سودانايل:
2024-10-03@13:14:08 GMT

كيف نؤسس حوليات سودانية لإعادة كتابة التاريخ

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

التاريخ هو علم وفن وفلسفة وسياسة وثقافة وهوية, إنه دراسة للماضي وتفسيره وتقييمه وتوثيقه وتعليمه ونقله وتأثيره على الحاضر والمستقبل, إنه مصدر للمعرفة والحكمة والإلهام والتعلم والتغيير والتحدي والتحرير والتحول و إنه مرآة للذات والآخر والعالم والإنسانية, إنه حوار بين الأجيال والحضارات والشعوب والأمم والأفراد ولكن التاريخ ليس ثابتاً أو محايداً أو موضوعياً أو نهائياً, إنه متغير ومتناقض ومتعدد ومتنوع ومتجدد ومتطور و إنه يعتمد على المصادر والمناهج والمنظورات والأهداف والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات ولذلك إنه يتأثر بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير

سأتناول موضوع إعادة كتابة التاريخ السوداني لأغراض وطنية و سأحاول الإجابة على الأسئلة التالية ما هو الغرض من إعادة كتابة التاريخ السوداني؟ ما هو الجمهور المستهدف لهذه العملية؟ ما هي الرسالة التي تريد إيصالها؟ كيف يمكن إعادة كتابة التاريخ السوداني بطريقة علمية وفنية وفلسفية وسياسية وثقافية وهوية؟ ما هي المناهج والمعايير والأدلة والمصادر والمراجع والنماذج والأمثلة والحالات والتجارب والدروس والتوصيات والاستنتاجات والمقترحات التي يمكن استخدامها والاستفادة منها في هذه العملية؟ ما هي التحديات والصعوبات والمخاطر والفرص والآثار والنتائج والمسؤوليات والالتزامات والتطلعات والآمال والأحلام المتعلقة بهذا الموضوع؟

فرضيتي أو رأيي أو موقفي هو أن إعادة كتابة التاريخ السوداني هي عملية ضرورية ومهمة ومفيدة ومشروعة ومشرفة وممكنة ومطلوبة ومستحقة ومستحبة ومستحيلة ومستمرة ومتجددة ومتطورة ومتحولة ومتحررة ومتحدية ومتأثرة ومؤثرة ومبدعة ومبتكرة ومجددة ومحدثة ومتقدمة ومتنمية ومتحولة هنالك أحداث تاريخية كثيرة لم تجد حظها من البحث والتويثق والتحليل التاريخي العلمي ، ولقد شهد السودان العديد من الأحداث المهمة والمؤثرة على مصيره ومنطقته.

من بين هذه الأحداث، يمكن ذكر بعض الأمثلة التالية: قيام مملكة كوش في الألفية الأولى قبل الميلاد، والتي كانت إحدى أقوى الحضارات الإفريقية القديمة، والتي تركت آثاراً معمارية وفنية مميزة، مثل الهرمات والمعابد والنقوش ودخول الإسلام إلى السودان في القرن السابع الميلادي، وانتشاره بين السكان بفضل الدعوة والتجارة والزواج، وتأثيره على اللغة والدين والقانون والفن والعلوم وتأسيس مملكة سنار في القرن السادس عشر الميلادي، والتي كانت دولة إسلامية ثيوقراطية، والتي حكمت على معظم أجزاء السودان الحالي، وقاومت الغزو التركي والمصري، وأنتجت أدباً وشعراً وفقهاً وتاريخاً والغزو التركي المصري للسودان في القرن التاسع عشر الميلادي، والذي أنهى حكم مملكة سنار وغيرها من السلطنات السودانية، وفرض الضرائب والاستعباد والاستغلال على السودانيين، وأدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافيةوكذلك رصد الثورة المهدية في القرن التاسع عشر الميلادي، والتي قادها محمد أحمد المهدي، والتي نادت بالجهاد ضد الاستعمار والتحرير من الظلم والفساد، والتي أسقطت الحكم التركي المصري، وأقامت دولة المهدية، والتي قاومت الاحتلال البريطاني، والتي انتهت بمعركة كرري ومرورا بالحكم الاستعماري الثنائي البريطاني المصري للسودان في القرن العشرين، والذي فرض نظاماً كولونيالياً اقتصادياً وسياسياً على السودان، وسعى إلى تقسيمه وتمييزه وتهميشه، وأثار مقاومة ورفضاً من السودانيين، وأدى إلى نشوء الحركة الوطنية السودانية.استقلال السودان عن الحكم الاستعماري الثنائي في عام 1956، والذي تحقق بعد سنوات من النضال والتضحية والتفاوض من قبل الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجماهير الشعبية، والذي كان حلماً وهدفاً للسودانيين، والذي فتح باباً جديداً لبناء دولة مستقلة وسيادية

حرب الجنوب الأولى والثانية في القرن العشرين، والتي كانت صراعاً مسلحاً بين الحكومة المركزية والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تسببت في مقتل ونزوح الملايين من السودانيين، والتي انتهت باتفاقية السلام الشامل في عام 2005، والتي أدت إلى استفتاء الاستقلال وانفصال جنوب السودان في عام 2011.صراع دارفور في القرن الحادي والعشرين، والذي كان نزاعاً مسلحاً بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة في إقليم دارفور، والذي نشب بسبب الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والذي أوقع مئات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين، والذي تم التوصل إلى اتفاقية سلام في عام 2020.ثورة ديسمبر في القرن الحادي والعشرين، والتي كانت انتفاضة شعبية سلمية ضد النظام الحاكم بقيادة عمر البشير، والتي اندلعت بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتي استمرت لأشهر، والتي أطاحت بالنظام بمساعدة الجيش، والتي أدت إلى تشكيل حكومة انتقالية مدنية عسكرية.هذه بعض الأحداث التاريخية الهامة في تاريخ السودان، في العصور القديمة، كان السودان موطناً لمملكة كوش، التي كانت إحدى أقوى الحضارات الإفريقية، والتي امتدت من الشلال الأول إلى الشلال السادس في نهر النيل، وكانت لها علاقات تجارية وسياسية وثقافية مع مصر القديمة واليونان وروما والهند والحبشة . كانت اللغة المصرية القديمة هي اللغة الرسمية لمملكة كوش، وكانت تستخدم الهيروغليفية والميرويتيكية كأنظمة كتابة

في العصور الوسطى، دخل الإسلام إلى السودان في القرن السابع الميلادي، وانتشر بين السكان بفضل الدعوة والتجارة والزواج، وتأثرت اللغة والدين والقانون والفن والعلوم بالحضارة الإسلامية وظهرت عدة ممالك وسلطنات إسلامية في أجزاء مختلفة من السودان، مثل مملكة سنار وسلطنة دارفور ومملكة المسبعات وسلطنة تقلي وسلطنة الفور، وكانت لها حدود متغيرة ومتنازع عليها مع بعضها البعض ومع الدول المجاورة. كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية والشائعة لهذه الممالك والسلطنات، وكانت تستخدم الخط العربي كنظام كتابة

في العصور الحديثة، تعرض السودان للغزو التركي المصري في القرن التاسع عشر الميلادي، والذي أنهى حكم مملكة سنار وغيرها من السلطنات السودانية، وفرض الضرائب والاستعباد والاستغلال على السودانيين، وأدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية4. كان السودان يحتل مساحة أكبر من حدوده الحالية، ويشمل أجزاء من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا ومصر، وكان يدار بواسطة الخديوي المصري والوالي التركي، وكان يتبع النظام العثماني. اندلعت الثورة المهدية في القرن التاسع عشر الميلادي، والتي قادها محمد أحمد المهدي، والتي نادت بالجهاد ضد الاستعمار والتحرير من الظلم والفساد، والتي أسقطت الحكم التركي المصري، وأقامت دولة المهدية، والتي قاومت الاحتلال البريطاني، والتي انتهت بمعركة كرري. كانت دولة المهدية تحترم حدود السودان الطبيعية، وتدار بواسطة الخليفة والأنصار، وتتبع النظام الإسلامي

