علامات استفهام حول الهجوم على كنيسة في إسطنبول
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
شهدت مدينة إسطنبول، الأحد الماضي، هجوما مسلحا استهدف كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية الإيطالية أثناء قداس، وأسفر عن مقتل مواطن تركي. وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في اليوم التالي، اعتقال شخصين يشتبه في أنهما منفذا الهجوم الإرهابي، مضيفا أن أحدهما من روسيا والآخر من طاجكستان. كما أن تنظيم داعش الإرهابي تبنى الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له، قائلا إن العملية نفذت استجابة لنداء قادته "باستهداف اليهود والنصارى في كل مكان".
وسائل الإعلام التركية ذكرت أن الضحية هو مواطن تركي يعاني من الإعاقة الذهنية بنسبة 80 في المائة، وكان يرتاد الكنسية منذ أشهر، كما أنه ينتمي إلى الطائفة العلوية، وأقيمت له مراسم الجنازة في أحد "بيوت الجمع" التي يعتبرها العلويون دور العبادة لهم، وليس في كنيسة.
مقتل شخص واحد فقط في الهجوم أثار تساؤلات حول دوافعه، فيما ذهب بعض المحللين، في الوهلة الأولى، إلى أن العملية قد تكون بسبب خصومة شخصية، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى أن المستهدف ليس ذات القتيل، بل الكنيسة والمشاركين في قداس الأحد
مقتل شخص واحد فقط في الهجوم أثار تساؤلات حول دوافعه، فيما ذهب بعض المحللين، في الوهلة الأولى، إلى أن العملية قد تكون بسبب خصومة شخصية، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى أن المستهدف ليس ذات القتيل، بل الكنيسة والمشاركين في قداس الأحد، بدليل أنه كان بإمكان المنفذين أن يقتلاه في الشارع أو في أي مكان آخر خارج الكنيسة. إضافة إلى ذلك، ارتباط منفذي الهجوم بخلايا داعش وتبني التنظيم الإرهابي للعملية يشيران إلى أن الهجوم عملية إرهابية بامتياز.
السيارة التي استخدمها المنفذان للهجوم جاءت من بولندا قبل حوالي سنة، ولم يتم استخدامها إلا يوم الأحد. كما أن القنصل العام البولندي في إسطنبول، فيتولد ليسنياك، كان في ذات الكنيسة مع عائلته أثناء الهجوم. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "هل كان الهدف هو اغتيال القنصل العام البولندي؟".
وزير الداخلية التركي، في حديثه للإعلامية التركية هانده فرات، استبعد أن يكون الهدف من الهجوم هو اغتيال القنصل العام البولندي، مضيفا أن الرجل دأب على أن يشارك في القداس كل يوم الأحد في كنيسة مختلفة، وبالتالي كان تواجده في الكنسية المستهدفة، وكذلك استخدام تلك السيارة في العملية الإرهابية، مجرد صدفة.
هجوم الأحد الإرهابي من ناحية جنسيات منفذيه يشبه العمليات السابقة التي قام بها تنظيم داعش في تركيا. ويستخدم التنظيم غالبا في مثل هذه الهجمات عناصر من دول آسيا الوسطى، علما أن منفذ العملية الإرهابية التي استهدفت ملهى ليلي في الأول من كانون الثاني/ يناير 2017 والتي راح ضحيتها 39 قتيلا و70 جريحا، جاء من أوزبكستان. كما أن منفذي الهجوم الدموي الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول في حزيران/ يونيو 2016 وأسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة العشرات الآخرين، أحدهم أوزبكي والثاني قرغيزي. ويقول يرلي كايا إن عدد ضحايا الهجوم الإرهابي كان يمكن أن يكون أكبر بكثير، كما كان في هجمات داعش السابقة، لو لم يتعطل المسدسان اللذان استخدمهما منفذا العملية الإرهابية بعد عدة طلقات.
الهجوم جاء قبل حوالي شهرين من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الإسرائيلية توترا بسبب موقف أنقرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولذلك، ربط بعض المحللين بين الهجوم الإرهابي والأجواء الانتخابية ومحاولات تحريض الشارع ضد الحكومة بدعوى أنها المسؤولة الهجوم جاء قبل حوالي شهرين من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الإسرائيلية توترا بسبب موقف أنقرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن فقدان الأمن والأمان، لأنها فتحت حدود البلاد أمام "كل من هب ودب"، في إشارة إلى اللاجئين السوريين والأفغان. وذهب آخرون إلى أن الموساد الإسرائيلي قام بتحريك تنظيم داعش الإرهابي بعد أن ألقت قوات الأمن والاستخبارات التركية القبض على عملائها في تركيا.
