جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-02@22:26:02 GMT

الأطماع الصهيونية التوسعية

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

الأطماع الصهيونية التوسعية

 

حمد الحضرمي **

 

تؤكد الحقائق التاريخية ضلوع حكومة الانتداب البريطاني بفلسطين في تسهيل الهجرة اليهودية من دول العالم إلى الأرض المقدسة بفلسطين، لكي يصبحوا أكثرية، ويكون بمقدورهم القيام بأعمال إرهابية ضد الشعب العربي الفلسطيني، صاحب الأرض الأصيل الشرعي الذي عاش عليها الآباء والأجداد منذ آلاف السنين، وعندما توافد اليهود على الأراضي الفلسطينية شنت عصاباتهم الإرهابية هجمات على القرى والمدن الفلسطينية لنشر الرعب والخوف بين السكان وإجبارهم على الهجرة منها بالقوة، ليحل مكانهم اليهود المهاجرون من مختلف أنحاء العالم.

 

حرمت الحكومة البريطانية عرب فلسطين من التمتع بحقوقهم السياسية والمدنية، ولم تقم في البلاد حكمًا ديمقراطيًا صحيحًا، ولم تشرك العرب في إدارة البلاد وتصريف شؤون الحكم، في حين أسندت الوظائف الرئيسية والحيوية لموظفين من البريطانيين واليهود، وبهذه الوسائل استطاعت الحكومة البريطانية أن تمكن اليهود في فلسطين وترسخ أقدامهم في إدارتها وحكمها، وتصبغ الأنظمة والقوانين بالصبغة الاستعمارية واليهودية الخالصة، وفتحت الحكومة البريطانية أبواب فلسطين لهجرة اليهود إليها بكل الوسائل والأساليب، فارتفعت نسبة اليهود في أرض فلسطين من 7% في سنة 1918م إلى نحو 33% في عام 1947م.

 

شعر الاستعمار وأنصاره في عام 1946م بأن الفرصة باتت سانحة لتحقيق المؤامرة ضد فلسطين وأهلها فقام المستعمرون بمناورات سياسية ومراوغات دبلوماسية لتضليل الرأي العام العالمي ومخادعة العرب فأوفدوا لجنة إنجليزية أمريكية مختلطة إلى فلسطين في ربيع عام 1946م بحجة دراسة قضيتها، فأوصت تلك اللجنة بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية دون قيد أو شرط وبإدخال مائة ألف يهودي دفعة واحدة. وبناء على طلب بريطانيا عقدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة دورة استثنائية في مايو 1947م وقررت إيفاد لجنة مؤلفة من مندوبي إحدى عشرة دولة إلى فلسطين للتحقيق في قضيتها وكيفية حلها، فأوصى ثمانية من أعضاء اللجنة بتقسيم فلسطين وإنشاء دولة يهودية فيها وأخرى عربية، وتدويل منطقة القدس.

 

انسحب الإنجليز من فلسطين في 15/ 5 / 1948م بعد أن مكنوا اليهود من احتلال معظم مدن فلسطين ومساحات شاسعة من أراضيها التي زادت كثيرًا عن الأراضي المخصصة لليهود وفق قرار التقسيم، وأعلن اليهود قيام دولتهم فأسرعت الولايات المتحدة إلى الاعتراف بها فور إعلانها ثم تبعتها دول أخرى. ونظرا للأطماع الصهيونية التوسعية في حرب يونيو 1967م احتل العدو الصهيوني باقي الأراضي الفلسطينية وأجزاء من سوريا ومصر، ولا تزال المرتفعات السورية تحت الاحتلال، مما يؤكد على أن التوسع هو صفة متأصلة ودائمة للصهيونية فقد رافق احتلال المناطق الجديدة أبعاد الآلاف من الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار خارج حدود فلسطين.

 

إن الأطماع الصهيونية التوسعية في فلسطين والدول العربية ليس لها حدود، وأن مخططات اليهود المستقبلية جاهزة للتنفيذ، حسب ما مرسوم لها بموجب خطة استراتيجية محددة بمراحل، ومسألة التنفيذ مسألة وقت للفرصة المناسبة، وسيظل اليهود الصهاينة يقدمون الذرائع والمبررات والسيناريوهات، لتبرير أعمال العدوان والتوسع، وحربهم لغزة الدائرة الآن ما هي إلا لتنفيذ مخططاتهم التوسعية، وسط مجتمع دولي مشترك في المؤامرة ومتواطئ مع اليهود، لأنهم مجتمع غربي صليبي حاقد على العرب والمسلمين، منذ تحرير بيت المقدس في 2 / 10 / 1087م على يد البطل صلاح الدين الأيوبي.

 

وسوف يستمر اليهود في تنفيذ مشروعهم وخططهم التوسعية، حتى يحققوا حلمهم بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. وقد حان الوقت أيها العرب والمسلمين إلى توحيد صفوفكم وكلمتكم لمواجهة العدو الصهيوني قبل فوات الأوان، وعلينا بالتفكير في مستقبلنا ومستقبل أوطاننا وشعوبنا قبل أن يتمكن العدو من السيطرة الكاملة علينا من كل الجهات، فنحن أقوياء إن اتحدنا وتعاونا، وعلينا ترك الخلافات الهامشية فيما بيننا ونستعد من الآن لمواجهة العدو الصهيوني بنصرة إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين، ولأننا أصحاب حق، واليهود على باطل، ولأننا أصحاب أمجاد تليدة، قهرنا الشرك والمشركين، وأقمنا دولة التوحيد، فأصبحت رايتنا عالية بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإننا على يقين بأنَّ الله سوف يعلي كلمته وينصر دينه، وسيكون النصر والتمكين للعرب والمسلمين قريباً.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطيني بنيران مسيرة للعدو الصهيوني جنوب خان يونس

يمانيون../ استشهد مواطن فلسطيني ، اليوم الأربعاء، بنيران مسيرة للعدو الصهيوني في منطقة قيزان رشوان جنوب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وكانت وكالة الانباء الفلسطينية وفا أفادت باستشهاد 19 مواطنا فلسطينيا وأصيب آخرون بجروح، فجر اليوم الأربعاء، في سلسلة غارات شنها العدو الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات العدو عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 52,400 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 118,014 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوبي بيت لحم
  • ” الجهاد الإسلامي”: استهداف العدو الصهيوني لسفينة الضمير دليل جديد على استخدامه التجويع كسلاح حرب
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني بيت لاهيا
  • لليوم الخامس: “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة العدو الصهيوني بشأن التزاماته تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • العدو الصهيوني يقتحم قرية الولجة شمال غرب بيت لحم
  • استشهاد واصابة عدد من الفلسطينيين إثر قصف للعدو الصهيوني على بيت حانون
  • ضحاياه يفوقون العدوان العسكري.. تداعيات الحصار الصهيوني على غزة
  • إصابة طفل فلسطيني برصاص العدو الصهيوني خلال اقتحام بلدة اليامون غربي جنين
  • استشهاد فلسطيني بنيران مسيرة للعدو الصهيوني جنوب خان يونس
  • العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة