رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه يتعين على الولايات المتحدة أن ترد على مدبري الهجوم بطائرة بدون طيار على موقع عسكري أمريكي في شمال شرق الأردن، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من جنود الاحتياط في الجيش الأمريكي وإصابة أكثر من 40 آخرين، مشيرة إلى أن الانتقام المدمر هو أمر حتمي لعدة أسباب: تحقيق العدالة للقوات الأمريكية التي سقطت وتقليل القدرة العسكرية للميليشيات المدعومة من إيران التي نفذت الهجوم فضلا عن ردع تلك الجماعات من المحاولة مرة أخرى.


وقالت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - لنفترض أن الرئيس بايدن يخطط لمثل هذا الرد. ونحن نفترض أنه سيكون سريعا، ولكنه ليس متسرعا - وسيكون مسترشدا بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد الفصيل المسؤول داخل مجموعة الميليشيا المدعومة من إيران والمعروف باسم المقاومة الإسلامية في العراق، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، فثمة حاجة إلى رد صارم.
وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، تحتاج الإدارة أيضا إلى استغلال هذه اللحظة لإجراء بعض التقييم حول الردع الأمريكي الأخير في مواجهة الداعم النهائي للجماعات، وهي إيران؛ وهذا أمر مختلط، إذ يستحق فريق بايدن الإشادة لأنه ساعد في منع السيناريو الأسوأ –حتى الآن– وهو التحول لصراع إقليمي شامل، الأمر الذي يخشاه الكثيرون بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي. 
وارتأت الصحيفة أن السياسة الأمريكية ساعدت في تجنب نشوب حرب واسعة النطاق على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، جزئيا من خلال نشر قوة بحرية ضخمة لردع حزب الله،، وأيضا وبشكل جزئي من خلال إقناع الإسرائيليين بعدم شن ضربة استباقية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه رغم ذلك فإن الولايات المتحدة تجد نفسها عالقة في معركة غير حاسمة مع الحوثيين المتمركزين في اليمن، بعد أن فشلت في وقف هجمات تلك الميليشيا بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن العالمي بضربات جوية. في حين كان الهجوم في الأردن هو الأحدث ضمن موجة من حوالي 150 غارة جوية منذ 7 أكتوبر، استهدفت وجودا بريا أمريكيا يضم 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا لاحتواء مقاتلي تنظيم داعش. 
وأوضحت الصحيفة أن هذا لا يعني أن الوقت قد حان لضرب الأصول الإيرانية داخل إيران - كما يحث البعض، بما في ذلك الجمهوريون الذين يرغبون في وصف الرئيس بايدن بأنه متساهل مع إيران. وسيكون ذلك أمرا غير مسبوق في التاريخ الطويل للصراع الأمريكي الإيراني كما أنه سيمثل تصعيدا دراماتيكيا دون أن يكون حاسما بالضرورة. ورأت أن الخيار الأفضل هو ضرب إيران بقوة وبشكل مباشر، ولكن خارج أراضيها إلى جانب ملاحقة الميليشيات التي تعمل لصالحها. 
ومضت الصحيفة تقول إنه في الوقت نفسه، يتعين على إدارة بايدن اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لدعم دفاعات القوات الأمريكية في المنطقة وتصحيح أي مزيج من الفشل الفني والخطأ البشري الذي قاد إلى اختراق الطائرة بدون طيار للدفاعات الأمريكية في الأردن.
ولعل الأمر الأكثر أهمية -من وجهة نظر الصحيفة- هو أن إدارة بايدن بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها التي تنتهجها تجاه إيران بشكل عام، بعد أن أصبح من الواضح أن المحاولات السابقة للتعامل مع طهران عبر المفاوضات لاحتواء برنامجها النووي قد وصلت إلى طريق مسدود. ويبدو أن طهران عازمة في الوقت الحاضر على الحد من مواجهاتها العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تفعل ذلك من باب الحيطة والحذر، وليس من باب الأيديولوجية. 
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه من الممكن أن تساعد الجهود الجديدة الخلاقة ضد مصادر الدعم المالي للنظام الإيراني في زيادة الضغط عليه، مضيفة أن هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس تمخض عن تغييرات عميقة وربما لا رجعة فيها في منطقة كانت إدارة بايدن تعتبرها هادئة نسبيا، إن لم تكن مستقرة. ومن ثم تحتاج سياسة الولايات المتحدة إلى نقلة نوعية لتتناسب معها.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طائرة بدون طيار إيران الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة

 

حيروت – متابعات
قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف نقل رسائل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحرص على استكماله بمراحله الثلاث.

 

ومساء الأربعاء، قال نتنياهو في بيان مقتضب، إنه “يلتقي حاليا مع مبعوث الرئيس الأمريكي في مكتبه (رئاسة الوزراء) بالقدس”.

 

ووصل ويتكوف إسرائيل مساء الأربعاء، بعد زيارة قصيرة وسرية لمحور نتساريم وسط قطاع غزة للوقوف على آلية سير الاتفاق بين إسرائيل وحماس برفقة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر، وفق إعلام عبري.

 

وقالت هيئة البث: “جاء ويتكوف مع رسائل من الرئيس ترامب لنتنياهو، بأن على إسرائيل أن تبدأ بشكل رسمي المحادثات حول المرحلة الثانية من الصفقة”.

 

وأضافت الهيئة أن “الرسالة الثانية التي نقلها ويتكوف لنتنياهو هي الحرص على إنهاء مراحل الصفقة كاملة”.

 

واعتبرت الهيئة رسائل واشنطن “تعني إطلاق سراح جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) ووقف الحرب (الإبادة بغزة)”، رغم الدعم المطلق الذي توفره الولايات المتحدة لإسرائيل.

 

وأشارت إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة هي “اتفاق قائم بذاته”، ويجب التباحث بشأنه مثلما حدث في المرحلة الأولى.

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

 

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

 

وبموجب الاتفاق، يفترض أن تبدأ المفاوضات حول آليات تنفيذ المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم السادس عشر من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (يوافق 4 فبراير/ شباط المقبل) على أن تنتهي قبل أسبوع من انتهاء المرحلة الأولى.

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

مقالات مشابهة

  • القيادة تعزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام الطائرة المنكوبة بعد اصطدامها بمروحية في واشنطن
  • التزام حكومي واستجابة سريعة.. مصر تتحرك لحماية طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق التمويل
  • البيت الأبيض: فريق بايدن أنفق ميزانية الولايات المتحدة مثل البحارة المخمورين
  • احذر حبس البول لفترة طويلة .. 7 مخاطر صحية تصيبك على المدى البعيد
  • عاجل| واشنطن بوست: يتوقع أن يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم التصويت على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية