أصدرت مؤسسة “ماعت” للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء 31 يناير 2024، دراسة جديدة بعنوان "آليات حقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية.. المسار والتحديات".

وتتألف الدراسة من ثلاثة أقسام رئيسية، وهي الآليات المعنية بحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية، وتفاعل المجتمع المدني مع هذه الآليات، وأخيرا الاستفادة من التجارب الإقليمية لحقوق الإنسان المشابهة.

مؤسسة ماعت للسلام 

وقد شددت مؤسسة ماعت خلال هذه الدراسة على أهمية الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان والأدوار الحاسمة التي يمكن أن تقوم بها هذه الآليات لتعزيز والارتقاء بحقوق الإنسان في مناطق جغرافية محددة.

وركزت الدراسة على الآليات المعنية بحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية، والتي تنقسم إلى آليات أساسية، وهي اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان وهي تابعة لمجلس جامعة الدول العربية، ولجنة الميثاق وهي الآلية المستقلة التي تراقب تنفيذ أحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى لجنة الحقوق القانونية والتشريعية وحقوق الإنسان التابعة للبرلمان العربي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الإدارات المعاونة لهذه الآليات مثل إدارة حقوق الإنسان التابعة للأمانة العامة وكذلك المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي اعتمد نظامها الأساسي ولم يدخل حيز النفاذ حتى الآن، وإدارة منظمات المجتمع المدني بالجامعة العربية.

وانتقدت مؤسسة ماعت إرجاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان المساعي الخاصة بوضع معايير موحدة لمنح صفة مراقب لمنظمات المجتمع المدني، بذريعة الحاجة إلى مزيد من الدراسة على الرغم من إن هذه المساعي بدأت منذ ما يقرب عقد من الزمن، وذلك منذ قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (7788) لعام 2014 الذي طالب إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يتطلب توافرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية لمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات الجامعة العربية.

ولفتت مؤسسة ماعت الانتباه إلى التحديات والثغرات التي تواجه الآليات المعنية بحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية ومن بينها؛ عدم استقلالية أعضاء هذه الآليات؛ والخبرة غير الكافية في مجال حقوق الإنسان؛ بالإضافة إلى جمود النظام الداخلي للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان رغم المطالبات بإعادة كتابة هذا النظام مرة أخرى.

كما تشمل التحديات التي تواجه هذه الآليات، وعدم وجودة آلية لمعالجة التقارير المتأخرة من الدول الأطراف في الميثاق العربي لحقوق الإنسان والتواصل المحدود بين الآليات المعنية بحقوق الإنسان داخل جامعة الدول العربية وبين المجتمع المدني العربي.

وانتقدت الدراسة عدم دخول النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان حيز التنفيذ حتى تاريخ كتابة هذه الدراسة نظرا لعدم استيفاء التصديقات اللازمة على النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، ومن المفترض أن يدخل النظام الأساسي وفقا للمادة (33) من النظام الأساسي بعد تصديق من سبع دول أعضاء وإيداع وثائق التصديق وهي تصديقات لم تستكمل حتى الآن.

في هذا السياق، قال أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت، إن الفجوة الواضحة بين المجتمع المدني في المنطقة العربية وآليات حقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية تجعل المجتمع المدني بمثابة الحلقة الأضعف في العمل مع المنظومة العربية لحقوق الإنسان.

وأضاف عقيل أن العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني الذي أعلنت عنه جامعة الدول العربية في عام 2016 ليغطي الفترة الزمنية من 2016 وحتى 2026 بمثابة سراب، ورغم أن هذه الوثيقة جرى الترويج لها على نطاق واسع من جامعة الدول العربية وأجهزتها لم تنشر ولا دليل على وجودها، ولم يصاحب الإعلان عنه مع قرب انتهاء الفترة الزمنية لها أي تفاعل حقيقي بين المجتمع المدني وجامعة الدول العربية وآلياتها المعنية بحقوق الإنسان.

