إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء إنه اتخذ قرارا بشأن طريقة الرد على مقتل ثلاثة جنود في هجوم بطائرة مسيرة استهدف القوات الأمريكية في الأردن، الأمر الذي من المرجح أن يتخذ شكل "عدة" عمليات انتقامية.

وردا على سؤال بشأن إيران، قال الرئيس الأمريكي "أنا أحملهم المسؤولية، بمعنى أنهم يزودون الأسلحة للأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)".

ولم يقدم الرئيس الديمقراطي، الذي يواجه ضغوطا شديدة من خصومه الجمهوريين للرد بحزم على طهران، مزيدا من التفاصيل خلال محادثة سريعة مع الصحافيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته للقيام بحملته الانتخابية في فلوريدا (جنوب شرق).

غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قال لاحقا للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، "من الممكن جدا أن تشهدوا مقاربة متدرجة في هذه الحال، ليس مجرد إجراء واحد بل احتمال اتخاذ إجراءات عدة".

ويأتي ذلك غداة إشارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى عمليات انتقامية "على مستويات عدة، يتم تنفيذها على مراحل".

وفي وقت متأخر الثلاثاء، أعلن الجيش الأمريكي إسقاط أحدث صاروخ مضاد للسفن أطلقه الحوثيون باتجاه البحر الأحمر، وفقا للقيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم".

وقالت "سنتكوم" في بيان "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار".

عودة جثث الجنود

قبل مغادرته إلى فلوريدا حيث سيقوم بجمع الأموال لحملته، تحدث الرئيس الأمريكي مع عائلات الجنود الثلاثة الذين قتلوا.

وقال كيربي إنه بالاتفاق معهم، سيتوجه بايدن إلى قاعدة دوفر (شمال شرق) الجمعة، لحضور مراسم إعادة رفات الجنود.

وجاء ذلك فيما أكد الثلاثاء أنه لا يريد "حربا أوسع نطاقا" في الشرق الأوسط، في تكرار للفكرة التي يشدد عليها الأمريكيون منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

والثلاثاء أعلنت كتائب حزب الله - العراق "تعليق" العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم "إحراج" الحكومة العراقية.

وفي حين تشدد الإدارة الأمريكية على أنها لا تريد حربا مع طهران مع سعي مسؤولين إيرانيين للنأي بأنفسهم عن الهجوم، لفتت الكتائب في بيانها إلى أن "إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيرا ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا".

وأوصت الكتائب مقاتليها "بالدفاع السلبي (مؤقتا)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم".

وردا على الإعلان قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي في واشنطن إن "الأفعال أبلغ من الأقوال".

وأضاف "كنا قد دعونا المجموعات التابعة لإيران إلى وقف هجماتها. لكنها لم توقفها. سنرد في التوقيت الذي نختاره وكما نشاء".

وأسفر الهجوم بطائرة مسيرة الأحد على قاعدة لوجستية أمريكية تقع في الصحراء الأردنية على الحدود مع العراق وسوريا، إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات بجروح، وفقا للجيش الأمريكي.

وكان ذلك كافيا لإعادة إحياء انتقادات اليمين في الولايات المتحدة لاستراتيجية جو بايدن تجاه إيران.

وقال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في بيان إن "العالم ذهب إلى الجحيم" في عهد بايدن الذي "جعل بلادنا تندفع بشكل مباشر نحو الحرب العالمية الثالثة".

بدوره، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أن "العالم كله ينتظر ليرى ما إذا كان الرئيس سيقرر أخيرا استخدام القوة الأمريكية لإجبار إيران على تغيير سلوكها".

الصين وروسيا

تعرضت الولايات المتحدة لضربات عدة طالت مواقع تابعة لها في الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، لكنها لم تعلن عن أي خسائر بشرية قبل يوم الأحد.

وكان الجيش الأمريكي قد رد على الضربات، عبر استهداف الجماعات الموالية لإيران في العراق وسوريا، تماما كما استهدف الحوثيين في اليمن، الذين تدعمهم طهران والذين يضاعفون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

ولا يريد بايدن الانجرار إلى صراع إقليمي واسع النطاق في منتصف عام انتخابي. وقد امتنع حتى الآن عن شن ضربة مباشرة على إيران، سواء من خلال استهداف أراضيها أو كبار مسؤوليها العسكريين.

وفيما كان الرئيس الأمريكي، الذي يقدم نفسه على أنه الضامن للنظام والديمقراطية على المستوى الدولي، يواجه انتقادات الجمهوريين في الداخل، فقد قوبل أيضا بدعوات للتهدئة من قبل خصمي واشنطن الرئيسيين، روسيا والصين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردا على أسئلة الصحافة بشأن مخاطر عمليات انتقامية أمريكية ضد إيران، "نعتبر أن مستوى التوتر مقلق للغاية، وأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات لنزع فتيل التوتر".

من جهتها، دعت بكين "جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".

إيران تهدد برد حاسم إذا استهدفت أراضيها أو مصالحها أو رعاياها

وذكرت حذر مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني من أن طهران سترد ردا حاسما على أي هجوم يستهدف أراضيها أو مصالحها أو رعاياها في الخارج، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية الأربعاء.

وقتل العديد من أفراد الحرس الثوري الإيراني في ضربات إسرائيلية في سوريا، حيث لقي خمسة من أفراده حتفهم في 20 كانون الثاني/يناير واثنان آخران في 25 كانون الأول/ديسمبر.

وأصابت غارة إسرائيلية أخرى الإثنين ما وصفته وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأنه "مركز استشاري عسكري إيراني" في سوريا، مما أدى إلى مقتل اثنين، لكن مبعوث إيران لدى سوريا نفى التفاصيل المتعلقة بالهدف وقال إن الضحايا ليسوا إيرانيين.

وكانت إيران قد هاجمت في 15 كانون الثاني/يناير ما قالت إنه "مقر تجسس" إسرائيلي في إقليم كردستان العراق شبه المستقل.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الأردن الجيش الأمريكي هجوم طائرة بدون طيار إيران ميليشيا العراق الولايات المتحدة جو بايدن كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب مصر ساحل العاج الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟

ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أنه في ظل التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، كشف تقرير جديد عن تدخل إيران السري لعرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، التي كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار.

فقد أكد الباحث السياسي مجد حرب، أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم حزب الله وتوجيه سياساته، وهو ما يعكس تأكيد طهران على قدرتها على التأثير على مجريات الأحداث في لبنان.

وأضاف حرب: "إيران ترى أن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل قد يكون ضارًا بمصالحها، خصوصًا إذا كانت تؤدي إلى تقييد حركة حزب الله في الساحة اللبنانية."

وأوضح أن طهران لا ترغب في أن يشهد لبنان استقرارًا يمكن أن يؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله في المنطقة، وهو ما يبرر تصرفات إيران في تعطيل هذه المفاوضات.   وأضاف أن إيران تعتبر سلاح حزب الله جزءًا من إستراتيجيتها الإقليمية، وأن أي محاولة لتقييد أو تحجيم هذا السلاح قد تعتبر تهديدًا لمصالح طهران.

وقال: "إيران مصرة على الحفاظ على قدرات حزب الله العسكرية في لبنان، وتعتبر أن هذا السلاح جزء أساسي من المقاومة ضد إسرائيل، وهو جزء من مشروعها الإقليمي في المنطقة".

وأكد حرب أن طهران تدافع عن القرار 1701، ولكنها ترى أن أي إضافة عليه قد يصب في مصلحة إسرائيل. في ما يتعلق بالدور الغربي في أزمة لبنان، أشار حرب إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان لتحقيق تسوية سلمية، لكن إيران تحول دون حدوث تقدم كبير.

وقال: "الدور الأميركي يتمثل في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي يمكن أن يوقف التصعيد، لكن إيران لا تريد أن يكون هذا الحل على حساب مصالحها في لبنان".

وأضاف أن المجتمع الدولي يسعى لضمان عودة المدنيين إلى منازلهم، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على موقف حزب الله وإيران.   وأشار حرب إلى أن إيران وسوريا تعدان الحليفين الرئيسيين لحزب الله في المنطقة، ويقدمان الدعم العسكري والمالي للحزب.

وقال: "إيران تسعى إلى تكريس وجودها العسكري والسياسي في لبنان من خلال حزب الله، وهو ما يعزز موقفها في مواجهة إسرائيل والدول الغربية".

وأضاف أن أي تسوية سياسية قد تضر بمصالح إيران في المنطقة، مما يجعلها تستمر في دعم الحزب بأقصى ما تستطيع. (سكاي نيوز عربية) 

مقالات مشابهة

  • مستشار مرشد إيران يكشف استعدادات الرد على الاحتلال الإسرائيلي
  • الكرملين يبحث الرد على التصعيد غير المسبوق لإدارة بايدن
  • مستشار خامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل
  • ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
  • بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة إسرائيلية بقصف شمال قطاع غزة
  • بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن
  • «بداية حرب عالمية ثالثة».. بايدن يورط الرئيس الأمريكي الجديد في مواجهة مع روسيا
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