عقدت لجنة الاعلام والاتصالات جلسة قبل ظهر اليوم برئاسة رئيس اللجنة النائب الدكتور ابراهيم الموسوي وحضر وزير الاتصالات جوني القرم، والمدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية.   إثر الجلسة، قال النائب الموسوي:"اليوم كان لدينا جلسة للجنة الاعلام والاتصالات وكان على جدول اعمالها موضوعان اساسيان، الاول له علاقة بالامن السيبراني على المستوى الوطني العام والامر الآخر له علاقة بالاختراقات التي حصلت لشبكة خط الهاتف الثابت والاختراقات في المطار للوحة الذهاب والاياب ولمجلس النواب.

وعقد الاجتماع في حضور وزير الاتصالات والمديرالعام لهيئة "اوجيرو" وممثلي الاجهزة الامنية جميعها، واحب ان اقول للجميع، عندما نتحدث عن موضوع الاختراقات لشبكة الاتصالات الهاتفية نحن نتحدث عن موضوع سيادة وطنية بامتياز، نحن نتحدث عن الامن القومي".     وأضاف: "الموضوع ليس له علاقة  بتقاذف المسؤوليات فقط، ولا علاقة له باي اصطفافات سياسية، له علاقة باصطفاف واحد هو خلف السيادة الوطنية، وكل لبناني وكل مسؤول يجب عليه أن يقف مليا ويتخذ كل الاجراءات الآيلة الى صيانة وحفظ وتحصين شبكتنا الهاتفية وتحصين كل مرافق الدولة، عندما يصل الاختراق الى المطار، للوحة الذهاب والاياب والى مجلس النواب، وعندما يصل الاختراق الصهيوني الاسرائيلي الى شبكات الخط الثابت ويستطيعون الوصول الى اي مواطن كانت كلها مجال تشريح وتحليل من قبل مسؤولين في الاجهزة الامنية، قالوا ما عندهم".

وتابع: "هناك جزء يتعلق بإختراقات موجودة، هناك بعض اللبنانيين يدخلون الى بعض البرامج او الالعاب يكونون بذلك يخدمون العدو من حيث  لايدرون. وبالامس عرفنا انه كان هناك هجوم على شبكة "اوجيرو" والقوى الامنية القت القبض على أحد الاشخاص كان موجودا في الحازمية، لا اريد ان اسمي إسما حرصا على سلامة التحقيق معه، وبالتالي هذا الموضوع مكشوف، لبنان في حالة انكشاف كاملة امام العدو الاسرائيلي، كان همنا الاساسي الا نكون مكشوفين لا امام العدو ولا امام صديق. الموضوع له علاقة بالسيادة الوطنية، من هنا يجب على كل الاجهزة والوزارات ورئاسة الحكومة ان تقوم بكل  الاجراءات الايلة للحفاظ على سيادتنا".

وأكد أن "الاتصالات مسألة أمن قومي لا مزح فيها"، مضيفاً: "من هنا اريد القول اننا كلجنة، بعد النقاش على مدى ساعتين لم نصل الى الأجوبة التي نريدها، والى أجوبة ناجزة ونهائية، بالتالي نحن أمام مرحلة جديدة سنستكمل فيها النقاش حول النقاط التي طرحت: نقاط الاختراقات ونقاط الامن السيبراني. وفي هذا الموضوع وصلنا الى نتيجة وخلاصة هي: ان لبنان سيبقى مكشوفا أمام اختراقات من كل نوع وصنف من أعداء وأصدقاء اذا لم يتم التوصل الى إقرار اللجنة الوطنية للامن السيبراني. في عام 2018 كان موجود هذا الموضوع، والى الآن لم توضع مراسيم تطبيقية له".     وقال: "اليوم هناك تعاون حثيث ما بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وأعرف أنه يعمل على مشروع قرار من الحكومة لتشكيل هذه اللجنة. وفهمنا ان 95 في المئة من تشريعاتها أصبحت موجودة وننتظر ان يحال مشروع القانون الى مجلس النواب او هناك اقتراح قانون موجود في لجنة تكنولوجيا المعلومات تناقش هذا الموضوع. نحن كلجنة اتصالات سنتابع هذا الموضوع مع الحكومة ومع اللجان في مجلس النواب للوصول الى اقرار لجنة وطنية عليا لتحصين الامن السيبراني".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الموضوع له علاقة

إقرأ أيضاً:

