العجري: أمريكا لا تكترث لمصالح الأُورُوبيين
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
وقال العجري إنه "ليس من مصلحة دول الاتّحاد الأُورُوبي التورط مع أمريكا في البحر الأحمر".
وَأَضَـافَ أن "معظم الصادرات الأُورُوبية التي تمر عبر البحر الأحمر موادٌّ غذائية ومنتجات زراعية وهي لا تتحمل الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح، كما لا توجد أية نوايا لدى حكومة صنعاء لاستهدافها، والجيشُ اليمني أكّـد حرصَه والتزامَه بسلامتها كغيرها من دول العالم".
وأوضح أن "الولايات المتحدة لا تكترث لمصالح الأُورُوبيين؛ فمعظم صادراتها تمر عبر المحيط الأطلسي".
ولفت إلى أن "المصالحَ الأُورُوبيةَ هي ما سيتضرر في حال تورط دول أُورُوبا مع أمريكا في أي عدوان على اليمن".
وأكّـد أن "أيَّ تصعيد إضافي لن يشكِّلَ حلاً للازمة ولن يمنعَ اليمن من مساندة فلسطين؛ لذا من مصلحة الجميع التوجّـهُ لوقف العدوان على غزة بدلاً عن التصعيد والحلول العسكرية التي فشلت وستفشل في تحقيق أهداف الخبال الأمريكي والإسرائيلي".
وتحاولُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية جَرَّ دول الاتّحاد الأُورُوبي للاشتراك معها في التحَرّك العسكري ضد اليمن ولعسكرة البحر الأحمر تحتَ دعاية "حماية الملاحة"؛ وذلكَ بهَدفِ فتحِ جبهة دولية ضد صنعاء؛ على أمل دفعها لوقف الهجمات على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والمتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
وحتى الآن رفضت العديدُ من الدول الأُورُوبية -بما في ذلك دول حليفة لأمريكا- التورُّطَ المباشرَ معها في التحَرّك العسكري ضد اليمن، وقد أبدت حتى بعضُ الدول التي أعلنت أمريكا انضمامَها لتحالف ما يسمى "حارس الازدهار" اعتراضَها وتحفُّظَها على المشاركة ورفضت الانضمامَ إلى حملة القصف الجوي ضد الأراضي اليمنية؛ وهو ما عكس إدراكاً واضحًا بأن التحَرُّكَ الأمريكي لا يهدفُ لحماية الملاحة بل يهدّدُها.
وجاء التصعيد في وقت تشهد أسعار الصرف انهيارا حادا حيث وصل سعر الدولار الأمريكي الى 1624 ريال وسط ارتفاع مهول بأسعار المواد الغذائية والسلع .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
مصر تنضم رسميًا لتحالف أمريكا في البحر الأحمر.. بثمن باهظ
البحر الأحمر (وكالات)
في خطوة مثيرة للجدل وتحوّل لافت في مواقف القاهرة، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية رسمياً تسليم مصر قيادة "فرقة العمل المشتركة 153"، المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، لتصبح جزءاً فاعلاً من تحالف تم تأسيسه أساساً لحماية إسرائيل من الهجمات اليمنية.
هذا التطور يأتي وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر وازدياد الضغوط الأمريكية لاحتواء الضربات اليمنية التي تسببت بشلل واسع في حركة السفن الإسرائيلية وملاحتها الحيوية، حيث فشلت الحملة العسكرية المباشرة التي تقودها واشنطن، لتلجأ الآن إلى توسيع التحالف إقليميًا بمنح أدوار قيادية للقوى العربية.
اقرأ أيضاً توكل تشعل المعركة السياسية: الإصلاح لن يدعم الحرب ضد الحوثي إلا بهذا الشرط 10 أبريل، 2025 فقدت بياناتك بعد الفورمات؟: إليك 5 حلول سحرية لاستعادتها قبل فوات الأوان 10 أبريل، 2025وتأسست "فرقة العمل المشتركة 153" عام 2022 بهدف التنسيق الأمني لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، خاصة بعد تزايد عمليات استهدافها.
ومنذ أواخر 2023، أصبحت هذه الفرقة جزءًا من تحالف "الازدهار" الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي السابق لويد أوستن من تل أبيب مباشرة، كرد على الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل.
لكن اللافت هو توقيت منح القيادة لمصر، والذي تزامن مع:
اتصال مباشر بين الرئيسين بايدن والسيسي.
تصريحات السيسي حول خسائر مصر الاقتصادية التي بلغت 7 مليارات دولار بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
اجتماع ثانٍ بين وزيري دفاع البلدين، خُصص لبحث "تهديدات الحوثيين" على الملاحة.
خطوة سياسية لا عسكرية... لكن بثقل إقليمي:
رغم أن الفرقة المشتركة ليست قوة قتالية فعلية (يُقدر عدد أعضائها بـ44 ضابطاً فقط)، فإن تسليم قيادتها للقاهرة يحمل رمزية ضخمة:
يضفي شرعية "عربية" على التحالف الأمريكي الذي فقد الدعم الإقليمي تدريجيًا.
يمنح واشنطن غطاءً لتكثيف عملياتها في البحر الأحمر دون أن تظهر كقوة محتلة.
يكسر الموقف المصري التقليدي الرافض لعسكرة الممرات المائية من قبل أطراف غير مطلة، وهو تحول في السياسات المصرية تجاه البحر الأحمر.
الثمن: تنازلات أمريكية وورقة غزة:
بحسب مصادر مطلعة، فإن القاهرة رفضت مرارًا الانضمام لتحالف واشنطن البحري لحماية إسرائيل، رغم الإغراءات الاقتصادية والعسكرية. لكن يبدو أن الأمور تغيرت بعد:
موافقة أمريكية على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، وهي ورقة ضغط قوية استخدمتها القاهرة منذ بداية الحرب.
إدراك مصري بأن الغياب عن التحالف سيقلص من تأثيرها في المشهد الإقليمي المقبل، وخاصة مع دخول قوى مثل السعودية والإمارات بثقل عسكري واستخباراتي أكبر.
تحليل: هل جرّت أمريكا مصر إلى مستنقع الحرب؟:
يرى مراقبون أن واشنطن تسعى حاليًا إلى توزيع كلفة المواجهة البحرية مع اليمن على حلفاء إقليميين، بعد فشلها العسكري والسياسي في إيقاف الهجمات البحرية التي أوقفت فعليًا الملاحة الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب.
لكن انخراط مصر في هذا التحالف قد يحمل مخاطر استراتيجية:
إمكانية تحوّل الموانئ المصرية إلى أهداف مباشرة للردع اليمني.
تآكل الموقف الشعبي المصري الذي يُدين علنًا أي تقارب مع إسرائيل.
توريط الجيش المصري في صراع لا يخدم مصالحه الوطنية المباشرة، وقد يُحسب عليه لاحقًا كـ"انحياز لطرف الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية".