مجلس الحسابات يكشف إغراق وكالة الموانئ في دوامة العجز
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
كشف التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2022/2023 الصادر حديثا، أن “الوكالة الوطنية للموانئ”؛ التي ترأسها نادية العراقي: التابعة لوزارة التجهيز والماء لا تتوفر على رؤية واضحة بشأن تطورها، وذلك بالرغم من دروها الإجتماعي والإقتصادي.
وأوضح التقرير أن الوكالة سيرت سنة 2021 82 في المائة من الرواج المينائي المحلي في إطار نظام موازنة تستفيد منه بشكل أساسي الموانئ التي تعاني من عجز مالي.
وأكد التقرير أنه رغم أن الوضعية المالية للوكالة الوطنية للموانئ سجل نتائج صافية إيجابية خلال الفترة ما بين 2010 و2021، لوحظ تباين على مستوى الوضعية المالية لكل الموانئ الأربع والثلاثين التابعة لها والتي تمت دراستها”، مضيفا التقرير ذاته أن ” غالبية هاته الموانئ تعرف عجزا ماليا يستلزم وضع خطة عمل لتحسين مواردها”.
وتابع التقرير أن “ثلاثة موانئ حققت من أصل 34 ميناء نتائج استغلال إيجابية خلال القفترة 2010و2021، وهي وموانئ الدارالبيضاء والجرف الأصفر وأكادير، بينمال سجلت ثلاثة موانئ أخرى وضعية مالية متوازنة عموما، وهي موانئ الناظور والمحمدية وآسفي بلإضافة إلى مينائي الترفيه (السعيدية وقبيلة).
وأبرز التقرير أن” 26 ميناء أي ما يمثل 76 في المائة من مجموع الموانئ التي تمت دراستها، عرفت وضعية عجز مالي هيكلي طول الفترة المشار إليها سلفا، وذلك نظرا لمحدودية وارد هذه الموانئ وارتفاع تكاليف استغلالها”.
وتوقع تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن “يتفاقم مستوى العجز مستقبلا مع تزايد صيانة الموانئ وغياب خطة عمل لتحسين مواردها من جهة أخرى”.
ومن الاختلالات التي رصدها التقرير “غياب آليات محاسبية لقيادة نظام موازنة استغلال الموانئ، حيث أنه في ظل عدم اعتماد الوكالة على محاسبة تحليلية لايمكن تتبع عملية الموازنة ومعرفة مضامينها وتحديد المساهمات أو العجز المسجل حسب القطاعات والأنشطة والرواجات”.
مشددا على أنه “في ظل هذ الظروف وبالنظر إلى لمستوى العجز الذي تعرفه الوضعية المالية للموانئ التابعة للوكالة الوطنية للموانئ قد يؤدي نظام الموازنة بالشكل المتعمد حاليا إلى استمرارية اعتماد الموانئ على هذه الآلية دون المساهمة في تطوير جميع مكونات هذا القطاع”.
في سياق متصل، حمل التقرير المسؤولية فشل الحكامة الإستراتيجية لوزارة التجهيز والماء في تتبع تنفيذ السياسية الحكومية في مجال الموانئ.
وأوضح التقرير أن” أنه تم رصد محدودية فعالية الآليات التي من شأنها ضمان الإدارة الإستراتيجية لقطاع الموانئ، حيث سجل المجلس عدم غضفاء الطابع المؤسساتي على لجنة الموانئ التي أشأتها الوزارة سنة 2016، وهيلجنة يرأسها الوزير المكلف بالتجهيز وتضم الفاعلين في القطاع، لاسيما الوطالة الوطنية للموانئ والوكالة الخاصة طنجة المتوسط، وتتكلف هذه اللجنة بمناقشة القضايا الإستراتيجية ذات الطابع الشمولي والتي تهم جميع الفاعلين في القطاع”.
ورصد التقرير “عدم إجراء تقيي لإصلاح قطاع الموانئ وذلك بالرغم من مرور أزيد من خمس عشرة سنة على غطلاق هذا الإصلاح وقد تم طرح مبادرات لإنجاز دراسة لتقييم الإصلاح”، مشيرا إلى أن” تم غطلاق نفس الدراسة في سنة 2013 من قبل الوكالة وفي سنة 2018 من قبل الوزارة ولكن لصعوبة همت أساسا الحصول على كافة المعطيات الضرورية لم يتم إنجاز التقييم المذكور”.
