النازحون من السودان يتجاوزون 8 ملايين شخص مع استمرار الحرب
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
النازحون من السودان يتجاوزون 8 ملايين شخص مع استمرار الحرب.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي السودان حرب السودان
إقرأ أيضاً:
إعاة تدوير القذارة في حاويات جديدة`
• يقول المهاتما غاندي: كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الانجليزي ، يقوم الانجليز بذبح بقرة ورميها بالطريق بين الهندوس والمسلمين ، فينشغلون بالصراع بينهم ويتركون الاستعمار ، وهي نفس قصة الصراع القديم المُتجدِّد بين الحق والباطل التي ما فتِئنا نُذَكِّر بها ، فمنذ ٢٠١٩م وتحالف الباطل (الإمارات وقحت والجنجويد والمندسين في الصف الوطني) لم يدَّخروا وُسعاً من كيدٍ ومكرٍ للوقيعة بين الجيش والقوات النظامية الأخرى من جانب وبين التيار الإسلامي في السودان والذي كانوا يرمزون له كثيراً بمصطلح الطرف الثالث من جانبٍ آخر ، وقد نجحوا بعد تصحيح أكتوبر ٢٠٢١م في إعادة الوضع إلى أغسطس ٢٠١٩م ، وزادوا عليه في الاتفاق الإطاري بإشراك المؤلفة قلوبهم من غمار الصف الإسلامي بدراهم الإمارات لاستكمال تفكيك القوات النظامية التي استعصى عليهم استدراجها لمخططاتهم ، وبعد الحرب أرادوا تفكيك القوات النظامية وبقية السودان بالنيران بعد أن فشلوا في السيطرة بالانقلاب ، ثم لم تلبث غرفة التحكم والسيطرة في الإمارات أن تبيَّن لها في الأسابيع الأولى للحرب أن نهاية الجنجويد محتومةٌ بسحقهم ومرتزقتهم ومشروعهم في هذه الحرب .. ففعلوا كل المُمكن وبعض المستحيل من أجل تأخير الهزيمة ، واستجلبوا كل الضغوط والأسباب للوصول إلى تحقيق أهدافهم من خلال صفقةٍ خاطئةٍ بعد أن عجزوا عن تحقيقها بالوحشية.
• المتغيرات الدولية والإقليمية وإسقاطاتها على الإمارات ، والتصريحات الأخيرة للسيد القائد العام ، وبيان وزارة الخارجية ، ومجريات الميدان ، والتدهور المتفاقم وسط قوات الجنجويد ، والكوميديا المُبتَذلة وسط قحت/تقدم ، وإستعادة بعث مومياء أحزاب العائلات ، والاحتفاء الرسمي بكوادر قحت الأخرى ، وما يدور في الإعلام ، والتسريبات التي بدأت تأخذ طريقها للعلن … كلها ربما تشير إلى الآتي:-
١. جاري التخلص من قيادة عائلة دقلو للمليشيا ، وغير مُستَبعد الإعلان رسمياً عن هلاك حميدتي ، وغالباً اختيار قيادة ذات كاريزما وثِقَل مجتمعي يُمكِّنها من جمع فلول المليشيا المُندَحِرة ، وقد تكون هذه القيادة لم تتورَّط في التمرد مع آل دقلو مما يُسهِّل قبولها لدى الآخرين.
٢. ولادة مليشيا الدعم السريع مجدداً ، بِمُسمَّى جديد ، وقيادة جديدة .. من خلال عملية إنشقاقات تجري فعلاً على الأرض ، لِيُعاد انتاجها وطنياً من خلال أحداث مصنوعة (كما حدث بالفعل في عملية تحرير الجزيرة) ، فتتحول من مليشيا جنجويد مجرمة إلى قوات وطنية ذات بطولات وأفضال كانت مخفية فيجري كشف السرية عنها!!
٣. انبعاث قحت/تقدم باسم جديد بعد تمثيلية انشقاقات ومراجعات ، وربما بقيادات كانت منزوية أو بخطاب جديد لقيادة قديمة.
٤. إغراق الفضاء بسيلٍ من الوعود الإماراتية (وغيرها) التي ستعوض السودان بتريليونات الدولارات لإعادة البناء (حنبنيهو) ، وتعويض المتضررين (ثمرات) ، والاستثمارات ، وحضن المجتمع الدولي وربما الانضمام لمجلس التعاون الخليجي.
