قيادي في مسلمي أوروبا: صمود غزة يصنع تغييرات جذرية عند الأوروبيين
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
شدد رئيس قسم البلقان في مجلس مسلمي أوروبا، صباح الدين يشاري، على أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية بدليل تفاعل البشرية جمعاء معها منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أن "التحولات الكبرى الحضارية عبر التاريخ بدأت من فلسطين".
وقال يشاري، في حديث خاص مع "عربي21" على هامش مؤتمر أقامه مجلس مسلمي أوروبا في مدينة إسطنبول التركية، إن "هناك عدة منطلقات للتفاعل مع ما يجري في غزة، منها أن القضية الفلسطينية هي قضية إسلامية وإيمانية وقضية عقيدة.
وأضاف أن "التاريخ يبرهن على أن التحولات الكبرى الحضارية بدأت من فلسطين"، مشددا على أنه يعتقد أن "ما يحصل في فلسطين وخاصة في غزة، هو عبارة عن امتداد للتحولات الجذرية الكبرى في المسار الحضاري الإنساني".
وأشار يشاري إلى أثر صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة رغم المجازر الإسرائيلية على الشعوب الغربية، قائلا إن "ما نراه من مشاهد صمود للفلسطينيين في غزة أحدث قفزة ميتافيزيقية إلى ما وراء المادة لدى العديد من الغربيين"، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن "الإنسان الغربي نسي قضية المبدأ. لذلك يقول الغربيون الآن إنه يجب أن يكون هناك قوة ما وراء المبدأ يزود هذا الانسان الفلسطيني المسلم بهذه المثابرة وبهذه القوة".
وحول تفاعل شعوب البلقان مع القضية الفلسطينية ورفضهم العدوان الإسرائيلي، أوضح يشاري في حديثه لـ"عربي21"، أنه "رغم تعتيم الإعلام الرسمي إلا أن مسلمي البلقان تضامنوا مع الشعب الفلسطيني بشكل تاريخي وغير مسبوق".
وشدد على أن "المسلمين في البلقان يرون القضية الفلسطينية على أنها قضيتهم الخاصة"، مبيّنا أن "ما يجري في قطاع غزة يرقى إلى أعلى سلم الأولويات عندنا في البلقان لا سيما عند فئة الشباب".
وتاليا نص اللقاء كاملا:
كيف ترى ارتدادات ما يحدث من قطاع غزة من عدوان متواصل على الشعوب الأوروبية عموما وشعوب البلقان خصوصا؟
أولا، القضية الفلسطينية هي قضية مبدأ لأنها قضية إنسانية، وتفاعل البشرية كلها مع القضية دلّل على ذلك وبرهن عليه، وطبعا من أوائل من تفاعل مع هذه القضية هم المسلمون في البلقان.
وعدوان الاحتلال على غزة عمل نوع من الرقي في الوعي بالإسلام وبالقضية الفلسطينية بالخصوص، الجانب الذي تنور في مساحة الرواية للمسلمين في ألبانيا، أن قضية فلسطين هي ليست قضية عربية فقط وليست قضية شرق أوسطية فقط، بل هي إسلامية وهي قضيتنا كذلك، لذلك يجب ان نتفاعل معها.
وهناك عدة منطلقات للتفاعل مع هذه القضية، منها أنها قضية إسلامية وقضية إيمانية وقضية عقيدة. ومنها أنها قضية حق وأنها قضية إنسانية كبرى. ومنها أن التاريخ يبرهن على أن التحولات الكبرى الحضارية بدأت من فلسطين. ونحن نعتقد ونرى أن ما يحصل في فلسطين وخاصة في غزة ممكن أن يكون استمرار لتحولات جذرية كبرى في المسار الحضاري الإنساني.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يستيقظ الإنسان المعاصرة لهذا الأمر، وأن يكون للمسلمين دورهم المنتظر والمنشود في إنقاذ الإنسانية.
في سياق متصل، يوجد هناك تقارير عن تزايد أعداد المقبلين على التعرف على الإسلام بشكل كبير مقارنة بما كان قبل العدوان على غزة، كيف تقيم ذلك؟ وهل هناك حقا مثل هذا التأثير في الغرب؟
هذا نتيجة طبيعية باعتقادي، إن لتيه الكبير الذي يعيشه الإنسان المعاصر عموما وخاصة الإنسان الذي يعيش ويعايش الواقع الأوروبي الغربي، جعله يتشوق إلى النور. وأنا أدعو إلى أن يطرح ويناقش هذا الموضوع وما يحصل مناقشة فلسفية وأيديولوجية لأن هناك في الإنسان المعاصر بسبب هذا الحدث تحولات فكرية كبرى.