في القرن العشرين، دخل السودان في عهد الحكم الاستعماري الثنائي (البريطاني – المصري)، والذي فرض نظاماً كولونيالياً اقتصادياً وسياسياً على السودان، وسعى إلى تقسيمه وتمييزه وتهميشه، وأثار مقاومة ورفضاً من السودانيين، وأدى إلى نشوء الحركة الوطنية السودانية. تم ترسيم حدود السودان الحالية بعد عدة اتفاقيات مع الدول الاستعمارية الأخرى والدول الحدودية، وتم تقسيم السودان إلى شمال وجنوب بناءً على الخصائص العرقية والدينية والثقافية، وتم إدارة السودان بواسطة المحافظ العام والمجلس التشريعي، وتم تطبيق النظام البريطاني. استقل السودان عن الحكم الاستعماري الثنائي في عام 1956، والذي تحقق بعد سنوات من النضال والتضحية والتفاوض من قبل الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجماهير الشعبية، والذي كان حلماً وهدفاً للسودانيين، والذي فتح باباً جديداً لبناء دولة مستقلة وسيادية

إن إعادة كتابة التاريخ السوداني هي عملية تتطلب الجهد والتعاون والتواصل والتفاهم والتقدير والاحترام والتسامح والتنوع والتعددية والتضامن والتكامل والتوافق والتوازن والتناغم والتنمية والتحول بين جميع السودانيين. إنها عملية تهدف إلى تصحيح وتعديل وتحديث وتجديد وتحرير وتحول وتنمية وتقدم التاريخ السوداني. إنها عملية تسعى إلى توثيق وتعليم ونقل وتأثير وتحفيز وتشجيع وتهنئة وتقدير وتكريم وتمجيد وتعظيم وترقي وترفيع وتعالي وتسمي وتنوي وتحلي وتزين وتزكي وتطهر وتنور وتبهر وتبدع وتبتكر وتجدد وتحدث وتقدم وتنمي وتحول التاريخ السوداني. إنها عملية تريد أن تعكس وتعبر وتنمي وتحمي وتدافع وتناضل وتقاتل وتفوز وتنتصر وتسود وتحكم وتقود وتوجه وترشد وتهدي وتنير وتبصر وتبصير وتبين وتوضح وتفسر وتحلل وتناقش وتناقش وتحاور وتتفاهم وتتفق وتتحد وتتكاتف وتتعاون وتتضامن وتتكامل وتتوافق وتتوازن وتتناغم وتتنم وتتحول وتتحرر وتتحدى وتتأثر وتؤثر وتبدع وتبتكر وتجدد وتحدث وتقدم وتنمي وتحول التاريخ السوداني

أن إعادة كتابة التاريخ هي عملية تهدف إلى إعادة النظر في الماضي وتقديم رؤية جديدة أو مختلفة أو محدثة أو مصححة أو متعمقة أو متنوعة أو متعددة أو متحررة أو متحولة أو مبدعة أو مبتكرة أو مجددة للتاريخ إنها عملية تتطلب البحث والتحليل والتفسير والتوثيق والتعليم والنقل والتأثير والتحفيز والتشجيع والتحدي والتغيير للتاريخ. إنها عملية تتأثر بالمصادر والمناهج والمنظورات والأهداف والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات للتاريخ. إنها عملية ترتبط بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير للتاريخ , لتطبيق مفهوم إعادة كتابة التاريخ علىنا يجب أن تحدد أولاً ما هي الأسباب والدوافع والأهداف والغايات من هذه العملية. هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتصحيح الأخطاء والتحيزات والتناقضات والثغرات والنقص والزيادة والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب التي وقعت في كتابة التاريخ السابق؟ هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتحديث وتجديد وتحرير وتحول وتنمية وتقدم وتحول التاريخ الحالي؟ هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتأثير وتحفيز وتشجيع وتحدي وتغيير وتحول التاريخ المستقبلي؟

إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية هي عملية تهدف إلى إبراز الهوية والقيم والمصالح والأهداف والإنجازات والتضحيات والمقاومة والنضال والتحرير والتحول والتنمية والتقدم والتحدي والتغيير والتأثير والتحفيز والتشجيع والتوحيد والتكامل والتضامن والتعاون والتفاهم والتوافق والتناغم والتنوع والتعددية والتسامح والاحترام والتقدير والتكريم والتمجيد والتعظيم والترقي والترفيع والتعالي والتسمي والتنوي والتحلي والتزين والتزكي والتطهر والتنور والتبهر والتبدع والتبتكر والتجدد والتحدث والتقدم والتنمي والتحول للشعب والوطن. إنها عملية تستند إلى المصادر والمناهج والمنظورات والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات والتجديدات والتحدثات والتقدمات والتنميات والتحولات للتاريخ. إنها عملية تتأثر بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير للتاريخ