دمار السودان .. هل تجدي الاسطوانة المشروخة؟

وترعرعت على الجرح وما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليلة خيمة انا ما ضيعت ينبوعي وعنواني واسمي ولذا أبصرت في أسمالها مليون نجمة. محمود درويش
(1)
انطلقت الحرب في بدايتها واعدة ومبشرة تدغدغ مشاعر الغبش والمهمشين بالعدالة والديموقراطية والمساواة ولكن بعد مسيرة لم تتجاوز الثلاثة كيلومترات بال مبشرو الدعم السريع على رؤوس اهل السودان في البوادي والحضر بعد أن نفضوا يدهم ولأسباب مجهولة لم يفصحوا فيها عن الأهداف النبيلة والأماني العذبة والآمال العريضة التي حلقت بأحلام الناس الى السماوات العليا قبل أن تتحول في غمضة عين وانتباهتها الى حجارة من سجيل تنهار على الرؤوس وتنقلب الى حرب عبثية لعينة مدمرة جعلت عاليها سافلها وحولت السودان وأهله بمركزه وهامشه الى عصف مأكول . نحن هنا لسنا في عهد الروائي العالمي الطيب صالح رحم الله الذي وصف زمانا عامرا بالسلام فقال ان الراكب من أقصى شمال السودان الى أقصى جنوبه لم يكن يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكن لطف به الله أنه أختاره الى جواره حتى لا يرى فظاعات تشيب لها رؤوس الأجنة في أرحام النساء في سودان اليوم.

(2)
نفهم أن تتحالف قوات الدعم السريع المرفوعة على رافعة اثنية يعرفها الجميع مع عرب الشتات والمرتزقة وبدعم مباشر من دولة الأمارات بهدف خلق (كرزاي) جديد في السودان لمواجهة الجيش وكل المكونات العسكرية الأخرى التي ربما تعتبر رأس الرمح والعقبة الكؤود التي تحول دون تحقيق مصالحها وترجمة مشاريعها الاستراتيجية الى واقع ملموس ولكن علامة الاستفهام الحائرة هنا دون إجابة ما ذنب المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية والهيئات والمصانع العامة والخاصة التي انتهت معظمها رمادا تذروه الرياح؟ .. ما ذنب الضحايا العزل من النساء والشيوخ والأطفال أضعف شرائح المجتمع الذين تم اذلالهم واهانتهم وسلب ونهب ممتلكاتهم واغتصاب نسائهم وقتل رجالهم أمام أعينهم وأعين أبنائهم بدم بارد ؟.

(3)
احصائيات حزينة قميئة تعكس المآلات ومشاهد العمار والخراب الذي خلفته والحبل لازال على الجرار. تتمثل في اعتداءات متكررة وممنهجة لم تترك محطة توليد كهربائي الا وطالتها ونموذجا لها محطة بحري الحرارية التي تساهم بنحو 17% من انتاج البلاد للكهرباء والمقدر بنحو 1900 ميجاواط ومنها أيضا محطات مروي ودنقلا وعد بابكر و تتراوح كلفتها الأولي بين 120-150 مليار دولار.

(4)
الخلاصة انه منذ بدأ الحرب تعرضت محطات الإنتاج وشبكات الامداد الى تدمير كبير انسحب الى قطاعات الصحة حيث أشارت التقارير الى ارتفاع معدلات الوفيات في المستشفيات بعد خروج 80 % من المستشفيات عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتقدر إعادة تأهيلها الى 11 مليار دولار. وكان مستشفى يونيفيرسال في ضاحية كافوري أكثرها ايلاما ووجعا اذ ان القتلة والسفلة لم يكتفوا بتدمير المعدات والأجهزة الطبية والمعامل بل حفروا عميقا في الجدران بحثا عن أسلاك النحاس وهو ما فعلوه أيضا في بيوت الناس. النتيجة أن السودان فقد 70% من طاقة انتاج الكهرباء والتي كانت تغطي نحو 60% من احتياجات المقدرة ب 3500 ميغاواط .

(5)
الدمار الهائل طال أيضا البنية التحتية وكان أكبر ضحاياها الجسور والسدود وشبكات نقل الكهرباء والمياه والوقود والكهرباء والاتصالات والمنشآت الصحية والتعليمية والمباني العامة والقطاعات الإنتاجية والصناعية والأسواق إضافة الى دمار منازل وممتلكات المواطنين مما تسبب في تدهور وتلوث بيئي غير مسبوق.

(6)
وبدوره أحدث القصف المدفعي دمارا جزئيا وكليا بنحو 15% من المباني السكنية و40 % من الأسواق و60% من المباني والمنشآت الحيوية ولم يرحم أيضا المباني التاريخية والمتاحف التي تعرضت محتوياتها وتحفها النادرة للسرقة ونقلها للبيع خارج السودان ضمن جريمة نكراء وعمل خسيس لن يفهم منه الا طمس الهوية كما استهدف الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة ..الخراب مر أيضا بقطاع التعليم فقد تعرضت أكثر من 70% من المدارس والجامعات والمعاهد والكليات العليا الحكومية والأهلية لتخريب كلى أو جزئي .

(7)
يعتبر الخبراء ان القطاع الصناعي أخذ نصيبه كاملا من الدمار وربما يعتبر الأكثر تأثرا حيث تشير التقديرات الى فقدان 80% من وحداته الإنتاجية بعد الأضرار التي لحقت بأكثر من 600 مصنع في الخرطوم وحدها ..كما خرج أكثر من 70 % من فروع البنوك العاملة في البلاد والبالغ عددها 39 بنكا حكوميا وتجاريا من الخدمة ..هذا يرفع اجمالي الخسائر حتى الآن الى أكثر من 500 مليار دولار رغم ان المادة 57 من البروتكول الدولي تنص على منع استهداف المدنيين والأعيان المدنية بما في ذلك البنية التحتية والمنشآت العامة .

(8)
لن تستكمل هذه الصور الموجعة حد تغول السكين في اللحم الحي الا بالولوج الى المشهد الإنساني .. يستوقف هنا حوار مؤلم بين صحفي الجزيرة أحمد طه مع الإعلامي سوار الذهب من خلال اعداد برنامج عمران في السودان ضمن حلقات ..يحكي الإعلامي الذي سحب النور من وزارة الاعلام السودانية عن فظاعات رآها وعايشها منها مشرحة قدرتها الاستيعابية لا تتجاوز 80 جثة ولكنها مكدسة ب1400 جثة متحللة لعدم وجود معينات لدفنهم.. يسلط الضوء على نازحة فقدت زوجها فتعرضت لاغتصاب من عصابات الدعم السريع وحينما عاد تم قتله أمامها وجاء ابنها فتم ذبحه وحينما حاولت أن تتحسس ابنتها التي كانت تحملها على ظهرها وجدتها وقد ماتت من ضربة الشمس ففقدت عقلها .. يتحدث عن طفلة لفظت روحها من العطش بعد مسيرة استمرت عشرين يوما بدون ماء. يروي عن امرأة مسنة لم تأكل لمدة أسبوع تنتظر يومها ولكن طلبها الوحيد دفن ابنتها التي تحللت على سرير الموت لأن الاسرة لا تملك سيارة. يكشف عن بيوت الله التي تحولت الى (بناشر) وسيرفرات المعلومات المحروقة ومقبرة السيارات المتناثرة في الجريف شرق وتحف الآثار التي تم تهريبها من المتحف القومي وملايين النازحين والمشردين وكلها جرائم تصنف الآن كأكبر مأساة إنسانية في العالم world record.

(9)
لكن الأكثر وجعا وألما هنا هو غياب الاعلام السوداني. فلو كان موجودا بالمهنية العالية لاستحال خنجرا من لهب ونار في خاصرة الضمير الإنساني باستثمار هذه المآسي بدعوة أجهزة الاعلام الحي في العالم ليرى بأم عينه المأساة غير المسبوقة على حقيقتها ولو استدعى الحال دفع مقابل التغطية فهناك اعلام جاهز لهذه المهمة ..وفي هذا الصدد لم نجد غير تغطيات نادرة لنعمة الباقر ابنة الصحفي الدكتور الباقر احمد عبد الله وهي إعلامية بريطانية من اصل سوداني تعمل بقناة CNN وتعمل الآن ككبيرة المراسلات senior reporter وكانت قبلها صحفية free lancer .

(10)
مناحي القصور كلها أعلقها في رقبة وزارة الاعلام فهي تستحقه بكل جدارة واقتدار وتميز فباستثناء تغطيات قنوات الجزيرة والحدث فهي وعبر الأخبار والصور المبثوثة عبر قنواتنا البائسة ليست سوى أسطوانة مشروخة تتحدث الى نفسها.

oabuzinap@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته
  • دمار السودان .. هل تجدي الاسطوانة المشروخة؟
  • طبيب يتخلص من عائلته بالرصاص بعد انكشاف زواجه السري
  • مجلس النواب يحذر من مغبة استمرار العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني ومقدراته
  • مجلس النواب يحذر من تمادي العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني
  • مجلس النواب يحذر من تمادي العدو الأمريكي البريطاني في استهداف الشعب اليمني ومقدراته
  • هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب| فيديو
  • هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • سلام ترأس إجتماعاً موسّعاً في السرايا حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان
  • ميقاتي بعد لقاء موسع بدارته في طرابلس: بحثنا في الانعكاسات للاحداث بسوريا وكيفية استيعاب الموضوع