الاستقطاب يهدد الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
تجاهل قضية الهجرة والاهتمام فقط بمعاقبة روسيا، يغدو مشكلة كبيرة للاتحاد الأوروبي. حول ذلك كتب سيرغي سيين، في "إزفيستيا":
أصبحت العقوبات المفروضة على روسيا والدعم العسكري السياسي لكييف سمات دائمة لتطوير مشروع التكامل الأوروبي. فهي لا تستخدم فقط لتحقيق "اللُحمة" بين جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بل وفي العلاقات مع شريكهم في الخارج - الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن نظرة سريعة على العملية السياسية في أوروبا تشير إلى أن العقوبات ضد "العدو الخارجي"، وليس الأحداث داخل الاتحاد الأوروبي (والمجموعة العابرة للأطلسي) هي التي يجب أن تصبح العصب المركزي للسياسة الأوروبية في العام 2024. فمن المقرر أن تجرى انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل، وبعدها سيتم تشكيل التركيبة الجديدة للمفوضية الأوروبية.
وينبغي أن يثبت عام الانتخابات أن التحدي الرئيس الذي يواجه الاتحاد الأوروبي وأعضائه في المستقبل القريب لا يتمثل في أوكرانيا، بل في الهجرة غير المنضبطة إلى الاتحاد الأوروبي، من أوكرانيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فمنذ أزمة الهجرة في 2015-2016، لم تتمكن النخب الأوروبية من القيام بالشيء الأكثر أهمية، وهو تطوير مخطط لتوزيع اللاجئين، يكون عادلاً من وجهة نظر الدول الأعضاء والاتفاق عليه. وكذلك إنشاء مؤسسات فعالة لتكيفهم ودمجهم في المجتمع.
وفي العامين 2022 و2023، أدى الصراع الأوكراني وما نتج عنه من أزمة الطاقة ومخاطر التضخم في أوروبا، إلى صرف انتباه الناخبين عن قضية الهجرة. وهي الآن تُنذر بالتحول إلى فكرة مهيمنة في الانتخابات المقبلة.
إن صعود اليمين المتطرف وتفاقم قضايا الهجرة، بكل معنى الكلمة، يجب أن يجبرا الاتحاد الأوروبي على تحويل اهتمامه إلى الداخل للحفاظ على استدامة الحكومات الوطنية ومشروع التكامل. ولكن من عجيب المفارقات أن هذه الاتجاهات لن تدفع النخب الأوروبية إلى التخلي عن المشاركة النشطة في تطوير السياسة الخارجية، لأن الحاجة إلى الاستجابة للتحديات الخارجية تساعد في تماسك الاتحاد على المستوى الداخلي. وبالتالي، وبسبب الجمود إلى حد كبير، فإن مسار العقوبات ضد روسيا سيستمر، وهو ما يضمن، وفقًا لمهندسيه، الوحدة الداخلية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الهجرة إلى أوروبا الهجرة غير الشرعية منظمة الهجرة الدولية الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية
أكد متحدث مفوضية الاتحاد الأوروبي أنور العنوني، أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
جاء ذلك في تصريح صحفي الخميس، تعليقا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وأوضح العنوني أن الاتحاد الأوروبي مستمر في التزامه الكامل بحل الدولتين الذي يراه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف: "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وشدد على أن موقف الاتحاد الأوروبي هو عدم السماح لمزيد من التهجير القسري للفلسطينيين.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.