شبكة انباء العراق:
2025-01-30@19:44:44 GMT

قرار تجويع الجياع

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كان من المتوقع ان يستمر السيسي في خنق الرئة الوحيدة التي تتنفس منها غزة والمتمثلة بمعبر رفح، وكان من الطبيعي ان يواصل ملك البندورة حصاره على غزة، ولكن لم يكن من المتوقع أبدا تعليق عمل (الأونروا) ومنع مساعداتها الإنسانية، فقد توحدت جهود العالم العربي والعالم الغربي في حجب المساعدات الإنسانية، بينما اشتركوا كلهم في تعزيز ترسانة الكيان بأسلحة الفتك والدمار لإبادة شعب أعزل.

في حين لاذت المؤسسات الإعلامية والدينية ومنظمات المجتمع المدني بالصمت المطبق. .
وبات من المؤكد ان وقف مساعدات (الأونروا) يعني كسر صمود اهلنا بسلاح الجوع، والانتقام منهم بهذه الأساليب اللاإنسانية، حيث لا منفذ للنزوح والمغادرة عبر الجدران الموصدة والنيران الملتهبة. .
لقد تدخل الحوثيون إنسانياً في مضيق باب المندب من أجل وقف المجزرة في غزة، فالحوثيون لم يقتلوا أحداً، واقتصرت مهمتهم على منع السفن المكلفة بتقديم المساعدات للمجرمين والارهابيين، الذين قتلوا حتى الان اكثر من 25000 مدنياً، بينهم اكثر من عشرة آلاف طفلاً، لكن الولايات المتحدة ومعها بريطانيا لم تهاجما إسرائيل، وانما استهدفتا المدن اليمنية، ذلك لأنهما يدعمان المذبحة، ويمولان حملات الإبادة، وعلى أتم الاستعداد لقتل الناس من أجل تأمين سلاسل توريد الدعم اللوجستي إلى الكيان المحتل، وهي نفسها التي شاركت بقتل الأبرياء في أماكن متفرقة من العالم منعاً لوصول البضائع إلى اليمن الواقعة تحت الحصار، ولن يتغير موقف الاتحاد الأوروبي ومنظماته من التضامن مع الصهاينة مهما ارتكب الصهاينة من انتهاكات لحقوق الإنسان. وهم الآن يهددون البلدان المانحة، ويطالبونها بايقاف تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على الرغم من ان الوكالة تمثل شريان الحياة لأكثر من 5.5 ملايين لاجئ فلسطيني. فكانت النتيجة انسحاب معظم الدول المانحة قبل ظهور نتائج التحقيق حيال الاتهامات الاسرائيلية المفتعلة، فهبطت مؤشرات التمويل إلى حوالي 56% من الميزانية الكلية للأونروا. بينما استمرّت كل من مصر والأردن بمواصلة الحصار المشدد ضد سكان غزة، واكتفت البلدان العربية والإسلامية الأخرى بالوقوف على التل، اما المساعدات الضئيلة التي ترسلها البلدان الخليجية إلى غزة عن طريق مصر، فيجري الاستحواذ عليها ومصادرتها وبيعها في متاجر القاهرة. ولا جدوى من مسائلة (سامح شكري) صاحب نظرية: (من لم تعجبه سياستنا فليذهب إلى معبر آخر). .
تقول زعيمة حركة الاستيطان (دانييلا فايز): سوف نرغم العرب كلهم على الرحيل والمغادرة عن طريق حملات القتل والتجويع والتعطيش). .فهل يستطيع ابو الغيط اتهامها بالارهاب ؟، وهل تستطيع مستشارة ملك الأردن (سيما بخوّص) ان توجه لها أصابع الاتهام ؟. . وبالتزامن مع تعليق المفوضية الأوروبية تمويلها للأونروا قصف الطائرات الاسرائيلية مستشفى العودة. فالعالم الغربي يغرق الآن في الإبادة الجماعية. هذا مقزز. .
كلمة اخيرة: ليس البلية في أيامنا عجبا بل السلامة فيها أعجب العجب. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

???? العميد (أبوقمري) وابنه في عمليات فك الحصار عن القيادة العامة.. قصة بطولية متعددة الوجوه

في ذلك اليوم البعيد من أيام معركة الكرامة، تحديداً في 15 أبريل 2023 كان العميد ركن إسماعيل الطيب “أبوقمري” يُخيط معسكر حطاب جية وذهاباً، وقد مرت فوقه لتوها طائرة حربية يقودها اللواء طلال الريح بنفسه. غطست المقاتلة الميج داخل سحابة بيضاء، ثم اختفت لهنيهة، وسرعان ما هبطت كزخات الشهب الحارقة لترجم برج الدعم السريع، وسط الخرطوم.

*على حافة الخطر*
أدرك أبوقمري، وهو الضابط المظلي، أن الحرب بدأت فعلياً، وبحسابات سريعة فإن قوة الجيش داخل أسوار القيادة أقل بكثير من أن تصمد لفترة طويلة جراء هجمات الجنجويد العنيفة. ليس ثمة وقت لأمر تحرك، الرئيس مهدد والبلاد كلها على حافة الخطر.

ولذا جهز أبوقمري سرية من الفدائيين، على متن نحو 80 سيارة، وشق بهم طريقه صوب الجسر القديم الرابط بين بحري والخرطوم، انعطف يساراً وخاض معركة خاطفة مع كتائب الميليشيا التي كادت تحكم سيطرتها على بيت الضيافة، أطلق نيرانه كالبرق وسحق المجموعة الثانية منها. كان بمثابة مدافع متقدم يناور في مساحة ضيقة، وهو تكتيك رياضي لا يخلو من المخاطرة، ويتطلب – على الأرجح – وحدة دفاعية منضبطة للغاية تتمتع بالشجاعة والحذر، كما في كرة القدم أيضاً.

وقد نجح ذلك المتحرك بالفعل في اختراق دفاعات العدو في جبهة ضيقة شمال نفق جامعة الخرطوم، وبذلك تقريباً خاض أول معركة عسكرية هزم بها الميليشيا بعد ساعات قليلة من معركة الحرس الرئاسي.

معارك الهجوم المتحرك
اتخذت قوات الجيش التي وصلت القيادة المحاصرة لاحقاً، واقتحمتها عنوة، مهام دفاعية بالكامل، وكانت أحياناً تقوم بإرباك هجوم العدو كل ما سنحت الفرصة. وعندما وصل الدعم السريع إلى مدى الأسلحة الصغيرة، وكان قائد المليشيا يتحدث بثقة أن قواته قريبة وعلى البرهان أن يستسلم، قامت أسلحة الجيش في المحيط بالاشتباك معه، لدرجة أن القوة الدفاعية وصل بها الأمر إلى استخدام نيران الحماية النهائية المتاحة.

اتخذت القيادة بعد ذلك وضعية الهجوم المتحرك، خصوصاً بعد وصول متحرك العميد ركن عثمان كباشي في اليوم الثاني للقتال، قادماً تقريبًا من جبل سركاب معية القائد الفدائي العميد عمار صديق، وهم بقية مما أنجبتهم الفرقة التاسعة المحمولة جوا، لتتمكن تلك القوات من نقل المعركة إلى الهجوم وكسر جدار الحصار، بسيف الانتقام البراق، وذلك على طريقة كارل فون “الانتقال إلى الهجوم بشكل قوي وسريع هو النقطة الأكثر ذكاء في الدفاع” وذلك حين خاضت مواجهات أشبه بعملية مانشتاين دونباس في العام 1943، بين الألمان والروس، ساعتها أطلق السوفيت عدداً من الهجمات الناجحة بعد هجومهم المضاد في ستالينجراد، وبحلول نهاية الشهر تم تتويج تلك الهجمات بمجموعة من الخطط لإجبار القوات الألمانية على التراجع إلى نهر دنيبر.

تحت الحصار والمطر
بقى العميد أبوقمري داخل أسوار القيادة العامة نحو 639 يوماً، وساهم ضمن متحركات أخرى وصل بعضها لاحقاً في تثبيت القيادة التي صمدت صموداً أسطورياً، وكانت قد عاشت أهوال الحرب بكل تفاصيلها المميتة، تحت الحصار والمطر والجوع، ومع ذلك بقى فيها البرهان هنالك لنحو خمسة أشهر، وذلك قبل أن يظهر في مدينة أم درمان بصورة مفاجئة، لكن هيئة الأركان ظلت موجودة بكامل ضباطها تدير العمليات الحربية من داخل القيادة إلى اليوم.

فصول تلك المعاناة الممزوجة بالخوف والقلق عاشها معظم السودانيين، وعلى وجه الدقة أُسر الضباط والجنود داخل أسوار القيادة، ومن بينهم محمد إسماعيل (أبوقمري)، ذلك الفتى الذي تحرك من ولاية الجزيرة وقرر أن يخوض مغامرة إنقاذ والده، والمشاركة في مهمة وطنية، أو هكذا كانت تحدثه نفسه بالجهاد.

البطولة والشجاعة
تطوع محمد للمشاركة في معركة الكرامة ضمن كتيبة “أمن يا جن”، لتأتي اللحظة المنتظرة، المحتشدة بكل المشاعر الوطنية، حين التحم جيش أم درمان والكدور مع جيش سلاح الإشارة، وكان محمد ضمن أحد الأفواج التي عبرت إلى القيادة العامة، يعصب رأسه بكوفية فلسطينية، ويتأبط بندقية قنص وقلب لا يعرف الخوف، بدا سعيداً بأنه سوف يعانق والده أخيراً، وذلك بعد تقليم أظافر الجنجويد الذين كانوا قد أحكموا سيطرتهم على مداخل عرين الأسد، في اليوم الأول للحرب، لكن ضباط وجنود القيادة نجحوا بالصبر والتضحيات في كسب المعركة، وقطع الطريق أمام ذلك المخطط، كما أن فك الحصار عن القيادة العامة، ومشاركة أجيال مختلفة في تلك المهمة بدت كما لو انها قصة إنسانية مشحونة بقوة الحب والولاء بين الأب والابن والوطن، لتسفر عن نماذج من البطولة والشجاعة في مواجهة الموت والحصار، بدأت بتحرك الأب لإنقاذ قائده وفك الحصار عن أهم المواقع الاستراتيجية، ثم يلحق بهم الابن لينقذ والده، أو بالأحرى لينقذوا جميعهم البلاد.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الإنجليزي ينتظر رد أرسنال على «الحصار»!
  • شراكة استراتيجية وشاملة بين مصر وكينيا
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • نص الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر وكينيا
  • نقابة المهندسين تنضم لثورة الجياع وتطالب بوقف صرف رواتب المسؤولين بالدولار
  • ???? العميد (أبوقمري) وابنه في عمليات فك الحصار عن القيادة العامة.. قصة بطولية متعددة الوجوه
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • جوما تحت الحصار .. صراع دامٍ على الموارد يهدد شرق الكونغو | صور
  • استراتيجية اليهود في تدمير الطبقة المتوسطة
  • صحة غزة: نسبة الدمار التي طالت مجمع الشفاء الطبي تجاوزت 95%