قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، إن الإدارة الأمريكية تلعب دورًا مباشرًا وواضحًا في تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وحتى في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن منطقة الشرق الأوسط تحولت إلى ساحة متوترة بسبب فشل السياسات الأمريكية، حيث امتدت هذه التوترات من قطاع غزة إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وصولًا إلى باكستان.

 

 

هل الإدارة الأمريكية سبب اشتعال المنطقة الدكتورة نادية حلمي 

في هذا الإطار قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤون السياسية وأستاذة العلوم السياسية، إن منطقة الشرق الأوسط تحولت إلى ساحة متوترة بسبب فشل السياسات الأمريكية، حيث امتدت هذه التوترات من قطاع غزة إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وصولًا إلى باكستان.

 

وأشارت في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تُقدم حلًا للأزمات في المنطقة، ولكن هذه الحلول والمبادرات لا تلقى قبولًا من جميع الأطراف، متابعة: أن بين تلك الحلول غير المقبولة تأتي فكرة "حل الدولتين"، حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الاقتراح، معتبرًا أنه يشكل تهديدًا لوجود إسرائيل.

 

 

وأكدت،أن  بالإضافة إلى الفشل الواضح للسياسات الأمريكية في التعامل مع المنطقة، خلال فترة حكمها الفاشلة خلال حرب غزة، يتمثل التحدي الكبير في تصميم إسرائيل على استمرار حملتها للتدمير وتهجير السكان تحت مسمى "تدمير حماس"، وذلك بهدف القضاء على بنيتها التحتية وتحرير الرهائن في الوقت نفسه، وفي هذا السياق، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن المسألة قد تحوّلت إلى مسألة ذات طابع عام، تتعلق بمن سيدير غزة بعد انتهاء الحرب بشكل يضمن ضمانات أمنية لإسرائيل ويعزز عمليات التطبيع.

 

وأكملت: بعد أن قادت إسرائيل حملتها العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة عقب الهجوم الذي نفذته الحركة في ٧ أكتوبر، بذلت الولايات المتحدة جهودًا حثيثة خلف الستار لتفادي اندلاع صراع أوسع نطاقًا، ومع زيادة حدة التوترات بعد الغارة الإسرائيلية على أحد قادة حماس في لبنان والهجوم الإرهابي الكبير الذي نفذته تنظيم داعش في إيران، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة التي يشنها وكلاء إيران ضد الأهداف والمصالح الإسرائيلية والأمريكية، تزايد التحدي بشكل ملحوظ.


وأضافت،أن  تُوجه الاتهامات أيضًا للإدارة الأمريكية يتسبب في إشعال التوترات في الشرق الأوسط بأكمله، مع تلقي انتقادات واسعة تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة، ولا سيما بعد حرب غزة والرد الأمريكي على التصعيد المستمر للهجمات التي تنفذها الجماعات المدعومة من إيران ضد القوات والسفن الأمريكية في البحر الأحمر، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراع أكبر في المنطقة.


ويأتي ذلك خاصة بعد تكرار ردود الفعل الأمريكية على هذه الهجمات، بتوجيه ضربات للمسلحين والبنية التحتية في العراق وسوريا، وإسقاط الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن.


ويتزامن ذلك مع تنبيه المسؤولين الأمريكيين إلى إيران ووكلائها عبر قنوات غير رسمية بأن الهجمات يجب أن تتوقف، بينما تستمر الولايات المتحدة في استهداف مجموعات من المسلحين الحوثيين الذين حاولوا الصعود على متن سفينة تجارية في البحر الأحمر.

 


وأشارت إلى أنه على الرغم من تردد الولايات المتحدة في تجاوز ضربات بهدف الدفاع عن النفس ودبلوماسية القنوات الخلفية، لكن إختارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خيارات مختلفة للرئيس الأمريكي جو بايدن لضرب الحوثيين داخل اليمن بإختيار النهج العنيف.  

 

وفي السياق الآخر، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات ومعارضات من دول أخرى تطالب بوقف إطلاق النار، وذلك في ظل قلق دولي واسع النطاق حيال تصرفات الولايات المتحدة في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط، يأتي ذلك في سياق استقالة أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، الذي اعترض على استمرار تقديم المساعدات لإسرائيل والتي أسفرت عن سقوط ضحايا. وقام أكثر من ٥٠٠ فرد كانوا جزءًا من حملة الرئيس بايدن الانتخابية لعام ٢٠٢٠ بنشر رسالة تطالب الرئيس بايدن بدعم وقف فوري لإطلاق النار.


