هل تعرقل واشنطن محكمة العدل في غزة؟ لقد فعلتها من قبل
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
"هل ستعرقل الولايات المتحدة محكمة العدل الدولية في غزة؟ لقد فعلتها من قبل" بهذا السؤال استهل الكاتب جون شفارتس مقاله بموقع إنترسبت الأميركي تعقيبا على الحكم المؤقت لهذه المحكمة العالمية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن غزة مؤكدة أنها "ترتكب إبادة جماعية في انتهاك واضح لاتفاقية منع الإبادة الجماعية".
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة ستتدخل الآن لمنع أي تنفيذ لقرار محكمة العدل، لافتا إلى أن حكما مشابها نسيه الأميركيون تماما اليوم، ألا وهو استجابة نفس المحكمة لشكوى من نيكاراغوا خلال الثمانينيات بالحكم بأن الولايات المتحدة انتهكت القانون الدولي بطرق عديدة من خلال زرع الألغام في موانئ نيكاراغوا ودعم الكونترا (جماعات متمردة ممولة من التيار اليميني ومدعومة من واشنطن) في محاولتهم للإطاحة بحكومة ساندينستا في البلاد.
وعلق بأن هذه الخلفية الدرامية "تخبرنا الكثير" عن الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى القانون الدولي، بمعنى أنها تحتقره تماما، وتعتبره مجرد أداة يمكن استخدامها أحيانا "ضد أعدائنا" ولكن "لا يمكن السماح أبدا بتطبيقه علينا أو على حلفائنا" مثل إسرائيل.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة -على مدار القرن العشرين- تدخلت بشكل متكرر في سياسة نيكاراغوا، وذلك للتأكد من أن حكومة البلاد لم تلحق الضرر بأرباح المستثمرين الأميركيين.
وأضاف الكاتب أن كل هذا "كان رائعا" من وجهة نظر الولايات المتحدة. ولكن عام 1979، حدث "شيء فظيع" حيث تمت الإطاحة بآخر قادة حركة ساندينستا الاشتراكية.
تجاهل القانون الدولي
وعودة إلى التاريخ، تكرر تدخل واشنطن مرة أخرى عام 1981 عندما رأت إدارة الرئيس رونالد ريغان أن تدمير الساندينستيين أولوية قصوى. ولتحقيق هذه الغاية قامت بتمويل وتنظيم قوات الكونترا التي كان معظمها من الحرس الوطني للنظام السابق. وقاتلت هذه القوات جيش ساندينستا بينما ذبحت أيضا أعدادا كبيرة من المدنيين.
وجادل الطلب الذي قدمته نيكاراغوا إلى محكمة العدل بأن الولايات المتحدة كانت تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة الدول الأميركية، واتفاقية مونتيفيديو لحقوق وواجبات الدول منذ عام 1933. وفي غضون شهر، أصدرت المحكمة إجراءات مؤقتة تأمر الولايات المتحدة بوقف تلغيم موانئ نيكاراغوا واحترام سيادة البلاد.
وردت الولايات المتحدة بتجاهل ذلك تماما. وسرعان ما أعلنت أنها لن تمثل حتى أمام المحكمة، قائلة إنها لا تنوي المشاركة في "أي إجراءات أخرى تتعلق بالقضية".
وعودة لقرار العدل الدولية بشأن ما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، يرى الكاتب أنه من المرجح أن يستغرق صدور حكم المحكمة سنوات. ولكن وفقا لميثاق الأمم المتحدة، يتعين على إسرائيل الامتثال لمطالب المحكمة المؤقتة فورا، تماما كما كان مطلوبا من الولايات المتحدة الانصياع لمطالب المحكمة المؤقتة عام 1984.
ومع ذلك، يرى الكاتب أنه من الممكن أن نحكم على ما إذا كان هذا الأمر سيحدث من خلال كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر عندما قال "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا محور الشر، ولا أحد آخر".
وانتهى المقال إلى أن جنوب أفريقيا، كما حدث مع نيكاراغوا منذ عقود، لن يكون أمامها أي ملاذ سوى مطالبة مجلس الأمن الأممي باتخاذ إجراء، وسيتعين على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت ستؤكد مرة أخرى أن بإمكانها وحلفائها تجاهل ورفض القانون الدولي بأمان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الولایات المتحدة القانون الدولی محکمة العدل الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
باحث في العلاقات الدولية: على محكمة العدل الدولية إدانة «بايدن» على غرار نتنياهو
قال عبدالله نعمة، الباحث في العلاقات الدولية، إن المحكمة الدولية كانت مخطئة حين أصدرت أوامر اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه الأسبق، يوآف جالانت فقط، إذ كان عليها أن تصدر أوامر اعتقال بحق الرأس الأكبر جو بايدن الذي شجعهم على جرائمهم وأعطاهم الضوء الأخضر لقتل الفلسطينيين واللبنانيين، وتدمير قطاع غزة ولبنان.
لماذا أصدرت الجنائية الدولية القرار الآنوأضاف «نعمة» خلال مداخلة ببرنامج «ملف اليوم» تقديم الإعلامي كمال ماضي على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن بايدن اشترك مع الجمهورين في تاريخهم الطويل من إشعال الحروب.
وتساءل الباحث في العلاقات الدولية، عن سر اختيار المحكمة الجنائية الدولية هذا التوقيت تحديدا والذي يأتي في وقت يزور فيه مبعوث الرئيس الأمريكي لبنان، لمحاولة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار؟.. مشيرًا إلى أنه على الرغم من وجوب صدور مذكرة الاعتقال، إلا أن نتنياهو حاليًا من الممكن أن يستخدم قرار الجنائية الدولية كبوابة لكي يزيد من وتيرة تصعيد العنف والعدوان على لبنان.