الإنسان الغربي تكون لديه وعي بأن التلاعب بالقيم الإنسانية ممكن، وقد تم المساس بالقداسة بشكل خطير؛ قداسة الدم وقداسة الأسرة وقداسة الإنسان كإنسان بغض النظر عن اللون والإثنية، فكون الشعب الفلسطيني يثابر هذه المثابرة من اجل قضية حق قفز بالإنسان الغربي المعاصر قفزة ميتافيزيقية كبرى إلى ما وراء المادة.
الآن الإنسان الغربي يسأل نفسه كل هذه المثابرة وكل هذه التضحيات كيف يمكن أن يقدمها الإنسان من أجل مبدأ؟. لأن الإنسان الغربي والعالمي نسي قضية المبدأ تقريبا. لذلك يتساءل بالقول إن يجب أن يكون هناك قوة ما وراء المبدأ يزود هذا الإنسان الفلسطيني المسلم بهذه المثابرة وبهذه القوة وبهذا الثبات وبهذا الصبر.
بمعنى هذا المبدأ وهذا الحق الذي يؤمن به الفلسطيني ويخلق فيه هذا الثبات يجب أن يكون شيء غير مادي لأن المادة لا تخلق مثل هذا القيم ومثل هذه المواقف. لذلك فإن الإنسان الغربي يسأل الآن هذا السؤال لإنه إنسان مثقف، وقد زود مُرّن عقله ودُرب على السؤال المستمر لفهم الحكمة وفهم العلة.
كيف تأثر مسلمو البلقان بما يحدث في قطاع غزة الآن؟
المسلمون في البلقان تفاعلوا بشكل إيجابي جدا مع ما يحصل في فلسطين وخاصة في غزة، مع أن الميديا العالمية والمحلية لم تبرز هذا الموضع. ولكن كون المسلمون في البلقان يتابعون ما يحدث، فإنهم يتضامنون من خلال ندوات ومظاهرات مع الشعب الفلسطيني.
وأريد أن أستثمر هذا السؤال لأقول إن هذا التفاعل من الشعوب البلقانية هو تفاعل تاريخي، وهناك أدلة تاريخية على من أواخر من خرج من الجنود العثمانيين من فلسطين بعيد سقوط الخلافة العثمانية هم الجنود المسلمون الألبان، حيث كانوا من المرابطين في الأقصى. وهناك عدة براهين أخرى وأدلة تاريخية لتفاعل الشعوب الألبانية والمسلمة مع القضية الفلسطينية.
وهناك ارتقاء في الوعي لدى الشباب المسلم في البلقان بما يخص القضية الفلسطينية، فهو يتفاعل كأنها قضيته وليست قضية العرب ولا قضية محلية هي قضيتهم، والآن مع ما يجري في قطاع غزة فقد ارتقت فلسطين إلى أعلى سلم الأولويات عندنا في البلقان لاسيما عند فئة الشباب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات البلقان أوروبا الفلسطينية غزة الاحتلال فلسطين غزة أوروبا الاحتلال البلقان المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الإنسان الغربی قضیة إنسانیة فی قطاع غزة فی البلقان من فلسطین أنها قضیة تفاعل مع ما وراء ما یحصل أن یکون فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
النائب أيمن محسب: القمة المصرية ـ الأردنية تؤكد رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية
أكد الدكتور أيمن محسب ، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على أهمية القمة المصرية-الأردنية التي عقدت أمس الاثنين بالقاهرة، وجمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، مشيرا إلى أن القمة تأتي في توقيت شديد الحساسية حيث تعيش منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن بسبب التطورات الإقليمية التي عصفت بأمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن القمة تناولت مناقشة العديد من القضايا الإقليمية ذات الأولوية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فضلا عن التوترات في سوريا ولبنان.
وقال "محسب"، إن كلا الزعيمين أكدا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، مع التمسك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها البوابة الرئيسية لاستقرار المنطقة والعالم، فضلا عن تأكيد دعم الدولة السورية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مع التأكيد على ضرورة بدء عملية سياسية شاملة تضم جميع الأطياف السورية.
وأكد عضو مجلس النواب، على أهمية ما تناولته القمة بشأن ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والحفاظ على أمن وسيادة واستقرار لبنان، ورفض أي اعتداء عليه، مشيرا إلى أن القمة المصرية ـالأردنية تعكس مستوى عالٍ من التنسيق والتشاور بين مصر والأردن، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، وتظهر أيضا التزام البلدين بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والدفاع عن القضايا العربية المحورية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشدد النائب أيمن محسب ، أن التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها مصر والأردن تعكس الدور المحوري الذي تلعبه كلا البلدين في تعزيز الأمن القومي العربي والتصدي للتحديات المشتركة، داعيا المجتمع الدولي بدعم هذه الجهود من أجل إيجاد حلول جذرية لقضايا المنطقة، ومن ثم استعادة الأمن والاستقرار .