٥. استعادة الإتفاق الإطاري بعد تعديله ، وتغيير اسمه ، واستبعاد نصوص هيكلة وإصلاح القوات النظامية بترتيبات أمنية لدمج القوات المشتركة والجنجويد وربما قليلٌ من المقاومة الشعبية ، وإغداق الوعود لهذه القوات بهدف استقطابهم لقبول ودعم السردية الجديدة للحرب التي ستنتُج عن الاتفاق ، وتهيأتهم للحرب المقبلة ضد الإرهاب!! ، وتعزيز الاتفاق هذه المرة بانضمام قياداتٍ بارزةٍ وربما مقبولة لبعض التيار الإسلامي .. إضفاءً للشمول.
٦. طرح سردية جديدة لحرب الثالث عشر من أبريل ٢٠٢٣م يكون فيها الإسلاميون (الطرف الثالث) هم الذين أطلقوا رصاصة الحرب ، وأوقعوا الفتنة بين أبناء السودان ليعودوا إلى السلطة على أشلاء السودانيين.
٧. استعادة اليونيتامس بقوات الاتحاد الإفريقي وتمويل الجامعة العربية ، للإعانة في بسط الأمن ، ودعم السردية الجديدة للحرب بجهودهم في التحقيق وتقاريرهم لتتم إدانة الإسلاميين وطنياً ودولياً بالقانون ، لتطاردهم العدالة الوطنية والدولية.
• كل عناصر كتائب الأسلاميين المقاتلة في مهمة إسناد القوات المسلحة وتحت إمرتها منذ بداية الحرب وحتى اليوم .. كانوا موجودين يوم ١١ أبريل ٢٠١٩م وبأكثر مما هم عليه اليوم ، وكل الأموال التي أنفقها الإسلاميون سِرَّاً وجهراً لإسناد المقاومة الشعبية كانت موفورةً يوم ١١ أبريل ٢٠١٩م ، وكل الإسناد الإعلامي (وغيره) الذي قدَّمه الإسلاميون في حرب الكرامة كان متاحاً في ١١ أبريل ٢٠١٩م .. وبأكثر مما هو عليه عند اندلاع الحرب ، ولكنهم لم يستخدموه لاستعادة كراسي السلطة ، ولا حتى لردِّ الأذى عنهم ، وآثروا القبول بالإرادة السودانية يومها .. رغم عِلمهم اليقيني بخفايا المخطط ، وذلك لتفويت الفرصة على أعداء السودان الذين يريدون ضرب أبنائها ببعض وإعمال الفوضى الخلَّاقة.
• فعلت الحرب فِعلها ، وميَّزت الخبيث من الطيب حتى رأينا بعض قادة الأسلاميين في صفوف المليشيا ، ولا عجب إن انضم أو تحالف بعض قادة الإسلاميين مع قحت ، والحمدلله الذي أذهب عن السودانيين والإسلاميين كثيراً من الخَبَث ، والذين كانوا مرجوِّين قبل هذا ، وقد انكشف لعامة السودانيين كثيراً مما كان خافياً ، وتبيَّن للناس من بكى ممن تباكى ، ولعمري فإن هذا بعضُ الخير الذي تستبطِنهُ مكاره القتال ، ومن نكث فإنما ينكثُ على نفسه.
• إن هذه الحرب قد نكبت كل عائلةٍ سودانيةٍ في الأرواح والأعراض والأموال والتاريخ والمستقبل ، فالسودانيون أمةٌ واحدة ، ومُصابُ بعضهم هو مُصابُ كلهم ، وإن بيعة السودانيين في هذه الحرب لقواتهم المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية ، والشرعية لهذه المؤسسات لا لغيرها ، ووظائف الأمر الواقع لا تمنح شرعيةً لعقد الصفقات أو تقسيم الصف الوطني شِيَعاً تحت أي ذربعة ، والأمانة والمسئولية معقودةٌ أمام الله لمؤسسات الشعب وقد عمَّدتها شلَّالات الدِّماء الزكية التي مازالت تهدر ، والشعب نفسه بات اليوم مُصطفَّاً بروحه وسلاحه وماله خلف مؤسساته النظامية حتى لا يطمَع الذي في قلبه مرض ، ويدُ الله فوق أيدي قواتنا وشعبنا المتواثقة على المحافظة على وِحدة الصف الوطني ، وتطهير البلاد من الخُبْثِ والخبائِث ، واستشراف فجرٍ جديد ، ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً.
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
إنضم لقناة النيلين على واتساب