لم يستبعد الضيوف الذين تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تتجه الأمور في إسرائيل نحو سيناريوهات أسوأ، في حال أصرت حكومة بنيامين نتنياهو على تمرير خطة التعديلات القضائية التي ترفضها المعارضة.

ورجح أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بار إلان" مناحم كلاين أن إسرائيل -في ظل الاحتجاجات التي تشهدها- تتجه نحو المراحل الأولى من حرب أهلية، مؤكدا أن حكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي لا يقومون بإصلاحات قضائية بل يحاولون تغيير النظام لترسيخ الدكتاتورية في إسرائيل.

وفي حال أصرّت حكومة نتنياهو على موقفها بشأن الإصلاحات القضائية -حسب كلاين- فسيؤدي ذلك إلى أزمة حقيقية بين المجتمع المدني والحكومة، وإلى أزمة دستورية أيضا، باعتبار أن المحكمة الدستورية سيتعين عليها اتخاذ القرار بشأن التعديلات القضائية.

وكان آلاف المتظاهرين الإسرائيليين نزلوا إلى الشوارع -اليوم الثلاثاء- في احتجاجات "يوم المقاومة" ضد خطة التعديلات القضائية التي تعتزم حكومة  نتنياهو تمريرها، في حين يستعد المشرعون للتصديق على أحد مشروعات القوانين في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وحول إمكانية إلغاء نتنياهو للتعديلات القضائية، أوضح الضيف الإسرائيلي أن خيارات نتنياهو ستكون صعبة، فإذا أقدم على هذه الخطوة سيكون عليه تغيير الائتلاف الحكومي واستبدال المتدينين المتطرفين في الحكومة، من دون أن يستبعد احتمال حدوث أزمة بين حكومة نتنياهو والمحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية).

ومن جهته، أكد المحلل السياسي والباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين -في حديثه لحلقة (2023/7/18) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن المشهد السياسي في إسرائيل رهين سيناريوهات، منها أن يتطور إلى أزمة أمنية خطيرة، لكن جبارين ربط ذلك بمدى حصانة الجيش الإسرائيلي.

وقال إن الجيش الإسرائيلي على مدار الـ50 عاما الماضية كان البؤرة التي يدخلها السياسيون إلى ساحة الحكم والنفوذ، لافتا إلى أنه صار مهمشا على المستوى السياسي خلال العقدين الأخيرين.

وأشار إلى أن ضباطا وجنود احتياط في المؤسسات الأمنية المختلفة، بما فيها وحدات النخبة العسكرية والمخابرات وسلاح الجو، هددوا بإنهاء تطوعهم وعدم الاستجابة لدعوات التجنيد في حال مضي الحكومة قدما في إقرار تشريعات ما تسميه "الإصلاح القضائي".

ويتعلق السيناريو الثاني -حسب جبارين- بالاغتيالات السياسية، التي لو حدثت فستقود إسرائيل إلى سيناريوهات أخرى.

ويرى الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية أن نتنياهو وحكومته رهينة بيد الصهيونية الدينية، التي تسعى للسيطرة على المشهد الإسرائيلي، مشيرا إلى أن محللين إسرائيليين باتوا يتحدثون عن "مملكة يهودا لليهود المتزمتين" و"مملكة إسرائيل للعلمانيين".

موقف واشنطن

وحول رؤية واشنطن لتطورات المشهد في إسرائيل، أكد ريتشارد غوودستاين -مبعوث الرئيس السابق بيل كلينتون إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط- أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتبر ما يحدث مؤسفا جدا، لأن الولايات المتحدة الأميركية لطالما دعمت إسرائيل "دولة ديمقراطية"، وليست "دولة يهودية".

وبشأن دعوة بايدن لنتنياهو عبر مكالمة هاتفية إلى زيارة واشنطن، حسبما أعلن البيت الأبيض، قال غوودستاين إن الدعوة لم تكن من البيت الأبيض، مؤكدا أن التعاون بين تل أبيب وواشنطن سيستمر على المستويين العسكري والاستخباراتي، لكن على المستوى السياسي فإن نتنياهو يتمنى عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، وهو مخطئ في موقفه، على حد قول غوودستاين.

ويذكر أن الاحتجاجات تصاعدت في إسرائيل مع استعداد الحكومة لتمرير مشروع قانون "الحد من المعقولية" بالقراءتين الثانية والثالثة في الكنيست (البرلمان).

ومن المقرر أن يعقد البرلمان الإسرائيلي جلسات تصويت في وقت لاحق الشهر الجاري. وإذا تمت الموافقة على المشروع، فإنه يصبح قانونا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

خبير: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو «انتهى» سياسيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يقفوا ضد كل المفاوضات التي بشأنها تعمل على وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن نتنياهو مصمم على إفشال الإدارة الأمريكية.

وأضاف «سنجر» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك أصداء وتداول أقاويل في الشارع الأمريكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها القدرة على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، موضحًا أن الحزب الديمقراطي في أمريكا تحدثوا بأن بنيامين نتنياهو يجب أن يغادر من السياسة الإسرائيلية.

ولفت إلى إصدار المحكمة الدولية الجنائية مذكرة اعتقال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت جاء كالصاعقة على تل أبيب، موضحًا أن أهم نقطة بشان إصدار المذكرة تتمثل في أن معظم الدول الأوروبية موجودة في المحكمة الجنائية الدولية ووافقوا على إصدارها.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية أصبحت محظورة على نتنياهو، علاوة على ذلك فإنه سيقيد حركة نتنياهو وجالانت في التحرك للعواصم الأوروبية لا سيما في بعض العواصم الإفريقية والآسيوية، ويعتبر نتنياهو انتهى سياسيًا.

مقالات مشابهة

  • عريضة لإقالة بن غفير تسبب أزمة دستورية داخل حكومة نتنياهو
  • منظمات مؤيدة للفلسطينيين تقيم دعوى ضد حكومة هولندا لدعمها إسرائيل
  • خبير: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو «انتهى» سياسيًا
  • خبير: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو «انتهى» سياسيا
  • سجل الملاحقات القضائية يؤرق إسرائيل.. والجنائية تفتقر لآليات التنفيذ
  • نائب أركان الجيش الأردني السابق: قرار اعتقال نتنياهو يزرع الخوف بين قادة إسرائيل
  • بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.. هذا ما أبلغه قادة الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي
  • المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تعرقل وقف إطلاق النار
  • المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تفتح مساحات جديدة للصراع
  • هالة أبوعلم عن التلفزيون المصري: أزمة ماسبيرو في الإدارة التي تتجاهل الكوادر