مؤسس الرهبنة في العالم.. الكنيسة تحتفل بعيد نياحية الأنبا انطونيوس
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الموافق 22 من شهر طوبة وفق التقويم القبطي بتذكار نياحة القديس الأنبا أنطونيوس "أب الرهبان" ومؤسس الرهبنة في العالم.
يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
ولد القديس الانبا انطونيوس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف حوالي عام 251 م من والدين غنيين مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية ونحو السماء.
وفي عام 269 م إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية.
سكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل، وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداء طويلا متوشحا بزنار صليب مثل الإسكيم وعلى رأسه قلنسوة (غطاء)، وكان يجلس يضفر الخوص، قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل.
استقر القديس في البرية وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة ولكن الله كان يساعده لينتصر عليها.
واستمر القديس على هذا الحال عشرين سنة واجتمع حوله أناس كثيرون ليتتلمذوا على يديه وآخرون يطلبون الشفاء من أمراضهم فخرج إليهم القديس واستفادوا كثيراً من إرشاداته وصنع الله على يديه آيات وأشفية كثيرة، وتتلمذ له كثيرون وسكنوا في مغارات كثيرة حول مغارته، وصار أباً ومرشداً لهم، وبذلك أَسس أول نظام رهباني في العالم كله حتى دُعي بحق أنطونيوس أب الرهبان.
ونزل إلى الإسكندرية مرتين، الأولى سنة 311م أثناء اضطهاد مكسيميانوس قيصر ليشجع المؤمنين على الثبات في الإيمان وكان يزور المسجونين ويقوى عزائمهم.
والثانية سنة 355م ليدافع عن الإيمان القويم ويقف إلى جوار البابا القديس أثناسيوس الرسولي ضد الأريوسيين، وكان يحترمه الملوك ويكرمه كل الناس وذهب إليه في إحدى المرات بعض الفلاسفة يناقشونه فانذهلوا من عِلمه وكتب الإمبراطور قسطنطين رسالة مُظهِراً شوقه العظيم لرؤيته، وطالباً الصلاة من أجله ومن أجل المملكة فرد عليه القديس برسالة باركه فيها، طالباً السلام للمملكة وللكنيسة، وأوصاه فيها بما فيه خلاص نفسه ونجاح مملكته.
ويعيشوا الرهبان حتى الآن داخل "القلاية" أي مسكن الراهب كما يسمى بالمسيحية، ويكتفى الراهب فقط بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس، وحضور الصلوات والتسبيحات المسيحية، ويبتعد عن كافة شهوات الحياة ويكتفى بالصلاة والصوم فقط، ينعزل الراهب عن أهله ويعيش داخل الدير برغبته الكاملة.
وهناك ثلاثة أنواع من الرهبنة في مصر:
الأولى رهبنة التوحد: وفيه يسكن الراهب منفردًا، وأسسه القديس الأنبا أنطونيوس وتفرعت منه صورة خاصة كالحبساء والسواح.رهبنة الشركة: أنشأه القديس الأنبا باخوميوس، وفيه يحيا الرهبان جماعات يصلون الصلوات المختلفة مجتمعين، وينقسمون في العمل إلى فرق حسب عمل أياديهم، ومن هذا النمط أنشأ الأنبا باخوميوس اديرته وتُسمى أديرة الشرِكة.الفردية المترابطة: أي الحياة الفردية في تناسق مع الجماعة وأنشأه القديس الأنبا مغاريوس، وفيه عاش البعض في قلال منفردين، وبعضهم عاش جماعات، وكانوا يجتمعون مساء كل سبت في الكنيسة يستمعون لتعليم الشيوخ، ويسبحون حتى الصبح ثم يحضرون القداس ويتناولون الطعام سويًا صباح الأحد.وفي طقس رسامة الراهب، يحضر الشخص الذي يريد أن يترهب، وتوضع ثيابه على المذبح من المساء إلى الصباح لتحضر صلاة نصف الليل وصلاة باكر، ثم يقوم رئيس الدير برشمه باسمه الرهباني الجديد، ويقضي تلك الليلة في الصلاة ساهرين.
وبعد صلاة باكر، يرقد الشخص الذي يريد أن يترهب على الأرض مثل الميت، أمام الهيكل، ويفرش عليه ستر وتبدأ الصلوات والتي يتخللها صلاة الموتى أو كما تُسمي في المسيحية صلاة الراقدين، حيث حسب المعتقد الكنسي من ترهبن يُعتبر مات عن العالم، ويكرس الشخص ليصبح راهبًا.
والجدير بالذكر صلى نيافة الأنبا دانيال مطران المعادي والبساتين ودار السلام للأقباط الأرثوذكس، وسكرتير المجمع المقدس القداس الإلهي أمس، في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بمنطقة المعادي، وذلك في إطار احتفالات الكنيسة بعيد شفيعها، الذي تحتفل به الكنيسة القبطية في الثاني والعشرين من شهر طوبة من كل عام.
وعقب صلاة الصلح صلى نيافة الأنبا دانيال صلوات رسامة 83 من أبناء الكنيسة في رتبة إبصالتس (مرتل) للخدمة بالكنيسة ذاتها.
وهناك الكثير من الكنائس القبطية الأرثوذكسية باسم القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان في مصر ومنها:
كنيسة الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، بأرض اللواء، بالعجوزة، بالجيزة.كنيسة الأنبا أنطونيوس القديس، بكفر سليمان تادرس، بميت غمر، بالدقهلية. كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، بالأقصر.كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، ببني عطية، ببني سويف. كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، بعزبة جعفر، بالفشن، ببني سويف.كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، بفابريقة، بببا، ببني سويف. كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي، باللبان، بالإسكندرية.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بالزقازيق، بالشرقية.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بالسويس.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بالمنيا.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بباسوس، بالقناطر الخيرية، بالقليوبية.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بأطلس، بحلوان، بالقاهرة.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بشبرا، بالقاهرة.كنيسة الأنبا أنطونيوس، بطه شبرا، بقويسنا، بالمنوفية.كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس، بأبو شوشة، بأبو تشت، بقنا. كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، بإطسا، بالفيوم. كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس، بالمحلة، بالغربية. كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس، ببنغازي، بليبيا. كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس، بحوش عيسى، بالبحيرة. كنيسة القديسان الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، بنزلة سعيد، بطما، بسوهاج. كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، بالمنصورة، بالدقهلية. كنيسة الملاك ميخائيل والأنبا أنطونيوس، بالديابية، بالوسطى، ببني سويف. كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس، بمحرم بك، بالإسكندرية. كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس، بالنزهة، بمصر الجديدة، بالقاهرة. كنيسة العذراء مريم والأنبا أنطونيوس، بمنقطين، بسمالوط، بالمنيا. كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس، بالمعادي، بالقاهرة. كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا أنطونيوس، ببدر، بالقاهرة.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأنبا أنطونيوس الرهبنة الكنيسة القبطية الارثوذكسية القلاية الأنبا انطونیوس الأنبا بولا فی العالم ببنی سویف
إقرأ أيضاً:
الكنيسة تحتفل بتذكار القديسة مريم المصرية البارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في هذا اليوم المبارك، نحتفل بذكرى أحد القديسة مريم المصرية البارة، التي عاشَت حياتها في إسكندرية، قبل أن تتحول إلى نموذجٍ ملهم للتوبة والتغيير. إنّ قصتها التي تفيض بالنعمة والعزيمة تروي كيف تحوّلت من حياةٍ كانت مليئة بالفجور إلى حياةٍ مليئة بالقداسة والجهاد الروحي.
التحول من حياة الفجور إلى التوبة
وُلدت مريم في مصر وعاشت في الإسكندرية. في سن الثانية عشرة، تركت والديها، وانغمست في حياة الدعارة، متأثّرة برغباتها الجسدية. لم تكن حياتها تلك بدافع الربح، بل كان شغفها بالفجور هو الدافع الأساسي. ومع مرور الوقت، اضطرت للعيش على الصدقات وأحيانًا العمل في غزل الكتان.
سعيها إلى أورشليم للغواية والتوبة
توجّهت مريم إلى أورشليم مع مجموعة من الحجاج، حيث كانت تتبع أسلوبها في الغواية، محاولَةً أن تجد المزيد من العشاق. ومع اقتراب يوم رفع الصليب المقدس، قررت أن تحاول دخول الكنيسة لرؤية الصليب، لكنها وجدت حاجزًا يمنعها من التقدم. فشعرت بخجلها العميق وبدأت تعي أن حياتها المليئة بالخطيئة كانت السبب وراء هذا الحاجز الروحي.
التحول الروحي
مريم، في لحظةٍ من التوبة العميقة، رفعت نظرها إلى أيقونة والدة الإله، وتضرعت إليها أن تساعدها في نيل مغفرة الله. وقالت إنّها لن تعود إلى حياتها السابقة بعد أن تلتقي بالصليب المقدس. وفعلاً، بمجرد أن أخلصت نيتها، تمكّنت من دخول الكنيسة ورؤية الصليب، حيث سجدت له وعاهدت الله على التوبة.
حياة النسك والجهاد الروحي
بعد توبتها، انتقلت مريم إلى البرية بالقرب من نهر الأردن، حيث قضت ما تبقى من حياتها في النسك والعبادة، محاربةً رغباتها القديمة والتمسك بنعمة الله. عاشت حياة قاسية، إذ كانت تتغذى على بعض البقول والماء القليل، وكانت تتحمل مشاق البرية من شدة الحرارة والبرد.
لقاؤها بالأب زوسيما
في أحد الأيام، قابلت الأب زوسيما في البرية، الذي كان قد خرج بحثًا عن لقاء مع أحد الناسك المخلصين. طلبت منه أن يأتي إليها مع القربان المقدس في ليلة العشاء السري، وبعد عام من هذا اللقاء، عاد الأب زوسيما ليجد جثمان القديسة ممدّدًا على ضفاف نهر الأردن، حيث كانت قد توفيت بعد أن أكملت جهادها.
رُقاد القديسة
بعد مرور عام، عاد الأب زوسيما إلى المكان الذي التقى فيه بالقديسة مريم ليجد جسدها في حالة من السلام، كما لو كانت نائمة. وقام بدفن جسدها بعد أن ظهرت له علامات تدل على طلبها عدم الكشف عن سرّ حياتها السابقة. كانت هذه لحظة تعبير عن طهارتها الكاملة وتوبتها التامة.
قدوة للتوبة والنقاء
إنّ حياة القديسة مريم المصرية البارة تظل مصدر إلهام للكثيرين، فهي تبيّن أن التوبة الصادقة، مهما كانت الخطايا التي ارتكبها الإنسان، قادرة على تحويل القلب وإزالة عواقب الماضي. لقد أصبحت مريم مثالًا حيًا للقوة الروحية، والقدرة على الانتصار على النفس.