قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء، ان رحلة المعراج هي إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ دون غيره من الخلائق ، ففي لحظة لطيفة خاطفة صعد من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا , ومنها إلى سدرة المنتهى وهو ما يعد كشفا كليا للغيب , وخروجا كاملا عن قوانين الأرض , وتجاوزا لا تستطيع بلوغه حواس الإنسان ومداركه.

ومما يجدر ذكره في هذه المعجزة الكبرى أنها أخذت بيد النبي ﷺ ليتجاوز عوالم الكون ومحددات الوجود , وهي عوالم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.

أما عالم الزمان : فقد طوى الله عز وجل لنبينا ﷺ الزمان بما لا تبلغه العقول ولا تستوعبه الأفهام إلا إذا أدركت تلك العقول نفحات من الإيمان.

وأما عالم المكان : فإنه ﷺ تجاوز كل مكان وصله مخلوق , من نبي مقرب أو ملك مرسل , حيث تجاوز السماوات السبع إلى سدرة المنتهى , إلى حيث شاء الله عز وجل بما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر.

وتجاوز أيضا عالم الأشخاص : مع ما لهم من الحب والكرامة عند الله سبحانه , سواء أكانوا أنبياء أم مرسلين أو ملائكة مقربين , بداية من آدم في السماء الأولى مرورا بعيسى وموسى من أولي العزم حتى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم , بل تجاوز الأمين جبريل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , فقال له نبينا ﷺ : أفي هذا المكان يفارق الخليل خليله؟ , فأشار جبريل إلى قوله تعالى: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) .

وبخصوص عالم الأحوال : فقد فاق رسول الرحمة ﷺ كل المقامات , وبلغ أعلى الرتب والدرجات , فإنه تجاوز مراتب المرسلين , ومر على أحوال الملائكة المقربين الذين وصفهم الله بقوله: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) ، وقال ﷺ عن السماوات: (ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم) ، ولم يتحمل سيدنا جبريل أنوار جلال الله تعالى , فترك رسول الله ﷺ يدخل على تلك الأنوار وحده , ويتلقى الوحي والعلم والفضل من الله عز وجل دون واسطة جبريل , ليفضل الجميع بما تلقاه في تلك الحال , ويتحقق تفرده كما قال سبحانه: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).

ولقد ظهرت هذه المعاني كلها بعوالمها الأربعة في قوله تعالى: (وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى).

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جامعة شريف هداية الله الحكومية الإسلامية بإندونيسيا تطالب بتجديد التعاون العلمي مع الأزهر

 التقت الدكتورة يولي ياسين، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا، الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، على هامش زيارته الموسعة لإندونيسيا، بحضور فضيلة الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.

الجامع الأزهر يعقد ملتقاه الأسبوعي السبت المقبل خريجي الأزهر بالوادي الجديد: الرسول استخدم الأساليب التربوية رحمة بالمخطئين

وخلال اللقاء رحبت عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة شريف هداية الله بفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، وثمنت جهود الجامعة وعنايتها ورعايتها للطلاب الوافدين من مختلف أنحاء العالم.

وطالبت عميدة الكلية بالنظر في تجديد اتفاقية التعاون العلمي مع جامعة الأزهر.

من جانبه قال فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر: إن الجامعة ليس لديها مانع من التعاون العلمي مع جميع الجامعات بما يعود بالنفع على طلاب العلم في مختلف المجالات العلمية.

وأوضح أنه عقب العودة إلى القاهرة سوف يتم النظر في تجديد اتفاقية التعاون العلمي بعد الحصول على الموافقات اللازمة لذلك.

محافظ جاوا الإندونيسية: نقدر عناية الإمام الأكبر بطلابنا الدارسين في قلعة الوسطية والاعتدال

التقى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالسيدة خُفِيفَة إندار باراوانسا؛ محافظ جاوا الشرقية؛ لمناقشة دور خريجي الأزهر الشريف في نشر سماحة الإسلام ومكافحة التطرف ضمن وفد رفيع من المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.

وأشاد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالتزام الطلاب الإندونيسيين، وحرصهم على الدِّراسة في الأزهر الشريف؛ مثمنًا دور فرع المنظمة بإندونيسيا في مد أواصر الصلة بين الأزهر الشريف وخريجيه.


وأكد رئيس جامعة الأزهر على عناية ورعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالطلاب الوافدين من مختلف أنحاء العالم عامة وطلاب إندونيسيا خاصة؛ كونهم سفراء للوسطية والاعتدال في بلادهم.

فيما أكدت محافظ جاوا الشرقية أن مصر دولة عريقة، تعتز إندونيسيا بالتعاون معها في مختلف المجالات، معبِّرة عن تقديرها لجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في نشر صحيح الدين الإسلامي، ورعاية وعناية فضيلته بالطلاب الوافدين من مختلف دول العالم عامة ، وطلاب إندونيسيا خاصة، حيث لا يألو جهدًا في دعمهم ورعايتهم، وتقديم جميع السبل التي تساعدهم على إنهاء دراستهم بنجاح وتفوق.

مقالات مشابهة

  • صلاح عبد الله يثير الجدل بشأن وفاة محمد جمعة
  • فضل الله: لوحدة لبنانية صلبة في مواجهة تجاوز العدو لكل الخطوط الحمراء
  • جامعة شريف هداية الله الحكومية الإسلامية بإندونيسيا تطالب بتجديد التعاون العلمي مع الأزهر
  • ولد الهدي فالكائنات ضياء … وفم الزمان تبسم وثناء
  • مختار جمعة: سرقة الكهرباء نهب لجموع الشعب.. وفتاوى التحليل ضد الوطنية
  • مختار جمعة يوجه الشكر للسيسي: "سر يا ريس على بركة الله ونحن جنودك"
  • وزير الأوقاف السابق لـ الرئيس السيسي: "سير على بركة الله ونحن جنودك"
  • وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء يسرق الشعب المصري أجمع
  • شيخ الأزهر: ليس من حق المؤمنين المفاضلة بين الأنبياء والرسالات الإلهية
  • جُمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا