المستشار الاقتصادي السابق لقناة السويس: القناة شريان حياة لمصر والعالم
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ55 ندوة ثقافية بعنوان «قناة السويس بين الفرص والتحديات مع أهميتها بين مصر والعالم» بحضور مازن القطري نائب مدير إدارة الاتصالات بهيئة قناة السويس وعبدالتواب عبداللطيف حجا المستشار الاقتصادي لرئيس الهيئة سابقا وعضو مجلس بحوث النقل ومن إدارة التخطيط والبحوث بالهيئة أحمد الشاذلي وحسين عشري.
في البداية قال عبدالتواب عبداللطيف حجا المستشار الاقتصادي لرئيس هيئة قناة السويس سابقًا وعضو مجلس بحوث النقل إنَّ قناة السويس ذلك الشريط المائي الضيق الذي يشق منطقة صحراوية تمتد لمسافة 163 كيلومترًا بين مدينتي بورسعيد والسويس، لم يقدر لقناة مثلها أن تلعب دورا مهما في حياة شعب من الشعوب كما قدر لها، ولا يوجد عمل من أعمال الإنسان البشرية أثر على علاقات الأمم بصورة أكثر عمقا من قناة السويس ولا يوجد بين أجزاء الأرض جميعها بلد يمكن منه السيطرة على العالم وعلى بحاره بأسرها سوى مصر.
وأشار إلى أنَّ قناة السويس التي افتتحت للملاحة البحرية في 17 نوفمبر 1869 تعتبر أفضل عمل بشري قام به الإنسان في مجال النقل البحري، إذ يعبر القناة أكثر من 26 ألف سفينة سنويا تنقل الخير والنماء لمختلف بقاع الأرض حتى أصبحت عنصرا هاما من عناصر التنمية الاقتصادية العالمية.
وأكد «حجا» أن قناة السويس منذ إنشائها تمثل أهمية استراتيجية كبرى في المجالات المختلفة، إذ تعد شريان رخاء اقتصادي مهم لمعظم دول العالم، وأقصر طريق مائي يربط بين الشرق والغرب، وأيضا بين الشمال والجنوب، مما ساهم في تطوير وزيادة حجم التجارة العالمية، وغير من شكل خريطة المواصلات البحرية العالمية، وقد أضفت على مصر أهمية استراتيجية كبرى منذ افتتاحها، ورغم اضطراد هذه الأهمية سلبا وإيجابا إلا أنها ما زالت تمثل عاملا مؤثرا على المستويين الإقليمي والدولي، مما يضيف على متطلبات تحقيق الأمن القومي المصري عناصر وإجراءات جديدة وإضافية باستمرار.
وتابع: «القناة ركيزة ودعامة أساسية للاقتصاد المصري حاليا ومستقبلا، ولا ينكر لها الفضل في تعمير وتنمية الحياة الحضارية على جانبي القناة شرقا وغربا متمثلة في إنشاء وتنمية مدن ومحافظات القناة الثلاث».
الأهمية السياسية لقناة السويسوعن الأهمية السياسية لقناة السويس، يرى «حجا» أنَّه على الرغم من أنها تربط استراتيجيا وجغرافيا طرق الملاحة البحرية في كل من البحرين المتوسط والأحمر، إلا أنها أضافت لهما أهمية استراتيجية متزايدة عما كانا عليه في الماضي من منظور كونهما بحارا كانت مغلقة فأصبحت مفتوحة، كما أضافت نفس الأهمية على كل من المحيط الهندي والخليج العربي وبحر العرب والمحيط الأطلنطي كونها طرق اقتراب وخروج لقناة السويس وأن قناة السويس منذ افتتاحها أثرت في تطور الأحداث العالمية وحركة التوازن الاستراتيجي العالمي، فكانت عنصرا هاما في حرص القوى الدولية الكبرى الفاعلة إما في السيطرة عليها أو جعلها داخل مناطق نفوذها، وضمان تأمين مخططاتها ومصالحها الاستراتيجية.
