تفاؤل أميركي بشأن صفقة لتبادل الأسرى رغم غياب موافقة حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
واشنطن- يؤكد معلقون في العاصمة الأميركية واشنطن أن فجوات واسعة لا تزال حول القضايا الرئيسة المتعلقة بصفقة جديدة تضمن الإفراج عن باقي الأسرى المقدر عددهم بـ132 شخصا لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقابل سماح إسرائيل بدخول كميات ضخمة من المساعدات والأغذية، مع عودة مرافق الحياة الأساسية لقطاع غزة.
وتضغط واشنطن باتجاه التوصل لصفقة جديدة، وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار جوزيف فيتساناكيس، أستاذ الدراسات الاستخباراتية والأمنية بجامعة كارولينا الساحلية، إلى أهمية تمثيل وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA)، للولايات المتحدة في مفاوضات الإفراج عن الأسرى كدليل على جديتها واهتمامها البالغ بهذه القضية.
وقال فيتساناكيس "لم تمر مشاركة وكالة المخابرات المركزية في مفاوضات الرهائن، بدون أن يلاحظها أحد في الأوساط السياسية في العاصمة. هناك أسباب عدة محتملة لهذا الاختيار، ليس أقلها حقيقة أن الموساد يقود عملية التفاوض من الجانب الإسرائيلي. وتجمع شراكة قوية الموساد مع نظيره الأميركي، وبالتالي تسهيل التواصل بين الجانبين، تبدو خطوة منطقية من وجهة نظر واشنطن".
ووفقا لمسؤولين مطلعين على المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين الأطراف الخمسة، مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل وحركة حماس، فإن المحادثات إيجابية بصفة عامة، إلا أن الصفقة ليست وشيكة.
إطار واسعويدعو الإطار، الذي تتسرب ملامحه تدريجيا والمكون من مراحل عدة، إلى تنفيذ المرحلة الأولى من إطلاق سراح الأسرى المدنيين، بداية ممن تبقى من الأطفال والنساء وكبار السن على مدى 6 أسابيع مع إطلاق سراح 3 أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل مقابل كل رهينة مدني يعاد من غزة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بالنسبة لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يتم الإفراج عنهم في مرحلة تالية، يعقب ذلك تسليم إسرائيل رفات من قتل من جنود وأسرى ورهائن.
وأشارت التقرير إلى أن ملامح الصفقة محل التفاوض تعكس مزيجا من مقترحات مختلفة من إسرائيل وحماس وقطر ومصر، إلى جانب أفكار إضافية من الولايات المتحدة. واختلفت المقترحات حول طول فترة الهدنة التي تتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، إضافة إلى اختلاف نسب تبادل الأسرى مع المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
ولا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترفض فكرة "وقف إطلاق النار"، لكنها تؤيد فكرة "التوقف المؤقت" الذي من شأنه أن يسمح بإطلاق سراح المحتجزين ووصول مساعدات إنسانية إضافية إلى سكان القطاع الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وقد أعرب عديد المعلقين عن تفاؤلهم بإمكانية دفع عملية التفاوض إلى وقف مستدام للقتال في غزة. ومع ذلك، فقد حذروا من أنه لا يزال هناك تفاصيل عديدة تحتاج إلى بلورة، ولم يعلق طرفا الصراع (إسرائيل وحركة حماس) على المقترحات بعد.
المحتجزون الأميركيونتؤمن الإدارة الأميركية أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لو كان لفترة محددة، قد يسهم في منع اتساع أزمة الشرق الأوسط التي يمكن أن تدفع لمواجهات كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران والجماعات المسلحة المدعومة منها في جميع أنحاء المنطقة.
وألقت إدارة بايدن باللوم على الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في قتل 3 جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن الأحد الماضي. من ناحية أخرى، أدت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على الملاحة في البحر الأحمر إلى تعطيل الشحن عبر قناة السويس، وهو ما خلق تأثيرا مضاعفا على الاقتصاد العالمي.
ويتطلع الرئيس بايدن لتحقيق نجاح دبلوماسي يتمثل في الإفراج عن 6 أسرى أميركيين ما زالت حركة حماس تحتجزهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان الرئيس بايدن التقى عائلات المحتجزين قبل أيام بمناسبة مرور 100 على احتجازهم، وأصدر بايدن بيانا قال فيه إن "الرهائن وعائلاتهم في طليعة ذهني حيث أعمل أنا وفريق الأمن القومي الخاص بي بدون توقف لمحاولة تأمين حريتهم"، وأضاف بايدن: "أؤكد مرة أخرى تعهدي لجميع الرهائن وعائلاتهم، نحن معكم. لن نتوقف أبدا عن العمل لإعادة الأميركيين إلى الوطن".
وقبل أيام تحدث الرئيس جو بايدن هاتفيا مع أمير دولة قطر والرئيس المصري، ووصف البيت الأبيض محادثة بايدن مع أمير قطر بأنها تؤكد أن "صفقة الرهائن أمر أساسي لتهدئة إنسانية مطولة في القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية الإضافية المنقذة للحياة إلى المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء غزة".
نشاط قطري بارزقبل وصوله إلى العاصمة الأميركية، التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع بيرنز، ورؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمصرية في باريس، في اجتماع يهدف إلى دفع المفاوضات نحو وقف العدوان على قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس.
وفي الجلسة النقاشية التي نظمها المجلس الأطلسي بواشنطن، وشاركت فيها الجزيرة نت، قال رئيس الوزراء القطري إن "مناقشات باريس حققت تقدما جيدا لإعادة الأمور إلى شكلها، وعلى الأقل لوضع أساس للمضي قدما"، وأضاف: "نحن في مكان أفضل بكثير مما كنا عليه قبل بضعة أسابيع".
ووصف رئيس الوزراء القطري الإطار الناشئ عن المناقشات في فرنسا بأنه مزيج "مما اقترحه الإسرائيليون وما اقترحته حركة حماس"، وقال: "حاولنا مزج الأشياء معا للتوصل إلى نوع من الأرضية المعقولة التي تجمع الجميع معا".
واجتمع الوزير القطري مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل نقاش المجلس الأطلسي، واجتمع في اليوم التالي مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، كما التقى عددا من عائلات المحتجزين لدى حركة حماس، والذين حضر بعضهم الجلسة النقاشية بالمجلس الأطلسي.
وعقب لقاء الوزيرين بمقر الخارجية الأميركية، قال بلينكن إنه يعتقد أن "الاقتراح قوي ومقنع ويقدم -مرة أخرى- بعض الأمل في أننا نستطيع العودة إلى هذه العملية. لكن على حماس أن تتخذ قراراتها بنفسها".
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس الثلاثاء، إن الحركة تدرس اقتراحا لوقف القتال في غزة وتبادل الأسرى في إشارة واعدة محتملة للتوصل إلى اتفاق يتبعه على الفور تذكير بالعقبات المقبلة.
وأشار هنية في بيان له إلى انفتاحه على التوصل إلى اتفاق، لكنه تمسك بمطلب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، والتي رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على الفور.
وقال نتنياهو أمام أكاديمية بني ديفيد العسكرية في الضفة الغربية المحتلة: "أسمع الحديث عن جميع أنواع الصفقات. أود أن أوضح شيئا، لن نوقف هذه الحرب بدون تحقيق جميع أهدافها. هذا يعني القضاء على حماس، وإعادة جميع رهائننا، وضمان ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإفراج عن حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.
واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.
وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.
وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.
وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.
وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.
واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.
وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.
وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.
بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.
وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.
ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.
انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.
وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.
وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.
وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.