الرئيس الإسرائيلي يؤكد لبايدن إنه سيسعى للخروج من الأزمة الحالية في إسرائيل.. وصحيفة إسرائيلية تكشف “وسيط” المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
واشنطن ـ الناصرة ـ “راي اليوم” ـ (د ب أ)- أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج للرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء إنه ملتزم بإيجاد حل للتوترات الحالية في إسرائيل والمخاوف الأمريكية إزاء الإصلاح القضائي المقرر. وقال هرتسوج في حضور بايدن في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء “الديمقراطية الإسرائيلية سليمة وقوية ومرنة”.
وقال إن المجتمع يمر بوقف مؤلم ولحظات صعبة، “يجب أن نسعى دائما إلى إيجاد إجماع ودي”. وأكد أنه ملتزم بإيجاد سبيل للخروج من “الأزمة”. وتزامنت زيارة هرتسوج لواشنطن مع احتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل اليوم ضد إعادة هيكلة القضاء من جانب حكومة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو. وقد أصبح مسار حكومة نتنياهو اختبارا للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية في الأشهر الماضية. وقد طمأن بايدن هرتسوج بأن الصداقة بين البلدين في رأيه “لا يمكن ببساطة تحطيمها” وقال الرئيس الأمريكي “التزام أمريكا إزاء إسرائيل قوي ومتين”. ومن جهة اخرى كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن الوسيط الذي تدخل لإجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، بأن توم نيدس، السفير الأمريكي المنتهية ولايته لدى تل أبيب، هو الذي يقف وراء المكالمة التي أجراها الرئيس بايدن مع نتنياهو، أمس الاثنين، أو هو الذي بادر إليها. وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن توم نيدس التقى نتنياهو في الرابع من الشهر الجاري، وحاول معه تنسيق إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي رحب على الفور، وأنه كان من المفترض إجراء تلك المكالمة، أول أمس، ولكن دخول نتنياهو، المستشفى، حال دون إتمام تلك المكالمة، في وقتها. وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية قد أعلن، أمس الاثنين، أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيارة واشنطن قريبا، وأنه سيجري التخطيط لها بين الجانبين”. وأفاد الديوان، في بيان له، بأن “نتنياهو أجرى محادثة طويلة مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن هذا المساء، وتمحور الحديث حول تعزيز التحالف وكبح تهديدات إيران وأذرعها، ومتابعة جهود التهدئة والاستقرار في الضفة”. من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن “بايدن ونتنياهو بحثا التنسيق لمواجهة إيران بما في ذلك عبر التدريبات العسكرية المشتركة”، مشيرا أن بايدن أعرب لنتنياهو عن قلقه من استمرار التوسع الاستيطاني وطالبه بتجنب الخطوات الأحادية الجانب. وأضاف: “بايدن أكد في حديثه مع نتنياهو على ضرورة وجود إجماع وطني في إسرائيل في إطار الإصلاحات القضائية، واتفقا على لقاء يجمعهما ربما قبل نهاية العام”. وكشف البيت الأبيض، الخميس الماضي، عن تفاصيل زيارة يجريها الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، الأسبوع المقبل. وأوضح البيت الأبيض في بيان رسمي، أن هرتسوغ سيزور واشنطن، يوم الثلاثاء المقبل، الموافق 18 يوليو/ تموز الجاري، وذلك من أجل إلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، تكريما للذكرى الـ75 لإسرائيل. وأضاف البيت الأبيض أن “الرئيسَين سيناقشان فرص تعميق التكامل الإقليمي لإسرائيل وخلق شرق أوسط أكثر سلما وازدهارا”. وجرت العادة أن تتم دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد إلى واشنطن بعد أداء حكومته لليمين الدستوري، وهو ما لم يحدث رغم مرور أكثر من 6 أشهر على تشكيل حكومة نتنياهو، أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
التصعيد الأمريكي في اليمن بين عمليتي بايدن وترامب
التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد.
ما بين عملية «يوسيدون أرتشر»، وهو الاسم الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن على حملته مع بريطانيا على الحوثيين في اليمن منذ 12كانون الثاني/يناير 2024، وانتهت في الشهر نفسه من العام التالي، وعملية «رايدر الخشن»، وهو الاسم الذي اعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحملته على الحوثيين في اليمن منذ 15 أذار/مارس الماضي..لا يتجلى ما يمكن اعتباره نصرًا وتحقيق أهداف العمليتين، بما فيها العملية الجارية حاليًا؛ التي لم تعلن عما حققته من خلال الأرقام والوقائع، بينما عمليات «أنصار الله» ضد السفن الحربية الأمريكية وفي عمق الكيان الإسرائيلي مستمرة؛ واستمرارها يعني فشل تلك الغارات.
بلاشك إن التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد، علاوة على تأثيره المباشر على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بما فيه التأثير الذي سيطال سلاسل التوريد العالمية بعد أن كانت قد بدأت بتنفس الصعداء تدريجيا؛ لاسيما وأن التصعيد الأمريكي في العملية الأخيرة مختلف عما كانت عليه العملية السابقة، لكن واشنطن ربما لن تستطيع الاستمرار به على المدى الزمني الذي استمرت به عملية بايدن؛ لأنها ستواجه مشكلة تغطية النفقات؛ لاسيما في ظل تقارير تشير إلى أن ذخائر عملية ترامب في اليمن خلال أربعة أسابيع ستصل إلى مليار دولار.
وبينما يذهب خبراء إلى وصف العملية السابقة بـ«الدفاعية» والعملية الراهنة بـ«الهجومية»؛ فإن كلا من العمليتين كانتا هجوميتين، واستهدفت فيما استهدفته مدنيين وأعيانا مدنية، وهي تبحث عن أسلحة الحوثيين، وفشلت في ذلك غارات كلتا العمليتين بما فيها العملية الراهنة حتى الآن بالنظر للأهداف المعلنة؛ وهي إعاقة قدرات الحوثيين عن شن عمليات هجومية.
اشتركت في العملية السابقة إسرائيل من خلال قصف مباشر شمل خمس موجات منذ 20 تموز/يوليو 2024 حتى كانون الثاني/يناير 2025، بينما العملية الراهنة تقوم بها واشنطن منفردة؛ وسبق وأعلن مسؤولون إسرائيليون عن وجود تنسيق بين الجانبين بخصوص هذه الغارات، ومؤخرًا زار قائد المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى تل أبيب، ولن تكون الغارات الأمريكية على اليمن بعيدة عن مناقشاته مع الإسرائيليين.
900 غارة
على الرغم من العدد الكبير لغارات عملية «يوسيدون آرتشر»، والتي تجاوزت 900 غارة وقصف بحري أمريكي بريطاني، إلا أنها فشلت على مدى عام كامل في تحقيق أهدافها؛ وهو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية، وعلى الرغم من استخدام مقاتلات بي 2 الشبحية، فقد فشلت جميع الغارات في الوصول إلى أهداف حساسة لـ«أنصار الله» بسبب قصور المعلومات الاستخباراتية، لكنها خلفت خلال عام، وفق خطاب لزعيم الحوثيين في الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي، 106 شهداء و314 جريحا.
خلال ثلاثة أسابيع من عملية «رايدر الخشن» المستمرة حاليًا؛ تجاوز عدد الغارات المئتي غارة؛ وهو عدد كبير يتجاوز ما كانت عليه العملية السابقة؛ وتسببت العملية الحالية حتى الأربعاء الماضي، وفق معطيات وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله» في استشهاد 61 شخصًا وإصابة 139 منذ 15 أذار/مارس الماضي، جميعهم مدنيون.
عن العملية عينها؛ قال تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة: «لم توضح إدارة ترامب سبب اعتقادها أن حملتها ضد الحوثيين ستنجح بعد أن فشلت جهود إدارة بايدن لمدة عام في ردع الهجمات الحوثية، التي استهدفت أيضًا إسرائيل. يجب على الإدارة أيضًا أن تشرح للكونغرس والشعب الأمريكي مسارها المتوقع في ظل فشل الجهود السابقة»، وكتب السيناتور جيف ميركلي، الديمقراطي من أوريغون، والسيناتور راند بول، الجمهوري من كنتاكي، في رسالة إلى ترامب هذا الأسبوع، «لم تقدم وزارة الدفاع تفاصيل عن الهجمات منذ 17 اذار/مارس، عندما قالت إنه تم ضرب أكثر من 30 هدفًا حوثيًا في اليوم الأول».
وأشارت إلى أنه «في غضون ثلاثة أسابيع فقط، استهلكت وزارة الدفاع ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية الهائلة وتكاليف الأفراد لنشر حاملتي طائرات، وقاذفات B-2 إضافية، ومقاتلات، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد في الشرق الأوسط، وفقًا للمسؤولين. قد تتجاوز التكلفة الإجمالية مليار دولار بحلول الأسبوع المقبل، وقد تضطر وزارة الدفاع قريبًا إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس، حسبما قال أحد المسؤولين الأمريكيين».
وقالت الصحيفة: «في إحاطات مغلقة خلال الأيام الأخيرة، اعترف مسؤولو البنتاغون بأن النجاح في تدمير الترسانة الهائلة، والتي تقع إلى حد كبير تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق الخاصة بالحوثيين كان محدودًا، وفقًا لمساعدين في الكونغرس وحلفاء. يقول المسؤولون الذين تم إطلاعهم على تقييمات الأضرار السرية إن القصف كان أثقل بشكل مستمر مقارنةً بالضربات التي نفذتها إدارة بايدن، وأكبر بكثير مما وصفته وزارة الدفاع علنًا. لكن المقاتلين الحوثيين، المعروفين بمرونتهم، عززوا العديد من مخابئهم والمواقع المستهدفة الأخرى، ما أدى إلى إحباط قدرة الأمريكيين على تعطيل هجمات الحوثيين الصاروخية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقًا لثلاثة مسؤولين في الكونغرس وحلفاء تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور العملياتية».
مستوى التصعيد
أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبدالكريم غانم، يقول لـ«القدس العربي» في قراءته للتصعيد الأمريكي في العملتين إن «كلا من الإدارتين في واشنطن سلكتا نهج التصعيد العسكري تجاه الحوثيين، مع الاختلاف في الأهداف وفي مستوى التصعيد».
وأضاف:»إدارة بايدن قيدت العملية العسكرية ضد الحوثيين، واكتفت بقصف الأهداف التي كانت ترى أنها تشكل تهديدات وشيكة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفضلت القيام بذلك عبر تحالف مع بريطانيا، حيث قيدت إدارة بايدن المستوى العسكري بهامش محدود من القدرة على اتخاذ قرار التعامل مع التهديدات الحوثية، انطلاقًا من حرص الإدارة الديمقراطية على ترك الباب مفتوحا أمام الحوار السياسي والتفاوض مع الحوثيين، خلافًا لنهج إدارة ترامب، الساعية لاستعراض القوة العسكرية، باعتبار أن استعراض عينة من الأسلحة الحديثة للجيش الأمريكي يعتبر مدخلا مناسبا لفرض السلام وإبرام الصفقات مع العديد من الأطراف في المنطقة، وفي مقدمتهم إيران».