وفي إطار التحركات الاحتجاجية، نظم موظفون في الكونغرس وقفة احتجاجية في مبنى الكابيتول للمطالبة بوقف إطلاق النار، وبالإضافة إلى المعارضة الداخلية لإدارة الرئيس جو بايدن، قد تعهد المسلمون الأمريكيون بعدم دعم إعادة ترشيح بايدن في انتخابات عام 2024 بسبب موقفه من النزاع في غزة.


وأكد المسلمون الأمريكيون في ٦ ولايات تُعتبر حاسمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، على حشد مجتمعاتهم ضد إعادة انتخاب جو بايدن، على الرغم من عدم توحيدهم حتى الآن على دعم مرشح بديل. وتعد هذه الولايات الست من بين القليلة التي ساهمت في فوز بايدن في انتخابات عام 2020.


واختتمت: ويُتوقع أن تُعقد معارضة مجتمعات المسلمين والعرب الأمريكيين الكبيرة إلى تعقيد طريق الرئيس نحو الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2025.

 

الدكتور ضياء حلمي 

من جانبه قال الدكتور ضياء حلمي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنه لا يوجد مجال للشك في أن الإدارة الأمريكية تلعب دورًا مباشرًا وواضحًا في تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وحتى في جميع أنحاء العالم.


وأضاف في تصريح خاص لـ الفجر، ومع ذلك، يظهر أن السياسات الأمريكية في المنطقة لم تسهم في تعزيز مفهوم المفاوضات كأساس لحل القضايا الإقليمية والدولية، بل على العكس من ذلك، زادت من التوترات ولم تشجع على التسوية السلمية، مما تسبب ذلك في كل هذه الصراعات والتصعيدات بين الدول، وانقسام الأوساط الداخلية، مما تضعف الهياكل الوطنية لكل بلد.


وتابع: وقد أفضت هذه الظواهر إلى ظهور جماعات متطرفة وميليشيات، فضلًا عن معارضة غير وطنية، مما أدى إلى تدمير مكتسبات الشعوب والدول، وتأثيرها السلبي على عمليات التنمية والازدهار.


وأشار عضو مجلس الشؤون الخارجية إلى أنه بلا شك يمكن التأكيد على أن التصاعد الجيوسياسي قد زاد من حدة التوترات في المنطقة، وقد أدى ذلك إلى ظهور أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة في دول المنطقة.


وأكد أنه في حال دافعت الولايات المتحدة الأمريكية عن سياساتها، فإن الرد سيكون بالإشارة إلى أن التصاعد القريب من روسيا قد ألحق أذىً هائلًا بأوروبا وأوكرانيا، بينما يؤدي التوتر القريب من الصين إلى تأثير سلبي على الصين وتايوان واليابان وكوريا ودول المنطقة بأسرها، وبالتالي فإن الشرق الأوسط ليس استثناءًا من تأثير سياسات الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة من تاريخ العالم، حيث تتسبب هذه السياسات في اشتعال الأوضاع في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو منطقة الشرق الأوسط سوريا والعراق هجوم الأردن السياسات الأمريكية منطقة الشرق الأوسط الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة الأمریکیة فی التوترات فی فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف يتوقّع اللبنانيون أن تنعكس عليهم نتائج الانتخابات الأمريكية؟

كشف عدد من المحللين اللبنانيين، كيفية تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية المُحتملة على المشهد الداخلي للبنان، فيما تتم ترقّب هوية الفائز، سواء كان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، وذلك  مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأوضح المحللون، في تصريحات صحافية، أن الترقّب يأتي في ظل أزمات متفاقمة تشهدها لبنان، خاصة الحرب المستمرة بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن الأزمة السياسية الناتجة عن الفراغ الرئاسي.

وفي هذا السياق، قال عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" التي يرأسها الحزب التقدمي الاشتراكي، مروان حمادة: "محور الآمال المعقودة والمفقودة من الانتخابات الأمريكية هو قضية فلسطين ولبنان"، مبرزا أنه: "منذ زمن يتباين موقف العرب واللبنانيين من الانتخابات الأمريكية، بين تفضيل الجمهوريين تارة والديمقراطيين تارة أخرى".

