قانون جديد للتجنيس.. هل يتحوّل المسلمون إلى جزء من ألمانيا؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
برلين- يتطلع الملايين من المهاجرين المقيمين في ألمانيا إلى القانون الجديد الخاص بالتجنيس، الذي صوَّت عليه البرلمان الألماني، ويتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قبل نهاية النصف الأول من هذا العام، وهو القانون الذي يعدّ تاريخيا في ألمانيا، بحكم أنه سيسهّل كثيرا الحصول على الجنسية الألمانية.
ويعيش في ألمانيا حاليا نحو 5.
تقول حفيظة حمود، من اتحاد المنظمات الألمانية السورية "رغم أن الأجيال التركية الجديدة التي وُلدت وترعرعت في ألمانيا، وتربطها ببلدها الأم علاقة ضعيفة أو يسيرة، فإن عددا كبيرا منهم يرفضون التخلي عن الجواز التركي، وكذلك الأمر بالنسبة لمصريين وأردنيين كثر".
وتضيف للجزيرة نت أن الموضوع مختلف قانونيا لدى السوريين، بحكم أن الدستور السوري يمنع تماما التخلي عن الجنسية السورية، ولا تُسْحَب منهم إلا في حالة نادرة.
غير أن شرط التخلّي عن الجنسية الأصلية للحصول على الجنسية الألمانية لم يعُد قائما في القانون الألماني الجديد. سابقا كان هذا الحق حصرا لمواطني دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول خارجه، لكنه الآن سيشمل الجميع.
ويقول مؤنس بخاري، مؤسس "البيت السوري" في ألمانيا، للجزيرة نت "أتوقع أن يكون لقانون الجنسية الجديد في ألمانيا تأثير إيجابي كبير في حياة المهاجرين العرب والمسلمين في البلاد، وسيمنحهم شعورا أكبر بالانتماء إلى المجتمع الألماني، وسيسهل عليهم المشاركة في الحياة العامة"، مشيرا إلى أن "الاحتفاظ بالجنسيات الأصلية، سيطمئن مخاوف المهاجرين بشأن هُويتهم الثقافية".
حفيظة حمود: كثير من المهاجرين في ألمانيا يرفضون التخلي عن جنسيتهم الأصلية (الجزيرة) تسهيلات جديدةيقلّل القانون الجديد مدة الإقامة المطلوبة للحصول على الجنسية من 8 سنوات إلى 5، أو حتى إلى 3 سنوات في حال تحقيق إنجازات خاصة، منها ما هو مهني أو دراسي. كما سيحصل الأطفال المولودون في ألمانيا لأبوين أجنبيين على الجنسية إذا كان أحد الوالدين على الأقل مقيما في ألمانيا لأكثر من 5 سنوات.
وسيعفى المهاجرون القدماء (جيل العمال الضيوف) في البلاد من شرط امتحان اللغة، الذي كان حاجزا أمام عدد منهم سابقا للتجنيس، وكذلك من شرط إعالة أنفسهم.
ويؤكد مؤنس بخاري أن "التجنيس يعني حقوقا جديدة؛ مثل: التصويت في الانتخابات الألمانية، وشغل مناصب عامة، ما سيساعد المهاجرين على الاندماج بشكل أفضل"، مشددا على أن القانون سيدعم التعايش داخل المجتمع، إذ سيشعر المهاجرون أنهم جزء منه، ما سيقلل احتمالات التمييز أو التهميش.
وإضافة لهذه المزايا، فاللاجئون السوريون مثلا، قد تكون لديهم الإمكانية لزيارة بلدهم باستخدام الجواز الألماني، مما سيسهل عليهم زيارة عائلاتهم ومعارفهم، حسب مؤنس.
وشهد مشروع القانون نقاشا مطولا، إثر رغبة عدد من الأحزاب والشخصيات في جعل الاعتراف بإسرائيل شرطا لنيل الجنسية، بعد المظاهرات الكبيرة في البلاد الداعمة لفلسطين مؤخرا.
