الاحتلال يستخدم أسيرا فلسطينيا درعا بشريا أثناء اقتحامه مخيم قلنديا
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
وكان الأسير ظاهرا بلباس "الشاباص"؛ وهو الزي الرسمي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
31/1/2024مقاطع حول هذه القصةشهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لأحد المنازل في دير البلحplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 10 seconds 01:10الأمطار تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين في مخيمات الإيواء برفحplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 53 seconds 02:53انتشال جثامين 5 شهداء من عائلة النجار في خان يونسplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 01 seconds 02:01قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا وتعتدي على سكانهplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 59 seconds 03:59سكان غزة يتشبثون بآخر جدران بلادهم والعالم لا يمد لهم يداplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 46 seconds 03:46إسرائيل تضيف جريمة جديدة لسجل جرائمها الطويل في الضفة الغربيةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 05 seconds 03:05قصف إسرائيلي بخان يونس وقوات الاحتلال تهدم سور الهلال الأحمرplay-arrowمدة الفيديو 00 minutes 40 seconds 00:40من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: arrowمدة الفیدیو
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا.. عنوان للثبات والصمود
سالم البادي (أبومعن)
في خضم العدوان الصهيوني الغاشم السافر الهمجي الوحشي المتجرد من كل القيم والمبادئ والأخلاق والسلوكيات الإنسانية ومع كل المذابح اليومية والإبادة الجماعية المستمرة، يثبت للعالم "مخيم جباليا" معنى الصمود والرباط والثبات والكفاح والمقاومة، ويضرب أروع معاني البطولات والتضحيات الجسام.
يقدم مخيم جباليا رسائل للعالم بأنها ليست فقط دروسا للمـقـاومة في كل مكان وزمان، بل هي إشارات واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء بأن إرادة الشعوب لا تُكسر مهما بلغت شراسة العدوان ووصل الطغيان مداه، وكل زقاق وشارع وسكة في جباليا يحمل حكاية وقصة مـقـاوم يضع بصمة في تاريخ وجهاد ونضال واستبسال طويل المدى، وكل يوم هو بمثابة فرصة تتجدد لتعزيز عزيمة وإرادة شعب بأكمله.
ويُعد مخيم جباليا أكبر مخيم من المخيمات الثمانية في قطاع غزة، ويقدر سكانه بأكثر من 116 ألف نسمة حسب إحصائية لموقع الأونروا، يتوزعون على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع.
وترجع بداية انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة كذلك باسم انتفاضة الحجارة من "مخيم جباليا" في 8 ديسمبر 1987، عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين في حاجز إيريز، مما أسفر عن استشهاد 4 عمال وجرح 7 آخرين، وتحولت جنازة الضحايا إلى مظاهرات كبيرة سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، واستمرت هذه الانتفاضة إلى حين توقيع اتفاق أوسلو بين الكيان المحتل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
وشهد "مخيم جباليا" سلسلة من الهجمات العسكرية الصهيونية الكبرى التي استهدفت المخيم ومحيطه، حيث تصدى مقاومو جباليا لمئات العمليات، منذ انطلاق "طوفان الأقصى" ومستمرة حتى كتابة هذا المقال، حيث استخدم فيها جيش الاحتلال الصهيوني شتى صنوف القتل والدمار والإبادة بحق أهالي المخيم الأكثر اكتظاظًا في قطاع غزة، والأكبر فلسطينيًا، وما زالت آلة الحرب الصهيونية لم توقف القصف والاستهداف والاغتيالات والمذابح والتدمير والتهجير والتجويع والتعذيب على مدار أكثر من 455 يوما من الحرب.
وفي الأشهر والأسابيع السابقة، دمَّر الاحتلال تدريجيا كل أوجه الحياة في مخيم جباليا، بدءا من استهداف آبار المياه التي تعتبر شريان الحياة، وصولًا إلى تدمير المخابز التي كانت توفر الخبز لسكان المخيم، كما جرفت المستشفيات، بما في ذلك عيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، التي كانت تقدم خدمات طبية أساسية للمتضررين.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، كان الموت المحتم ينتظر أي شخص يصاب، سواء جراء الانفجارات أو الاغتيالات، لا سيما أن الاحتلال عمل على عرقلة عمل سيارات الإسعاف والإطفاء، ومنعها من الوصول إلى المصابين في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الرعاية الطبية العاجلة.
ولم يكتف العدو الصهيوني الهمجي بذلك؛ بل استخدم أساليب أكثر بشاعة، سواء للانتقام أو الضغط النفسي، وصولًا إلى سياسة الإبادة التامة التي تشمل القضاء على نسل القادة الميدانيين والمقاومين، إذ كان يتم ملاحقة أفراد العائلة كافة، دون استثناء، حتى إتمام مسحهم من السجل المدني، في أبشع صور الانتقام والتطهير العرقي.
"مخيم جباليا" تحول إلى ركام ودمار، بينما يعاني الأحياء من سكانه من التشريد والجوع والملاحقات، إثر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني، بينما البعض منهم ينتظر الموت في أي لحظة جراء القصف المتواصل للمساكن ومناطق الإيواء والمستشفيات، في إطار حرب يخوضها الاحتلال منذ أكثر من عام.
سكان جباليا بين نار القصف وسيف الجوع.. الحصار يهدد الرضع والأطفال وكبار السن بالمخيم، فأي ظروف قاسية تلك التي يعيشها سكان "مخيم جباليا"؟ وأي درب من الأسى والألم مضوا فيه بعزيمة دون كلل أو ملل، وهم يقاومون ويصدون ويقاتلون العدو المحتل؟
الفترة الأخيرة شهدت بطولات المقاومة في مخيم جباليا تقدما كبيرا مما أرعب العدو وجعله يعيد حساباته العسكرية والاستراتيجية في مواجهته للمقاومين الذين أصبحوا يمثلون عنصرًا مباغتا للعدو في كل لحظة وكل ساعة وكل يوم؛ فالكمائن التي تستهدف العدو في تزايد وعدد القتلى والإصابات في جيش الاحتلال يرتفع، وتفجير وتدمير آلياته ودباباته في تزايد مما أربك المتابعين للأحداث على الأرض، وحجم الخسائر بين صفوف قوات العدو يرتفع يوميا؛ فكلما أرعد وأبرق العدو وهول وهدد وأرجف كلما زاد الإيمان في قلوب المقاومين.. يقول تعالى: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (آل عمران: 173).
وينطوي الصمود الأسطوري لمقاومي مخيم جباليا في قدرتهم على تطوير تكتيكاتهم القتالية، والتغلب على ظروف الحرب القاسية من التجويع والحصار والدمار، وتحويل كل عملية عسكرية على المخيم إلى موقعه ملحمية، ما يكشف عن عزيمة وارادة عظيمه للمقاومين على مواجهة أقسى الضربات التي طالت ذويهم وأصدقاءهم ومنازلهم وقياداتهم.
ويتمتع "مقاومو مخيم جباليا" بشجاعة وانضباط نادر، وقوة وارادة لا تقهر، تعدت الحدود التكتيكية العسكرية التي وضعتها قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ لم يتوقف صمودهم عند الدفاع عن النفس أو تقليل الخسائر البشرية، بل اتسع ليشمل مواجهة ومجابهة وتصدي الاحتلال بكل ما في وسعهم وما أوتوا من قوة بأس، وإمكانيات وقدرات محدودة، ففي العديد من الحالات رفض مقاومون التخلي عن مواقعهم القتالية، حتى عند الإصابة أو بعد انتهاء المهمة المحددة، متمسكين بالبقاء في ساحة المعركة في محاولة لتحويل كل متر من التوغل الصهيوني إلى موقع يصعب على الاحتلال اجتيازه، بتكثيف الكمائن، وزراعة العبوات الناسفة.
يدرك المقاومون أن طريق المقاومة له خواتيم واضحة، وأن التضحيات في مقدمتها، خصوصا أمام عدو لا يعير لأسس وقوانين الحروب أي اهتمام، وعدو ليس له قيم ولا مبادئ، ولا يراعي الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية، ولا يتردد في استخدام كل وسائل القتل والإجرام المحرمة إنسانيا ودوليا لتحقيق أهدافه العدوانية.
أن تصبح مُقاوِمًا في "مخيم جباليا" يجب أن تتسلح بإرادة فولاذية وصلابة لا تلين ولا تستكين، وتدرك تمامًا أن مصير عائلتك هو القتل، وأن أصدقاءك سيقعون ضحايا للاغتيالات وأحباءك سيستهدفهم الاحتلال دون رحمة، ومع ذلك كله تبقى ثابتا صامدا في عقيدتك القتالية، لا تبرح موقعك ولا تتزعزع أبدا، حتى لو كان الثمن فقدان عزيز لديك، موجها ومتربصا نحو كمِينِك بانتظار وقوع عدوك فيه.
إن الثبات والصمود الشعبي الفلسطيني انعكس مباشرةً على المقاومين في الميدان، الذين تحولوا إلى رموز وطنيه في البطولة والفداء، لتكتب اسمائهم تاريخيا مثالا للصمود في مواجهة أكبر وأعظم وأشرس الجيوش في المنطقة، حيث باتت كل عملية عسكرية صهيونيه ضد المخيم تعكس وتسطر ملحمة جديدة تضاف إلى سجل جباليا الحافل بالمقاومة، ولسان حال فصائل المقاومة الفلسطينية يقول في خضم هذه الحرب الصهيونية الشعواء.
مخيم جباليا أصبح نموذجا جهاديا عظيما.. يقول الله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة: 207).
النصر أو الشهادة هما أعظم ما يتمناه المجاهد الحق طوال حياته، والشهادة عنده أحب من النصر، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (*) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (آل عمران: 169- 170).
ومنذ بداية "طوفان الأقصى " وحتى كتابة هذا المقال ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 45 ألفًا غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد قتلى الأطفال أكثر من 17 ألفًا، مما أدَّى لإدراج الكيان المحتل ضمن القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال.
وبلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف آخرين في عداد المفقودين والمحاصرين تحت الأنقاض. وأفادت الأمم المتحدة أن جميع السكان الفلسطينيين في قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا قد نزحوا داخلياً في مخيمات وفي العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء ولا ماء.
وقال شاعر في وصف جباليا:
جباليا جباليا تزهو بك الجغرافيا
منذ كتبت باللظى تاريخ مجد داميا
بجحم قبضة اليد وتصرعين المعتدي
عجبت من أن تحشدي الحشود والمواضيا
فتحتي قلبا للقرى فأصبحت معسكرا
وأقسمت أن تثأرا وعدت التواليا
جميزك الضخم العتيق من زرع شعبك العريق
شبت به نار الحريق فاضرم اللياليا
أسطورة المقاومة طليعة المصادمة
قالت عن المساومة ذاك التراب الغاليا
ألا أضربي وروعي هذا العدو المدعي
لا تنقصي أو ترجعي فالنصر أضحى داليا.