يفرك يديه بسرور"، على حد تعبير الكاتب.

وختم فرتر بما قاله نتنياهو ليلة السبت للصحفيين، حين استخدم "إحدى أخس العبارات" التي يمكن لرئيس وزراء إسرائيلي في زمن الحرب أن يقولها "أنا أقاتل حماس، وأنتم تقاتلونني"، مشيرا إلى أن من يستطيع أن ينحدر إلى هذا المستوى قادر على فعل أي شيء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 7 مواطنين وإصابة آخرين أثر قصف إسرائيل لعدة مناطق بغزة

استُشهد وأصيب عدد من المواطنين، فجر اليوم الخميس، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق في قطاع غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس - أنه في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، استُشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال لمنزل يعود إلى عائلة درويش، وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استُشهد مواطنان بينهما طفل وأصيب آخرون بجروح إثر قصف طائرات الاحتلال لمنزل في أرض أبو مهادي، وآخر لعائلة أبو خوصة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأشارت إلى إصابة عدد من المواطنين إثر قصف مدفعية الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شرقي المغازي وسط قطاع غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوا في مدينة غزة.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 41 ألفا و689 مواطنا، وإصابة 96 ألفا و625 شخصا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

اقرأ أيضاًمجزرة جديدة.. مقتل 8 أشخاص بقصف إسرائيلي لمدرسة في غزة

9 شهداء في قصف مدرسة ومعهدا للأيتام يؤويان نازحين بمدينة غزة

ثلاثة شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • استشهاد 7 مواطنين وإصابة آخرين أثر قصف إسرائيل لعدة مناطق بغزة
  • عجالي: “أجواء ملعب “حسين آيت أحمد” تعكس صورة الجزائر التي نحبها”
  • تبعات القصف الإيراني على إسرائيل.. هل تتجه الأمور نحو مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط؟
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: نؤكد حاجتنا الملحة إلى إعادة المحتجزين لديارهم
  • الجيش الأردني يغلق المجال الجوي ويقول إن مئات الصواريخ الإيرانية تتجه إلى إسرائيل عبر الأردن
  • شاهد | معركة جوية للتصدي لصواريخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل
  • بدء محاكمة زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
  • مظاهرة أمام منزل نتنياهو في القدس: عائلات الرهائن المحتجزين في غزة تطالب باتفاق للإفراج عنهم
  • لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات بالنمسا
  • متظاهرون قبالة منزل نتنياهو يطالبون باتفاق لتبادل الأسرى بغزة