الإمارات تعزز حضور الروبوتات في الحياة العامة للارتقاء بكفاءة الخدمات
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تتسارع وتيرة دخول الروبوتات إلى مختلف مفاصل الحياة العامة في دولة الإمارات، التي فتحت الباب على مصراعيه أمام جميع الجهات الحكومية والشركات لاستخدام وتوظيف الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، استعداداً للمستقبل ولتعزيز كفاءة الخدمات وتطوير الأعمال في القطاعات كافة.
وأصبحت رؤية الروبوتات في الأماكن العامة والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة أمرا مألوفا في دولة الإمارات، حيث يتم التعامل معها من قبل المراجعين كموظف رسمي قادر على تلبية متطلباتهم وإنجاز معاملاتهم بسهولة وسرعة ودقة متناهية.
وبرز أمس إعلان وزارة المالية عن توفير 39 ألف ساعة عمل بشري عبر تبنيها التشغيل التلقائي للعمليات (RPA)، لإنجاز 1.8 مليون معاملة بدقة تزيد عن 98%، ما أدى إلى تحسينات كبيرة في الإنتاجية والكفاءة، والمضي خطوة إضافية نحو التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار، وتعزيز السعي من خلال التحولات الريادية لأن تصبح الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها في العام 2071.
وأكملت وزارة المالية فعلًا المرحلة الثانية من رحلة التحول في عملياتها الداخلية نحو التشغيل التلقائي للعمليات (RPA)، أو ما يعرف بدمج أتمتة العمليات الآلية (التشغيل الروبوتي للعمليات)، حيث تستخدم الوزارة الآن الروبوتات (تطبيقات برمجية تنفذ مهام آلية)، ومن أكثر أنواعها شيوعا برامج الدردشة الآلية التي تدير التفاعلات الهاتفية أو عبر الإنترنت بين المؤسسات وعملائها، كما تستخدمها وزارة المالية على منصة المشتريات الرقمية بموقعها الإلكتروني، حيث تمكنها من تسريع العمليات من 60 يوما إلى 6 دقائق، ما يوفر منافسة أكبر على العقود الحكومية عبر السماح لمزيد من الشركات الصغيرة بالمشاركة.
واليوم ينتشر استخدام تلك الروبوتات بشكل متزايد في القطاع العام انطلاقا من سعي الجهات الحكومية لتحسين الكفاءة وخدمات العملاء.
من جهتها أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن تزويدها المنشآت الصحية التابعة لها بـ”روبوت” سحب الدم لتكون المؤسسة الأولى إقليمياً في استخدام هذا الروبوت الذي تشير الدراسات إلى قدرته على توفير 80% من الوقت المتطلب من الطاقم و50% من وقت انتظار المرضى لتقديم خدمة سحب الدم.
جاء ذلك خلال معرض ومؤتمر “الصحة العربي 2024 “الذي تتواصل فعالياته في دبي وتشارك فيه المؤسسة كشريك استراتيجي للخدمات الصحية بـ 4 محاور رئيسية.
ويستخدم “روبوت” سحب الدم تقنية الذكاء الاصطناعي والأشعة تحت الحمراء التي تضمن جودة خدمة.
ومواكبة منها لارتفاع الطلب على الخبرة في مجال الروبوتات بشكل كبير في السنوات القادمة، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، في أغسطس الماضي، قسمين جديدين يشملان برامج دراسات عليا في مجالي علم الروبوتات وعلوم الحاسوب، وذلك تلبية للطلب العالمي المتزايد على هذه التخصصات، إذ من المتوقع أن يصل الطلب إلى 225 مليار دولار في مجال علم الروبوتات و140 مليار دولار في مجال علوم الحاسوب بحلول العام 2030.
ويركز قسم علم الروبوتات، على بحوث الروبوتات التي تتمحور حول الإنسان وعلى الروبوتات المستقلة، بالإضافة إلى تطوير الجيل القادم من المتخصصين في علم الروبوتات ذوي المهارات الراسخة في الذكاء الاصطناعي كما في علم الروبوتات، ليشغلوا وظائف ريادية في الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية إذ يضمن التدريب الإلزامي إعداد الطلاب لتحريك عجلة التقدم التكنولوجي، أياً كان المسار أو القطاع الذي يختارونه في حياتهم المهنية.
وشهدت دبي في مارس 2023 افتتاح المقر الجديد والأول لشركة “يو.آي. باث” للشرق الأوسط وإفريقيا، وهي شركة أتمتة عمليات الروبوتات في دولة الإمارات، في حدث يعزز مكانة الدولة كمركز جذب عالمي يستقطب رواد التكنولوجيا والمبتكرين في المجالات الرقمية.
وتتعدد أدوار الروبوتات واستخداماتها في الدولة، حيث تعمل اليوم كمستشار توعوي، ومحاضر، ومذيع، وجراح وصيدلي، وموظف لخدمة العملاء، ومنقذ بحري وغيرها الكثير من الاختصاصات.
وعلى سبيل المثال سجل الدكتور علي البلوشي استشاري جراحة العظام وتبديل المفاصل نائب رئيس شعبة العظام في جمعية الإمارات الطبية، في نوفمبر الماضي، رقما قياسيا عالميا، بإجرائه ما يفوق عن 1500 عملية مفصل اصطناعي منذ بداية استخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي في الدولة شملت المفاصل الاصطناعية الأولية والكلية والجزيئة والثانوية بنسبة نجاح عالية جدا وصلت إلى 99% مقارنة بالعمليات التقليدية.
ويعد حضور واستخدام الروبوتات في القطاع الصحي في الإمارات من الأبرز والأكثر فعالية، حيث تستخدم وزارة الصحة ووقاية المجتمع تقنية الروبوت في عمليات القسطرة القلبية، وقد نجح مستشفى القاسمي بالشارقة في 26 يونيو 2014، في إجراء أول عملية باستخدام هذا النظام الآلي.
وأطلقت الوزارة برنامج جراحات الروبوت في مجال أمراض النساء والولادة، الذي جاء بعد الإنجازات التي تحققت باستخدام الروبوت في مجال جراحات القلب، كما تم إطلاق خدمة صرف الأدوية عبر الصيدلية الروبوتية للعيادات الخارجية في مستشفى الفجيرة، بهدف القضاء على الأخطاء الدوائية وانتظار المتعاملين لفترات طويلة.
وسجلت الروبوتات في عام 2019 حضورها في مجال الإعلام في الإمارات بعدما أطلقت مؤسسة دبي للإعلام، أول روبوت مذيع لإجراء حوارات إعلامية باللغة العربية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأطلقت المؤسسة على الروبوت المذيع اسم “راشد الحل” ليشارك في برنامج المؤشر على قناة سما دبي.
بدورها وظفت شركة أبوظبي للإعلام أول مذيع ذكاء اصطناعي ناطق باللغة العربية في العالم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليقدم النشرات الإخبارية باللغتين العربية والإنجليزية، على قنوات شبكة أبوظبي، صوتيا مع التركيز على تعابير الوجه وتفاعل الملامح.
وتمتلك الإمارات تجارب غنية للاستعانة بالروبوتات في مجال العمل الشرطي، وعلى سبيل المثال أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي في مايو 2017 انضمام أول شرطي آلي ذكي في العالم إلى صفوف كوادرها لتأدية المهام الموكلة إليه والذي يتمتع بقدرته على كشف المشاعر و حركة الأجسام و التعرف على الإيماءات وإشارات اليد عن بعد ويقدم خدماته للجمهور عبر 6 لغات مختلفة منها العربية والإنجليزية وغيرها.
بدورها وظفت مديرية المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوعية المرورية باستخدام روبوتها الآلي الذكي في العديد من الفعاليات خلال العام 2023.
وشاركت المديرية بالروبوت الذكي في العديد من الفعاليات من أبرزها معرض أسبوع المرور الخليجي في القرية العالمية بدبي، وبطولة الجوجيتسو في أرينا أبوظبي ومهرجان ليوا للرطب ومعرض صيف بأمان في مركز دلما التجاري، حيث أسهم الروبوت في تقديم النصائح المرورية، وعرض الأفلام التوعوية الرقمية للجمهور، وغيرها من المهام التي تسهم في تعزيز الثقافة المرورية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويؤدي الروبوت في الإمارات أدوارا متنوعة، فعلى سبيل المثال أطلقت بلدية دبي روبوتا آليا للإنقاذ البحري على الشواطئ العامة يمكن استخدامه في حالات ارتفاع الموج أو التيارات البحرية الساحبة التي يصعب على المنقذ البشري السباحة فيها وبإمكانه كذلك إنقاذ ما يتراوح بين أربعة وخمسة أشخاص في آن واحد.
وأعلن مختبر دبي المركزي التابع لبلدية دبي استخدام روبوت التحليل الآلي لإجراء فحوص التحليل الكيميائي على الأسمنت بجميع أنواعه باستخدام الأشعة السينية وبالاعتماد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أجازت الإمارات استخدام روبوت “بيكسي درون “(Pixie Drone)، العائم، بهدف جمع النفايات البحرية، حيث يتميز بقدرته على العمل في المياه العذبة والمالحة، بطاقة تصل إلى ست ساعات عمل متواصل يجمع خلالها 160 لتراً من النفايات العائمة السائلة.
وانضم الروبوت لأقسام خدمة المتعاملين بالدوائر الرسمية؛ إذ أطلقت مؤسسة دبي الذكية التابعة لحكومة دبي الروبوت “راشد” كمستشار يقدم للمتعاملين إجابات وافية حول الإجراءات والمستندات والمتطلبات اللازمة لمعاملاتهم المختلفة.. وصولا إلى تشغيل محطات مترو دبي لربوت بمهمة عامل نظافة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
أعلنت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) منذ تأسيسها في سان فرانسيسكو عام 2015 أن هدفها الرئيسي يتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI) وآمن يحاكي ذكاء الإنسان، ويفيد البشرية جمعاء، لكنها لم تتحدث عن موعد إنجاز ذلك حتى فترة قريبة.
في شهر يوليو/تموز 2024، تحدثت أوبن إيه آي عن تصنيف الذكاء الاصطناعي ضمن 5 مستويات، هي:
المستوى الأول: الذكاء الاصطناعي التحاوري (Conversational AI)يشير هذا المستوى إلى التقنيات التي تُمكّن الآلات من فهم ومعالجة لغة البشر والحوار معهم بطريقة طبيعية وسياقية، ومساعدتهم في إنشاء المحتوى الخاص بهم. يشمل ذلك روبوتات الدردشة، والمساعدات الافتراضية، وأدوات أخرى مصممة للتفاعل مع المستخدمين من خلال النص أو الصوت أو كلاهما معا.
تتوافر حاليا عدة برمجيات تقع ضمن هذا المستوى، ولكن بدرجات متفاوتة من حيث الهدف وطبيعة الاستخدام، منها شات جي بي تي من أوبن إيه آي، وأليكسا من أمازون، وكوبايلوت من مايكروسوفت، وسيري من آبل، وجيميناي من غوغل، وواتسون من آي بي إم، إلخ. المستوى الثاني: الذكاء الاصطناعي المنطقي (Reasoning AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية المصممة لمحاكاة التفكير المنطقي واتخاذ القرارات بشكل مشابه للبشر. يتضمن ذلك استخدام خوارزميات لحل المشكلات، واستخلاص الاستنتاجات، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات والقواعد المعطاة. بدأت بعض الشركات حديثا بتجريب تقنيات تعتبر ضمن المراحل الأولى لهذا المستوى، مثل "o1" من أوبن ايه آي. المستوى الثالث: الذكاء الاصطناعي المستقل (Autonomous AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة القادرة على أداء المهام واتخاذ القرارات بشكل مستقل دون تدخل بشري. تستخدم هذه الأنظمة التعلم الآلي الذاتي، والاستدلال المنطقي، والإدراك للتكيف والاستجابة لبيئتها بشكل ديناميكي. يمكن لهذه الأنظمة العمل كوكيل (Agent) مستقل نيابة عن المستخدم، كممارسة عمله أثناء إجازته.
