سودانايل:
2024-07-05@11:23:41 GMT

في الكتابة عن بعض تاريخ الإنقاذ المخضب بالدنايا

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

سرف المداد

يبدو أن حكومة الإنقاذ معذورة بعض
العذر فيما تورطت فيه، ودفعت إليه، من ادعاءات لا تمت للواقع بصلة، ولا تصل إليه بسبب، فسيرتها المعوجة في قمع الحريات ،وتكميم الأفواه، أمر من الاطالة التي لا جدوى منها أن نتعرض لاثباته بالبرهان، فالأمثلة والشواهد على قمعها وظلمها لشعبها، يفوق عدده الاحصاء، فلسنا في حاجة إلى بسط تاريخها المخزي الذي تواضع عليه القاصي والداني، ولا إلى نبش طغيانها الذي تمتد له الأسباب، وتُرخى له الأعنة، ولعل أصعب مشقة، وأثقل جهد، يمكن أن يعصف بعقولنا المكدودة، هو تصديق مزاعمها بأن الحريات قد أضحت متاحة، وأن سجونها ومعتقلاتها الممتدة قد باتت خالية من وجود معارضين، وأنها تحتاط لنفسها الآن بالعدل المطلق، وتعتصم بالديمقراطية السمحة، فهي ما فتئت تلتمس مضامين الحرية، حتى وجدت معناها في الحوار الجامع الذي أخذت تنادي به، وتدعو إليه، وتمهد له، حتى صدّعت به رؤوسنا، وما هو إلاّ أكذوبة من أكاذيبها، نعم إن هذا الادعاء الذي أسبغته الإنقاذ على طارفها وتليدها، في سخاء وخفه، نمانعه أشد الممانعة، ونرفضه أشد الرفض، فأنى لوليد الأسى، وربيب الألم شعبها الذي لم يلتأم جرحه، أو تجف عيونه، أن يصدق مثل هذه الترهات والأباطيل.


تســـــــــتّـــروا بــأمـــــور في ديــــــانـــــتــــهــــــــم وإنـــــــــــما ديــــــــنهـــــــُـــــم ديــــــــــــــنُ الزنـاديــــــــــق

تُـــــكـذبُ العقــل في تصديق كاذبهم والعـــــــقل أولـــى بإكــــــــرامٍ وتـــــــصـــــديق

إن الإنقاذ التي انفجر في صدرها الحاني، شريان الهوى الجياش، تجاه محكوميها معذورة، لأنها وقفت وحيدة في ميدان الخسة والنذالة، تكافح معارضة واهنة العزم، كليلة الحد، ساقطة الهمة، لا عين لها ولا لسان، ولم تكن قط مناط ثقة، أو معقد رجاء، لأمة يجول في نفسها بغض الإنقاذ، ويقع تحت حسها الأمل النديان، أمل يخالط أنماطاً شتى من الأجناس، تكابد الجوع والخوف، وتجابه الحرمان، لم تكن إذن الإنقاذ مسرفة ولا غالية، حينما قالت في صفاقة لا تضاهيها صفاقة، أنها قد فرضت على نفسها قيودا محكمة، وأغلالا ثقالا، حتى لا تأخذ من اجتواها بمخايل شك، أو تعنف من تضجر من حكمها الطويل وأظهر الملالا، ولكن الإغراق في هذه الدعوى التي تبغض إلينا الحياة، وتصرفنا عن مباهجها، شيء، ومخرجات حوار الوثبة، وما تمخض عنه شيء آخر، فمخرجات هذا الحوار القمئ، لا يمكن أن ينتهي بنا إلى الخير، فلم يصدر عنه، سوى استحداث منصباً لرئيس الوزراء، تقلده رجلاً صارماً، سوف يدفع لا محالة وزرائه للأخذ برأيه على ما في رأيه من عوج وخطل وأمت، ولقد آثرنا هذا الرجل بالذكر، لأنه أمسى الآن أس الإنقاذ ودعامتها، رغم أن الإنقاذ لم تظهر الحفاوة به، ولا الحرص عليه، حينما كانت في مهدها، إلا أن الفريق بكري حسن صالح ظلّ هو الوحيد من مجلس قيادة الثورة الآفل، الذي لم تشمله سياسة الإقصاء، أو التهميش، ومع كل هذا، ومع فداحة الأعباء التي ألقيت على كاهله، والوظائف السيادية التي أوكلت إليه، لم يكن سيادة الفريق في تلك الحقبة، من الشخصيات التي تشرئب لمقدمها الأعناق، وتشخص لطلعتها الأبصار، إذن ستمتد وتيرة الإنقاذ عقد آخر، فهي لم تكن تنشد من حوارها الممجوج هذا، سوى كسب المزيد من الوقت، وإضفاء إطار الشرعية على نظامها المهترئ الحافل بالثقوب، وإصدار نسخة جديدة منه، ولكن هذا كله على مضه وايلامه، لم يدفع الشعب الذي يمضي في ركب الحياة، بجسد مهدود، وعصب مجهود، وشأو بالي، سوى أن يتحدث في امتعاض ويطيل الحديث، ثم يعود إلى حياته القانعة الخشنة، التي ذوى فيها جسمه من الغرث والدنف، وأرباب طغاته في بضة وعافية، واضطربت فيها روحه من الذعر والخوف، وأقطاب جلاديه في أمن وطمأنينة، لقد استطاب السودانيون هذه الحياة وأذعنوا لها، وإن بقيت نفوسهم، لا تمل من الاستسلام للأمال، والاسترسال مع الأماني، والإنقاذ التي هي كحادي العيس يعنيها أن يستمع الناس لأغانيها الفجة، وأن يجدوا في ألحانها التعيسة لذة ومتاعا، فهي تنشد أن يتجاوب معها الشعب، سواء أراد أو لم يرد، و يضنيها أن يقف حيال سياساتها الخرقاء، مكسور أو ساكن، لأجل ذلك هي تكذب وتفجر في الكذب، حتى يصدر عن السود ما يوحي بالاهتمام.
والسيد نائب الرئيس، ورئيس الوزراء، الذي لا يعنيه رضي الناس عنه، أو سخطوا عليه، أتحفنا في مساء يوم ذاكي، بتصريح يذهل عقل الحصيف، فقد ذهب سيادة الفريق أن الدولة تحترم النصوص القانونية، والقواعد الدستورية الخاصة بحرية الصحافة، ولعل واقع الحريات المزري يفند هذا الزعم، وحال الصحفيين الذين ضاقت طائفة غير قليلة منهم، من تعقب الأجهزة الأمنية لهم، واستدعائهم في مكاتبها الفخمة البنيان، يجعلنا في لحظات يأس وقنوط، نحتشد حول نعش الصحافه، ونتهافت إلى تشييعها ونودعها الثرى، وننتظر في خضوع، مقدم سادتنا ليزرفوا عليها دمعة حزن كاذبة، لقد تجاهل جبابرتنا أن الشعب الذي وطًنّ نفسه على الشراب الكدر، والطعام الوخيم، واللباس الخشن، رغم الجحيم الذي عاش فيه، ما زال عاجز على أن يعلن الشك ويخفي اليقين، فهو الذي أصابه كل كلم، وامتد إليه كل أذى، سوف تعلن هذه الطائفة الصابرة على عرك الشدائد، دون مواربة أو روع، أن الإنقاذ أودت بالصحافة في السودان إلى حتفها، وأنها حتى تبقى ممسكة بأعنة الحكم، قد استمرأت التضييق عليها في أرض النيلين، بمقص الرقيب الذي يستأصل كل ما يفضح جرائرها وسوءاتها، وبمصادرة وحجب الصحف التي تصدت لعسفهم وبطشهم، وبالإستدعاءات المذلة للصحفيين الأبطال، ومنع بعضهم من الكتابة.
د.الطيب النقر

nagar_88@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما هو حلف الناتو وشروط الانضمام إليه؟

سرايا - ما هو حلف الناتو؟

حلف شمال الأطلسي، أوقمة الناتو، هو تحالف عسكري دولي تأسس عام 1949، يهدف إلى ضمان الأمن والدفاع المشترك لدوله الأعضاء ضد أي عدوان خارجي.

شروط الانضمام إلى الناتو:

للوصول إلى عضوية الناتو، يجب على الدولة الراغبة في الانضمام استيفاء معايير محددة، تشمل:

• نظام حكم ديمقراطي: يجب أن تكون الدولة حكومة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وحكم القانون.
• الحرية الفردية: يجب أن تُضمن الدولة حرية التعبير والتجمع والصحافة.
• سيادة القانون: يجب أن تكون الدولة مُلتزمة بسيادة القانون واحترام المؤسسات القضائية.
• القدرة على المساهمة في الدفاع الجماعي: يجب أن تمتلك الدولة القدرة العسكرية الكافية للمساهمة في الدفاع الجماعي للناتو.
• التوافق مع قيم وأهداف الناتو: يجب أن تلتزم الدولة بقيم وأهداف الناتو، بما في ذلك حل النزاعات سلميًا وتعزيز التعاون الدولي.
عملية الانضمام:

• تبدأ عملية الانضمام بتقديم الدولة الراغبة طلب رسمي إلى مجلس الناتو.
• يُقيم المجلس تقييمًا شاملًا لقدرة الدولة على الوفاء بمعايير العضوية.
• إذا نجحت الدولة في اجتياز التقييم، يُصدر المجلس دعوة رسميةللانضمام إلى الحلف.
• تُصادق جميع الدول الأعضاء في الناتو على انضمام الدولة الجديدة.
• تُصبح الدولة عضوًا رسميًا في الناتو بعد إيداع وثائق الانضمام لدى الأمين العام للناتو.
قمة الناتو:

قمة الناتو هي اجتماع سنوي لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الحلف. تُعقد القمة لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية الرئيسية التي تواجه الحلف، واتخاذ قرارات بشأن السياسات والعمليات.

قمة الناتو لعام 2024:

عُقدت قمة الناتو لعام 2024 في مدريد، إسبانيا، في الفترة من 29 إلى 30 يونيو. ركزت القمة على عدد من القضايا الهامة، بما في ذلك:

• الحرب في أوكرانيا: ناقش قادة الناتو التداعيات الأمنية للحرب في أوكرانيا، وأكدوا على دعمهم القوي لأوكرانيا.
• تعزيز الدفاع الجماعي: اتفق قادة الناتو على تعزيز الدفاع الجماعي للحلف، بما في ذلك زيادة الإنفاق على الدفاع ونشر المزيد من القوات في أوروبا الشرقية.
• مواجهة التهديدات الجديدة: ناقش قادة الناتو التهديدات الجديدة التي تواجه الحلف، مثل التهديدات الإلكترونية والهجمات الهجينة.
• توسيع الناتو: رحبت القمة بانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وأكدت على انفتاح الحلف على المزيد من الدول التي تشارك قيمه وأهدافه.
التاريخ:

• تأسس حلف الناتو عام 1949، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف منع تكرار العدوان السوفيتي على أوروبا الغربية.
• ضمّ الحلف في البداية 12 دولة: الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، ولوكسمبورغ، والنرويج، والدنمارك، وآيسلندا، والبرتغال.
• توسعت عضوية الحلف على مر السنين لتشمل 30 دولة، مع انضمام آخرها السويد وفنلندا عام 2024.
الهيكل التنظيمي:

• يتكون حلف الناتو من الهيئات الرئيسية التالية:
o مجلس الناتو: هو أعلى هيئة سياسية في الحلف، ويتكون من وزراء خارجية الدول الأعضاء.
o لجنة التخطيط الدفاعي: هيئة عسكرية عليا مسؤولة عن تخطيط وتطوير السياسة الدفاعية للحلف.
o المقر العام للناتو: يقع في بروكسل، بلجيكا، وهو مسؤول عن الإدارة اليومية للحلف.
• لدى الناتو أيضًا عدد من اللجان والوكالات المتخصصة في مجالات مختلفة، مثل الاستخبارات والاتصالات والمعلومات.
العمليات:

• يُجري حلف الناتو مجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك:
o الردع: يُحافظ الحلف على قوة عسكرية قوية لردع أي عدوان محتمل.
o الدفاع الجماعي: في حالة تعرض أي دولة عضو لهجوم، سيُدافع عنها جميع الدول الأعضاء في الحلف.
o إدارة الأزمات: يُشارك الحلف في إدارة الأزمات الدولية، مثل عمليات حفظ السلام والمساعدات الإنسانية.
o مكافحة الإرهاب: يُشارك الحلف في مكافحة الإرهاب الدولي.
o التعاون مع الشركاء: يُتعاون الحلف مع دول ومنظمات أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.


ختامًا:

يُعدّ حلف الناتو تحالفًا عسكريًا هامًا لعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في أوروبا لأكثر من 70 عامًا.

يواجه الحلف اليوم عددًا من التحديات الجديدة، لكنه يظلّ منتدىً هامًا للتعاون الدولي ومنصةً لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية الملحة.


مقالات مشابهة

  • الكتابة في زمن الحرب (28):  التغيير الفعال
  • ما هو حلف الناتو وشروط الانضمام إليه؟
  • فتح باب المشاركة في «مسابقة الكتابة الإبداعية»
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الدكتور يحيى زيد الشامي
  • المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يفتح باب المشاركة في “مسابقة الكتابة الإبداعية”
  • مشاركة كبيرة بورشة حرفية الكتابة الإبداعية بمركز الثقافة السينمائية
  • دي ستيفانو.. الأسطورة التي غيرت تاريخ ريال مدريد
  • تاريخ الهدف الألف للأسطورة بيليه يصبح يوما تذكاريا في البرازيل
  • انتشال جثة غريق من نهر النيل فى الصف
  • حزب المصريين: بيان 3 يوليو كان حدثا محوريا في تاريخ مصر الحديث