قصة الجماجم البلورية الغامضة!
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
في القرن التاسع عشر انتشرت في أرجاء أوروبا جماجم غامضة متقنة مصنوعة من البلور، اقتنيت من قبل جامعي تحف ومتاحف عالمية مرموقة، لكن مصدرها الحقيقي بقي مجهولا.
إقرأ المزيدفي الوقت الحالي توجد في العالم 13 جمجمة مصنوعة من الكريستال الصخري، صانعوها مجهولون.
الجماجم الثلاث الأخيرة على شكل جمجمة بشرية بالحجم الطبيعي، ويشك في أنها صنعت في عام 1889 في أدغال غواتيمالا من قبل عالم الآثار يوجين بوبان، الذي كان مستشارا في مجال الآثار للإمبراطور المكسيكي ماكسيميليان.
عالم الآثار وتاجر التحف الفرنسي يوجين بوبان كان ظهر في المتحف البريطاني عام 1857 مع عشرات الجماجم المصنوعة من الكوارتز المصقول، وادعى أنه حصل عليها من المكسيك وغواتيمالا، وأنها صنعت قبل آلاف السنين، وزاد على ذلك بالادعاء بأنها تتمتع بنوع من الهالة السحرية، وأنها قادرة على علاج الأمراض وتغيير المصائر.
دقق موظفو المتحف البريطاني في أوراق اعتماد بوبان، وتأكدوا من أنه كان مقربا من ماكسيميليان الأول، ملك المكسيك، وأنه شارك بالفعل في حملات نابليون الثالث لاستكشاف حضارات أمريكا الوسطى.
اللافت أن بوبان كان ينتقد بشدة التحف المقلدة، وقد أدان في رسالة محفوظة في الوقت الحالي في جمعية أمريكا اللاتينية الأمريكية ومؤرخة في عام 1866، "تزوير الآثار المكسيكية" من قبل السكان الأصليين في منطقتي تلاتيلولكو ولوس أنجلوس، وكانتا في ذلك الوقت ضمن ضواحي مدينة مكسيكو الحديثة.
يعتقد بعض الباحثين البارزين الآن أن مجموعة "بوبان"، كاره التزوير، كلها مزيفة، لكنه نجح في عام 1898 في بيع بعض القطع الأثرية إلى المتحف البريطاني الذي كان يسعى لتجديد مقتنياته وغثرائها بأفضل الآثار من أمريكا الوسطى، فيما صلت إحدى الجماجم البلورية التي كانت ضمن مقتنيات بوبان إلى يد جامع التحف ألفونس بينارد، وقد تبرع بها لاحقا لمتحف "برانلي كاي برانلي" في باريس
الجماجم البلورية الغامضة والسحرية تجولت في أرجاء العالم وعرضت في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم كأعمال فريدة لفنون أمريكا الوسطى، إلا أن شكوكا كبيرة تدور حولها، وتقول إحدى الروايات إنها صنعت في ورش في مدينة إيدار أوبرشتاين في ألمانيا، كانت تشتهر في القرن التاسع عشر بمنتجاتها المصنوعة من الكوارتز البرازيلي.
في العقد الثالث من القرن العشرين زادت جرعة الإثارة حول الجماجم البلورية، بعثور آنا، ابنة عالم الآثار والرحالة البريطاني الشهير ألبرت ميتشل هيدجز فيي أبريل عام 1927، أثناء تنقيب والدها عن آثار لحضارة المايا في هندوراس الحالية، على جمجمة بشرية من الكوارتز تحت أنقاض مذبح أثري.
الجمجمة كانت بالحجم الطبيعي وشفافة للغاية ومصقولة بطريقة مدهشة، وكان وزنها يبلغ 5.13 كغم، وتتميز بأبعادها المتناسقة للغاية، لكن كانت من دون فك سفلي.
من محاسن الصدف، أن الفك السفلي المفقود، عثر عليه بعد ثلاثة أشهر على بعد أمتار من المكان الذي وجدت به الجمجمة، وتبين أن هذه التحفة الفريدة تتميز بنظام متكامل من العدسات والقنوات التي تجعلها تتوهج بطريقة سحرية عند تعرضها لمصدر ضوئي.
ويقال ايضا إن هذه الجمجمة صنعت قبل وقت طويل من ظهور الحضارات الأولى في أمريكا الوسطى، وإن الخبراء لم يعثروا على أي أثر لمعالجات صقل على سطحها.
زاد من غموض هذا اللغز، أن رواسب الكريستال لا توجد بتاتا في المكسيك ولا في سائر أمريكا الوسطى، والمصدر الوحيد القريب يوجد في كاليفورنيا، لكنه ليس بمثل جودة الكريستال الصخري الذي صنعت منه تلك الجمجمة!
المشككون دفعوا برواية تقول أن عالم الآثار البريطاني وهو أب حنون، قرر على ما يبدو، أن يقدم لابنته هدية لا تنسى في عيد ميلادها السابع عشر والذي كان يصادف يوم عثورها على الجمجمة، ولذلك دس التحفة البلورية خفية أمامها تحت الأنقاض.
على أي حال، تبقى هذه الجماجم الغامضة التي تنسب لحضارة الأزتك بالنسبة للكثيرين، قصة مدهشة وأخاذة تبدأ وتنتهي بفيلم "إنديانا جونز"، فيما يرى آخرون أنها جماجم بشرية بلورية تتمتع بقوى سحرية خارقة. قسم ثالث لا يرى في هذه الجماجم البلورية إلا عملية احتيال متقنة. مع ذلك تواصل هذه الجماجم الغامضة رحلتها المليئة بالمكائد والمغامرات وبالمجهول، والغموض حولها مع الأيام يزيد.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف أمریکا الوسطى عالم الآثار
إقرأ أيضاً:
مصر.. اكتشاف مفاجأة داخل هرم "مخفي" في دهشور
في اكتشاف أثري مذهل، فتح علماء الآثار هرما مصريا مفقودا لأول مرة، ليجدوا بداخله مفاجأة غير متوقعة أذهلتهم تماما.
يقع هذا الهرم في منطقة دهشور، التي تعد واحدة من أهم مواقع الدفن الملكية في مصر القديمة، وتشتهر بأهرامها القليلة المتبقية وآثارها المدفونة تحت الرمال.
وصفت المنطقة من قبل عالم المصريات البريطاني الدكتور كريس نوتون بأنها "أشبه بمنظر قمري".
ووفق ما ذكر موقع UNILAD TECH فقد اكتشف العلماء بقايا هرم ظل مختفيا لآلاف السنين، وعند العثور عليه، تم إخطار وزارة السياحة والآثار المصرية، مما أدى إلى إطلاق عملية تنقيب واسعة النطاق للكشف عن أسرار هذا البناء العريق.
بعد الحصول على موافقة وزارة الآثار المصرية، تمكن فريق الباحثين من فتح الهرم المغلق منذ أكثر من 4000 عام، ووثقت الكاميرات اللحظة التاريخية التي كشفت عن أسراره للمرة الأولى.
وعندما أزيل الغطاء الحجري العلوي الذي يكشف ما بداخل الهرم وجدت الغرفة في حالة فوضى تامة ما يشير إلى أن الآثار التي بها قد تعرضت للنهب في وقت سابق.
يقول نوتون: "هناك سؤالان أساسيان هنا: من هو الشخص الذي دفن في هذا المكان؟ ولماذا تبدو غرفة الدفن وكأنها قد تعرضت للعبث، رغم أنها كانت مغلقة تماما؟".
بعد إجراء فحوصات دقيقة باستخدام تقنيات المسح المتطورة، تمكن علماء الآثار من فك رموز الهيروغليفية التالفة على صندوق كانوبي موجود داخل الهرم، ليكتشفوا للمرة الأولى أن هذه المقبرة تعود إلى الأميرة حتشبسوت، وهي شخصية ملكية بارزة من الأسرة الثالثة عشرة في مصر القديمة.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول الملوك والملكات غير المعروفين في مصر القديمة، ويعيد كتابة جزء جديد من تاريخ الفراعنة.