الاحتفال باليوبيل الذهبي لمجلة جند عمان
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
احتفلت اليوم رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة باليوبيل الذهبي ومرور خمسين عامًا على صدور العدد الأول لمجلة (جند عُمان)، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع.
وقد استهل الحفل الذي نظمه التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية وأقيم بنادي ضباط الجيش السلطاني العُماني بمعسكر المرتفعة بآيات من الذكر الحكيم، بعدها قام صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع راعي المناسبة بتدشين كتاب (حصاد جند عُمان لخمسين عاما) الذي يبرز أهم الأحداث الوطنية والإنجازات عبر الفترات الزمنية، وتوثيق الأحداث التاريخية العسكرية التي مرت بها قوات السلطان المسلحة بتفاصيلها الزمنية، فالكتاب يعد خلاصة نتاج (50) عاما من العمل الجاد والجهد المتفاني متضمنا ما تم نشره في المجلة طوال مسيرتها الصحفية بدءاً من عام 1974م وصدور العدد الأول للمجلة، وسيكون الكتاب مصدرا يستقي منه الباحثون والمؤرخون والمفكرون وطلبة العلم والقراء والمهتمون.
ثم تم استعراض مادة مرئية عن أبرز الانطباعات لكبار القادة والمسؤولين وقدامى المحررين والقراء والمهتمين والعاملين بمجلة (جند عُمان) احتفاء بمناسبة اليوبيل الذهبي ومرور خمسين عاما على تأسيس المجلة وصدور عددها الأول وإبراز دورها الوطني الرائد، تلا ذلك تدشين طابع بريد لمجلة (جند عُمان) احتفاء بيوبيلها الذهبي وهي سلسلة من الطوابع والبطاقات البريدية وفق اتفاق مشترك بين وزارة الدفاع وبريد عمان، ويحوي نماذج مما تم نشره عبر صفحات مجلة جند عمان خلال مسيرة الخمسين عاما.
وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع: "يأتي الاحتفال باليوبيل الذهبي ومرور خمسين عامًا على صدور العدد الأول لمجلة (جند عُمان) تتويجا لما حققته هذه المجلة من إنجازات متميزة ونجاحات متفردة في نقل المراحل التي شهدتها سلطنة عُمان خلال مسيرة التطوير والتحديث في العديد من المجالات لا سيما المجال العسكري، وقد مرت المجلة بالعديد من المراحل المختلفة منذ إصدارها، وصولا إلى ما نشهده اليوم من نقلة نوعية في المحتوى والمضمون تماشيا مع التطور في التقنيات الحديثة في المجالات الإعلامية.
وأضاف سموه قائلا:"لقد أسهمت مجلة جند عُمان مساهمة فاعلة في تعزيز المعرفة لدى منتسبي وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، وإثراء المجتمع بالعلوم والمعارف العسكرية، مشكلة منبرا إعلاميا متخصصا في الإعلام العسكري تسطر من خلال صفحاتها مسيرة التطور والتقدم التي شهدتها قوات السلطان المسلحة، إلى جانب دورها التنموي في إبراز المنجزات والمكتسبات الوطنية في كافة المجالات، وبهذه المناسبة أتقدم بالتهنئة الخالصة لمنتسبي وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة ولهيئة تحرير مجلة (جند عُمان) ولزملائهم الذين تعاقبوا على إدارتها وتحريرها، متمنيا للمجلة مزيدا من التطور والازدهار والتوفيق في أداء رسالتها الوطنية المنشودة ونبراسا للإعلام العسكري".
كما أقيم بهذه المناسبة معرض مصاحب تضمن العديد من المحتويات التي تسرد اللمحات التاريخية عن نشأة مجلة (جند عُمان)ومراحل تطورها والتعريف بأبرز إنجازاتها وإثرائها للمشهد الثقافي العسكري والعلمي والمحتوى الذي يواكب ويلبي تطلعات القراء والمهتمين، إلى جانب استعراض أهم الأعمال التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمجلة (جند عُمان) ويضطلع بها التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية، والأجهزة والمعدات التي استخدمت خلال الحقب الزمنية التي مرت بها المجلة، منها معدات التصوير الضوئي والتلفزيوني وأجهزة المونتاج والأشرطة بأنواعها وأهم الفعاليات والأنشطة والأحداث التي غطتها، وشاشات عرض تستعرض الأحداث المصورة.
وقد أفردت مجلة (جند عُمان) عددا خاصا استثنائيا بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها، وتضمن كلمة لصاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي الفريق أول وزير المكتب السلطاني، ومعالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، ومعالي الفريق رئيس جهاز الأمن الداخلي، ومعالي الدكتور الأمين العام بوزارة الدفاع، والفريق الركن بحري رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وقادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية، وعددا من الموضوعات التي تستعرض مسيرة مجلة (جند عُمان) خلال نصف قرن والإنجازات المتميزة والعطاءات المتواصلة للمجلة.
الجدير بالذكر أن مجلة (جند عمان) كان صدور عددها الأول في عام 1974م، وهي مجلة عسكرية شهرية تصدر عن التوجيه المعنوي والمراسم العسكرية برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، وتتناول الأحداث الوطنية والأنشطة والفعاليات بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، كما تتضمن عددا من التغطيات الشاملة والتحقيقات الصحفية والمقالات المتنوعة، إلى جانب الأبواب الثابتة والمتنوعة، سعياً منها لتقديم رسالة صحفية هادفة إلى القراء في مختلف الجوانب العسكرية والعلمية والتقنية والثقافية، والمساهمة في الحراك العلمي والمعرفي والثقافي في سلطنة عُمان جنبا إلى جنب مع باقي المؤسسات الإعلامية ذات الصلة، ويشرف على المجلة كفاءات وطنية ذات خبرات تراكمية ومهارات عالية وإمكانات فنية متميزة.
حضر المناسبة الفريق الركن بحري رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من كبار الضباط والضباط المتقاعدين بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المدراء ورؤساء التحرير بالصحف العمانية، وعدد من الكتّاب والإعلاميين، وجمع من المدعوين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نائب رئیس الوزراء لشؤون الدفاع أرکان قوات السلطان المسلحة السمو السید خمسین عاما خمسین عام وعدد من
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة المصرية مسيرة من التطوير نحو الريادة العالمية في التسليح والقدرات العسكرية
تعتبر القوات المسلحة المصرية اليوم من بين الأقوى على مستوى العالم، وتحظى بترتيب متقدم في العديد من التصنيفات العالمية التي تقيم قدرات الجيوش بناء على معايير متعددة مثل القوة الجوية والبحرية والبرية، وما جعل القوات المسلحة المصرية تحقق هذا التقدم الكبير هو تبنيها استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز كل جوانب قوتها الدفاعية من خلال تحديث الأسلحة والمنظومات القتالية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، بالإضافة إلى رفع كفاءة العنصر البشري.
وتجسدت هذه الاستراتيجية في امتلاك الأسلحة المتطورة وإقامة قواعد عسكرية ضخمة، مما جعل الجيش المصري قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ومن أبرز الأدوات العسكرية التي امتلكتها القوات المسلحة المصرية في السنوات الأخيرة حاملة الطائرات المروحية "الميسترال"، والتي تعتبر نقطة تحول في قوتها البحرية ومنها حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" و"أنور السادات" اللتان دخلتا الخدمة في الأسطول المصري وتجسدان قدرات جديدة في العمليات البحرية، حيث تُعد الحاملة المروحية إحدى الأسلحة الاستراتيجية التي تسمح للقوات البحرية المصرية بإجراء عمليات برمائية واسعة النطاق.
هذه السفن الضخمة تمتلك قدرة استيعابية كبيرة من المروحيات والمدرعات، بالإضافة إلى القوات الخاصة، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات متعددة في مسارح العمليات البحرية والبرية، ومن خلال أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة التي تتمتع بها، تساهم "الميسترال" في تعزيز قدرة مصر على التحرك في أي نقطة من البحر الأحمر والمتوسط، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في الاستراتيجية العسكرية المصرية في منطقة حساسة جغرافيًا.
علاوة على ذلك، حققت القوات الجوية المصرية تقدمًا غير مسبوق مع امتلاكها طائرات "رافال" الفرنسية متعددة المهام والتي تعتبر من أحدث المقاتلات في العالم، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متخصصة مثل التفوق الجوي، والقصف الدقيق، والاستطلاع، بالإضافة إلى قدرتها على حمل الصواريخ طويلة المدى وتم تزويد طائرات "رافال" بصواريخ عالية الدقة، مما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية بشكل فعال من مسافات بعيدة.
وتعد طائرة "ميج-29M" الروسية واحدة من الطائرات المتطورة التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في السنوات الأخيرة وتم تعديل هذه الطائرة لتلبية احتياجات الجيش المصري في مواجهة التهديدات الجوية وتمتاز بقدرتها على العمل في جميع الظروف الجوية، فضلًا عن تسليحها المتنوع.
فضلا عن طائرات الهجوم الروسية "كاموف" وهي الطائرات المروحية الهجومية القوية، وقد دخلت الخدمة في الجيش المصري في إطار تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات هجومية على الأرض والتعامل مع التهديدات المعقدة ومن أبرز الطرازات طائرة "كا-52" وهي طائرة مروحية هجومية متعددة المهام، وتمثل إضافة كبيرة لقوة الجيش المصري في مجال الهجوم الجوي.
إلي جانب امتلاك مصر لطائرات "أباتشي" من الطائرات الهجومية الثقيلة والتي تستخدمها القوات المسلحة المصرية لتنفيذ المهام التكتيكية الدقيقة وتعد النسخ المحدثة من طائرات الأباتشي إحدى أبرز المعدات التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في إطار تحديث أسطول الطائرات الهجومية.
وعزز هذا التقدم من القوة الجوية المصرية مما وضعها في مكانة متقدمة في المنطقة من حيث القدرة على الردع والقيام بالمهام الهجومية والدفاعية على حد سواء.
َعلي جانب آخر قامت القوات المسلحة بتطوير قدراتها الدفاعية المحلية، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو إنتاج "راجمة الصواريخ رعد 200" والتي صنعت بالكامل داخل مصر، وتمثل إنجازًا كبيرًا في مجال التصنيع العسكري المحلي وتتميز بقدرتها على إطلاق صواريخ دقيقة في وقت قياسي، مما يجعلها أداة فعالة للتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة في ساحة المعركة.
الإضافة التي شهدتها القوات المسلحة في تسليحها تعكس قدرة مصر على الاعتماد على إمكانياتها الذاتية لتطوير أسلحتها بما يتناسب مع الاحتياجات العسكرية الحديثة ومن خلال هذه الأنظمة المحلية، تعمل القوات المسلحة على تقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة وتعزيز قدرة الصناعة الدفاعية المحلية على تلبية احتياجات الجيش المصري.
ولا يقتصر التطوير العسكري في مصر على الأسلحة فقط، بل يمتد إلى تطوير القواعد العسكرية التي تمثل العمود الفقري للقدرة على الانتشار السريع والتأهب لمواجهة أي تهديدات، ومن أبرز القواعد العسكرية التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة، قاعدة "محمد نجيب" العسكرية التي تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط.
وتتسم القاعدة بموقعها الاستراتيجي في الشمال الغربي من مصر، وهي تحتوي على منشآت تدريبية متطورة، بالإضافة إلى مستودعات للأسلحة والمعدات وتوفر القاعدة بيئة تدريبية مثالية للقوات المصرية، مما يعزز من جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات محتملة على الحدود الغربية.
من جهة أخرى، تعتبر قاعدة "برنيس" البحرية التي تقع على ساحل البحر الأحمر، أحد أبرز المشاريع العسكرية في العصر الحديث، وتمثل نقطة انطلاق استراتيجية للقوات البحرية المصرية، حيث تمنحها القدرة على حماية الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية لمصر.
والموقع الجغرافي للقاعدة جعلها مركزًا هامًا للدفاع عن المصالح المصرية في منطقة حيوية تشهد نشاطًا بحريًا وعسكريًا متزايدًا ويمكن للبحرية المصرية تعزيز وجودها في البحر الأحمر وفرض قوتها في وجه أي تهديدات قد تطرأ في هذه المنطقة.
إلى جانب القواعد العسكرية الكبرى، تبذل القوات المسلحة المصرية جهدًا كبيرًا في تعزيز تعاونها العسكري مع دول أخرى من خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتتيح تلك المناورات للقوات المصرية تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مع جيوش الدول الكبرى، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.
ومن بين هذه المناورات، تأتي مناورات "النجم الساطع" التي تُعد واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة في الشرق الأوسط، حيث تشارك فيها القوات المصرية مع القوات الأمريكية وعدد من حلفائها إلي جانب المناورات الأخيرة التي تجريهل القولت المسلحة مع المملكة العربية السعودية تحت اسم " السهم الثاقب"
وتهدف هذه المناورات إلى تحسين التنسيق بين القوات المشاركة وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة المصرية كما تتيح للقادة العسكريين المصريين فرصة تدريب القوات على أساليب حديثة في الحرب البرية والجوية والبحرية.
كل هذه التطورات جعلت من الجيش المصري أحد اللاعبين الرئيسيين في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، فقد شهدت التصنيفات العسكرية العالمية تقدمًا ملحوظًا لمصر، حيث صنفها تقرير "غلوبال فاير باور" ضمن أفضل عشرة جيوش في العالم.
ويعكس ذلك التطور بشكل جلي القدرات المتزايدة للقوات المسلحة المصرية من حيث المعدات، التدريب، والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية متكاملة، سواء كانت دفاعية أو هجومية.
ومع التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، فإن القوات المسلحة المصرية تظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بفضل امتلاكها للأسلحة المتطورة مثل "الميسترال" و"الرافال" و"رعد 200"، إضافة إلى القواعد العسكرية الحديثة مثل قاعدة "محمد نجيب" و"برنيس"، تعزز القوات المسلحة المصرية مكانتها كقوة عسكرية قادرة على مواجهة أي تهديدات داخليًا وخارجيًا.