في الأخير، طالبت مؤسسة ماعت بضرورة تعديل ولاية اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بما يسمح لها تعيين مقررين خواص وبعثات خارجية بشأن قضايا محددة أسوة بباقي اللجان الإقليمية لحقوق الإنسان، بجانب تنفيذ قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (7788) الداعي إلى إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توافرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية لمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات الجامعة العربية؛ كذلك تعديل النظام الداخلي للجنة لتعزيز أداء اللجنة لولايتها بما يسمح بمشاركة أكبر عدد من منظمات المجتمع المدني في أنشطتها.

وأكدت مؤسسة ماعت أن أي نتائج متوخاة لتحسين الآليات العربية لحقوق الإنسان ينبغي أن تنطلق من إضفاء صفة الاستقلالية على الأعضاء الذين يشكلون هذه اللجان مع ضرورة الفصل بين الوظائف الرسمية الذين يشغلونها وبين مناصبهم في هذه الآليات.

لقراءة الدراسة، يرجي زيارة الرابط التالي: https://maatpeace.org/ar/?p=41383

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العربیة لحقوق الإنسان منظمات المجتمع المدنی العربی لحقوق الإنسان جامعة الدول العربیة النظام الأساسی هذه الآلیات مؤسسة ماعت

إقرأ أيضاً:

مع وصول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الى دمشق : إدارة سوريا الجديدة تتطلع لشغل مقعدها بـ«الجامعة العربية»

دمشق - في أول زيارة رسمية منذ سقوط نظام بشار الأسد، وصل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ما عده مراقبون تأكيداً لانفتاح عربي نحو سوريا الجديدة.

وبرز ملف مقعد سوريا في جامعة الدول العربية على جدول مباحثات الزيارة التي وصفها زكي في وقت سابق بـ«الاستكشافية»، حيث أعرب الشيباني، خلال مؤتمر صحافي السبت، عن «تطلع سوريا لعودتها لمقعدها في الجامعة العربية وحضور أول قمة عربية».
بدوره، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رداً على سؤال بشأن تمثيل إدارة سوريا الجديدة في الجامعة العربية، إن «هذا أمر تقني بجانب كونه سياسياً»، موضحاً أنه «لا يوجد في الجامعة العربية أمر يتعلق بالاعترافات بحكومات، والدول الأعضاء ترسل من يمثلها لحضور الاجتماعات».

وأضاف أن «مقعد سوريا كان مجمداً حتى عام 2023، حيث تم فك التجميد وهو القرار الذي ما زال سارياً إلى الآن ما يعني أن مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة متاحة».

وبشأن ما إذا كانت هناك اعتراضات عربية على مشاركة الإدارة الجديدة في اجتماعات الجامعة العربية، قال زكي: «الدول العربية لم تناقش بشكل جماعي الوضع في سوريا منذ التطورات الأخيرة. ولا أعرف كما لا يمكنني التنبؤ إذا كانت هناك دول لديها موقف سلبي أو لا»، مشيراً إلى أن «أول اجتماعات عربية على المستوى الوزاري ستعقد في النصف الثاني من الشهر المقبل». وقال: «نعمل مع الدول الأعضاء حتى تكون مشاركة سوريا ممكنة... ولن تكون هناك مشكلة».
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أقرَّ في اجتماع طارئ عُقد بالقاهرة، في مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بـ«الجامعة العربية»، منهياً قراراً سابقاً، بتعليق عضويتها، صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.

وعقد زكي جلستي مباحثات مع الشرع والشيباني قال إنهما «تناولتا مجريات الأمور ومستقبل الأوضاع في سوريا»، مشيراً إلى أنه «كلف بالزيارة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف التعرف على الإدارة الجديدة». وأضاف: «عقدت لقاء مطولاً مع الشرع واستمتعت لرؤيته للأمور، وستكون اللقاءات أساساً لإعداد تقرير عن الوضع في سوريا لجميع دول الأعضاء في الجامعة».

