امتدت دائرة الحصار الذي يفرضه المزارعون في فرنسا، اليوم الأربعاء، رغم محاولات الحكومة تهدئة حراكهم الغاضب الذي طال عدة دولاً أوروبية للتنديد خاصة بسياسات الاتحاد الأوروبي. وامتد الغضب أيضًا إلى إسبانيا وإيطاليا، كان عارماً في فرنسا حيث قام المزارعون منذ الاثنين بإغلاق العديد من الطرق السريعة المؤدية إلى باريس بجراراتهم، ما تسبب في أزمة جديدة بعد عام من تعديل مثير للجدل لنظام التقاعد.



صباح الأربعاء، واصل المزارعون التقدم بجراراتهم لتطويق ليون (جنوب شرق)، ثالث مدينة في فرنسا. وإلى الشمال، انطلقت قافلة مزارعين متجهة من الجنوب الغربي نحو سوق رونجيس، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم والذي يزود المنطقة الباريسية بالإمدادات.  

وأدت الأحداث المناخية القاسية وأنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار الوقود وتدفق المنتجات الأوكرانية المعفاة من الرسوم الجمركية، إلى تنامي السخط بين المزارعين.

في شرق فرنسا، عند أحد نقاط الإغلاق المئة التي أحصتها السلطات، قالت جوانا ترو، وهي مزارعة حبوب ومربية مواشي شاركت في التعبئة "لا نريد بالضرورة أن نتلقى مساعدات، إننا نريد قبل كل شيء تعرفة مُرضية".

وعلى الرغم من تدابير الدعم، بما في ذلك إلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي وتقديم مساعدة لمنتجي النبيذ بقيمة 80 مليون يورو، إلا أن الحكومة فشلت في تهدئة الغضب وتحاول التحرك على الجبهة الأوروبية.  

ويتوجه وزير الزراعة مارك فيسنو إلى بروكسل الأربعاء لبحث "الحالات الأوروبية الطارئة" وقررت باريس الدخول في "مواجهة" مع المفوضية الأوروبية لمعارضة إبرام اتفاقية تجارية مع تكتل "ميركوسور" الذي يضم أبرز القوى التجارية في أميركا اللاتينية (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي).

وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء لقناة "سي نيوز" أن اتفاق التجارة الحرة مع دول زراعية مهمة "لا يعود بالفائدة على مربينا ولا يمكن ولا يجب التوقيع عليه في وضعه الحالي".

وكانت باريس قد أعربت صراحة عن معارضتها لإبرام هذا الاتفاق التجاري، مما تسبب في توترات مع المفوضية الأوروبية المسؤولة عن المفاوضات التجارية للدول الأعضاء في التكتل.  

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس إيمانويل ماكرون الذي رفض "تحميل أوروبا المسؤولية" لكنه تعهد الدفاع عن العديد من مطالب المزارعين الفرنسيين في بروكسل، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس، على هامش القمة الأوروبية حول دعم أوكرانيا.

وقد صاغت المفوضية بالفعل تنازلات بشأن مسألة إراحة الأرض الالزامية.

وامتد الحراك الغاضب إلى جميع أنحاء القارة، فبعد التظاهرات التي شهدتها ألمانيا وبولندا ورومانيا وبلجيكا وإيطاليا في الأسابيع الأخيرة، أعلنت النقابات الزراعية الرئيسية الثلاث في إسبانيا الثلاثاء انضمامها إلى التحرك، مع عمليات "تعبئة" في كل أنحاء البلاد خلال "الأسابيع المقبلة" للتنديد بالقواعد الأوروبية.  

وشهدت إيطاليا أيضا تظاهرات عفوية في الأسابيع الأخيرة حيث احتج الثلاثاء عشرات المزارعين بجراراتهم قرب ميلانو (شمال) قائلين إنهم تعرضوا "للخيانة من أوروبا".

من جهتها، تعهّدت الحكومة اليونانية التي تواجه أيضا احتجاجات متزايدة من القطاع الزراعي، الثلاثاء تسريع دفع المساعدات المالية للمزارعين المتضررين من فيضانات العام الماضي.   وساهمت السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة الجديدة التي عززت الأهداف البيئية الملزمة منذ العام 2023، وقانون "الميثاق الأخضر" الأوروبي، وإن لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بشكل خاص في اثارة الغضب.

وإذ كانت فرنسا المستفيد الأول من الإعانات الزراعية الأوروبية التي تجاوزت قيمتها تسع مليارات يورو سنويا، إلا أن مزارعيها نددوا بالسياسة الزراعية المشتركة.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

مرشّح لرئاسة المفوضية الأفريقية: لن نفتح الباب لإسرائيل

جيبوتي- قال وزير خارجية جيبوتي والمرشح لمنصب رئيس المفوضية الأفريقية محمود علي يوسف، إن الاتحاد الأفريقي لن يفتح أبوابه لأي دولة تضرب عرض الحائط بالمبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الأفريقية، وفي مقدمتها إسرائيل.

وشدد الوزير الجيبوتي على أهمية بناء شراكات لا تؤجج الانقسامات الداخلية في القارة، وأضاف متحدثا للجزيرة نت "هذا هو موقفنا ولن نتنازل عنه".

ودعا يوسف إلى ضرورة مراجعة العلاقات بين الاتحاد الأفريقي وبعض الدول، التي وصفها بأنها "غير صحية"، مشددا على أن أي شراكة لا تستند إلى القانون الدولي محكوم عليها بالفشل.

ويشغل محمود علي يوسف (58 عاما) منصب وزير خارجية جيبوتي منذ عام 2005، ويحظى ترشيحه لمنصب رئيس المفوضية الأفريقية بدعم دول القارة السمراء الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.

ويتنافس الوزير يوسف مع 3 سياسيين آخرين، وهم رايلا أودينجا (79 عاما) زعيم المعارضة الكينية، ومن موريشيوس أنيل جايان وزير خارجية سابق، ومن مدغشقر وزير سابق للمالية والاقتصاد.

ويتمتع المرشح الفائز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بولاية مدتها 4 سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، وتجري الانتخابات بالاقتراع السري، ويتعين على الفائز أن يحصل على أغلبية ثلثي الأصوات بين الدول الأعضاء.

ولا تشارك الدول المعلقة عضويتها -وهي 6 دول- في التصويت على الانتخابات التي ستعقد في القمة الأفريقية خلال فبراير/شباط المقبل.

مقالات مشابهة

  • علاقة الشعوب الأوروبية باليهود خلال الألف سنة الماضية
  • المفوضية تعلن النتائج النهائية لانتخاب النقابات الفرعية
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة قباطية وتفرض حصارًا عسكريًا عليها
  • صحيفة أمريكية: مصر فتحت 5 من موانئها لكسر حصار صنعاء ودعم الاحتلال الإسرائيلي
  • مرشّح لرئاسة المفوضية الأفريقية: لن نفتح الباب لإسرائيل
  • باريس.. إصابات جراء هجوم بـفأس داخل قطار
  • حصار داخل حصار.. "هآرتس" تتحدث عن الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تهنئ مايا ساندو على فوزها برئاسة مولدوفا
  • ماذا لو يقع العراق جغرافيا في إقليم غرب اوروبا
  • رئيس الجمهورية يستقبل عميد مسجد باريس