محلل سياسي أمريكى يعلق على أسباب سعي ولاية تكساس للانفصال عن الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قال المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي في حديث لـ RT، إن ما يحدث في ولاية تكساس بخصوص الانفصال عن الولايات المتحدة، هو ردود أفعال من حاكم الولاية غريغ أبوت.
إقرأ المزيد الثقل الاقتصادي لتكساس.. ماذا تخسر الولايات المتحدة في حال استقلت الولاية؟وأضاف المحلل أن تكساس تتضررت من دخول المهاجرين غير الشرعيين خاصة من متنزه يتبع للحكومة الفدرالية في الولاية اسمه شلبي بارك، وهو متاخم للحدود المكسيكية، مشيرا إلى أن الحكومة الفدرالية تغض الطرف عن هؤلاء المهاجرين، مما دفع حاكم تكساس غريغ أبوت للتدخل وفرض سيطرته على المنتزه وضمه إلى الولاية، ثم قام بإنشاء أسوار وأسلاك شائكة لمنع دخول المهاجرين.
وأوضح المحلل أن الموضوع تطور، ورفع إلى محكمة الاستئناف، التى حكمت بأحقية ولاية تكساس في هذا الأمر، وتم الطعن في المحكمة العليا، التي أصدرت قرارا بإلغاء الحكم بصفة طارئة، وأعطت الحق للحكومة الفدرالية لتقوم بإزالة الأسلاك الشائكة التي أقامتها ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك، ما آثار حفيظة حاكم ولاية تكساس، وصرح بأنه سيقاوم هذا الأمربكل ما يملك من قوة.
وقال المحلل إن بعض ولايات الجنوب، وهي ليست بالولايات البسيطة أو القليلة، تقريبا أكثر من 20 ولاية، يناصرون ما قام به حاكم ولاية تكساس وأغلبهم من الولايات الجمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إقرأ المزيد دعوات للدفاع عن تكساس في وجه السطات الفيدرالية الأمريكية (فيديو)وأضاف أن هذا لا يعني أن هناك اتفاقا بين الولايات على الدعم المسبق لانفصال لتكساس الذي يشيرون إليه باسم "تكسيت" "texexit" على وزن "بريكست" "brexit" وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فتكسيت تعني خروج تكساس من الاتحاد الفدرالي الأمريكي، وهذه حركة قديمة زعيمها دانيل ميلر، أنشأها في عام 1996، وأطلق الحملة لخروج تكساس وانفصالها عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المحلل إن الموضوع ليس وليد أحداث هذه الأيام، حيث كانت هناك حملة قام بها دانيل ميلر من أجل الانفصال سابقا، مشيرا إلى أن الموضوع أثير أيضا بالنسبة لولاية نيويورك، عندما حاول دونالد ترامب أن يجبر حاكم نيويورك على الإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا، فرفض الحاكم في ذلك الوقت هذا الأمر وعندما اشتعل الخلاف بينهما، هدد الحاكم بأن تنفصل نيويورك عن الاتحاد الأمريكي.
ولفت المحلل النظر إلى أن موضوع الانفصال هو موضوع يثار دائما عندما يكون فيه تغول من الحكومة الفدرالية على الولاية ثم دساتير الولايات، فكل ولاية لها دستورها الخاص ولها مجلسها التشريعى بضافتيه النواب والشيوخ، ولها قوانينها الداخلية التي تحكم الولاية، ولها شرطة المدن والمقاطعات للولاية نفسها علاوة على ان للولاية نفسها ما يقارب 267 ميليشيا عسكريه مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية، تملك الأسلحة الثقيلة ومتوسطة الثقيل والخفيف وتملك الطائرات الهليكوبتر، لكن لا تملك الطائرات النفاثة والمقاتلات.
إقرأ المزيد تكساس وبايدن.. معركة تتصاعدوأكد الخبير أنه لن يتم تطبيق نصوص الدساتير لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع هذا الأمر بمنتهى العنف، ولو تم هذا الأمر لن تكون هنالك حرب أهلية سوف يكون هناك سحق لهذه العملية وهذا التمرد، وهذا لا يخالف أبدا الدستور الأمريكي بأن الجيش الأمريكي لا يقدر على الانتشار على الأراضي الأمريكية، لأنه عندما تنفصل ولاية تكساس ستصبح أراض غير أمريكية فيجوز للجيش الأمريكي أن ينتشر فيها ويقوم بعمليات عسكريه للقضاء على هذا التمرد.
وأضاف أن هذا لن يتم وهذا التهديد قائم منذ أكثر من 40 عام وهذه الحركة متواجده فلن يكون هناك حرب أهلية ولن يكون هناك انهيار للاتحاد في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن الحرب الأهلية فهي قيد شرارة، ليست خروج تكساس بل لو تم منع ترامب من دخول انتخابات 2042 أو اغتياله، حينها ستكون هناك حرب أهلية، وقال إن عدد قطع السلاح فى الولايات المتحدة الأمريكية جاوز أربعة مائة ألف سلاح متمركزة فى ولايات الجنوب والغرب بعد كانت قبل 2024 ثلاثه مائة وعشرون مليون سلاح من 2020 إلى 2024، اليوم زادت ثمانين مليون قطعة سلاح، فالمواطنين في ولاية الجنوب والجنوب الغربي يحشدون الأسلحة والذخائر تحسبا للجبهة عندما تكون هناك حرب أهلية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البيت الأبيض الجيش الأمريكي تكساس دونالد ترامب نيويورك الولایات المتحدة الأمریکیة ولایة تکساس هذا الأمر حرب أهلیة
إقرأ أيضاً:
هزم ترامب سياسيًّا وإنسانيًّا
فى المعركة المحتدمة بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب، والكولومبى جوستافو بيترو على خلفية ترحيل المهاجرين الكولومبيين لبلادهم سجل الرئيس بيترو مواقف وطنية وإنسانية ودروسًا للآخرين، احترم مواطنيه وعراقة بلده وحضارتها «كيمبايا، ومشيخات تيرونا» التى تعود تاريخها إلى 500 قبل الميلاد حتى 600 بعد الميلاد، قبل رحلة المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس للأمريكتين، والغزو الإسبانى لكولومبيا.
لم ينحنِ بيترو للعاصفة الترامبية كما تُسوق بعض الأبواق الإعلامية المنتمية للإدارة الأمريكية إيدلوجيا وسياسيا، بل على العكس كان ندًّا أمام شطط وغرور ترامب، موقف بيترو كان واضحا منذ البداية فهو ليس ضد عودة المهاجرين لوطنهم بقرار من ترامب، فلا يمكن إجبار أشخاص على البقاء فى دولة لا ترغب فى وجودهم، واعتراضه على التعامل غير الآدمى مع المهاجرين وذهابهم للمطار مقيدى الأيدى كأنهم مجرمون، وهو ماجعله يرفض استقبالهم وعودتهم لكولومبيا، وجاء رد فعل ترامب صداميا وتصعيديا ورفع الرسوم الجمركية بين البلدين إلى 25 %.
فى وقت تعتمد كولومبيا على السوق الأمريكية لصادراتها من القهوة والزهور، ويعمل ما يزيد على نصف مليون مزارع فى صناعة القهوة، وآلاف العمال خاصة النساء بقطاع الزهور، وتراجع الطلب الأمريكى، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض البيزو الكولومبى بنسبة 3% بعد تصاعد الأزمة، وإعادة تقييم المستثمرين الأمريكيين لاستثماراتهم فى كولومبيا، المقدرة بـ 7.2 مليارات دولار سنويا.
رغم كل ذلك وقف بيترو صلبا وحارب غريمه بنفس السلاح- رغم الفارق فى القوة والفاعلية–إذ فرض رسومًا جمركية على الواردات الأمريكية بنفس النسبة، واحتراما لحرية الإنسان وآدميته طالب آلاف الأمريكيين بالأراضى الكولومبية بتوفيق أوضاعهم وخاطبهم بود: لن أحرق أبدًا علم الولايات المتحدة أو أطلق حملة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة مقيدى الأيدى.
وخصص الرئيس الكولومبى طائرات تابعة لخطوط بلاده «الوطنية» لإعادة المُرحلين من الولايات المتحدة من دون أصفاد!
فكسب تعاطف واحترام شعبه والأمريكيين أنفسهم، وظنى أن ترامب نفسه يحسد بيترو على موقفه الذى لم يتوقعه وهو ما دفعه إلى التراجع عن فرض عقوبات على كولومبيا وإلا لاستمر فى عناده حتى مع عودة المهاجرين لبلادهم عقابا لموقف بيترو العنيد.
بيترو يخطط حاليا لتنويع الشركاء التجاريين وتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا لتقليل الاعتماد على أمريكا بفعل تهور واندفاع الرئيس الأمريكى.
بيترو كان له مواقف إنسانية نبيلة مع بدء الهجوم الإسرائيلى على غزة فقطع العلاقات معها ومنع شراء أسلحة إسرائيلية لما وصفه بمذابح وإبادة جماعية تشبه «الهولوكوست»، ومنع تصدير الفحم إلى تل أبيب، وقال كلمته المشهورة، إن إسرائيل تستخدم الفحم لصنع قنابل تقتل بها أطفال غزة.
بيترو كتب رسالة مطولة نارية ومؤثرة لترامب وسط لهيب الأزمة أشبه بطلقات رصاص اختتمها بقوله: إذا كنت تعرف شخصا عنيدا على وجه الأرض فهو أنا، يمكنكم عبر قوتكم الاقتصادية وغطرستكم أن تحاولوا تنفيذ انقلاب ضدى كما فعلتم مع الرئيس التشيلى السابق سلفادور أليندى، لكننى سأموت على مبدئى، قاومت التعذيب وسأقاومك أيضا.. أسقطنى أيها الرئيس، وسترد عليك الأمريكتان والإنسانية..!