تركيا تشهد قبل كل انتخابات محاولات لتصعيد التوتر داخل البلاد، كما أن تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية قد يكون وراء استهداف أمن تركيا واستقرارها، إلا أن هناك تطورات أخرى يجب أن لا يتم إغفالها في تحليل الأوضاع والأحداث، كالحديث الدائر حول انسحاب الولايات المتحدة من العراق وسوريا، والعمليات التي تقوم بها قوات الجيش والإستخبارات التركية خارج الحدود ضد حزب العمال الكردستاني، وموافقة تركيا على ملف انضمام السويد إلى حلف شمالي الأطلسي "الناتو"، وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس الموافقة على بيع طائرات أف-16 ومعدات التحديث إلى تركيا.
قيام تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على كنيسة في إسطنبول لا يعني بالضرورة أنه يتصرف من تلقاء نفسه، بل يكاد يتفق الجميع أن هناك من يحركه. ومن المؤكد أن التحقيقات التي تجريها قوات الأمن والاستخبارات التركية ستكشف من يقف وراء الهجوم الإرهابي وما هي أهدافه والرسائل التي يريد توجيهها، إلا أن السلطات التركية قد لا تكشف عنها لأسباب سياسية وأمنية واستخباراتية.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإرهابي تركيا الهجمات تركيا الإرهاب هجمات تنظيم الدولة مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجوم الإرهابی تنظیم داعش فی إسطنبول کما أن إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
تأجيل محاكمة الإرهابي "طارق عربان" لجلسة الغد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجلت الدائرة الأولى إرهاب بوادي النطرون، اليوم الأحد، محاكمة الإرهابي طارق عربان المتهم بالشروع في قتل ضابط وإحداثه عاهة مستديمة والتخطيط لأعمال إرهابية، لجلسة غدًا لتعذر حضور المتهم من محبسه.
هيئة المحكمةعقدت الجلسة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين عبد الرحمن صفوت الحسيني وياسر عكاشة المتناوي ومحمد مرعي ووائل محمد مكرم.
وكانت المحكمة قد أجلت أولي جلسات محاكمة الإرهابي طارق محمود الهارب منذ 2015، نظر الدعوى لجلسة الأحد 24 نوفمبر لحضور المحامي الأصيل عن المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية.
وكانت الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام قد تمكنت من ضبط المتهم بعد أن ظل هارباً منذ إرتكابه الواقعة في 2015 وبعد صدور حكم غيابي ضده وتم عرضه على النيابة العامة في 25 سبتمبر 2024 والتي قد أحالت المتهم بعدة تهم وهي وفقاً لأمر الإحالة على النحو التالي :
الانضمام لجماعة إرهابيةالانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بأن انضم الى جماعة جهادية تدعو إلى جهاد الحاكم والخروج عليه وتكفير المجتمع لعدم تطبيقه للشريعة الإسلامية وتهدف الى التعدي على المنشآت والمؤسسات الحكومية بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وكان الإرهاب من الوسائل التي يستخدمها تلك الجماعة في تنفيذ أغراضها وإنضم إليها مع علمه بذلك وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
الشروع فى قتل ضابط شرطةشرع في قتل عمرو عبد الرؤوف إبراهيم " نقيب شرطة -الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي " حال كونه من القائمين على تنفيذ أحكام القسم الأول من الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وكان ذلك عمداً مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على ذلك وأعد لذلك الغرض سلاح ناري"بندقية آلية"وحال قيام المجني عليه بتنفيذ إذن النيابة العامة الصادر قبل المتهم بضبطه وتفتيش سكنه أطلق صوبه هو والقوة المرافقة وابلًا من الأعيرة النارية قاصداً من ذلك قتله فأحدث إصابته المثبتة والموصوفة بالتقرير الطبي خاصته المرفق بالتحقيقات والتي نتج عنها أن تخلف لديه عاهة مستديمة يستحيل برؤها وهي فقد إبصار العين اليمنى إلا أنه خاب أثر جريمته لسبب لادخل لإرادته به ألا وهو تدارك المجني عليه بالعلاج وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
احراز سلاح ناري وذخائر
أحرز المتهم سلاح ناري " بندقية آلية " مما لايجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد إستعمالها في نشاط يخل بالأمن العام وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
كما احرز ذخائر مما تستعمل على السلاح موضوع الاتهام السابق دون أن يكون مرخصاً لهم في حيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد إستعمالها بنشاط يخل بالأمن العام وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.