وتابع: "الحزبان الديمقراطي والجمهوري يتشابهان في سياستهما تجاه الشرق الأوسط، إذ لم يطرأ أي تغيير جوهري على هذه السياسات منذ فترة طويلة"، مشيرا إلى أن "الرئيس دوايت آيزنهاور كان الوحيد الذي اتخذ موقفا جيدا تجاه العرب عندما فرض انسحاب البريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين من قناة السويس". 

وأضاف: "أما اليوم، فسواء فاز ترامب أو هاريس، لا أرى أن هناك تغييرات أساسية سوف تطرأ على الشرق الأوسط"، مردفا بأن "الفراغ الرئاسي في لبنان سوف يستمر لفترة طويلة، وكذلك الحرب بين حزب الله وإسرائيل".


بدوره، أكد عضو الكتلة البرلمانية والنائب، وائل أبو فاعور، أن "الرهانات على الديمقراطيين قد فشلت، كما أننا نعلم جيدا مواقف ترامب وتوجهاته السياسية"؛ وهو ما بيّنه أيضا عضو تكتل "الجمهورية القوية"، رازي الحاج، بالقول إن "السياسة الخارجية الأمريكية تتسم بثبات العناوين الرئيسية بغض النظر عن هوية الرئيس المنتخب".

من جهته، قال رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية، باتريك ريشا، إن "علاقتنا كحزب بالإدارة الأمريكية علاقة ثابتة. نحن نعرف أن الإدارة والحكم في أمريكا هما استمرارية، وبالتالي فإنه بغض النظر عن الرابح والخاسر، تبقى العلاقات مع الدول والأحزاب ثابتة".

أما عضو كتلة "التنمية والتحرير"، قاسم هاشم، فيقول إن "الإدارة الأمريكية، سواء أكانت ديمقراطية أو جمهورية، تتّبع النهج نفسه تجاه لبنان"، مؤكدا أن "ما يهمنا هو كيفية تعاطي الإدارة مع إسرائيل، فإن الإدارة الأمريكية، بكل وجوهها، تعتبر إسرائيل الحليف المدلل، وبالتالي تضع مصلحتها فوق كل اعتبار".

وتابع: "أي إدارة أمريكية جديدة، مهما كانت هويتها، لن تختلف في مقاربتها لملفي الحرب في لبنان ورئاسة الجمهورية؛ الفائز في الانتخابات الأمريكية لن يغيّر شيئا في هذا الخصوص".

إلى ذلك، أبرز أن "المواقف الحالية للمرشحين الأمريكيين ليست سوى محاولات لاستثمار الأصوات اللبنانية والعربية والإسلامية في الولايات المتحدة، وبعد إعلان النتائج، فسوف تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ولن يتغير شيء في سياسة واشنطن تجاه لبنان".

تجدر الإشارة إلى أن دونالد ترامب، كان قد وجه الأربعاء الماضي، رسالة إلى الأمريكيين من أصول لبنانية، تعهّد فيها بالعمل على إنهاء ما وصفه بـ"المعاناة والدمار في لبنان"، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأوضح ترامب عبر تغريدة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "خلال فترة ولايتي، شهدنا سلاما في الشرق الأوسط، وسنعمل على تحقيقه مرة أخرى قريباً".


وتابع ترامب بأنه سوف يسعى لـ"إصلاح الأضرار التي تسببت بها كامالا هاريس وجو بايدن"، فيما أبرز التزامه بـ"شراكة متساوية بين جميع الطوائف اللبنانية".

من جهتها، قالت كامالا هاريس، خلال كلمة ألقتها في ولاية ميتشيغان، بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر، إنها سوف تعمل على بذل كل الجهود الممكنة "لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وبين إسرائيل وحزب الله في لبنان".

وأكدت هاريس أنها ما زالت تعتقد أن "الدبلوماسية هي الحل لتحقيق الاستقرار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان".

مقالات مشابهة

  • المستقبل للأبحاث يستشرف سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط
  • ما تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
  • "المستقبل للأبحاث" يستشرف سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. هل تتأثر العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. خبير: فوز ترامب سيُعيد اقتصاد المنطقة ويوقف صراعات الشرق الأوسط
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كل ما يجب معرفته عن الحدث الأبرز في الولايات المتحدة
  • عاجل - الولايات المتحدة تعزز تواجدها العسكري في الشرق الأوسط بهذه الطريقة
  • هل صاروخ كوريا الشمالية الأقوى في العالم فعّال في الحروب؟.. خبراء يجيبون
  • كيف يتوقّع اللبنانيون أن تنعكس عليهم نتائج الانتخابات الأمريكية؟
  • الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل