استمعت محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، مساء أمس الثلاثاء، إلى بعض المتهمين في ملف مثير يتابع فيه أطر وموظفون عموميون بقطاع الصحة وأرباب شركات ومستخدمون، والذي وصف “بزلزال قطاع الصحة”، المتابع فيه أزيد من 20 متهما، بينهم 18 في حالة سراح.

واستمعت هيئة الحكم لإحدى المتهمات التي كانت تترأس مصلحة الموارد المالية واللوجستية بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة جهة طنجة تطوان الحسيمة.

هذه المتهمة التي استمعت إليها المحكمة طيلة 3 ساعات تقريبا، شددت على أنها لم تتقاض أية مبالغ مالية من طرف المتهم “أحمد” وهو مهندس معها في المديرية الجهوية للصحة بالشمال، على عكس ما يؤكده هذا المهندس الذي صرح حين الاستماع إليه من طرف الفرقة الوطنية أو لدى قاضي التحقيق أن المتهمة “فاطمة” تقاضت منه مبالغ هامة على شكل رشوة، هذه المبالغ تقارب 130 ألف درهم. ممثل النيابة العامة قال إنه صرح بمبلغ 670 ألف درهم.

المتهمة رئيسة المصلحة نفت إن كانت تقاضت رشوة من المهندس المذكور، واعتبرت أن العلاقة التي تجمعهما هي علاقة وطيدة وشبه أخوية، واستغربت قوله بأنها تقاضت مبالغ منه مقابل خدمة معينة، بل وشددت على أنها لم تسد له أية خدمة، وبالتالي لماذا ستتقاضى منه مبالع مالية.

وفي المقابل، وبعد إنكارها إن كانت تقاضت رشوة من المهندس، عادت وقالت إنها تقاضت مبلغ 130 ألف درهم من أحمد كسلف وليس رشوة، وعلى شكل دفوعات.

سألها القاضي لماذا لم تدل بهذه المعلومة لدى الضابطة القضائية، أجابت أن الشرطة لم تسمح لها بذلك، بل اشتكت بمعية دفاعها بالمعاملة العنصرية بحسب تعبير دفاعها. وقالت إنها عوملت بطريقة قاسية من طرف بعض ضباط الشرطة، وأشارت إلى ضابط عاملها “بتمييز بسبب لكنتها الريفية”، بل وأضافت، سألني الضابط عن “انتمائي لمنطقة الريف وقال لي بطريقة ساخرة، “نتينا ريفية مرحبا نديرو ليك البيصارة”. والدفاع بدوره ركز على هذه النقطة، وقال إن مؤازرته عانت من التمييز العنصري.

سألها القاضي في هذا السياق، هل ضربوك، في إشارة إلى الشرطة، أجابته “أكثر من الضرب؛ فجرح اللسان يعتبر أكثر من الضرب”، سألها القاضي ولماذا وقعت على المحضر، أجابت “أجبرت على ذلك”.

وطيلة الاستماع إلى المتهمة حاولت إقناع المحكمة بأنها تشتغل في حدود اختصاصاتها، وأنه طيلة 30 سنة في خدمة وزارة الصحة لم تتلق أي توبيخ أو إنذار من طرف الوزارة، كما واجهتها المحكمة بأسئلة تتعلق بتوريد أجهزة لفائدة مستشفى إمزورن.

وقالت إنها أجبرت على أن تترأس اللجنة المتعلقة بفتح الأظرفة من طرف وزارة الصحة. سألها القاضي أين يتجلى هذا الإجبار، ردت في شخص الوزير الذي يطالب بالإسراع بنشر طلبات العروض الخاصة بأحد المستشفيات الذي كان يرتقب تدشينه من طرف الملك. وقالت “نحن سرعنا في الإجراءات وها أنا هنا” .
استطرد القاضي وقال “إن هذا ليس إجبارا بل ضرورة لبناء مؤسسة صحية أو تجهيزها”، لكن، يضيف القاضي، “من يجبرك على التوقيع على الوثائق، أجابت “الوثائق التي أوقعها بصفتي القانونية أي آمرة بالصرف بالنيابة”.

ومن بين الأسئلة التي وجهها القاضي تتعلق بمسؤوليتها في تعيين اللجنة الفرعية المعنية بفتح أظرفة صفقات وزارة الصحة بالشمال، لتشدد على أنها ليست معنية بتعيين أعضاء اللجنة، وإنما صاحب المشروع.

استغرب القاضي من رد المتهمة وعاد ليسألها من هو صاحب المشروع في هذه الحالة، لتجيب أن الوزارة أو المديرية الجهوية هي صاحبة المشروع، ليقول لها إن بالمديرية هناك رئيس اللجنة الأساسية، وهو من يعين أعضاء اللجنة الفرعية، إذن في هذه أنت من يعين.

هنا ارتبكت المتهمة وقالت إن رئيسة اللجنة تشكل الأعضاء ولا تعينهم، فسألها القاضي هل أعضاء اللجنة يتغيرون، أجابت نعم يتغيرون، فسألها القاضي مرة أخرى، وهل في كل مرة يعينهم الوزير؟ فردت المتهمة أن اللجنة التي تترأسها تشكل أعضاء اللجنة الفرعية خلال 24 ساعة قبل فتح الأظرفة، وأضافت “نحن لا نعين هؤلاء الأعضاء بل تقوم بتعيينهم الوزارة لهذا الغرض بالقانون”، ليتدخل القاضي مرة أخرى، قائلا “إسناد المهمة لأعضاء اللجنة الفرعية يتم من طرف اللجنة الأساسية”، غير أن المتهمة لم تجبه. وأرجأت المحكمة النظر في الملف إلى غاية 22 من شهر فبراير المقبل لمواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين.

ويتابع في الملف الذي تفجر داخل وزارة الصحة السنة الماضية، مهندسون وصيدلاني ومدراء مديريات جهوية للصحة، إلى جانب رؤساء مصالح وأقسام وموظف سابق بوزارة الصحة، ومسيري شركات أدوية.

وكانت النيابة العامة وجهت للمتورطين تهما تراوحت بين تكوين عصابة إجرامية، والإرشاء، وتبديد المال العام، وتزوير محررات رسمية، وتزوير وثائق تصدرها الإدارة العامة واستعمالها، وإتلاف وثيقة عامة من شأنها أن تسهل البحث عن الجنايات والجنح وكشف أدلتها وعقاب مرتكبيها، والتحريض على ارتكاب جنح، وإفشاء أسرار مهنية.

كلمات دلالية الدار البيضاء محكمة الإستئناف وزارة الصحة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الدار البيضاء محكمة الإستئناف وزارة الصحة اللجنة الفرعیة أعضاء اللجنة وزارة الصحة وقالت إن من طرف على أن

إقرأ أيضاً:

سوريا: تحديد مكان رأس خلية لفلول النظام مسؤولة عن اغتيال عناصر أمنية

أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية السورية، الثلاثاء، أنها تمكنت بعد رصد ومتابعة من تحديد مكان رأس خلية تتبع لفلول النظام البائد الذي أطلق النار على أفراد من الأمن العام مطلع آذار/ مارس الماضي.

اقرأ ايضاًالشرع يناقش تفاصيل المرحلة المقبلة في أول اجتماع للحكومة السورية الجديدة

وقال المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية لوكالة الأنباء السورية "سانا" إنه "بعد الرصد والمتابعة تمكنت دورية من الوحدات الخاصة في الأمن العام بمدينة اللاذقية من تحديد مكان رأس خلية تتبع لفلول النظام البائد المدعو "حسن ابراهيم" وأفراد من عصابته".

وأضاف كنيفاتي، أن خلية المجرم "حسن إبراهيم" مسؤولة عن "اغتيال عنصرين من مديرية الأمن العام بتاريخ 2025/3/3، كما أنه متورط بشكل مباشر بقيادة مجموعات من فلول النظام البائد واستهداف قوات الجيش والأمن".
وأكد المقدم كنيفاتي: "لن ندخر أي جهد في ملاحقة والضرب بيد من حديد كل المجاميع الإرهابية التي استهدفت أو تخطط لاستهداف أهلنا المدنيين وقوات الأمن".

وفي شهر آذار/ مارس الماضي، قال مصدر في وزارة الدفاع السورية إنه تم "القبض على أربعة من مجموعة مسلحة من فلول النظام السابق حاولت مهاجمة ثكنة عسكرية في ريف اللاذقية على الساحل الغربي للبلاد."

ومطلع آذار/ مارس الماضي، نقلت مصادر أمنية بأنه تم العثور على جثامين أفراد من قوات الأمن العام السوري، في مدينة طرطوس بعد أن غدرت بهم فلول النظام البائد وقاموا بتصفيتهم ميدانيا.

اقرأ ايضاًللمرة الأولى.. روسيا تستقبل لاجئين سوريين هل لذلك دلالات سياسية؟

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" في حينه عن مصدر بوزارة الدفاع قوله بعد "اشتباكات تمكن عناصر حراسة الثكنة من إفشال هجومهم وإلقاء القبض على 4 منهم".

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند سوريا: تحديد مكان "رأس خلية" لفلول النظام مسؤولة عن اغتيال عناصر أمنية للمرة الأولى.. روسيا تستقبل لاجئين سوريين هل لذلك دلالات سياسية؟ البيت الأبيض وطهران وتل أبيب.. ردود حول "الملف النووي" الإيراني توم هاردي يواجه مجموعة من المجرمين في فيلم الإثارة الجديد HAVOC قرار المحكمة العليا في إسرائيل بشأن "بار".. لن تتم إقالته Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًالأونروا ... 40 ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في غزة منذ بداية الحرب

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • سوريا: تحديد مكان رأس خلية لفلول النظام مسؤولة عن اغتيال عناصر أمنية
  • اللواء بن بيشة:تعزيز الجبهة الداخلية أمام التهديدات التي تستهدف وطننا
  • برئاسة وزير الصحة.. اجتماع لمناقشة عمل المجلس الطبي والصعوبات التي تواجهه
  • إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
  • بائعة قهوة ملكة جمال سابقة
  • فولهام يعاقب ليفربول بريمونتادا مثيرة
  • ثلاثة مقابل اثنين.. فولهام يعاقب ليفربول بريمونتادا مثيرة
  • “شيراز العنابية” متّهمة بالتحطيم والسب أمام محكمة الشراقة
  • حماس تدعو لمسيرات غاضبة وإضراب شامل رفضاً للعدوان الصهيوني