تعمل العديد من الشركات للوصول إلى هذا المستوى، لكنها لم تبلغه بعد بشكل كامل. أبسط الأمثلة على ذلك هو السيارات ذاتية القيادة عندما تصل إلى مستوى لا يتطلب مراقبة بشرية لعملها. المستوى الرابع: الذكاء الاصطناعي الابتكاري (Innovating AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية القادرة على استكشاف وابتكار وتطوير أفكار أو منتجات أو حلول جديدة بشكل مستقل. يستخدم التفكير الناقد في هذا المستوى لتطوير الأعمال وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية. يمثل بلوغ هذا المستوى قفزة هائلة في قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تقربه من الذكاء الاصطناعي الفائق. المستوى الخامس: الذكاء الاصطناعي التنظيمي (Organizational AI)
يشير هذا المستوى الأخير إلى ذكاء اصطناعي فائق (Superintelligence) قادر على أداء عمل منظمة أو مؤسسة بأكملها أي يقوم بأعمال كل شخص لدى المنظمة أو المؤسسة، وكل وظيفة يتم تنفيذها، وذلك بواسطة وكلاء آليين يعملون معا، ويجرون التحسينات، ويديرون كل ما هو مطلوب دون الحاجة لوجود إنسان.
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط، بل ويحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات من خلال تحليل البيانات، والتوصل إلى رؤى تدعم التخطيط الإستراتيجي وتحسن كفاءة العمل.
في سبتمبر/أيلول 2024، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، أن تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق الذي يتفوق على البشر في جميع المجالات، قد يكون ممكنا في غضون "بضعة آلاف من الأيام"، أي بضع سنوات.
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط بل يحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات (غيتي إيميجز) الذكاء الاصطناعي العام في 2025في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أجرى جاري تان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لحضانة الشركات الناشئة واي كومبينيتور (Y Combinator)، مقابلة مع سام ألتمان، سأله فيها "ما الذي أنت متحمس له في عام 2025؟" "ماذا سيأتي؟"
أجاب ألتمان على الفور: "الذكاء الاصطناعي العام". "أنا متحمس لذلك".
هل هذا واقعي؟في مارس/آذار 2023 وبعد مدة وجيزة من إطلاق شات جي بي تي 4، تم إخضاعه للعديد من الامتحانات المطلوبة للقبول في الجامعات الأميركية أو لممارسة الأعمال، حيث أحرز فيها نتائج جيدة. ففي اختبار سات (SAT) الذي تعتمده الجامعات الأميركية للقبول، حصل في قسم القراءة والكتابة المستندة إلى الأدلة (Evidence-Based Reading & Writing) على درجة 710 من 800، أي حقق درجة أفضل من 93 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار.
وحصل في قسم الرياضيات (Math) على درجة 700 من 800، محققا بذلك درجة أفضل من 89 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار. وحصل بالمجمل على 1410 درجات من أصل 1600، مما يؤهله للقبول في جميع الجامعات الأميركية بما فيها جامعات النخبة (مثل هارفارد وستانفورد)، التي تتطلب عادة درجات أعلى من 1400.
وفي اختبار القبول في كلية الطب (MCAT) حصل على 511 درجة من أصل 528، وكان أداؤه أفضل من أداء 80 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. وكانت درجته تؤهله للقبول في أرقى الكليات التي تتطلب 510 درجات على الأقل. وأحرز شات جي بي تي 4، درجة قدرها 297 في امتحان نقابة المحامين الأميركيين الموحد (UBE)، الذي يؤهل المحامين لممارسة المهنة، وهي نتيجة تتجاوز الحد الأدنى المطلوب للنجاح في كافة الولايات الأميركية، مع العلم أن الحد الأدنى للنجاح في ولاية أريزونا هو الأعلى بين كافة الولايات الأميركية ويبلغ 273 درجة من 400.
وجاء أداؤه أفضل من أداء 90 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. هذه النتائج لا تعني أن مستوى ذكائه أصبح قريبا من ذكاء البشر، إذ لا يزال لديه العديد من نقاط الضعف وخاصة في مجال المنطق (reasoning)، وذلك ما حاولت أوبن إيه آي تحسينه في إصدارتها الحديثة "o1″، كما أنها تبذل جهودا كبيرة حاليا لتطوير القدرات المنطقية في إصدارات العام المقبل.
وفق المستويات الخمسة التي حددتها أوبن إيه آي، يمكن القول إن المستوى الذي يؤهل للذكاء الاصطناعي العام، هو المستوى الثاني، أي الذكاء الاصطناعي المنطقي. أما المستويات التي تتجاوز ذلك (الذكاء الاصطناعي المستقل والابتكاري والتنظيمي) فتمثل خطوات متقدمة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، متجاوزة قدرات الذكاء الاصطناعي العام الأساسية.
إذا نجحت أوبن إيه آي في مسعاها لتطوير القدرات المنطقية للذكاء الاصطناعي لمنتجاتها خلال عام 2025، فيمكننا القول إننا بلغنا المستوى الأساسي للذكاء الاصطناعي العام، وفق اختبار آلان تورينغ (المتعارف عليه حاليا) الذي يقيس قدرة الآلة على محاكاة السلوك البشري في الحوار، بحيث لا يستطيع الشخص معرفة إن كان يتفاعل مع إنسان أو آلة.
التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة (غيتي) هل العالم جاهز للذكاء الاصطناعي العامفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلال مناقشة عامة تتناول مستقبل الذكاء الاصطناعي، قال سام ألتمان: "إذا لم نبنِ بنية أساسية كافية، فسيكون الذكاء الاصطناعي العام متاحا لعدد قليل من الناس، مما قد يشعل الحروب، ويصبح في الغالب أداة بيد الأثرياء".
التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة. ففي مقابلة مع بي بي سي عام 2014، قال عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ: "تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يؤدي إلى نهاية الجنس البشري". أما إيلون ماسك فيعتقد أن هذا الاحتمال هو 20 بالمئة فقط، لكن يجب علينا أن نفعل ذلك على أي حال، حسب رأيه.
أما عالم الحاسوب الكندي الحائز جائزة تورنغ عام 2018 والذي يعتبر أحد آباء الذكاء الاصطناعي، يوشوا بينجيو فقال عن الذكاء الاصطناعي "نحن نخلق وحوشا أقوى منا".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرارا من خطورة استخدام الأسلحة الذكية التي تعمل تلقائيا قائلا "استهداف البشر بواسطة آلات مزودة بذكاء اصطناعي مستقل هو خط أخلاقي لا يجب تجاوزه".
وما يؤكد الشكوك في احتمال استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة ذاتية العمل هو ما أعلنته شركة ميتا أوائل هذا الشهر من أنها ستسمح لوكالات الأمن القومي الأميركية ومقاولي الدفاع باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لاما (Llama) الذي طورته.
أخيرا، وفي أثناء مناقشة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي جرت عام 2017، قال فلاديمير بوتين: "من سيتربع على عرش الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم".
الذكاء الاصطناعي العام والفائق على الأبواب، وسوف يجعل من يمتلكه قادرا على القيام بأشياء تبدو خيالية حتى الآن. وقد تقوم الحروب من أجله، وقد ينتهي في أيدي فئات قليلة من أصحاب النفوذ، ما لم يتغير النظام العالمي الراهن.