وسجل المجلس الأعلى للحسابات “عدم إنشاء المرصد الوطني لقطاع الموانئ كما كان مقررا في إطار استراتيجية القطاع والذي يهدف أساسا إلى تثمين وتقوية الرأس المال المعلوماتي لقطاع الموانئ وتوفير أهم المؤشرات المتعلقة بالقطاع بشكل محين، قصد التحديث الدائم للإستراتيجية والتوجيه بشأن القرارات التي سيتم اتخاذها وضمان التتبع الفعال لإنجاز المشاريع المينائية والتطورات التي يعرفها القطاع”.
وسجل التقرير أيضا “عدم إبرام عقد برنامج بين الدولة والوكالة الوطنية للموانئ على الرغم من أن المناقشات حول هذا العقد انطلقت منذ سنة 2018 بين الوزارتين الوصيتين (المالية والتجهيز) والوكالة، حيث لم يتم التوصل إلى توافق رغم إجراء العديد من المراجعات والمفاوضات التي أسفرت عن عدة إصدرات من هذا العقد، يرجع آخرها لمشروع عقد البرنامج المتعلق بالفترة 2021-2017”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: التقریر أن
إقرأ أيضاً:
مؤتمر المحيط الهندي يستعرض الفرص والتحديات والأمن المبتكر للموانئ
استعرض مؤتمر المحيط الهندي الثامن "رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية" الذي اختتمت أعماله اليوم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية وسعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، إلى جانب وزراء خارجية 27 دولة، الفرص والتحديات المشتركة في المجالات البحرية، وتوسيع نطاق الشراكات الإقليمية والدولية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة والأمن المبتكر للمؤانئ، والتعاون لمواجهة التغيرات المناخية.
كما تضمن المؤتمر جلسة حوارية حول منتدى الاقتصاد الهندي في المحيط الهندي بمشاركة معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسوريش برابهو وزير سابق في الهند، وتاكوما مياجي وزير الدولة للشؤون الخارجية في اليابان.
تخلل المؤتمر في يومه الثاني عدة جلسات موضوعية متوازية، حيث تناولت الجلسة الموضوعية الأولى موضوع "تعزيز التعاون البحري العالمي"، بمشاركة ألوك بانسال مدير مؤسسة الهند، ومارك أبنسور سفير فرنسا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والممثلة الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من كوريا الجنوبية، وديفيد سانتورو الرئيس التنفيذي لمنتدى المحيط الهادئ في الولايات المتحدة.
أما الجلسة الموضوعية الثانية فقد تطرقت إلى "الأمن المبتكر للموانئ"، بمشاركة خميس بن سليم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، وراجا نوشيروان المدير العام لمجلس الأمن القومي في ماليزيا، وآنا إسكروجما، سفيرة الولايات المتحدة لدى سلطنة عمان.
فيما تحدثت الجلسة الموضوعية الثالثة عن "إدارة الموارد البحرية العالمية" حيث ناقشت التحديات والفرص، بمشاركة مايكل فاتيكيوتيس مستشار أول مركز الحوار الإنساني في سويسرا، وخير الدين عبد اللطيف مساعد وزير الخارجية الأسبق في مصر، وأونغ كينغ يونغ نائب الرئيس التنفيذي، ومدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، وجي إس موكول السفير الهندي الأسبق لدى عُمان.
وأوضح عصام الشيباني نائب الرئيس للاستدامة في مجموعة أسياد أن مشاركة الشركة في المؤتمر تهدف إلى إبراز دورها في النشاط البحري، سواء من خلال الموانئ أو كفريق شركة بحرية تقدم خدماتها في القطاع البحري عبر نقل السفن، مشيرا إلى أن الشركة قدمت ورقة عمل تناقش المشاريع المستقبلية التي سيتم تنفيذها في المحيط الهندي، بما في ذلك المشاريع الخضراء، كما قدمت شركتا "أوكيو" و"أداني" ورقة عمل عن المشاريع الخضراء، التي تهدف إلى تحقيق النقل الأخضر المستدام من خلال وضع المسارات الخضراء.
وتابع الشيباني قائلا: إن سلطنة عمان تسعى أن تكون من بين الدول الرائدة في هذا المجال، من خلال توريد وصناعة الوقود الأخضر، مثل الأمونيا والوقود المستقبلي الذي يُتوقع استخدامه في السفن، موضحًا أن هناك تحديات يواجهها المحيط الهندي، وأن دور الشركات والموانئ هو معالجة هذه التحديات عبر تطبيق المعايير الدولية التي تضعها المنظمات العالمية، مثل المنظمة البحرية الدولية، مضيفا إن المؤتمر سيسهم في استكشاف الفرص والمبادرات في المجالات البحرية وتشكيل فرق عمل وآلية فعالة للعمل لمواجهة التحديات والتغلب عليها.
وأكد مازن بن حمد الرشيدي مدير دائرة النقل البحري في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن مشاركة الوزارة كشريك استراتيجي في المؤتمر تعكس التزامها بتعزيز الشراكات الدولية، وتطوير التقنيات الحديثة في الخدمات البحرية، ودعم الاستدامة في النقل البحري، بما يسهم في تحقيق التكامل البحري الإقليمي ودعم الجهود العالمية لتطوير سلاسل الإمداد الآمنة والمستدامة، وأوضح أن الوزارة استعرضت مجموعة من الخدمات البحرية المتقدمة، مثل التحول الرقمي في إصدار التراخيص البحرية، وأنظمة الرقابة الذكية على السفن، وتحديث التشريعات البحرية وفق المعايير الدولية.
وأضاف الرشيدي أن المؤتمر يأتي تأكيدا على التزام سلطنة عمان بتعزيز التعاون البحري الإقليمي وتطوير البنية الأساسية للموانئ، مما يعزز مكانتها كمركز لوجستي عالمي ويُسهم في تسهيل حركة الشحن بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، خاصة في ظل التوسع الذي يشهده قطاع الموانئ العمانية في الدقم، وصلالة، وصحار.
وعززت شركة آرا للبترول حضورها في مؤتمر المحيط الهندي من خلال جناح متخصص استعرضت فيه حلولها المبتكرة في قطاع الطاقة ومبادراتها الاستراتيجية على المستويين المحلي والدولي، وقال الدكتور عمر الجعيدي نائب رئيس الشركة: "تلتزم آرا للبترول بدعم التقدم المستدام في قطاع الطاقة وتعزيز الشراكات الإقليمية التي تسهم في التنمية الاقتصادية والبيئية، ومشاركتنا ورعايتنا للمؤتمر تعكسان التزامنا بتقديم حلول طاقة متقدمة والمساهمة في رسم مستقبل أكثر استدامة للصناعة".
وأفاد أحمد الصوافي مشارك من وزارة الداخلية أن المؤتمر قدم أفكارًا شاملة حول الدول المحاذية للمحيط الهندي، حيث تم طرح العديد من المواضيع المهمة، منها مواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر على الدول المطلة على المحيط الهندي، كما تم تناول التعاون بين الدول في مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير وارتفاع موج البحر، وعلى الصعيد الاقتصادي، تم مناقشة تأثير التغيرات المناخية على الملاحة البحرية وحركة السفن في المنطقة، وضرورة تصميم الموانئ بشكل يعزز قدرتها على مواجهة هذه التحديات. ومن الناحية السياسية، تم التطرق إلى تأثير الأحداث العالمية المتغيرة على الممرات البحرية الآمنة، وكيفية إيجاد حلول بديلة مثل إنشاء خطوط وممرات بحرية جديدة لخدمة الدول التي تعتمد على التجارة البحرية في المحيط الهندي، مما يبرز مدى اعتماد العالم الكبير على هذه المنطقة.
وأكد الصوافي ضرورة تعزيز الأمن البحري للدول المطلة على المحيط الهندي من خلال تعزيز الحوكمة البحرية، والتعاون بين الدول، وتسهيل الإجراءات البحرية، بالإضافة إلى أهمية نشر ثقافة الأمن البحري في المجتمع، خاصة في الدول الساحلية، كما تطرق إلى أهمية استغلال الذكاء الصناعي في تطوير الأنظمة لحماية المحيط الهندي، وتعزيز تعاون الدول الأعضاء في هذا المجال الحيوي.