يستهدف الجيش الإسرائيلي محيط مدينة خان يونس والاسبوع الماضي نشر خريطة تحدد نحو ربع مدينة خانيونس باللون الأصفر، مما يعني ضرورة إخلائها، إذ شملت 3 أسهم تشير إلى الجنوب والغرب.

مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها العديد من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد أن تلقوا أوامر بمغادرة شمال القطاع.

اذا فما هي قصة هذه المدينة التي تجري فيها أشد المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية؟

حسب صحيفة وول ستريت يركز الهجوم على خانيونس لأنها:

مسقط رأس قادة بارزين في حركة حماس، من بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.

 الجيش الإسرائيلي يعتقد الآن أن السنوار وقادة حماس يحتمون أسفل خانيونس.

وتقول صحيفة الجارديان إن إسرائيل لديها قناعات بوجود قادة حركة حماس في خانيونس، وذلك ترسخ لديها خلال الفترة الماضية، كما أنها بنت معلوماتها على:

 استراتيجية إسرائيل بالجنوب سترتكز على استخدام هذه المعلومات لاستهداف قادة "حماس".

منتقدون لتلك الاستراتيجية يرونها أنها لن تفعل الكثير لتقليل التكلفة البشرية المرتفعة التي لحقت بالفلسطينيين جراء العمليات الإسرائيلية شمالا وجنوبا وفي وسط غزة.

 تركيز العمليات العسكرية على رفح، بسبب وجود أنفاق التهريب تحت الأرض التي تعيد بناء قدرات "حماس" العسكرية.

خان يونس تاريخ عميق وتحديات في وجه الاحتلال

 مدينة تمّ تأسيسها في عصر الإغريق كمدينة ساحلية، وسمّوها "جينسس"، كما أنها، ووفقا لمصادر تاريخية:

ترتبط نشأتها بالعصور الوسطى، خصوصا عهد المماليك الجراكسة والسلطان المملوكي برقوق الذي حَكَمَ مصر وبلاد الشام بين عامَي 1382 و1399.

أدّت دورا بارزا في الأحداث التاريخية والعسكرية، ومن بين هذه المشاركات البارزة كان دورها البطولي في صد الغزو البريطاني.

بعد حرب عام 1948، استضافت المدينة نحو 50 ألف لاجئ فلسطيني، وهؤلاء لا يزالون يعيشون في معسكرات بالمدينة.

قدَّمت مساهمة فعالة في حروب عامَي 1956 و1967، حيث أبدت إرادة قوية وصمودا لا مثيل له.

في عام 1956، تعرّضت المدينة لمجزرة بشعة من الجيش الإسرائيلي لصمودها، وبعد حرب عام 1967 منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة من تجديد بنيتها التحتية بسبب صمودها الأسطوري، نتيجة لذلك أصبحت بوضع منكوب على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبنيتها التحتية ما زالت غير صالحة إلا بعد عام 1994، لكنها لا تزال بنية ضعيفة.

تعرّضت لسياسات الاستيطان والحصار من إسرائيل، بهدف منعها من مواصلة المقاومة.

مِن أبرز معالمها التاريخية: قلعة برقوق الأثرية، وهي شاهدة على التاريخ لمدة تزيد على 632 عاما، ومقام إبراهيم الخليل الذي يقع في قرية عبسان الكبيرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة خان يونس غزة مقاتلي الفصائل الفلسطينية السنوار الضيف الجیش الإسرائیلی خان یونس

إقرأ أيضاً:

بعد تدميرها القطاع هل تستطيع إسرائيل تهجير الغزيين؟

اعتمدت إسرائيل في حربها غير المسبوقة على قطاع غزة سياسة التدمير الممنهج لمختلف مدنه وبلداته وبنيته التحتية، وهو ما يرى محللون أنه يتخطى مفهوم تدمير كافة مقومات الحياة في القطاع المحاصر إلى التهجير.

ويقول المحاضر في العلوم السياسية مهند مصطفى إن هدف الحرب القادمة بالنسبة لإسرائيل هو تحويل غزة إلى مكان غير صالح للسكن بشكل أكبر مما هو عليه الوضع حاليا، مما يعني عمليا المضي قدما بتهجير الغزيين.

وأشار مصطفى إلى أن التدمير الذي أحدثته إسرائيل في القطاع ممنهج باعتراف جنود وضباط إسرائيليين، مؤكدا أنه يندرج في إطار تحويل غزة إلى مكان غير صالح للسكن.

بدوره، استبعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة أن يكون خطر التهجير القسري لا يزال ماثلا بمعناه الدقيق، لكنه أقر بوجود طرق بديلة لتحقيق ذلك من وجهة النظر الإسرائيلية.

ووفق الحيلة، فإن إسرائيل قد تتحكم بعملية خروج وعودة الفلسطينيين من وإلى القطاع، إذ قد لا تسمح بعودة من خرج منه بالعودة إليه لاحقا.

ولفت مصطفى إلى وجود تصور إسرائيلي يتم تداوله حاليا يربط إعادة الإعمار في قطاع غزة بالجانب السياسي، مما يعني الربط عمليا بين الشأنين الإنساني والسياسي، في إشارة إلى تحكمها بعملية إعادة الإعمار.

إعلان

وتعتبر إسرائيل -حسب مصطفى- إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع بمثابة موارد سلطوية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستطيع أن تستعملها لإعادة بناء ذاتها سياسيا، واصفا ذلك بأنه ابتزاز إسرائيلي للفلسطينيين فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.

وتحولت أحياء بأكملها في غزة إلى أنقاض، مما جعل مئات الآلاف من الغزيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل المأوى والبقاء على قيد الحياة، فضلا عن تدمير البنية التحتية، وهو ما يسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجهها غزة في إعادة البناء.

وأعرب مصطفى عن قناعته بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية، لكنه يفكر أيضا بإمكانية فرض حل سياسي على الفلسطينيين من خلال التعاون مع الولايات المتحدة.

وأظهرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوادر تشجع إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، مثل إلغاء العقوبات على المستوطنين، مؤكدا أن إنهاء حكم حماس في غزة يمثل مفهوم الانتصار عند إسرائيل.

أما الحيلة فشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة لا يمنح إسرائيل السيادة على معبر رفح، لكنها تريد سلب الفلسطينيين أحد المظاهر السيادية على القطاع، والتحكم بكل من يدخل ويخرج منه.

وخلص الحيلة إلى أنه "ليس بالضرورة أن كل ما يريده الاحتلال يمكن أن ينجح ويتحقق"، مستدلا بسحب إسرائيل قطاعاتها العسكرية من غزة دون أن تحقق أهداف الحرب.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإنه حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول 2024 تضرر أو دمر ما يقارب 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170 ألفا و812 مبنى.

مقالات مشابهة

  • مدينة لا تستسلم .. لماذا تستهدف إسرائيل مخيم جنين؟
  • لماذا تعتبر النخب العبرية أن إسرائيل هُزمت في غزة؟
  • نيويورك تايمز: لماذا تستهدف إسرائيل مخيم جنين؟
  • إعلام عبري: حالة انتظار عصيبة في إسرائيل لقوائم الأسرى التي ستعلنها “حماس”
  • ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأنه لم يتمكن من اغتيال أحد قيادات حركة "حماس"
  • بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
  • بعد تدميرها القطاع هل تستطيع إسرائيل تهجير الغزيين؟
  • غوغل تزود الجيش الإسرائيلي بالذكاء الاصطناعي بعد هجوم حماس
  • الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين