أحباش الدعم السريع … مرتزقة أم مستوطنين ؟؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
في تقديري أن وصف الأحباش المقاتلين مع الدعم السريع بالمرتزقة وصف يحتاج للمراجعة والتمحيص.
وأتساءل قبل كل شيئ لماذا لا يتم توثيق مقابلات مع هؤلاء تعرض للرأي العام ويقوم فيها كل منهم بتوضيح متى وكيف دخل السودان وكيف تأسست علاقته بالدعم السريع.
منذ زمن الإمبراطور هيلاسيلاسي وخلال كل الحروب الأثيوبية الأهلية بما فيها حرب استقلال أريتيريا وأخيرا حرب الحكومة الإتحادية الأخيرة قبل ثلاث أعوام ضد إقليم التيجراي ، خلال كل هذه الحقب والحروب ظلت الجارة الشرقية توفد إلى أراضينا في كل حرب عشرات الآلاف من اللاجئيين وفي كل مرة يصل اللاجئ الأثيوبي يجد خيام المنظمات الأممية جاهزة بكل المعينات !! ومعها كرم وأريحية وحنية السودانيين التي يتم تحفيزها اعتمادا على الذاكرة القصيرة واللاوعي واللاانتباه والتساهل الرسمي.
وقد تمت مشاريع توطين لهؤلاء اللاجئين بمنتهى الكرم الفياض في أخصب المناطق الزراعية وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا في هذا البلد الطيب جدا جدا والمضياف جدا جدا جدا !!
وبعض هذه المعسكرات تحولت إلى ما يشبه المدن ، أما في أحياء الخرطوم فهناك أعداد ضخمة من الأسر الأثيوبية التي استوطنت لأجيال والشباب من مواليد هذه الأسر يجيدون اللهجة السودانية وهم صفر ورقاق مثل شباب الدعامة ومثل الكثيرين من عرب الجزيرة أهل العوض.
إذن السؤال هو هل الأحباش مع الدعم السريع والذين تصفهم الأخبار بالمرتزقة من هؤلاء المستوطنين لأجيال من داخل للمدن وللمعسكرات بالسودان ؟
دعوهم يتكلمون أمامنا فمن درجة فصاحته سيحكم الجمهور إن كان مواليد ومقيم من زمن فهو ليس مرتزق فقط بل ناكر للجميل وخائن للعيش والملح وإن كان جديد لنج فهو مرتزق فقط لا غير.
المنطق العقلي يقول أنك إذا فكرت في تجنيد مقاتل أجنبي في هذه الحرب فستتجه لمن يجيد تماما لغة البلد ولهجة المنطقة ويعلم تماما جغرافيتها وأزقتها وجخانينها وفوق هذا وذاك تكون له فيها حاضنة إجتماعية ، أليس كذلك ؟!
وقد أسس بعض هؤلاء حساب فيسبوكي إسمه الخرطوم حقتنا وبنلف فيها براحتنا وفي حرب التيجراي الأخيرة حين كان التوجه الغير رسمي متعاطفا مع إقليم التيجراي كانت منصات شباب التيجراي في الخرطوم تنقل حشودهم الضخمة الداعمة لإقليمهم الأم مع أن غالبيتهم من مواليد الخرطوم وكادت الخرطوم أن تشهد صدامات بين شباب التيجراي وشباب الأمهرا ، هذا في الوقت الذي يعلم فيه أية سوداني صرامة إجراءات الإقامة في أثيوبيا وأن المعاملة ليست بالمثل على الجانب الشرقي من حدودنا مع أخت بلادنا الشقيقة.
شيئ أخير يجب علينا التدقيق فيه وهو مصطلح أحباش ، فالحقيقة أننا يجب أن نعرف الأثيوبيين في بلدنا بقومياتهم ؛ أمهرا … تيجراي … أورومو … صوماليين … وحتى نوير وأنواك … فليسوا جميعهم أحباش.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
السودان – أعلن ناشطون سودانيون، امس الأربعاء، عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص على أيدي قوات الدعم السريع بقرية ود عشيب بولاية الجزيرة وسط البلاد.
جاء ذلك في بيان لـ”مؤتمر الجزيرة” (كيان مدني يضم ناشطين)، وسط اتهامات محلية ودولية للدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بالولاية، دون تعليق من تلك القوات حتى الساعة 18:25 تغ.
وتجددت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وقال “مؤتمر الجزيرة”: “ارتفع عداد الشهداء الذين سقطوا على أيدي الدعم السريع بقرية ود عشيب شرق الجزيرة إلى 69 شهيدا”.
وأضاف: “قتلت الدعم السريع، مساء الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء 42 رميا بالرصاص، بينما توفى 27 آخرون جراء الحصار وانعدام العلاج”.
وأشار إلى أن أفرادا من تلك القوات “هاجموا القرية الخميس الماضي ونهبوا وروعوا السكان وفرضوا عليهم حصارا محكما”.
وأمس الثلاثاء، أعلن ناشطون سودانيون، عن وفاة 25 شخصا جراء انتشار أوبئة ونقص الأدوية والغذاء في “ود عشيب” التي تحاصرها الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
الأناضول