لكن القانون اكتفى في نسخته الأخيرة بالتنصيص على أن "معاداة السامية" تتعارض مع حق التجنيس، وأنه يجب "الالتزام بمسؤولية ألمانيا التاريخية" عن عواقب النازية، ومن ذلك "حماية الحياة اليهودية".
وترى حفيظة حمود أن "المهاجرين بحاجة ماسة لممارسة الحق في الانتخاب، خاصة مع تعالي الأصوات اليمينية المتطرفة، بعد الحرب على غزة"، ولذلك يظهر القانون مهما، فضلا عن إيجابيته في إقناع أصحاب الكفاءات من الدول العربية بالتوجه لألمانيا، بفضل إمكانية ازدواجية الجنسية.
مؤنس بخاري: التجنيس يساعد المهاجرين على الاندماج بشكل أفضل داخل المجتمع الألماني (الجزيرة) المسلمون في ألمانيارغم حجم المسلمين في البلاد، فإنهم على الصعيد الفدرالي، لا يحظون بأي مؤسسة معترف بها في إطار "مؤسسات الحق العام"، وهو الامتياز الذي تحظى به الكنائس الرئيسة وعدد من الطوائف المسيحية، وكذلك المجتمعات اليهودية، ويتيح عددا من الحقوق للمنتسبين للديانة، كتنظيم الطقوس الدينية، أو التمويل العمومي المستمر. ووحدها ولاية هيسن من منحت الحق للطائفة الأحمدية الإسلامية.
وفي ظل غياب الاعتراف القانوني، يتحول النقاش إلى الجانب السياسي، فمنذ مقولة الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف، في 2010 "الإسلام، إلى جانب المسيحية واليهودية، هو جزء من ألمانيا"، والجدل مستمر، بين من يدافع عن هذا الرأي وبين من يرى أن ألمانيا بلد مسيحي في الأساس.
ويوضح مؤنس بخاري "من المرجح أن يؤدي قانون الجنسية الجديد إلى تحول الإسلام إلى جزء حقيقي من ألمانيا، وذلك لأن القانون سيجعل من المسلمين جزءا أكثر تكاملا ومشاركة في المجتمع الألماني"، لكنه يستدرك أن هناك عوامل أخرى ينبغي لها تسهيل تقديمها للمسلمين؛ منها: "فرص العمل والتعليم والدعم الاجتماعي".
ويعاني المسلمون في ألمانيا انتشارا كبيرا للعنصرية تجاههم، وهو ما يؤكده تقرير رسمي نشرته الداخلية الألمانية العام الماضي، كما يعانون تشتتا كبيرا في المؤسسات التي تتحدث باسمهم، ويغيب صوتهم داخل الأحزاب والبرلمان الألمانيين، فضلا عن تفضيل السلطات للحوار مع مجموعات ليبرالية لا تحظى بأي تمثيلية داخل مجتمع المسلمين.
وفقا لتقرير نشرته وزارة الداخلية الألمانية العام الماضي يتعرض المسلمون في ألمانيا للعنصرية (أسوشيتد برس) البيروقراطية المعقدةغير أن البيروقراطية الألمانية تعرقل نجاح هذا المشروع على المدى المتوسط. ويشتكي عديد من المتقدمين للجنسية، في إطار القانون القديم، من طول الإجراءات واستهلاكها كثيرا من الوقت. وتعترف برلين أنه حتى في حال كانت الوثائق كاملة وصحيحة، فإن معالجتها يمكن أن تأخذ 12 شهرا، حسب المكتب الاتحادي للإدارة.
وتقول حفيظة حمود "ألمانيا تعيش حاليا أزمة كبيرة بسبب حجم عدد المتقدمين، بالإضافة إلى العنصرية الممنهجة في إدارة عملية التجنيس في عدد كبير من دوائر التجنيس، أو بسبب نقص عدد الموظفين القائمين، ما يجعل القانون الجديد بعيدا عن التحقق في السنوات المقبلة"، مشيرة إلى وجوب الانتظار لمدة قد تزيد على سنة لمجرد الحصول على موعد لتقديم طلب التجنيس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الجنسیة فی ألمانیا فی البلاد
إقرأ أيضاً:
تصل للحبس والغرامة.. تعرف على مخالفات المرور وأسعارها في القانون الجديد (فيديو)
كشف اللواء أحمد هشام، الخبير المروري، عن مخالفات المرور وأسعارها في القانون الجديد، موضحًا أن قيادة أي سيارة بدون رخصة قيادة، سيقع على الشخص غرامة الحبس مدة لا تزيد عن سنة أو غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد عن 20 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين.
خلال يوم واحد.. المرور يضبط 1003 مخالفات لعدم تركيب الملصق الإلكتروني من الهاتف المحمول.. 4 طرق لمعرفة مخالفات المرور والتظلم عليها إلكترونيا مالك السيارةوأضاف "هشام" خلال مداخلة مع برنامج "صباح البلد"، والذي يقدمه الإعلامي أحمد دياب والإعلامية عبيدة أمير، والمذاع على قناة "صدى البلد"، أن العقوبة تقع أيضًا على مالك السيارة في حال سمح لأي شخص دون الـ 18 عامًا بالقيادة.
وتابع الخبير المروري، أن من يقوم بإنشاء مركز لتعليم القيادة، دون الحصول على ترخيص من الإدارة العامة للمرور، موضحًا أن من يعمل على تلك المراكز يجب الحصول على ترخيص.
وأوضح، أن القانون الجديد يعاقب من يقوم بالتدخين داخل المركبات أو المواصلات العامة، بغرامة حد أدنى 100 جنيه، وحد أقصى 200 جنيه.
القيادة تحت تأثير المخدروأكمل، أن القانون يعاقب قائد المركبة في حالة كان يقود تحت تأثير المخدر، أو السير عكس الاتجاه العام، بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وسحب رخصة القيادة 90 يومًا.
جدير بالذكر أن الجهات الرسمية، سهلت خدمة دفع مخالفات المرور عبر موقع النيابة العامة ومنصة مصر الرقمية، وذلك في إطار خطة التحول الرقمي، وميكنة الخدمات المقدمة من الهيئات والمؤسسات الحكومية للمواطنين، ضمن الخدمات المرورية المقدمة من تجديد رخصة المركبة، وبدل فاقد وتالف لرخصة القيادة، والاستعلام عن المخالفات المرورية وغيرها من الخدمات الرقمية الحكومية.
دفع مخالفات المرور عبر موقع النيابة العامة
خطوات دفع مخالفات المرور إلكترونيًا عبر موقع النيابة العامة كالتالي:
الدخول على موقع النيابة العامة.
اختر الأيقونة الخاصة بخدمات المرور.
كتابة بيانات توصيل الشهادة بدقة في المكان المخصص لها.
إرسال الطلب لتظهر تفاصيل السداد .
دفع مخالفات المرور عبر منصة مصر الرقمية
كما يمكن دفع مخالفات المرور عبر بوابة مصر الرقمية خلال الخطوات التالية:
الدخول على منصة مصر الرقمية من هنا.
اختر الأيقونة الخاصة بخدمات المرور ثم اضغط على مركباتي.
أدخل رقم الهاتف وكلمة السر الخاصة بحسابك على بوابة مصر الرقمية.
اختر الخدمة الخاصة بسداد مخالفات المرور.
وبعدها يتم إدخال جميع البيانات الخاصة بالسيارة المراد دفع المخالفة عنها.
أختر طريقة الدفع وبيانات الفيزا، ثم إضغط على سداد.
كما يمكن دفع المخالفات المرورية بشكل مباشر عن طريق مكاتب البريد، وذلك من خلال تقديم البطاقة الشخصية ورخصة السيارة للكشف عن المخالفات، وإبلاغك بالقيمة مستحقة الدفع، وفي حالة عدم وجود مخالفات يتم تسديد قيمة شهادة براءة الذمة، إضافة أنه يمكن عمل تظلم لتخفيض الرسوم، والقيام بالإجراءات المحددة وسوف تصلك رسالة نصية تتضمن حالة التظلم.