وأكد زكي أن «سوريا بلد عربي كبير ومحوري وأمنه يؤثر على الأمن القومي العربي، وهناك اهتمام عربي واسع بما يحدث فيها».

بدوره، أعرب الشيباني عن «تطلع بلاده لتعزيز العمل المشترك مع أعضاء الجامعة العربية في مختلف المجالات»، مثمناً «التزام الدول العربية الثابت بوحدة الأراضي السورية». ودعا «العرب وأعضاء جامعة الدول العربية للمساهمة في إعادة الإعمار خاصة في مجال الطاقة والبنية التحتية». وقال: «مستعدون لتقديم جميع التسهيلات أمام الاستثمارات العربية بما يساهم في بناء الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة للشعب السوري».

وأضاف: «نطمح إلى أن تعزز سوريا إلى جانب أشقائها العرب الدور العربي الفعال والمواقف العربية بعد غيابها 14 عاماً»، مشيراً إلى ما لمسه في مؤتمر الرياض من «دعم كبير ومواقف مشرفة للدول العربية، ورغبة كبيرة وسعادة لعودة سوريا إلى الحضن العربي».

واستضافت الرياض الأسبوع الماضي اجتماعاً وزارياً بمشاركة عربية ودولية بارزة، أكد أهمية دعم سوريا ورفع العقوبات عنها.

وجدد الشيباني، خلال المؤتمر الصحافي، السبت، مطالبة المجتمع الدولي بإعادة النظر بالعقوبات المفروضة على سوريا، التي تقف عائقاً أمام التعافي، وقال: «أيدينا ممدودة لكل من يسعى لبناء وخدمة هذا الوطن».

وأكد أن «الإدارة السورية ملتزمة بتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي في البلاد، وتوفير البيئة المناسبة لعودة آمنة لجميع السوريين في الخارج».

وبشأن العقوبات المفروضة على سوريا قال زكي إن «الجامعة العربية طالبت مبكراً برفع العقوبات المفروضة على سوريا، للسماح للاقتصاد السوري بالانطلاق»، مشيراً إلى أن «العقوبات فرضت في وقت سابق ولم تعد ذات موضوع والأمر يحتاج إلى تغيير».

وبدأت الجامعة العربية الإعداد للزيارة منذ مدة، وتواصَلت مع الإدارة الجديدة في سوريا لإتمامها؛ بهدف «إعداد تقرير يُقدَّم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا»، وفق زكي، الذي أوضح أنه «رغم تواصل عدد من الدول العربية مع الإدارة الجديدة في دمشق، فإن هناك دولاً أخرى من بين أعضاء (الجامعة) الـ22 لم تفعل ذلك».

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية واليمن يبحثان الدعم الدولي لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة
  • القومي لحقوق الإنسان: العفو الرئاسي عن 4466 من المحكوم عليهم يعزز مفهوم العدالة الاجتماعية
  • مع وصول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الى دمشق : إدارة سوريا الجديدة تتطلع لشغل مقعدها بـ«الجامعة العربية»
  • القومي لحقوق الإنسان: منظمات تدعي أنها حقوقية تنشر شائعات عن مصر
  • الجامعة العربية تشيد بجهود مصر لصالح الشعب الفلسطيني
  • جدل في ألمانيا بسبب تسريب وثيقة سرية تنتقد ترامب
  • محمد أنور السادات: مصر جاهزة للمراجعة الدورية الرابعة لحقوق الإنسان بجنيف
  • "العربية لحقوق الإنسان" تطلق دورة تدريبية حول آلية الاستعراض الدوري الشامل
  • هل تحول وقف إطلاق النار في غزة إلى مجرد سراب؟
  • رئيس جامعة المنصورة الأهلية يعتمد تدشين وحدة لحقوق الإنسان