وأردف: «لها أهمية اقتصادية تظهر من خلال بيان الآثار الاقتصادية لغلق قناة السويس على الاقتصاد العالمي، فقد أصدرت هيئة الأمم المتحدة تقريرا عام 1973 يوضح هذه الآثار، منها زيادة كبيرة في الأعباء الإضافية لتكاليف النقل، واضطراب حركة التجارة العالمية، وكان التأثير أكثر شدة على التجارة البترولية بين الشرق الأوسط وأوروبا والتجارة المنقولة بحرا الي دول شرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا»
وأكّد مازن القطري نائب مدير إدارة الاتصالات بهيئة قناة السويس أن الجميع يعلم مدى أهمية قناة السويس لمصر والعالم وأن لها ماضي والآن نعيش حاضرها ولها مستقبل، مشيرا إلى أن فكرة إنشاء قناة تربط البحرين ترجع لعصر الفراعنة، وأن المحاولات الأولي لربط البحرين كانت تتم من خلال قنوات غير مباشرة من خلال فروع نهر النيل، حتي جاءت فكرة ربط البحرين بقناة مباشرة في عهد محمد علي والذي لم يكن يهتم بتلك الفكرة لكثرة انشغاله بأعمال التطوير في البلاد، حتي جاء «ديليسيبس» إلى مصر والذي كان يعمل نائبا لقنصل فرنسا، وخلال تلك الأثناء تعرف علي محمد سعيد باشا في الصغر.
وتابع: «لما سعيد باشا مسك الحكم اختمرت الفكرة في ذهن ديليسيبس، وتمكن من الحصول علي الامتياز الأول للحفر سنة 1854 والثاني 1856 لكن كان ليه صراع بين فرنسا وإنجلترا في تلك الفترة لأن الانجليز كانوا خايفين من فكرة شق قناة تخص فرنسا، وهو ما قد يؤثر علي مصالحها، وحاولوا عمل مشروع موازي تم من إنشاء خط السكة الحديد».
وأمسك بطرف الحديث حسين عشري، إدارة التخطيط والبحوث قائلا إن أهمية الموقع الاستراتيجي لقناة السويس جاء بسبب أهمية المناطق التي تحيط بها، فهي تربط بين أهم مناطق الإنتاج واهم مناطق الاستهلاك «لو تحدثنا عن الشرق الأوسط والذي يعد هو منتج مهم للمواد البترولية، فأوروبا هي المستهلك، ومن هنا جاءت أهمية قناة السويس، لكون المرور من خلالها يوفر تكاليف الوقود كما أنها تخفض إجمالي تكاليف الرحلة ولها ميزة تنافسية لكونها هي الطريق الأقصر بين الشرق والغرب».
وألمح أحمد الشاذلي، إدارة التخطيط والبحوث إلى هناك استراتيجية للتطوير المتواصل حتى يمكن لقناة السويس أن تتجاوز كل العقبات التي تقف أمامها في ظل وجود العديد من الطرق المنافسة والبديلة، تلك الاستراتيجية تهدف إلى مواكبة التطورات المتلاحقة في قطاع النقل البحري وتطوير خطط استجابة لمعالجة الأزمات المحتملة إلى جانب تحسين المزايا التنافسية لها ومحاولة جذب عملاء جدد لها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة السويس الشرق الأوسط البحر الأحمر أهمیة استراتیجیة لقناة السویس قناة السویس
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تواصل تميزها عالميا في تصنيف سيماجو العالمي
حققت جامعة قناة السويس إنجازًا جديدًا في تصنيف سيماجو العالمي للجامعات لعام 2025، حيث أظهر التقرير تقدم الجامعة في العديد من التخصصات الأكاديمية مما يعكس الجهود المستمرة في دعم البحث العلمي والابتكار وتعزيز التأثير المجتمعي.
وذكرت جامعه قناه السويس اليوم - في بيان صحفي - أن رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور هنأ أسرة الجامعة بهذا الإنجاز مؤكدا أن هذا التقدم يعكس التزام الجامعة بتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي وتعزيز دورها الريادي بين الجامعات المصرية والعالمية.
وأشار إلى أن الجامعة مستمرة في تطوير استراتيجياتها البحثية، ودعم النشر العلمي وتعزيز التعاون الدولي بما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
ووفقا للتصنيف فقد تم إدراج 5051 جامعة عالمية هذا العام بزيادة 289 جامعة عن العام الماضي حيث جاءت جامعة قناة السويس في المركز 2039 عالميا في التصنيف الكلي للجامعات كما أظهرت نتائج التصنيف تقدم الجامعة في مختلف التخصصات الأكاديمية المدرجة والتي بلغت 19 تخصصا .
وأشار الدكتور محمد سعد زغلول ، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث إلى أن هذا التقدم الملحوظ يعكس جهود الجامعة في دعم البحث العلمي من خلال تحفيز الباحثين على النشر الدولي وزيادة عدد الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المرموقة وأضاف أن الجامعة تسعى إلى تحقيق معايير الجودة البحثية، وتعزيز تصنيفها عالميا من خلال الاستفادة من الشراكات البحثية الدولية .
كما أدرج التصنيف جامعة قناة السويس في المركز 20 مصريا من بين 52 جامعة مصرية وفي المركز 42 أفريقيا من بين 317 جامعة إفريقية والمركز 70 عربيا من بين 362 جامعة عربية
وفي التخصصات الأكاديمية، أحرزت الجامعة تقدمًا كبيرا حيث جاءت ضمن أفضل 350 جامعة عالميا وفي المركز التاسع محليا في تخصص الطب البيطري متقدمة 114 مركزًا عن العام الماضي
كما صنفت ضمن أفضل 500 جامعة عالميا والمركز السادس مصريا في تخصص طب الأسنان متقدمة 227 مركزا عن العام الماضي
من جانبه، أوضح الدكتور سامح سعد مدير مكتب التعاون الدولي بالجامعه أن التصنيف يعكس قوة الجامعة في التعاون البحثي الدولي والابتكار حيث شهدت الجامعة تقدمًا ملحوظا في المؤشرات البحثية. وأكد أن الجامعة تعمل على تعزيز شراكاتها الدولية، وتوسيع نطاق أبحاثها بما يخدم المجتمع العلمي عالميا.
كما احتلت الجامعة المركز السابع محليا في تخصص علم النفس، والمركز العاشر في الفنون والعلوم الإنسانية والمركز الثاني عشر في الاقتصاد والمالية.
وشهدت الجامعة قفزة نوعية في تخصص الكيمياء الحيوية والوراثة والبيولوجيا الجزيئية حيث تقدمت 1324 مركزا عالميا مقارنة بالعام الماضي، محققة المركز 1711 عالميا والمركز 15 محليا كما جاءت في المركز 15 مصريا في مجالات الطب والصيدلة وعلم السموم.
ويعتمد تصنيف سيماجو على ثلاثة مؤشرات رئيسية، وهي الأداء البحثي (50%)، مخرجات الابتكار (30%)، والتأثير المجتمعي (20%)
ويعد تصنيف سيماجو واحدل من أهم التصنيفات الدولية حيث يشمل المؤسسات البحثية والأكاديمية والمستشفيات والشركات غير الربحية وشمل تصنيف هذا العام 9756 مؤسسة من بينها 5051 جامعة عالمية.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد استمرار جامعة قناة السويس في تحقيق الريادة العلمية والبحثية وتعزيز مكانتها بين الجامعات العالمية عبر دعم الابتكار والتطوير الأكاديمي بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور الجامعة في خدمة المجتمع.