بناء روح الوحدة الوطنية لدي الثوار هو هدف ونتيجة وآثر ومسؤولية والتزام وتطلع وأمل وحلم من أهداف ونتائج وآثار ومسؤوليات والتزامات وتطلعات وآمال وأحلام إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية. إنه يعني توحيد الرؤى والمواقف والمطالب والحلول والخطط والبرامج والمشاريع والمبادرات والأنشطة والحملات والتحالفات والتعاونات والتضامنات والتكاتفات والتكاملات والتوافقات والتناغمات والتنوعات والتعددات والتسامحات والاحترامات والتقديرات والتكريمات والتمجيدات والتعظيمات والترقيات والترفيعات والتعاليات والتسميات والتنويات والتحليات والتزينات والتزكيات والتطهرات والتنورات والتبهرات والتبدعات والتبتكرات والتجددات والتحدثات والتقدمات والتنميات والتحولات بين الثوار والقوى والحركات والأحزاب والمنظمات والمؤسسات والجمعيات والنقابات والمهنيات والمجتمعات والجماهير والفئات والمجموعات والأفراد الذين يناضلون ويقاومون ويحاربون ويفوزون وينتصرون ويسودون ويحكمون ويقودون ويوجهون ويرشدون ويهدون وينيرون ويبصرون ويبصيرون ويبينون ويوضحون ويفسرون ويحللون ويناقشون ويحاورون ويتفاهمون ويتفقون ويتحدون ويتكاتفون ويتعاونون ويتضامنون ويتكاملون ويتحدثون ويتقدمون ويتنمون ويتحولون من أجل الشعب والوطن

لابد إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية منها التبصر وفهم تتطور الامة عبر الجقب وبناء روح الوحدة الوطنية لدي الثوار، يمكننا الاطلاع على بعض المصادر والمراجع والكتب والمقالات والدراسات والأبحاث والتجارب والحالات والأمثلة والنماذج والدروس والتوصيات والاستنتاجات والمقترحات التي تتناول هذا الموضوع من منظورات مختلفة ومتنوعة ومتعددة ومتحررة ومتحولة ومبدعة ومبتكرة ومجددة ومحدثة ومتقدمة ومتنمية لهذا كان هذا كل الجهد والاقوال حاولت أنقلها هنا .

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الترکی المصری على السودان إنها عملیة السودان فی والتی کانت من السودان التی کانت هی عملیة وأدى إلى فی عام

إقرأ أيضاً:

صفقة القرن القادمة بين اسرائيل وحماس

راجت في وسائل الإعلام أخبار غير مؤكدة تتحدث عن مبادرة تقترح (انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج «حماس» عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، حيث ستحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية. ولفت إلى أن هذا المقترح لاقى استحساناً لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، التي تقترب من نهاية عامها الأول، في مساعٍ لإنجاز صفقة التبادل بين الطرفين، مبيناً أن إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية. وبحسب المصدر، فإن الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة «حماس» ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير).
هذا المقترح يحمل رائحة مصرية، ويبدو أن فيه مخرجا منطقياً بالنسبة لجميع الأطراف المتورطة في هذه الحرب، والتي لا اعتقد أن أيا من الطرفين المتحاربين سيكسب منّ إستمرارها. ولم تم تنفيذ هذه الخطة فان نتنياهو سيخرج منتصراً وسيقول بأنه قد حقق مبتغاه، بإزالة خطر حماس الذي يتهدد بلاده، وسيحقق انتصارا على معارضيه داخل اسرائيل من الذين اختلفوا معه حول أهداف هذه الحرب، وضررها وتقليصها لاحتمالات الوصول لصفقة تحرر الرهائن، وهذا ملف ساخن جداً في اسرائيل، ويهدد طموحات نتنياهو السياسية وفرصه في الانتخابات المقبلة. ومن ناحية حماس، فإن هذا المقترح سيكتب لها عمراً جديداً، أفضل كثيراً من احتمالية القضاء الكامل عليها واجتثاثها من على ظهر الأرض، وقد فقدت بالفعل حتى الآن أكثر من نصف مسلحيها، وشل النصف الثاني.
وبالنسبة للإدارة الأميركية، وحكومات الدول الغربية المتحالفة مع اسرائيل، فإن هذا المقترح سيرفع عن كاهلها حرجاً عظيماً ويخلصها من صداع الادانات الدولية ضد مواقفها من تأييد اسرائيل، التي تمارس التصفية العنصرية ضد عشرات الآلاف من سكان غزة. وبالنسبة للدول العربية، وخاصة بعض أهم دول الخليج، التي كانت قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عقد اتفاقات السلام والتعاون مع اسرائيل، فإن ايقاف هذه الحرب سيعيدها إلى تحقيق رغبتها ومصالحها التي بتتها على وقف العداء وعقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل ،
وبالنسبة للبرهان والجيش السوداني، فإن هذا الاتفاق سيكتب لهم عمرا جديداً، حيث ستصبح كل الأطراف المذكورة أعلاه مدينة له، وهذا سيضمن له البقاء في السلطة، بدعم اقتصادي كبير من كل المستفيدين، ولنفس السبب ستكون مصر، مقدمة المقترح، في تقديري، هي المستفيد الأكبر من هذه الصفقة. فهي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، وسيصبح المستفيدين من الصفقة أكثر استعدادا لمعاونتها ودعمها ومكافأتها على حلها للأزمة.
وفي تقديري أن مصر ستستفيد أكثر من توسيع نفوذها وتقوية قبضتها على زمام الأمور في السودان. ففيما يبدو لي أن مصر قد دخلت مؤخراً بقوة ومساهمة عسكرية أكبر لدعم موقف البرهان وجيشه في الحرب الطاحنة الدائرة، بعد أن كان الجيش قد أوشك أن ينتهي مهزوماً من قوات الدعم السريع، حيث تراجعت قواته وتوالى انسحابها من معظم الولايات والقواعد العسكرية في مختلف أرجاء البلاد، ويبدو أن انتصارات الجيش خلال هذا الأسبوع وتقدمه في عدة جبهات من الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، قد حدثت نتيجة لتدخل مصري بالطائرات التي قصفت عديد المواقع، بدقة وكثافة لم تعرف عن الجيش السوداني منذ بداية هذه الحرب.
مصر تخشى من مخاطر انتصار الدعم السريع، لأنها تراه مهدداً حقيقياً لأمنها، ومعوقا لمشروعها الذي تخطط له في السودان، ويتلخص في تسليم السلطة لحكومة عسكر/مدنية، تكون خاضعة لنفوذها، مثلما كانت حكومة البشير، كأن يكون على رأسها رجل مثّل البرهان، ولا بأس أن يكون معه حمدوك المقبول دولياً، كرئيس مدني للوزراء، وتكون مهمة هذه الحكومة الأساسية هي تنظيف الجيش وأجهزة الأمن والدفاع من الكيزان، عدو نظام السيسي الأكبر والأخطر، على غرار ما فعلت حكومة السيسي في مصر، والتي تحتجز في سجونها ستين ألفاً من الاخوان المسلمين، بدأت حملة تطهيرهم مباشرة بعد مواجهتهم في رابعة.

bederelddin@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • صفقة القرن القادمة بين اسرائيل وحماس
  • سياحة داخل نفس سودانية
  • جلالة الملك يأمر الحكومة بتخصيص مساعدات مالية هامة لإعادة بناء المنازل المتضررة من فيضانات الجنوب الشرقي
  • حشيشي يعاين عملية إعادة تشغيل محطة تحلية مياه البحر بالحامة في العاصمة
  • مدبولي: نشهد الآن إعادة تشكيل موازين القوى في العالم
  • مدبولي: نشهد الآن إعادة تشكيل موازين القوى في العالم ومحاولات لإضعاف المنطقة
  • حرب السودان أكبر مؤامرة تعرضت لها دولة في التاريخ الحديث
  • اكتشاف أكبر حروب ما قبل التاريخ .. أجزاء منها وقعت في مصر والعراق
  • في اليوم العالمي للقهوة.. تاريخ اكتشاف المشروب الأكثر إثارة للجدل في التاريخ
  • ‏الجيش اللبناني: نفذنا عملية إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية