أنقرة (زمان التركية) – قال مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنزوليام بيرنز، إن الولايات المتحدة تواجه مشاكل صعبة للغاية في الشرق الأوسط.

وذكر بيرنز قضايا مثل الحد من شدة الهجمات الإسرائيلية في غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الرهائن، ومنع انتشار الصراع في المنطقة، وإيجاد صيغة قابلة للتطبيق في غزة.

جاء ذلك في مقاله بعنوان “الوكالة وإدارة الدولة: تحول وكالة المخابرات المركزية إلى عصر المنافسة” والمنشور في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية “الشؤون الخارجية”.

وأشار بيرنز إلى أنه مع هجمات حماس في 7 أكتوبر والمذابح الإسرائيلية المستمرة في غزة، فإن التوتر لا يتعلق بالمنطقة فحسب، بل بالنظام العالمي بأكمله، قائلا: “لقد قضيت معظم السنوات الأربعين الماضية في الشرق الأوسط أو في هذه المنطقة، ونادرا ما رأيت الشرق الأوسط أكثر تعقيدا واستعدادا للانفجار كثيرا”.

وفيما يتعلق بالمعادلة الإيرانية الإسرائيلية على المستوى الإقليمي، ذكر بيرنز أن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران، فالنظام الإيراني اشتدت شوكته في الأزمة الحالية ويبدو مستعداً للقتال حتى آخر امتداد إقليمي “.

وفيما يخص حزمة الدعم الأوكراني العالقة في الكونجرس الأمريكي، قال بيرنز إن التراجع وخفض الدعم لأوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة سيكون بمثابة تسجيل هدفنا بالمعنى التاريخي، مؤكداً أن دعم الولايات المتحدة والغرب لأوكرانيا أمر حيوي.

وزعم بيرنز أن روسيا خسرت الحرب في أوكرانيا على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن الجيش الروسي تكبد خسائر فادحة وأن اقتصاده قد دمر.

وشبه بيرنز الوضع الحالي بالنسبة للولايات المتحدة بنهاية الحرب الباردة أو حقبة ما بعد 11 سبتمبر، مفيدا أن الولايات المتحدة لم يعد لديها “تفوق لا مثيل له” على الصين وروسيا.

وفيما يخص الصين صرح بيرنز أن التحدي الأقرب قد يكون قادمًا من روسيا، غير أن الصين تشكل تهديدًا أكبر على المدى الطويل” مضيفًا أن الوكالة أعيد تنظيمها بشدة في السنوات الأخيرة وأنشأت وحدة مختصة فقط بالشأن الصيني.

وأوضح بيرنز أن الصين تتابع الحرب الأوكرانية عن كثب مشيرا إلى كونها المنافس الوحيد للولايات المتحدة بفعل نيتها إعادة تشكيل النظام الدولي وتمتعها بالقوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحقيق ذلك.

هذا وأكد وليام بيرنز أن صعود الصين لم يكن المشكلة في حد ذاتها، بل أفعال بكين “المهددة” مشيرًا إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لا يركيز فقط على قوة بلاده التحويلية بل أنه اتخذ خطوات أكبر بهدف “إعادة كتابة” النظام الدولي.

Tags: إيرانالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالشرق الأوسطالصينوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةوليام بيرنز

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: إيران الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الشرق الأوسط الصين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.

وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.

وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.


واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.

وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.

"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.

وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير،  إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.

وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.

وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.

وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.

التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.

جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.

هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.

وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.

مقالات مشابهة

  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • أول عملية إعدام رمياً بالرصاص منذ 15 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية
  • الصين ترفض الرسوم الجمركية الأمريكية وتتهم واشنطن بـ"الحمائية والتنمر"
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة
  • وزير خارجية الصين: ندعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة والمبادرة العربية لحل الدولتين