«تقدم» تجتمع مع الرئيس سلفا كير في جوبا الخميس
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
وفد «تقدم» يزور جوبا في إطار جولاته لحشد الجهود للمساعدة في تغليب خيار الحل السلمي لإنهاء الحرب في السودان.
نيروبي- جوبا: أمل محمد الحسن
كشفت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» عن وصول وفدها إلى جوبا اليوم الأربعاء تلبية لدعوة من حكومة جمهورية جنوب السودان.
ووفق مصادر مطلعة بجنوب السودان، يعقد وفد تقدم غداً الخميس لقاءً مع الرئيس سلفا كير ميارديت للتشاور حول سبل إنهاء حرب السودان.
وقالت (تقدم) في تصريح صحفي، إن الزيارة في إطار برنامج الجولات الخارجية للتنسيقية لحشد وتكامل الجهود الدولية والإقليمية للمساعدة في تغليب خيار الحل السلمي لإنهاء الحرب في السودان ومعالجة الوضع الانساني الكارثي الذي يعاني منه الشعب، ومن ثَمّ ابتدار مسار سياسي تفاوضي لمخاطبة قضايا الأزمة الوطنية المتراكمة، والتأسيس الجماعي لواقع ديمقراطي نهضوي في وطنٍ موحدٍ ومستقر يسع جميع أهله ويوفر لهم شروط الحياة الكريمة بلا تمييزٍ ولا تهميش.
وكانت جوبا إحدى المحطات المطروحة لعقد لقاء بين (تقدم) وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلا أنه قطع الطريق بتصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء أمام الفرقة 11 مشاة بمنطقة خشم القربة، مشددا على عدم ذهابه للقاء المدنيين في جوبا. وقال “ما بنمشي نتكلم مع زول في جوبا ولا في القاهرة”.
وأضاف البرهان أن على رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك والقوى السياسية الحضور للسودان ولقاء القوى السياسية والمواطنين.
ووفق مصادر متطابقة يلتقي وفد (تقدم) مع قائد حركة وجيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور في جوبا لبحث انضمامه للكتلة المدنية الداعية لوقف الحرب.
وكانت (تقدم) بعثت بخطابات لرئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو لعقد لقاء مماثل إلا أن مصادر مطلعة شككت في موافقة الحلو على لقاء وفد (تقدم) بجنوب السودان.
إلى ذلك تخلف رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك عن لقاء جوبا نسبة لتعرضه لوعكة صحية.
ولم يصدر حتى الآن بيان من (تقدم) رداً على تصريحات البرهان، لكن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير أكد في تصريحات إعلامية سابقة استعدادهم للقاء البرهان في أي مكان.
الوسومالجيش القوات المسلحة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) جنوب السودان جوبا حزب المؤتمر السوداني عبد الله حمدوك عمر الدقيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش القوات المسلحة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم جنوب السودان جوبا حزب المؤتمر السوداني عبد الله حمدوك عمر الدقير فی جوبا
إقرأ أيضاً:
“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.
ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.
في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .
في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .
في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .
الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .
أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.
الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.
إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .
حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب