غضب لوداع كأس آسيا وإيمان بمنتخب شاب.. السعوديون حائرون: نفرح بالمستوى أم نحزن للخسارة؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
الدوحة- مشروعنا أكبر مع مانشيني، ورايتنا إلى مونديال 2036، نمر بمرحلة إحلال وتجديد، ندعم الجيل الشاب، بهذه العبارات استقبلت الجماهير السعودية خسارة الأخضر أمام كوريا الجنوبية والخروج الصادم من بطولة كأس آسيا لكرة القدم قطر 2023.
"يا سعودي جينا من كل مدينة"، هذه الكلمات التي كانت الهتاف الأبرز الذي زلزل ملعب المدينة التعليمية طوال 120 دقيقة، لم تكن مجرد هتاف فقط، وإنما حقيقة واقعة في ظل وجود أكثر من 43 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات، غالبيتهم من السعوديين الذين جاؤوا من كل مناطق ومدن المملكة لمساندة منتخب بلادهم.
ورغم لمسة الحزن في عيون الجماهير السعودية، فإن ردود فعلهم على الخسارة ووداع البطولة القارية للمرة الثانية تواليا من ثمن النهائي، جاءت متوازنة في ظل سيناريو عودة كوريا الجنوبية وإدراك التعادل في الدقيقة الـ99، ومن ثم الفوز بركلات الجزاء (4- 2).
الجماهير السعودية غاضبة بعد الخروج من ثمن النهائي#كأس_آسيا | #كأس_آسيا2023 | #السعودية_كوريا_الجنوبية#AsianCup2023 pic.twitter.com/lbHUonQkVZ
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 30, 2024
وعقب صافرة نهاية اللقاء، جلس صالح اليامي وابن عمه محمد وصديقهما محمد حسين الذين حضروا من "أبها" جنوب المملكة لمساندة الأخضر، في مقاعدهم بالمدرجات غير مصدقين الخسارة والنهاية الدرامية الحزينة، والتي كانت من الممكن أن تكون سعيدة لو احتسب حكم المباراة وقتا بدل عن ضائع أقل.
ويوضح صالح اليامي، أنه وأصدقاءه دبروا أموال الرحلة بصعوبة خاصة أنهم خريجون جدد وليس لديهم عمل إلى الآن، واستقلوا الطائرة من أبها إلى الدمام لمدة ساعتين، ومن ثم قاموا باستئجار سيارة استقلوها حتى الدوحة لمدة 5 ساعات ولمسافة نحو 350 كيلومترا.
اليامي (يمين) وصديقاه يعتبرون أن الأخضر في مرحلة بناء ويحتاج إلى الدعم (الجزيرة) مرحلة بناءويقول صالح للجزيرة نت إنه بالرغم من الخسارة، فإن المنتخب يستحق أن ندعمه في أي مكان، وسنظل خلفه خاصة أنه حاليا يمر بمرحلة بناء وتغيير جلد، في ظل ضم عناصر شابة تحتاج لاحتكاك وكسب للخبرات.
ويضيف أن اللاعبين قدموا ما عليهم في الملعب، ولكن كان هناك عدم توفيق على صعيد إنهاء بعض الهجمات أو تغييرات المدرب روبرتو مانشيني التي أدت إلى تراجع الفريق داخل الملعب.
ورغم الإخفاق لـ4 نسخ متتالية في الوصول إلى الأدوار المتقدمة، سنظل ندعم المنتخب والمدرب واللاعبين الشباب لإنجاح هذه التجربة وتكملة مشروع تطوير كرة القدم السعودية قبل استضافة النسخة المقبلة من البطولة الآسيوية أو بطولة كأس العالم، وفقا لصالح.
كوريا الجنوبية تبلغ ربع النهائي بعد تخطيها السعودية بركلات الترجيح ????
⏯️ شاهد ملخص المباراة ????#كأس_آسيا | #كأس_آسيا2023 | #السعودية_كوريا_الجنوبية#AsianCup2023 pic.twitter.com/yxJbSjQs9R
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 30, 2024
أما المشجع محمد اليامي فشدد على أن اللاعب السعودي المحلي ليس بجودة لاعبي منتخبات الصف الأول في آسيا (كوريا الجنوبية، واليابان، وإيران، وأستراليا) الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية.
ويقول اليامي للجزيرة نت إن وجود 10 لاعبين في كل ناد سعودي بالدوري المحلي، لا يعطي فرصة للاعب السعودي، خاصة في ظل استقطاب لاعبين أجانب على مستويات عالية في الدوري السعودي خلال الموسمين الأخيرين.
دعم وتأييدويضيف أن التغيير الكبير الذي طرأ على تشكيلة الأخضر بضم لاعبين شباب واستبعاد لاعبين خبرة، أثر على المستوى العام، ولكن يجب أن نتخطى هذه المرحلة، وندعم هذا الجيل ونؤيد هذه التجربة مع الإيطالي مانشيني، الذي جاء بمشروع لتطوير كرة القدم السعودية.
فيما يرى محمد حسين أن تصريحات المدرب مانشيني قبل البطولة وضعت اللاعبين تحت ضغط، فضلا عن عدم ضمه للاعبين أصحاب الخبرة، وهو ما ظهر جليا في الدقائق الأخيرة من اللقاء، حيث افتقد الأخضر للاعب القادر على الاحتفاظ بالكرة ونقل الهجوم في ملعب المنافس.
ويقول حسين للجزيرة نت إن تغيير سالم الدوسري كانت نقطة تحول في المباراة، حيث تحرر الدفاع الكوري وبات الخط الأول في الضغط وبناء الهجمات، في المقابل لم يجد لاعبو الأخضر من يوجههم في الملعب أو من يرفع الضغوط عنهم.
بدوره، أبدى المشجع السعودي إبراهيم حفظي عدم ندمه لقطع مسافة تصل إلى نحو ألفي كيلومتر بسيارته من أجل مساندة منتخب بلاده، معتبرا أن اللاعبين لم يقصروا في الملعب، وقدموا ما عليهم ولكن خبرة لاعبي كوريا الجنوبية وفي مقدمتهم سوون هيونغ مين هي من حسمت المباراة لصالحهم.
ويقول حفظي للجزيرة نت إنه حضر رفقة 3 من أصدقائه بالسيارة من مدينة جازان جنوب غربي المملكة، إلى الدوحة لمساندة ودعم منتخب بلادهم، وإنه دائما ما يذهب خلف الأخضر في كل مكان، وسيستمر في دعمه في كل المناسبات.
حفظي قطع مسافة ألفي كيلومتر لمساندة الأخضر أمام كوريا الجنوبية (الجزيرة) مهمة وطنيةرغم أن المنتخب لعب اليوم دون 6 من عناصره الأساسية، فإن اللاعبين الشباب قدموا أداء جيدا، ويستحقون الدعم والوقوف خلف هذ الجيل الجديد، خاصة أن الأخضر يمر حاليا بمرحلة إحلال وتبديل.
راض عن أداء اللاعبين، ولولا بعض التغييرات غير الموفقة في المباراة ما حدث هذا الأمر، ونتوسم الخير في هذا الجيل لتقديم الأفضل مستقبلا، وإنجاح مشروع تطوير كرة القدم السعودية، وفقا لحفظي.
من جهته، يشدد المشجع السعودي سعود العبودي على ضرورة التعامل مع خسارة الأخضر بصورة متزنة، وتحويلها إلى أداة بناء ومصدر قوة لدعم الجيل الجديد من اللاعبين الشباب وإنجاح تجربتهم مع الإيطالي مانشيني.
ويقول العبودي للجزيرة نت إنه لا بد من التعلم من هذه المباراة وأخذ الدروس والعبر والتفكير في المستقبل، خاصة أن كرة القدم السعودية تتطور يوما بعد يوم، والمستقبل مفتوح على مصرعيه أمامها.
العبودي يشدد على ضرورة الاستفادة من دروس الخسارة والبناء عليها (الجزيرة) مشروعنا أكبر مع مانشينيوعلى صعيد متصل، رفع صديقا الطفولة عزام المالكي وحديله العامري، راية دعم منتخب بلادهما رغم الخسارة، وشددا على أنه يعتمد حاليا على فكر جديد وجيل من الشباب، وأنه لا بد من مساندة هذا الفكر.
ويقول المالكي للجزيرة نت إن الأخضر يمر حاليا بفترة تغيير جلد، ولا بد من وجود نكسات وعثرات، ولكننا دائما مع المنتخب ندعمه من أجل البناء واستعادة مسيرة الانتصارات.
هذه الخسارة لن تؤثر فينا، مشروعنا أكبر مع مانشيني، ورايتنا إلى بطولة آسيا 2027 المقررة في المملكة، وكذلك كأس العالم 2036، وفقا للمالكي.
أما العامري الذي قطع نحو ألف كيلومتر من جدة إلى الرياض، ليلتقي مع صديقه وليحضرا سويا إلى الدوحة لدعم الأخضر، إن كوريا الجنوبية من أفضل المنتخبات الآسيوية، ومن أبرز المرشحين للقب، وتضم في صفوفها مجموعة من اللاعبين المحترفين في أندية أوروبية كبيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کرة القدم السعودیة کوریا الجنوبیة کأس آسیا خاصة أن
إقرأ أيضاً:
الأزمة في كوريا الجنوبية: ماذا بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟
حاول المحققون في كوريا الجنوبية، أمس الجمعة، توقيف الرئيس المعزول يون سوك يول، لكنهم علّقوا هذا المسعى بعدما منعهم الأمن الرئاسي، من تنفيذ مذكرة قضائية صادرة بحقه.
وفي ما يأتي عرض للسيناريوهات المحتملة في القضية، والأزمة السياسية المتواصلة منذ شهر في سيؤول، إثر محاولة الرئيس فرض الأحكام العرفية، قبل انقضاء مهلة مذكرة التوقيف، الإثنين المقبل:
رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتعهد بـ"القتال حتى النهاية" - موقع 24أصدر الرئيس الكوري الجنوبي المعزول، يون سوك يول، بياناً غلبت عليه لهجة التحدي لأنصاره المحافظين، الذين تجمعوا أمام مقر إقامته في العاصمة سيؤول، متعهداً بـ "القتال حتى النهاية" ضد ما سماه "القوى المعادية للدولة"، بينما كانت قوات إنفاذ القانون تستعد لاعتقاله، بسبب مرسوم الأحكام ... محاولة أخرىيمكن لمكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين، أن يسعى لتنفيذ مذكرة التوقيف مرة أخرى قبل انقضاء مهلتها. وقال المكتب بعد تعليق محاولة الجمعة، إنه "سيتخذ القرار بشأن الخطوات المستقبلية بعد مراجعة إضافية".
وفي حال توقيف يون قبل الإثنين المقبل، ستكون أمام المكتب 48 ساعة لطلب إصدار مذكرة جديدة لتوقيفه رسمياً، أو الإفراج عنه.
وكرر محامو يون التأكيد أن مذكرة التوقيف الصادرة بحقه "غير قانونية"، متعهدين "اتّخاذ إجراءات قانونية في ما يتعلق بتنفيذ التفويض خلافاً للقانون". وإلى ذلك، اعتبر جهاز الأمن الرئاسي أن عناصر مكتب التحقيق "تطفلوا بشكل غير قانوني" على حرم مقر إقامة يون، مشيراً إلى أنه سيقوم بتحميلهم المسؤولية القانونية عن هذا الأمر.
ورفض اثنان من كبار المسؤولين في الحماية الرئاسية، طلب الشرطة الحضور للاستجواب اليوم السبت، وبرّرا ذلك بـ"الطبيعة الجدية" لمهمة حماية يون.
سلطات كوريا الجنوبية تتحرك لاعتقال الرئيس يون - موقع 24بدأ المحققون في كوريا الجنوبية، صباح اليوم الجمعة، بتنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحقّ الرئيس المعزول يون سوك يول، من أجل استجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر فرض الأحكام العرفية في البلاد، ليجدوا أنفسهم في "مواجهة" مع الأمن الرئاسي الذي يمنعهم من اعتقال الرئيس، وفق الإعلام المحلي. مذكرة جديدةوحتى في حال لم يتمكن مكتب التحقيق من توقيف يون قبل 6 يناير (كانون الثاني) الجاري، يمكن أن يطلب إصدار مذكرة جديدة صالحة لـ 7 أيام. كما يمكن لها أن تكون أشدّ، وتتيح إبقاء الرئيس موقوفاً أكثر من 48 ساعة.
ويرجح خبراء بأن يوافق القضاء الكوري الجنوبي، على إصدار مذكرة جديدة أكثر صرامة من سابقتها، نظراً لأن الرئيس المعزول رفض تلبية المذكرة القائمة، وسبق له أن رفض 3 مرات التجاوب مع مذكرات استدعاء لكي يتمّ استجوابه.
وقال المحلل السياسي بارك-سانغ بيونغ إن "المذكرات الأشد صرامة تصدر عادة عندما يرفض مشتبه به التعاون مع التحقيق". ولفت إلى أن يون "حرّض أيضاً وشجّع مناصريه (اليمينيين) المتطرفين، في ما قد تعتبره المحكمة من وجهة نظرها، إقراراً عملياً بالتهم الجنائية".
ولكن تنفيذ مذكرة جديدة قد يلاقي المصير ذاته، في حال امتنع يون عن مغادرة مقر إقامته، وبقي بعهدة جهاز حمايته الذي يضم وحدة عسكرية.
الرئيس بالوكالةودفعت الأزمة المتواصلة من شهر، والمواجهة التي وقعت أمس الجمعة، بين المحققين وجهاز الحماية الرئاسي، بمكتب التحقيق والحزب الديموقراطي المعارض إلى الطلب من تشوي سانغ-موك، رئيس الجمهورية بالوكالة، إصدار أمر لجهاز الحماية بالتعاون في القضية.
وقال مسؤول في مكتب التحقيق، إن 20 محققاً بمؤازرة 80 شرطياً شاركوا في العملية، لكنهم واجهوا حوالي 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي، شكلوا جداراً بشرياً لمنعهم من المرور. وأكد مكتب التحقيق أنه "يستحيل عملياً تنفيذ مذكرة التوقيف، طالما أن المسؤولين في جهاز الأمن الرئاسي يواصلون توفير الحماية ليون".
ولم يدل تشوي، وهو أيضاً نائب لرئيس الوزراء، ووزير للمالية ينتمي إلى حزب يون "قوة الشعب"، بأي تعليق بعد. ويرجح خبراء أن طلب تشوي من جهاز الأمن التعاون مع التحقيق، سيزيد من فرص تنفيذ مذكرة التوقيف قبل الإثنين المقبل.
إلا أن تشوي يواجه انتقادات من حزبه، بسبب تعيينه قاضيين لشغل اثنين من المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية، التي تنظر في قرار البرلمان عزل يون. وبهذا التعيين، زادت حظوظ مصادقة المحكمة على العزل، إذ بات ذلك يحتاج موافقة 6 قضاة فقط من أصل 8.
وقبل تعيين القاضيين، كان يمكن لصوت واحد ضد المصادقة على العزل، أن يؤدي إلى عدم رفض المحكمة لقرار البرلمان، وتالياً عودة يون إلى مزاولة مهماته.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميونغجي، شين يول إنه "بالنظر إلى السياق الراهن من غير المرجح أن يتعاون تشوي مع طلب مكتب التحقيق، بشأن تعاون الأمن الرئاسي".
انتظار المحكمةوبعد إقصاء يون، عزل البرلمان كذلك أول رئيس بالوكالة، وهو هان داك-سو، على خلفية امتناعه عن ملء المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية. وكانت المعارضة ترى في التعيين خطوة تعزّز حظوظ مصادقة القضاء على عزل الرئيس.
وأمام المحكمة الدستورية 180 يوماً للمصادقة على العزل أو ردّه. وإلى حين البتّ بذلك، يبقى يون رسمياً رئيساً للجمهورية، لكنه لا يؤدي صلاحياته. ويرى الخبراء أن نزع صفة الرئيس عن يون كان ليجعل مهمة المحققين أسهل في ملاحقته أو توقيفه رسمياً.
ويمكن لطول المهلة المتاحة أمام المحكمة للبتّ بالقضية أن تؤخر الإجراءات، علماً بأن المحكمة تعهّدت النظر فيها بسرعة نظراً لأهميتها. لكن محامي الدفاع عن يون يشددون على ضرورة أن تستنفد المحكمة كامل المهلة القانونية، لكي تدرس "الظروف التي أدت إلى إعلان فرض الأحكام العرفية".