عودة الرياض.. تعويم الواقع السنّي قبل التسوية
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
إستطاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الفترة الماضية الحدّ من الخسائر التي كانت تتعرض لها الحالة السياسية السنّية في ظل غياب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورفع الغطاء السعودي عن لبنان، وتمكن ميقاتي من ملء المركز الدستوري السنّي الاول وتعزيزه، من خلال دوره السياسي والديبلوماسي وحسن ادارته للامور وعلاقته بالاطراف الداخليين والخارجيين، خصوصاً ان ميقاتي ليس طارئاً على نادي الزعامات السنّية.
لكن، من دون أدنى شكّ فإن الواقع السنّي في لبنان ليس على ما يرام وقد تأثر بكل تطورات المنطقة في السنوات العشر الأخيرة، لكن غياب الرياض عن المشهد اللبناني كان له الأثر الأكبر، اذ كانت السعودية تنأى بنفسها بشكل كامل عن التطورات الداخلية اللبنانية، ولا تتدخل سلباً أو إيجاباً في تزكية نائب او وزير او حتى تغطية حكومة، وهذا ما اوحى بأن المملكة غير مهتمة بأي امر لبناني.
وحرصاً على الواقع السنّي قررت الرياض التمييز بين السياسة الداخلية وبين الشارع السنّي، فجاء نشاط السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الانساني في بيروت والشمال لمساعدة المواطنين في ظل الازمة الاقتصادية التي ضربت لبنان منذ العام 2019، وهذا ما حصل من دون ان تخطو السعودية اي خطوة بإتجاه رعاية الصيغة اللبنانية، مع العلم ان الخطّ الاحمر الوحيد والذي كانت الرياض تذكر به بإستمرار هو "إتفاق الطائف".
في الايام الماضية برز حراك مستجد للبخاري أتخذ طابعاً مختلفاً عن طبيعة حضوره السياسي السابق، خصوصاً أنه يترافق مع نشاط الدول الخمس المهتمة بالساحة اللبنانية المواكب للتسوية الاقليمية التي بدأت تلوح بالأفق، اذ ان "الخماسية" تعمل على تسريع الحل في لبنان لتجنب الوقوع تحت ضغط "حزب الله" الذي ستتحسن ظروفه التفاوضية اذا ربط الازمة الداخلية بالتسوية الحدودية.
من خلال عودتها، تستطيع السعودية أن تضمن أمرين، الأول هو حضورها الوازن في اي تسوية تخص الساحة اللبنانية، والثاني هو إعادة تمكين وترتيب الساحة السنّية كي لا يتكرر مع السنّة ما حصل مع المسيحيين في "اتفاق الطائف" خلال مرحلة الضعف التاريخية التي مرّوا بها.
من هنا فإن النشاط السعودي المستجد لن يقتصر على الاهتمام بالقضايا السياسية بل ان ترتيب امور الحالة السياسية السنّية سيكون احد اهداف الرياض في المدى المتوسط ليعود الحديث عن إمكانية اعطاء المملكة الثقة لشخصية سياسية سنيّة اساسية لتقود المرحلة المقبلة بالتعاون مع سائر الاطراف... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خروقات متواصلة.. الاحتلال يواصل أعمال التفجير والنسف في القرى الجنوبية اللبنانية
عرض برنامج "من مصر"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "خروقات متواصلة لجيش الاحتلال.. إسرائيل تواصل أعمال التفجير والنسف في القرى الجنوبية اللبنانية".
خروقات مستمرة من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في الوقت الذي لم تحقق اللجنة الخماسية للإشراف على تنفيذ الاتفاق أي تقدم يذكر لإجبار إسرائيل على الالتزام ببنود ما تم التوافق عليه.
ولا يزال جيش الاحتلال يواصل الانتهاكات وإغلاق الطرق في جنوب لبنان بالسواتر الترابية والأسمنتية، كما يقوم بعمليات نسف وتفجير للمنازل في بعض بلدات وقرى الجنوب اللبناني مع تحليق مستمر للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية بالجنوب.
خروقات إسرائيل للاتفاق لم تمنعها أيضا من مواصلة التهديدات ضد لبنان وحزب الله الذي يلتزم الصمت كي لا يعطي إسرائيل مبررا لمواصلة الحرب.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل سترد بقوة إذا انتهك حزب الله وقف إطلاق النار أو لم ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني.
وشدد كاتس أثناء زيارته لمواقع تطل على قرى الجنوب في لبنان على أن إسرائيل لن تسمح بعودة مقاتلي حزب الله إلى الجنوب اللبناني لإعادة بناء بنيته التحتية وتهديد شمال إسرائيل.
وتزامنا مع ذلك زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون مواقع تابعة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في بلدة مرجعيون بالجنوب بهدف الاطلاع ميدانيا على خطة انتشار الجيش التي بدأها في الخيام والقطاع الشرقي.
وقال ميقاتي إن الجيش اللبناني سيقوم بمهامه كاملة في جنوب لبنان بعد انسحاب جيش الاحتلال من الأراضي التي توغل فيها مؤكدا أن الجيش أمام امتحان صعب لكنه سيثبت قدرته على القيام بكل المهام المطلوبة منه.
خروقات إسرائيل وتهديداتها المتواصلة تثير المخاوف بشأن سعيها لتحويل هذه الانتهاكات إلى أمر واقع، وترسيخ ما تقول إنه حق لها بحرية الحركة في جنوب لبنان على خلاف بنود الاتفاق التي أعطت حق الدفاع عن النفس للطرفين معا وليس لإسرائيل وحدها.