من التجسس إلى روسيا والصين وحماس وإيران.. ماذا قال وليام بيرنز؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
باستفاضة، تحدث مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، في مقال مطول بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs)، عن تطور تقنيات التجسس ووظيفة المخابرات بالإضافة إلى تقديراته بشأن كل من روسيا والصين وحرب إسرائيل وحركة "حماس" ودور إيران.
فتحت عنوان "فن التجسس وفن الحكم.. تحويل وكالة المخابرات المركزية لعصر المنافسة"، قال بيرنز، في المقال الذي ترجم "الخليج الجديد" مقتطفات منه: "ما دامت الدول تحجب الأسرار عن بعضها بعضا، فقد حاولت سرقتها من بعضها بعضا.
وأضاف أن "الاختبار الحاسم للتجسس هو مساعدة صانعي السياسات على التنقل بسلاسة في التحولات العميقة بالمشهد الدولي خلال لحظات مفصلية لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن".
واعتبر أن "أمريكا تواجه اليوم واحدة من هذه اللحظات النادرة، مثل فجر الحرب الباردة (1947-1991) أو فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001؛ إذ يشكل صعود الصين والانتقام الروسي تحديات جيوسياسية مروعة، إذ لم تعد الولايات المتحدة تتمتع بالقوة التي لا منافس لها".
و"الوقت الراهن هو وقت التحديات التاريخية للوكالة ومهنة المخابرات بأكملها، مع التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تشكل اختبارا غير مسبوق"، كما زاد بيرنز.
وتابع: "مما يزيد الأمور تعقيدا بروز ثورة في التكنولوجيا، فمن الرقائق الدقيقة إلى الذكاء الاصطناعي إلى الحوسبة الكمومية، تعمل التقنيات الناشئة على تغيير معالم العالم، ومنها التجسس، وتجعل مهمة الوكالة أصعب؛ إذ تمنح الخصوم أدوات جديدة قوية لإرباكنا والتهرب منا والتجسس علينا".
وقلل بيرنز من احتمال هيمنة الذكاء الاصطناعي على التجسس بقوله: "يظل التجسس تفاعلا بين البشر والتكنولوجيا، وتوجد أسرار لا يستطيع سوى البشر جمعها، ويجب على الوكالة أن تمزج بين التقنيات الناشئة والمهارات الإنسانية".
وزاد بأن "الثورة في الذكاء الاصطناعي، وسيل المعلومات المفتوحة المصدر إلى جانب ما يجمعونه سرا، تخلق فرصا تاريخية جديدة لمحللي الوكالة، التي تعمل على تطوير أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي للمساعدة في استيعاب كل هذه المواد بشكل أسرع وأكثر كفاءة".
بيرنز شدد على أنه "بينما تستهلك الصين وروسيا الكثير من اهتمامهم، فإنهم لا يستطيعون إهمال التحديات الأخرى، وبينها مكافحة الإرهاب وغزو الفنتانيل (مادة أفيونية اصطناعية تقتل عشرات الآلاف في الولايات المتحدة سنويا)".
اقرأ أيضاً
المخابرات المركزية الأمريكية شكلت وحدة جديدة لجمع معلومات عن قادة حماس
روسيا.. غزو أوكرانيا
ومتطرقا إلى أبرز القضايا الراهنة، اعتبر بيرنز أن "حقبة ما بعد الحرب الباردة بلغت نهايتها التامة حين غزت روسيا (جارتها) أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022".
وأضاف أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجسد انعدام الأمن حاليا، وإصراره المأساوي والوحشي على السيطرة على أوكرانيا كشف نقاط ضعف روسيا الاقتصادية والعسكرية، وجرها إلى وضع التابع اقتصاديا للصين، كما دفع حلف (حلف شمال الأطلسي) "الناتو" إلى النمو بشكل أكبر وأقوى".
رجح أن "يكون هذا العام صعبا في حرب أوكرانيا، وربما يكون اختبارا للبقاء في السلطة (...) ومفتاح النجاح يكمن في استمرار المساعدات الغربية لأوكرانيا".
بيرنز أوضح أن "هذه المساعدات بالنسبة لأمريكا هي استثمار قليل التكلفة نسبيا مع عوائد جيوسياسية كبيرة لها وعوائد ملحوظة للصناعة الأمريكية".
وحذر من أن "انسحاب الولايات المتحدة من الصراع في هذه اللحظة الحاسمة وقطع الدعم عن أوكرانيا ستكون له عواقب سلبية تاريخية".
واعتبر أن أنه "تحت السطح الكثيف للدعاية والقمع الحكومي الروسيين والتيار الخفي من السخط، تبرز للوكالة فرص للتجنيد لا تأتي إلا مرة واحدة في كل جيل، ولن ندعها تذهب سدى".
اقرأ أيضاً
ما الذي يمكن أن تتعلمه إسرائيل من فشلين للمخابرات الأمريكية؟
الصين.. التهديد الأكبر
وفي حين أن روسيا قد تشكل التحدي الأكثر إلحاحا، فإن الصين هي التهديد الأكبر على المدى الطويل، ولهذا أعادت الوكالة خلال العامين الماضيين تنظيم نفسها لتعكس هذه الأولوية، وفقا لبيرنز.
وأضاف أن "بكين هي المنافس الوحيد الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي ولديها القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك".
واعتبر أنه "بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يميل إلى رؤية الولايات المتحدة كقوة متلاشية، فإن الدعم الأمريكي القوي لأوكرانيا كان مفاجئا".
وأوضح بيرنز أن "استعداد الولايات المتحدة لإلحاق الألم الاقتصادي ببوتين يتناقض بقوة مع اعتقاد الصين أن أمريكا كانت في حالة تدهور نهائي".
وشدد على أن "الدعم المادي (الأمريكي) المستمر لأوكرانيا لا يأتي على حساب (دعمها) تايوان (في مواجهة الصين)، ويرسل رسالة مهمة عن عزم الولايات المتحدة على مساعدة تايوان".
اقرأ أيضاً
المخابرات الأمريكية: منطاد التجسس الصيني جزء من برنامج موسع هذه تفاصيله
إسرائيل.. حماس وإيران
تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة. هكذا علق بيرنز على الحرب المتواصلة في غزة بين "حماس" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم أمريكيا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتابع أن "الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى.. وتوجد مشاكل صعبة للغاية، منها إنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة الفلسطينيين، وتحرير الأسرى (الإسرائيليين في غزة)، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لـ"اليوم التالي" في غزة (مستقبل القطاع)".
وأضاف أن "إحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، هي أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية".
بيرنز اعتبر أن "مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران حول برنامجها النووي وتمكينها العدوان الروسي وكبح الحوثيين".
وأضاف أن بلاده "ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أمريكية نشطة".
اقرأ أيضاً
المخابرات الأمريكية: حلم روسيا بإنشاء قاعدة بحرية في السودان تبدد حاليا
المصدر | وليام بيرنز/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وليام بيرنز المخابرات الأمريكية روسيا الصين حماس إيران الولایات المتحدة اقرأ أیضا وأضاف أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
غضب إسرائيلي إزاء المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس
أدى القلق الإسرائيلي العميق بشأن المفاوضات السرية بين إدارة ترامب وحماس إلى تبادل حاد للاتهامات بين مسؤول إسرائيلي كبير والمبعوث الأمريكي الذي يقود المحادثات، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر لموقع أكسيوس.
وبحسب التقرير، حذر مسؤولون إسرائيليون كبار الولايات المتحدة من التعامل بشكل مباشر مع حماس، وخاصة دون شروط مسبقة. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحذيرات إسرائيل في أوائل فبراير، فقد مضت الولايات المتحدة قدماً في الأمر.
وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنب علنا توجيه انتقادات مباشرة للرئيس دونالد ترامب منذ ظهور التقارير عن المحادثات، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت التوترات عالية.
أعرب أقرب المقربون من نتنياهو، الوزير رون ديرمر، عن إحباط إسرائيل بشكل مباشر في مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص بالرهائن آدم بوهلر.
جاءت المكالمة المثيرة للجدل بين ديرمر وبوهلر بعد ساعات فقط من لقاء المبعوث الأمريكي في الدوحة مع خليل الحية، المسؤول السياسي كبير في حماس ورئيس فريق التفاوض التابع لها.
وكانت المحادثات، التي بدأت قبل أسبوع مع مسؤولين أدنى رتبة في حماس، جزءًا من جهود بوهلر لتأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر، 21 عامًا، بالإضافة إلى رفات أربعة رهائن أمريكيين آخرين.
وبحسب المصادر، رأت إدارة ترامب فرصة لتوسيع المحادثات إلى ما هو أبعد من قضية الرهائن.
وأشارت الولايات المتحدة إلى حماس بأن الاتفاق قد يؤدي إلى مناقشات أوسع نطاقا، ربما تشمل وقف إطلاق النار على المدى الطويل، وممرا آمنا لقادة حماس للخروج من غزة، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وإنهاء الحرب.
ورغم الإلحاح، فشلت المناقشات في تحقيق الاختراق الذي كان يأمله ترامب وفريقه قبل خطابه أمام الكونجرس.
وذكر التقرير أن المحادثات تناولت أيضا مسائل حساسة لم توافق عليها إسرائيل، وعلى وجه التحديد عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عودة ألكسندر.
ووصفت مصادر المكالمة التي أجراها ديرمر مع بوهلر بأنها "صعبة"، حيث اعترض الوزير الإسرائيلي على أي مقترحات أمريكية قدمت دون موافقة إسرائيل المسبقة. وردًا على ذلك، طمأن بوهلر ديرمر بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق وأنه على دراية كاملة بالخطوط الحمراء الإسرائيلية. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن معارضة ديرمر القوية دفعت البيت الأبيض إلى إعادة النظر في نهجه.
وبعد مناقشات داخلية يوم الأربعاء، قرر ترامب ومستشاروه الضغط على حماس، حيث أصدر ترامب إنذاره الأخير لحماس ، وكتب على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي أن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن "أو ينتهى الأمر بالنسبة لك".
وفي تعليقه على المحادثات المباشرة التي أجرتها إدارته مع حماس ، الخميس، قال ترامب : "نجري مناقشات مع حماس. ونحن نساعد إسرائيل في تلك المناقشات، لأننا نتحدث عن رهائن إسرائيليين".
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقر مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالمحادثات التي أجراها بوهلر مع حماس.